|
الفرجة التفاعلية وتأثيرات فنون الميديا
أبو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 20:21
المحور:
الصحافة والاعلام
الفرجة التفاعلية بين المنصة والميديا د. أبو الحسن سلام من الظواهر العامة التي لا تنفصل عن السلوك البشري في أي عصر وفي أي مكان من العالم تتميز ظاهرة فرجة الذات على سلوك الآخر؛ سواء تمثلت الذات في الفرد أو في الجماعة؛ أو تمثلت في فرجة الجماعة على جماعة أخرى؛ ذلك أن لا تنفصل ظاهرة الفرجة بوصفها أداة سلبية متعالية على الآخر؛ عن غريزة التعلم؛ حيث ترى في سلوكه مظهرا من مظاهر نقص فيه وكشف لمناط ضعفه؛ وإسقاط فاضح لعيوبه؛ ومن ثم تحرص على ألا تقع في مثل ذلك السلوك المعيب؛ صيانة لهيبة الذات؛ وبهذا المعنى يكون لها جانبها السلبي الخاص بصاحب السلوك؛ وإيجابية من جانب المتفرج على السلوك المكشوف. وكثيرا ما تكون فرجة الذات الفردية أو الجماعية فرجوية إيجابية لطرفي الظاهرة؛ كما هو حاصل في فرجوية التظاهرات السلمية في ميادين تغص بآلاف المتظاهرين؛ وربما بالملايين؛ حيث تتزاحم الخلق من كل الطوائف والمذاهب السياسية والتدينية والحزبية والشعبية من كل الطبقات؛ فلا يميز الغني الفقير ولا يتلاشي المتعصب دينيا لليبرالي أو اليساري أو العلماني؛ حيث يتشاركون المصير؛ ويتوحدون في رفع شعارات الخلاص من سلطة يجمع الشعب على أنها فاشية. وهنا تتخذ شعاراتهم وهتافاتهم وأغانيهم وصور تعبيرهم التلقائي أو الدرامي مظهر فنون الأوتشرك. وهي ظاهرة يمكن أن نطلق عليها ظاهرة الفراق الاستثنائي بين الشعب ونظام الحكم والإستثناء هنا يفرضه الحس الطبقي بالظلم؛ الذي يتأجج في التظاهرات كلما تزايدت أعداد المتظاهرين، وبرز بين التجمعات في الميادين العامة مواهب إرتجالية تتصايح بالشعارات الموقعة السلسلة على ألسنة تلك الجماهير الغفيرة؛ ونشطت قريحة شاعر غنائي حماسي على نحو ما تفاعل الأبنودي بقصيدته الثورية عن " تحطيم الثوار للبراويز" كناية عن تحطيمهم لقياداة النظام الحاكم؛ فور خروج شعب مصر ثائرا على نظام مبارك؛ وكما فعل جمال بخيث وفاروق الشرنوبي وعلى الحجار؛ بإطلاق مجموعة أغان تحريضية ثورية؛ رددتها الجماهير الغاضبة معه حول منصة من منصات الليبراليين واليساريين بالميدان، وكما فعل محمد منير بأغنيته المتمردة (إزاي) على ما يجرى في مصر قبيل ثورة 25 يناير. لم تكن مظاهر الفرجة الميادينية وحدها المتمردة ؛ طلبا لإسقاط النظام ؛ ولكن مظاهر فرجوية بصرية ترى ويشم الناس في مساكنهم المحيطة بالميادين دخان حرائقها التي يشعلها بعضهم وسط طرق عامة تحديا وتهديدا للسلطة. فضلاً على عمليات الكر والفر المتبادل بين المتظاهرين وقوات الأمن ومدرعاته ؛ والتقاذف المتبادل بينهم بقنابل غاز العسكر المسيلة للدموع وبوابل حجارة المتظاهرين فرادى وجماعات. هي معركة ثورية سياسية فرجوية في آن. فهي سياسية لأنها مواجهة بين أمن نظام مدجج بالقنابل وبقذائف الخرطوش يصيب بها مناطق قاتلة للمتظاهرين – في غالبها – فضلا على حالات دهس متعمد بالمصفحات للمتظاهرين؛ وزخات الماء الكثيف التي تتساقط على رؤوس المتظاهرين. ولعل من غرائب الفرجوية مشهدية توجيه رشاشات الماء الساخن من مدافع مدرعات الأمن المركزي على رؤوس آلاف المصلين على كوبري (قصر النيل)؛ دون مراعاة لقدسية أداء الصلاة. ومثل ذلك أيضا الفرجة المشهدية التي تكشف عن روح ثورة 1919؛ التي رفع فيها المصريون الهلال والصليب شعارا لوحدة عنصري الأمة المصرية؛ فقد شهد العالم من خلال الفضائيات صورا لفتيات مسيحيات يصببن الماء لشباب المسلمين في وضوئهم استعدادا للصلاة في ميدان التحرير. كانت لاشك مشهدية فرجوية إيجابية؛ إذا قورنت بفرجوية مشهد المدرعات تصب زخات الماء الساخن على آلاف المصلين في لحظة سجودهم على أسفلت كوبري قصر النيل. ومن الغرائب أن نشهد مظاهر فرجوية ميديائية؛ اشتعلت بها شاشات القنوات الفضائية غير الحكومية ومنها (دريم 2 – المحور- النهار- الحياة – سي.