أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ربيع الحسن - يحق لجبهة النصرة أن تفتخر...















المزيد.....

يحق لجبهة النصرة أن تفتخر...


ربيع الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 08:34
المحور: حقوق الانسان
    


يعتبر الغزو الثقافي أخطر أنواع الغزو وأكثر ديمومة لأنه يستهدف الإنسان بما يملك من وأخلاق وقيم عادات ومعتقدات... الخ. أي بالمختصر يستهدف تغيير حياة الشعوب بالاتجاه الذي يرغبه صاحب التغيير، ومما زاد في قيمة وأهمية هذا الغزو التطور الكبير في وسائل الاتصال خلال الثلاثين سنة الماضية فاستغلت الدول المتقدمة قدرة وسائل الاتصال المتنوعة والحديثة لتنشر من خلالها ثقافتها بين كل الشعوب ولأن من يملك التقنيات الحديثة والمعلومات هو الأقدر على نشر ما يريد أصبح هناك ثقافات تطغى على أخرى لدرجة أن الدول الأوربية مثلا تأخذ في اعتبارها المحافظة على هويتها وثقافتها عند التعرض للثقافة الأمريكية وينطبق نفس الكلام على دول ذات مجتمعات محافظة بالأصل كالمجتمع الياباني والصيني.
وإذا أتينا إلى الدول العربية نجد أنها تتأثر بقشور كل ثقافة جديدة أكثر من أي دول أخرى وهذا يعود لعوامل عديدة ربما في مقدمتها ضعف الهوية والانتماء وضعف التعليم وغيرها من العوامل ، فإذا الغزو الثقافي اليوم هو أفضل وأخطر وسيلة لاحتلال عقل الإنسان وتفكيره والسيطرة على سلوك الأجيال القادمة .
ومن هنا وجدنا قناة الجزيرة وأخواتها قبل "الربيع الإسرائيلي" تعمل على نشر ثقافة الانهزام داخل الإنسان العربي وزرع قناعة بداخله هو أن جل ما يمكن أن يصل إليه هذا الإنسان هو التكيف مع هذا الواقع (وزير خارجية قطر : العرب نعاج) ثم بدأت الجزيرة بالتسويق لهذا الربيع ومهاجمة كل من يحاربه واستطاعت في ظل عجز الإعلام الوطني في الدول العربية وتخلفه وحصر مهامه في رصد ومتابعة تحركات الملك أو ولي العهد أو الأمير أو السلطان أو الرئيس أن تغزو عقول وعواطف مواطني الدول العربية لدرجة أصبح لهذا الإعلام تأثير كبير في سلوك وتصرفات المواطن العربي مع نفسه ومع المحيط.
فهذا أول نجاح لتنظيم القاعدة من الناحية الثقافية فقد صورت الجزيرة مجاهدي طالبان على أنهم يحاربون الظلم والعدوان وأبرزت صورة المجاهد الذي ترك كل محاسن الدنيا في سبيل إعلاء كلمة الله وحققت إنجازات كبيرة في هذا السياق بدليل اعترافات كثير ممن انضموا للقاعدة بأنه كان للجزيرة دور هام في جذبهم وتحريك عواطفهم نحو الجهاد عندما كانوا يشاهدون المقابلات التي تجريها القناة مع الجهاديين.
ولعل الإنجاز الأكبر لهذا النوع من الغزو ما حصل ويحصل خلال الأزمة السورية حيث يتضح الدور الكبير التي قامت به الجزيرة والعربية على وجه التحديد من تعبئة الرأي العام في سورية وفي الوطن العربي مستعملة الإثارة العاطفية والصوت العالي واللعب على الخلافات الطائفية والمذهبية ونقاط الضعف الموجودة في المجتمع السوري فسيطرت على قيم وعادات وأخلاق ومعتقدات البعض أي حققت ما يسمى الغزو الثقافي المطلوب فدعت مثلا للجهاد في سورية من بداية الأزمة عبر برامجها ونشرات أخبارها ومشايخها (القرضاوي وغيره) وفعلا رأينا الجهاديين يتقاطرون إلى سورية من كل دول العالم بالتنسيق مع مخابرات تلك الدول للتخلص منهم أولا ولإنهاك الجيش السوري ثانيا ، و بدأ هذه الإعلام بالتوازي إلقاء الضوء على ما سمي استهداف الأطفال في سورية تمهيدا لإقناعنا بضرورة أن يتعلم الأطفال في سورية على استخدام السلاح ويقاتلوا إلى جانب مايسمى الثوار بدلا من أن يموتوا تحت القصف والقنص فاستطاعت إذا أن تؤثر حتى على الأجيال القادمة من السوريين فانتشرت كثيرا مقاطع الأطفال الذين يهتفون في المظاهرات تأييدا لجبهة النصرة ويتوعدون بقية فئات الشعب السوري الذين لم يشاركوا في الثورة كما ظهرت مقاطع عديدة لأطفال يذبحون ويقتلون عناصر من الجيش.
