محمود مجدي قدري
الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 22:33
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يخيفك الموت..ويخيفني,لكنه لا يخيف الفيلسوف,بل يسعي له طوال حياته حالماً به ,بتلك الضفة الأخري من حياته,وليست الحياة هي الدنيا التي ولدنا فيها,فكر معي...الحياة من الممكن تقسيمها علي ثلاثة أقسام:
1-قسم نسيناه,كانت أرواحنا موجودة قبل ميلادنا,ومن الممكن الشعور به أحياناً في حالات السمو الروحاني,أو حين تصرخ في صديقك:"ولة والمصحف الكلام ده حصل قبل كده"
2-تلك الدنيا التي هي مثل المرجيحة,حيث وجودنا الآني الذي تؤثر فيه العوامل الزمكانية والبيولوجية وكل ما ينتهي ب"ية"
3-قسم كلهم ذهبوا إليه,والدور القادم لي ولك.
تلك التقسيمة قد لا تعجبك كما لم تعجب من هم قبلك,لكنها تعجبني وأستريح لها,وأريد الكتابة عن الموت بلا سبب,ربما هرباً من الحياة,وربما لفلسفتها ومحاولة رؤيتها بزاوية أخري,فالضد يعرف بالضد...لكن انتظر هل الموت هو ضد الحياة؟
الموت البدني نعم!
لكن الروح علمها عند ربي!
الدنيا ميدان للاثنين كما أعتقد-وأنا لي اعتقادات عديدة خاطئة ليس لها أساس من الصحة-فالجسد والروح رفيقان النفس في الدنيا!!
هل جربت يوماً أن تموت؟!
حسناً هل جربت يوماً أن تحيا؟
من الموت المنتظر قد نفهم حياتنا الصابية نحوه كعاشقة ليس لها ملاذ سوي حضن حبيبها,فالحياة تعشق الموت بشدة,مهما ظننا أنها تبتعد عنه وتعاكسه وترواغه,نحن مخدوعون...نهر الحياة يصب في بحر الموت.
الكتابة عن الموت تعجزك,فتدرك أن بإمكانك الكتابة عن الحياة وهذا يكفي من تلك السلسلة التي أنوي كتابتها بحماقتي,حي يتحدث عن الموت,كسمكة تتحدث عن هارد الكمبيوتر!
"كل نفس ذائقة الموت"
القرآن يتحدث عن الحقائق المعاشة بطريقة تجعل القارئ,"يشعر"بها,فمن كثرة الاعتياد يموت الشعور في القلب,لكن الأسلوب القرآني يهز الإنسان ببلاغته,4كلمات رددها في هدوء وتأمل,و تذكر حوادث الموت التي شهدتها,وتخيل نفسك مكان واحدة منها...وتأمل إنجيل متي حين يرد فيه"دع الموتي يدفنون موتاهم"
اقترب من الموت وحاوره,ففي أغلب الاعتقادات الدينية,والرؤي الفكرية,ستستمر حياتك بعد موتك.وإن كنت تعتقد أن الموت هو النهاية,وليس بعده شئ,فحاول من خلاله فهم الحياة للموت تجليات تظهر في الحياة.....كموت تلك المقالة مثلاً علي أمل حياة مقالة أخري,علي يد الكاتب الفاني.
#محمود_مجدي_قدري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