يا أمريكا بّرة ..برّة الأرض العربية حُرة-

جهاد عقل
(Jhad Akel)

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الوقاحة التي يتميّز بها الرئيس الامريكي جورج بوش ، تخطت حدود الأدب الدبلوماسي . خاصة بعد فوزه في الانتخابات الامريكية الاخيرة . هذا الرئيس الذي يشعر بالعظمة، شاهدناه يصمت صمت أهل الكهوف قبل أقل من أسبوع أمام رئيس الوزراء الاسرائيلي وفي عقر دار الاول . عندما صرح شارون أنه ماض ٍ في بناء المستوطنات الاسرائيلية الكولونيالية في الضفة الغربية المحتلة وفي منطقة مدينة القدس العربية . لم يهدد سيادته ، بتاتاً ن بل أُصيب بالخرس الغير مفهوم .

تصريحات التهديد الصادرة عن هذا الرئيس العنجهي بلغت ذروتها في كلمة ألقاها في كيرتلاند في ولاية أوهايو يوم الجمعة 15/4 ونقلت بعضها صحيفة " السفير" اللبنانية في عددها الصادر يوم السبت 16/4/2005 .

نعم تصريحات التهديد لسوريا التي جاءت بشكل فظ ينقط وقاحة وعنجهية ، يتحدث هذا الرئيس – البليّة عن إجراء انتخابات حرّة في لبنان ، ولكي تكون حرّة يقول :" إن رسالة أمريكا واضحة : حين نقول للسوريين إنتخابات حرّة ، فنحن نعني إنتخابات حُرّة ." ...ويقول ..:" إرحلوا عن لبنان ودعوا هذا البلد يُنظم إنتخابات حرة كما هو متوقع ، وحين أقول إرحلوا عن لبنان بكل جنودكم وأجهزتكم الامنية وكل الذين يحاولون التأثير في الحكومة ." وقاحة وأية وقاحة هذه يا سيادة الرئيس بوش ، إذن الانتخابات التي جرت تحت حراب جيشك في العراق الذبيح لم ولن تكون حرة ؟؟!! أليس كذلك ؟؟؟ فالوجود السوري الذي كان في لبنان ، جاء وفقاً لاتفاق ما ، لكن جيشك في العراق هو جيش إحتلال ، فلماذا جرت الانتخابات في العراق المحتل من قواتكم وبعض الحلفاء لكم ،وفي فلسطين القابعة تحت احتلال الجيش الاسرائيلي حليفك منذ العام 1967 ، ووصفتم ما حدث انتخابات حره مئة بالمئة ؟؟؟لماذا لم تنسحبوا من ارض العراق كي تكون الانتخابات حرة ؟؟؟ وكذلك في فلسطين ؟؟ حسب رأيكم وراي من يتمرغون على فتات دولاراتكم ....قلتم أن العملية الانتخابية تمت بحرية هناك ، وهنا تقولون أن الوجود السوري – اذا استمر – في لبنان الانتخابات لن تكون حرة؟؟؟؟ يا للعجب .

اننا نعيش حقبة الزمن الرديء ، الذي تسيطر فيه قواتكم ودولاراتكم وعملائكم على شرايين منطقتنا ، وأنت تستغل هذا الزمن حتى النهاية من أجل أن تحقق المكاسب الاستعمارية التي تنهب خيرات منطقتنا ، وتقهر نفوسنا وحرياتنا ... نعم لماذا لا تقول مثل هذا الكلام المهين لشارون مثلاً ، أم أن الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية أمر شرعي ، مسموح به ... أم أنك تثبت للجميع أن بطولتك هذه تتحقق أمام الشعوب التي يقهرها زعماؤها يومياً ، لتستغّل هذا القهر وهذه النقمة لتمرير مشاريعك الإحتلالية الإستعمارية !!؟

نشاهد كيف تنفذ أرتال جيوشك ، العسكري منها والمدني – الاقتصادي ، إحتلال منطقتنا . مرة بذريعة الاسلحة الكيماوية - الغير موجودة - ومرة باسم الحرية، لشعوب تغتال تاريخ بلادها بالمحاصصة الطائفية ..وقمت بتصدير هذا الاغتيال الى دول اخرى تحتلها عسكرياً ، وتغذي هذا الفكر بواسطة وسائل الاعلام الذي تسيطر دولاراتك على فكر وعقل وأقلام البعض من محرريها ، بل أتيت لنا بالحرية عبر محطة " الحُرة " .. لنسبح بحمد حريتك صباح مساء عبر شاشتها . لكن ما فشرت كما يقول مثلنا . قمت بفرض مشروع " الشرق الاوسط الكبير" ، الذي سيكون كبيرا ً لتسرح وتمرح فيه جيوشك ، ولتشفط سفنك نفط المنطقة وخيراتها ... فرضتم الاسواق الحُرة والمناطق الصناعية الحُرة ، التي تجسد التعاون الاقتصادي الرأسمالي ما بين قوات الاحتلال التي تمثلها وحليفك الوحيد في المنطقة ، وبين الدول التي تقهر شعوبها وتحتل إرادتها ، من خلال تعاون سيادة الرؤساء وجلالة الملوك الذين يسبحون في مسابح ، اجهزتك الامنية ، حفاظاً على حياتهم ومؤخراتهم العريضة جداً جداً ...بفضل وجبات الاكل السريع التي تقدمها شركاتكم المعروفة ...

نحن على ثقة أن شعوب المنطقة لن تواصل هذا الصمت ، فباسم الديمقراطية التي تتحدثون عنها ، باسم الحرية التي تكررون تصديرها عبر " الحرة" وغيرها ، لا بد وتقع الواقعة يا سيادة الرئيس ، والواقعة هي كنس قوات الاحتلال – قوات جيوشك وجيوش حلفاءك ، لتسترد الشعوب حريتها الحقيقية ، استقلالها ، اقتصادها ... نعم هذه هي الحرية التي نبحث عنها ونريدها لدولنا ، منطقتنا ، وليس حرية قيامك باحتلال أرضنا وسلبنا حريتنا التي نتوق لها جميعاً .وهنا نستحضر شعارنا الذي نردده في مظاهراتنا دائماً " يا امريكا برة ..برة الارض العربية حرة". هذا الشعار يحمل ما نتوق له من أمل لكنس احتلالك البغيض لاراضينا – منطقتنا .

#جهاد_عقل (هاشتاغ)       Jhad_Akel#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات