أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - المحروسة.. عنوان الحقيقة














المزيد.....

المحروسة.. عنوان الحقيقة


فريدة النقاش

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 08:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشهد مسرح «ميامي» كل ليلة عرضا ممتعا هو «المحروسة والمحروس» من تأليف محمد أبوالعلا السلاموني وإخراج شادي سرور الذي يلعب دورا محوريا في النص، ويعتمد العرض صيغة المسرح داخل المسرح إذ تقرر صاحبة حانة إعادة تمثيل حكاية شجرة الدر ملكة مصر من وجهة نظر جديدة تعمد مؤلفها الرد بها علي محاولات تهميش النساء من قبل الحزب الحاكم في مصر الذي قال في برنامجه إن الولاية الكبري لا تجوز للمرأة ولا للمسيحي، و«شجرة الدر» هي ملكة حكمت مصر وقادتها للانتصار علي الغزو الأجنبي في حين استسلم الخليفة المعتصم بالله «أحمد راتب» الذي أفتي بقتلها أمام هجوم التتار علي بغداد، وجسد الفنان الكبير كل تناقضات الشخصية.

هما إذن روايتان للتاريخ إحداهما تتم من وجهة نظر طبقية ذكورية والأخري تتحري الوصول إلي الحقيقة وتوصيلها حيث يتمني «شادي سرور» أن تكون رسالته قد وصلت للجمهور» يواجه فنانو المسرح كتابا ومخرجين وممثلين وفنيين معضلة التعبير عن واقع يتحول كل يوم مثلما هو الحال في بلادنا بعد الثورة، وفي نفس الوقت يزداد شعور هؤلاء بضرورة المسرح في الأوقات العصيبة ربما أكثر مما يشعرون بهذه الضرورة في أوقات التطور الاعتيادي والعلاقات الواضحة بين مختلف القوي والرؤي والأفكار والتوقعات التي تظل في مثل هذه الأوقات العادية معروفة سلفا بدرجة كبيرة.

خرج كل من المسرح الحديث من المعبد، ودفع به تطور البشرية إلي الساحات العامة والقاعات التي بنيت خصيصا لتلبي الحاجة نفسها التي مثلها وجود المعبد في العصور القديمة، أي الإشباع الروحي ومواجهة المصير المشترك، وتطورت أشكال المسرح وبناؤه تطورا عاصفا بعد هذا الخروج من المعبد إذ وجد الإنسان نفسه وهو يطرح الأسئلة علي علاقته بالعالم وبالطبيعة وبأخيه الإنسان بعد أن اهتزت ثقته بالآلهة، وأخذ البشر ينظرون خلفهم وحولهم بغضب ويجدون ملاذا في الفن وفي فن المسرح علي نحو خاص الذي صمد تاريخيا ضد كل أشكال المنافسة القوية من السينما إلي التليفزيون للإنترنت لأسباب كثيرة منها طابعه الحميم حيث يحتمي الناس ببعضهم البعض ويتأملون معا في احتمالات المصير وتنفتح أمامهم آفاق التوقعات، والأهم من كل هذا أن احتمالات المصير تقود لإمكانية التغيير، تغيير النظرة إلي العالم، استنباط رؤي جديدة من الصراع الدائر علي الخشبة كما يدعونا عرض «المحروسة والمحروس» الذي طرح سؤالا جوهريا.

وكان «برتولد بريخت» قد رأي أن يقود المسرح الملحمي جمهوره إلي طرح الأسئلة دون تلقي الإجابات، وهي الأسئلة التي تنفتح علي إجابات مغايرة، علي العالم الذي نتمناه علي توقعات كان المعتاد منها قد تهشم أمام عنفوان الحقيقة الكامنة في قلب الحركة الخفية للواقع والتي كشف عنها المسرح كأعظم منابر الديمقراطية علي الإطلاق فحين جري تقييد الحريات العامة في الحقبة الناصرية التي شهدت تطورا هائلا في منظومة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية ازدهر المسرح كأنما ليعوض النقص في منظومة التحرر، وتبلورت الأفكار والقضايا الكبري علي خشبته حيث قدم أهم كتاب الدراما أعمالهم الرئيسية وملأوها بالرموز والإسقاطات متوغلين في التراث الشعبي وفي أعماق الثقافة العربية الإسلامية ليقرأوها مجددا.

فماذا يريد المسرح لكي يحقق رسالته عبر الفكر والفرجة؟ إنه يريد الحرية لا فحسب لينشأ مسرح سياسي عاصف وإنما أيضا لتنفجر كل البُني القديمة في المجتمع ويجري نسفها لينشأ العالم الجديد عفيا حرا وجديرا بأحلام الثورة التي شاركت النساء فيها علي نطاق واسع.

يخشي الاستبداد من الثقافة ويموت رعبا من المسرح، لأن المسرح هو أقدر الفنون علي زلزلة عروش الاستبداد وتاريخه الغني شاهد علي ذلك.

وحين يتقنع الاستبداد بالدين تصبح المعركة بينه وبين المسرح معركة وجودية لا لأن المسرح تاريخيا نشأ في المعابد وإنما أيضا لأنه فن علماني بامتياز يضع الإنسان أمام نفسه متملكا لمصيره وهو يكشف الغطاء عن الحقيقة دون زيادة أو نقصان وبهذا المعني فإنه يمكن أن يحل محل الطقوس الدينية.

بدون المسرح تصبح الحياة فقيرة أحادية البعد وتنفتح بذلك علي كل أشكال التعصب والتطرف والكراهية ورفض الآخر أما المسرح فهو علامة علي غني الحياة يسقي أشجار التواصل والتعايش لتنمو وتخضر أوراقها.

تدهشنا روح الفريق الرائعة في «المحروسة والمحروس» حين تواصل سوسن بدر قدرتها علي الابتكار وتلحق بها لقاء الخميسي ويتميز كل من مجدي رشوان وهشام الشربيني وسامح عيسي وأحمد عثمان بفرادة خاصة، ومعهم فريق التتار واللاعبين سامي المصري وسمير عامر وحمد حسن وعلي فرج وعمرو يوسف وعمرو بهي ووليد الهندي وأحمد يوسف ومحمد عبدالعزيز، ويحتاج صوت سامح عيسي وموسيقاه التي وزعها حمدي رءوف إلي كتابة خاصة مع استعراضات فاروق جعفر.



#فريدة_النقاش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهضة الجنوب.. دون مصر
- هوية جامعة.. متعددة
- الفشل طريق العنف
- خطر استدعاء الأزهر
- قبل السقوط
- إفقار روحي
- الدولة المدنية بين استبداد العسكر والاستبداد الديني
- الفاشية وثقافة الخوف
- عري النظام
- باسم يوسف
- فاشية الشمولية الدينية
- عنبر «مرسي» للتأديب
- صديقي المسيحي
- مع كامل الاحترام للدين
- عن أوهام الفاشية الدينية
- كشف الغطاء
- مصراوية.. لا إخوان ولا سلفية
- تحرير الإعلام
- من حصاد الثورة
- الإخوان .. ثورة مضادة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فريدة النقاش - المحروسة.. عنوان الحقيقة