كل هذا يمكن القول عنه أهداف قريبة لجبهة النصرة وتنظيم القاعدة ومنبرها الإعلامي قناة الجزيرة لكن الهدف البعيد لها هو نشر ثقافتها بين أعدائها والوصول لمرحلة أبعد وهي تبني هذه الثقافة من قبل أعدائها حتى نصل لمرحلة نصبح كلنا جبهة نصرة ولا نستطيع التمييز بين جبهة النصرة وسواها لأن الجميع يملك ثقافة وممارسات جبهة النصرة وربما نصل بعد فترة من نشر هذه الثقافة وتبنيها أن تدافع جبهة النصرة عن نفسها بالقول أن هذه الثقافة دخيلة عليها وجاءت كرد فعل لأن من بدأ بهذه الثقافة هم أعدائها مستفيدة من الضخ الإعلامي المركز المؤيد لها ومن ضعف ذاكرة الإنسان العربي السياسية والثقافية.
وخير مثال على هذا الهدف ما يظهر بين الفترة والأخرى من مقاطع فيديو تصور جنود ينتقمون من عناصر ينتمون لثقافة وفكر جبهة النصرة قد قاموا بأفعال شنيعة ضد أفراد من الجيش أو من المدنيين فيعمل هؤلاء الجنود على ابتكار طرق جديدة لتعذيب هذه العناصر بدافع الانتقام فيمارسوا ما تمارسه جبهة النصرة ذاتها التي يحاربونها وينددون بأفعالها، هذا يعني شيء واحد أن ثقافة جبهة النصرة يتم تبنيها من قبل أعدائها وإذا اتبعنا المنهج العلمي للتبني مع استمرار عدم الوعي لخطورة هذا العمل سنجد ازدياد معدل تبني ثقافة جبهة النصرة، والمشكلة بل والكارثة الكبرى تجد مثقفين يضعون هذا العمل تحت خانة رد الفعل الطبيعي لما يتعرض له هؤلاء الجنود أو ما تعرض له ذويهم، حيث يبررون بأن المتطرفين يفعلون أفظع من ذلك وهم من بدأ بهذه الأفعال ورد الفعل هذا يجعلهم يهابوننا ويحسبون لنا ألف حساب؟؟ ثم لايحق لأحد أن يتحدث إلا من لهم أقارب أو أصدقاء تم التمثيل بجثثهم وتقطيع رؤوسهم وذبحهم فهؤلاء لا يستطيع أحد أن يقدر مشاعرهم؟؟
ولكن أليس من الجبن أن تكبل شخص وتبدأ بتعذيبه أين الرجولة في هذا الفعل حتى يتم تصويره والتباهي به؟ إذا كان الانتقام هو المحرك فإذا بماذا نختلف عن المتطرفين طالما نقوم بنفس أفعالهم ثم كيف يقال أنهم عصابات لا تخضع لقانون ولا لنظام يضبط عملها لذلك هي تفعل ما تشاء من تعذيب وحشي لكل من يقع تحت أيديها وهي تنادي بذلك علنا بمعنى تقول أننا سنذبح ونقطع هم لا يخجلون على العكس هم يسعون لنشر هذه الثقافة ، في حين المفروض أن هؤلاء الجنود ومؤيدي أفعالهم يقفون في صف الدولة ومع القانون ومع القضاء ويعملون لصالح وحدة هذا البلد وحماية الشعب بأكمله وليسوا في صف عصابات تعمل لحساب طرف خارجي. فما هي الغاية أو الفائدة التي يظهر فيها جنود يتحدثون بلهجة معروفة وهم يعذبون شخص ويتحدثون بكلمات طائفية نابية؟ ماهذه الرسالة الرائعة وهذا الإنجاز العظيم الذي يتباهون به؟ فلماذا لا يتم التنديد بهذه الأفعال بدل البحث عن مبررات غير منطقية وغير صحيحة لهذه الأفعال الشنيعة ، أعتقد أن هذه الأفعال تثلج قلوب كل من يؤيد جبهة النصرة ويروج لثقافتها لأن أعظم مكسب يمكن أن يحققه أي طرفين متحاربين هو أن ينشر أحد الطرفين ثقافته بين مؤيدي ومقاتلي الطرف الآخر ليصار لتبني هذه الثقافة بحيث تصبح جزءا من السلوك ، أما من حيث أن هذا الفعل يجعلهم يخافون فهذا كلام غير صحيح لماذا لا يقال هذا الفعل يضر ويؤذي الأسرى الذين يقعون تحت أيديهم ثم هل من يفجر نفسه ويقتل أبرياء موعودا بالجنة سيهتم لهذا الكلام .
قد يقول قائل لكن هذه التصرفات فردية تخص من يقوم بها، لكن السؤال ماهو السبيل لمنع تكرار هذه التصرفات الفردية المهينة والمسيئة لصورة البلد والجيش والإنسان هل الحل بالتغاضي عنها والقول إنها فردية وينتهي الموضوع ثم أليس هناك دولة وقانون هل يوجد في القانون ما يسمى حالة فردية وبالتالي لا تستحق الحكم عليها أليس كل فعل غير قانوني يستوجب القضاء والحكم بشأنه فما بالكم بقضية على هذا المستوى من الخطورة وفي هذا التوقيت الحساس وفي ظل كل هذا الشحن الطائفي والمذهبي على مستوى المنطقة بأكملها وليس فقط على مستوى سورية لماذا لا يتم التنديد بهذه الممارسات وفي العلن ومحاكمة من يقومون بها كي لا تتكرر في المستقبل لأن من يقوم بهذه الممارسات يروج وينشر ثقافة وفكر التطرف.
لماذا لانسعى لنشر ثقافتنا المتمثلة في محاكمة كل من يرتكب مخالفة من خلال قضاء عادل بدلا من إتباع وتبني ثقافة التنكيل والتعذيب التي روجت لها قناة الجزيرة ومارستها المنظمات المتطرفة.
إذا كنا فعلا صادقين مع أنفسنا ومنسجمين مع ما نقول بأننا نهدف لبناء دولة مدنية حرة تحارب التطرف والعنف لابد أن ندين ونكشف كل فعل يهدف لتكريس ثقافة التطرف والعنف.



#ربيع_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش السوري -وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ-
- أيهما أخطر عبد العزيز الخير أم أبو محمد الجولاني؟؟
- لماذا يعشق العلويون التطوع في الجيش؟؟
- نناشد قطر ضبط النفس؟؟؟


المزيد.....




- آليات الاحتلال تطلق النار العشوائي على خيام النازحين في مواص ...
- الأونروا: نصف مليون شخص في غزة معرضون لخطر الفيضانات
- -هيومن رايتس ووتش-: استهداف إسرائيل الصحفيين في حاصبيا جريمة ...
- عدنان أبو حسنة: منظمات الأمم المتحدة ليست بديلا عن الأونروا ...
- تشديد أمني وحملة اعتقالات تستهدف مسيرة لأنصار عمران خان في ب ...
- منخفض جوي على غزة.. أمطار غزيرة وأمواج البحر تغرق خيام الناز ...
- قائد الثورة : اصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو غير كاف بل يجب ...
- قائد الثورة: لا يكفي صدور احكام اعتقال قيادات الكيان الصهيون ...
- حملة اعتقالات بالضفة تطال 22 فلسطينيا بينهم صحفي وجريح
- هيومن رايتس:-إسرائيل- استهدفت صحافيين بلبنان بأسلحة أميركية ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ربيع الحسن - يحق لجبهة النصرة أن تفتخر...