بي.سي – القاهرة اليوم – هنا القاهرة) و(الجزيرة - العربية – بي.بي.سي – سي.إن.إن – والقناة الروسية العربية، وغيرها) فلقد ساهمت الميديا غير الحكومية ؛ في التمهيد للثورة قبل حدوثها في التعبئة التراكمية الحاضة على الاحتجاج بكشف صور الفساد والمحسوبية وصور الفقر وامتهان كرامة المواطن واللامبالاة بمعاناة ملايين المصريين ما بين 9 ملايين خريج جامعي عاطل، و5 ملايين يسكنون في المقابر، و3 ملايين من أطفال الشوارع، والتفاوت الشاسع بين رواتب القلة من المليارديرات والميلونيرات وبين الملايين الجائعة العارية. بالإضافة إلى تجاهل النظام للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على حدودنا في سيناء؛ وإغماض العين عن التحرك التنظيمي السري والعلني الدؤوب لجماعة (الإخوان المسلمين) وتيارات السلفية التي حولت المساجد في المدن والريف وفي صعيد مصر إلى مدارس ترسخ ثقافة الكراهية والنبذ العنصري والحشد المعلوماتي للفكر الوهابي وفكر سيد قطب التكفيري. ذلك كله في ظل انهيار مؤسسات التعليم والصحة ؛ والنظافة وتلوث مياه الشرب واشتعال الأسعار؛ والتمييز الطائفي والديني ؛ وإحاطة العشوائيات السكنية لمدن المحافظات؛ إلى أن فشت مسألة تزوير إرادة الناخبين ؛ وتوجت بالتمهيد لتوريث الحكم ؛ بالتدليس والجبر على نحو ما حدث في سوريا؛ وكان يمهد له في اليمن وفي ليبيا. ومن الغريب أن النظام لم يأبه لذلك كله؛ بل يعلن مبارك بعد فرجوية حشد البسطاء والبلهاء للتصويت في انتخابات 2010 وتزوير انتخابات مجلس الشعب؛ الذي لم يكن يعبر عن إرادة الشعب ؛ ردا على تشكيل المعارضة لحكومة الظل : " خليهم يتسلوا " إذاً فقد أسهمت كل تلك المظاهر التراكمية ضد حقوق الوطن والمواطنة في تفعيل ردود أفعال مقاومة لها بالحض الإعلامي ؛ وعلى شبكات التواصل الاجتماعي (FACEBOOK) الذي كان بمثابة عود الثقاب الذي أشعل فتيل الاحتشاد الشعبي الملاييني في الميادين والشوارع المصرية ؛ فور حادثة تعذيب الشاب السكندري (خالد سعيد) وقتله على أيدي نفر من شرطة قسم (سيدي جابر). هكذا ظهرت ملامح المشهدية الفرجوية العامة في ميادين مصر وشوارعها؛ خلال فترة المظاهرات في بداية الثورة ؛ إنتهاء بفرجوية الحشد الجماهيري المنقطع النظير في تاريخ الانتخابات المصرية بدءا من الاستفتاء على التعديلات الدستورية؛ برعاية المجلس العسكري ؛ الذي – يختلف الجميع ويتفقون فيما بينهم على دوره الوطني – ومظاهر الحب التي عبر بها الشعب لجيشهم وهم يحيطون بالدبابات التي وقفت في الميادين ؛ فكانت المشاهد الفرجوية ؛ حيث صعود بعض الشباب على سطح الدبابة لالتقاط صور تذكارية مع أطفالهم إلى جانب الضباط ؛ إلى جانب كتابة عبارات بسقوط مبارك على جانبي الدبابة. لم تدم الحفاوة بالمجلس العسكري؛ بعد مظاهرة " ماسبيرو " أمام مبنى التليفزيون؛ حيث دهست مدرعة بعض الناشطين السياسيين؛ وهي تظاهرة للأقباط ضد هجمات تيارات سلفية إرهابية على بعض الكنائس في مصر؛ ومنها هدم كنيسة وإحراق منازل لبعض المسيحيين أو التهجير الإجباري لبعضهم من سكناهم ومتاجرهم ؛ دون أن يتحرك ساكن للأمن أو المسؤولين. وهو ما أعاد للأذهان حادثة الهجوم على المصلين في كنيسة القديسين بالإسكندرية قبيل الثورة واتهام أمن الدولة لشاب سلفي (سيد بلال) دون دليل وتعذيبه حتى الموت؛ مع الصمت التام عن ملابسات تحقيق القضية أو تحريكها شأن قضية قتل الشاب(خالد سعيد). تحولت فرجوية المظاهرة الكرنفالية السياسية المشتركة بين مسيحيين ومسلمين بقيادة رموز مسيحيي القاهرة التي تحركت من حي (شبرا) شمال القاهرة ترفع الصلبان والأهلّة متجاورين؛ مع ترانيم وأهازيج وأغان وشعارات وطنية تشيد بالوحدة الوطنية وروح التسامح والتآخي. وفي منتصف الطريق؛ بالتحديد عند مدخل نفق شبرا؛ سرعان ما وجهت بهجوم فجائي بقذائف الكرات الملتهبة والمولوتوف والحجارة من أعلى النفق – بما يفيد عن نية مبيتة لوقف مسيرتها الكرنفالية السلمية- غير أنها واصلت حتى محيط مبني التليفزيون؛ وهناك أطلقت أعيرة نارية من جهات مجهولة قتلت وأصابت؛ فهاج الثوار؛ وتحركت المركبات دون حساب تدهس من تدهس ؛ وتفرم من تفرم ؛ فكان مشهد دهس الناشط القبطي (مينا دانيال) وهنا تحول الكرنفال المشع بغنائه وشعاراته وخطبه وقصائد شعرائه إلى بكائية وحلقة عويل وعديد ولطم الحبيبات لأحبائهم الغارقين في دمائهم أشلاء متناثرة ، على إثر توجيه تلفازي تحريضي معلن على الشاشة لمذيعة تدعى (رشا) تستصرخ الشعب المصري من أجل إنقاذ جيش مصر الذي يهاجم جنوده حماة الثورة من ثلة بلاطجة أمام ماسبيرو؛ عندئذ انطلقت الأعيرة المجهولة وتحركت المصفحات تقتل وتدهس. وما الذي حدث؛ ليس أكثر من تحقيق إجرائي مع المذيعة ومع المعد ولرئيس قطاع الأخبار وانتهى الأمر حفظ التحقيق. كان هذا بمثابة خطوة تمهيدية للمقاربة بين محطات الفرجة الميدانية الموزعة بين فرجة تفاعلية جماهيرية على منصات مسرحية تشارك فيها الجماهير عروضا أوتشركية؛ وفرجة تفاعلية على شاشات فيسبوكية؛ وفرجة تفاعلية حاضرة على منصات ميدانية متنقلة
أقسام الورقة البحثية : - الفرجة التفاعلية في التظاهرات الإمبريقية. - الفرجة التفاعلية الفيسبوكية. - الفرجة التفاعلية المسرحانية
الفرجة التفاعلية في التظاهرات الإمبريقية تنوعت مظاهر الفرجة التفاعلية الفئوية في الشارع المصري قبل الثورة من حيث أماكنها ومنابع تفجرها؛ مع توحد مطالبها الاقتصادية ؛ فيما بين المطالبة بالتوظيف وبالمسكن، بالعلاج ، تناسب الأجور مع الأسعار ووقف تجاوزات الشرطة. فرأينا حشودا عمالية مقيمة أمام مجلس الشعب ؛ مجلس الوزراء ؛ مبني التليفزيون؛ ومظاهرات للصحافيين وللمحامين وللفنانين وللأطباء أمام نقاباتهم وأمام دار القضاء العالي ؛ ومع تنوع خطاب المظاهرة فيما بين الخطب التحميسية والقصائد واللافتات التي تندد وتطالب. الفرجة التفاعلية الفيسبوكية
لعلَّ الانتشار الأفقي عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك- تويتر) أحدثَ اهتزازا في الذهنيَّة الفكريَّة الجماعية السائدة ، وأحدث تصدُّعاً عميقاً في العقل الفردي المكتفي بذاته ، وأعاد الاعتبار لعقل تواصلي أكثر انخراطاً ومشاركة ، وكان لهذه الشبكات دورٌ كبير في حشد الطاقات الاعتراضيَّة والمتصادمة في المجتمعات المدنية والترويج السياسي لاسيما إبان موجة "الربيع العربي"، ولكن ألا ترقى تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي من مندرجات التحاور الاجتماعي إلى منصة الثقافة ؟ لتحدث تأثيرات بنيوية في أنماط اللغة وسلوكيات التفكير عند المثقف ، فنلاحظ على سبيل المثال من إحدى تجليات الفايس بوك على اللغة ملل القارئ من النصوص الطويلة وانجذابه أكثر إلى الكتابات البرقية والومضات اللغوية. واذا كان " الجاحظ " يعرف الثقافة بأنها معرفة القليل من الكل الكثير، فما الذي يمنع بث القليل عبر الفايس بوك لتعميم الثقافة.
الأسئلة: 1. هل ترى أن الفايس بوك يساعد في نشر الثقافة أم يدمِّرها وهل تعتبره ترويجاً للفكر والثقافة أم انحدارا بهما إلى مستوى الثرثرة أو "الشات"؟ * لكل شيء إيجابيات وسلبيات؛ والفايس بوك شيء من الأشياء التي أدخلها المنجز التكنولوجي المنتج للمعرفة عند الغرب إلى حياتنا؛ يستخدم عند القلة من الناس (المفكرين وكبار المثقفين والعلماء والمبدعين العلامات) التي اتخذت منه وسيلة للتواصل مع مجتمعاتها الفكرية المتمدنة – تحديدا- تعرض ما تفكر فيه، وتعلن عن جديد منتجها الفكري والمعرفي والإبداعي؛ وهذا يساعد دون شك على نشر الفكر ونشر الثقافة المدنية التي تقوم على الحوار ومبدأ قبول الآخر- مبدأ المواطنة وحرية الرأي والرأي الآخر وتبادل السلطة ونبذ الاستحواذ ونبذ الاحتكار – وهذا قليل الأثر في مقابل السيل العارم مما ينشر على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي تلك من تفاهات وصغائر صغار النفوس والعقول أو صغار الشباب اللاهين الذين لا تعدو هذه الوسيلة الاتصالية الفاعلة سوى مجرد وسيلة لإضاعة الوقت وتسطيح العقل ومحو صور القيم المتوارثة التي لقنوها من الأسرة وترسيخ قيم شائهة ومنحرفة بديلا عنها؛ فضلا على الاستخدام الدعوى التسلطي والتكفيري الذي يكفر كل من يخالف فهمه هو للدين مدعيا خلافته لله على الأرض ووصايته على خلق الله وإدعائه ملكيته للحقيقة المطلقة ؛ هذا فضلا على ما ينشر من إشاعات بعضها لأغراض استخباراتية وبعضها إعلامي يستهدف كسب التأييد لقرار حكومي أو تمهيد لاستصدار قانون أو قرار في غير صالح غالبية الشعب. 2. بعد انحسار الكتاب بالمعنى المادي الحسي من المشهد الثقافي العام تحت تأثير غزو الالكترونيات البصرية للعامة وبعض الخاصة ، هل ترى الفايس بوك سيحل مكان الكتاب في التثقيف؟
* لا بالقطع.. لن يختفي الكتاب الورقي المطبوع عن ساحات التواصل القرائي ؛ لأن الكتاب وسيلة التواصل ذات النفس الطويل.. والعمق المتجذر في حياة الشعوب ؛ وهو أداة اتصال بصري مريحة على النقيض من جهاز الكمبيوتر؛ فتأثير الكمبيوتر على العين وعلى المخ وعلى الأعصاب خطير إذا استمر لساعات ؛ فما البال والرواية أو الكتاب العلمي أو الموسوعي يحتاج إلى أيام لقراءته. وقراءته لا تحمل الأعصاب ولا العين عبئا ؛ كما هي الطريقة المتصلبة المركزة على الشاشة. أنا أؤمن بما قال المتنبي منذ أكثر من ألف عام (القرن الرابع الهجري): " ................... وخير جليس في الزمان كتاب " ولم يكن هناك كمبيوتر.. فلم يكن هناك إلا نوع واحد من الكتب.. هو الورقي المنسوخ بأقلام الخطاطين والوراقين.
3- في الغرب يلجأ الرؤساء والنجوم إلى صفحات تواصل مع جمهورهم هل تشجع المثقف على هذا الأسلوب الاستقطابي؟
* نعم أشجع على ذلك.. واذكر أنني في مؤتمر مثقفي مصر الذي عقدته وزارة الثقافة المصرية تحت رعاية الفنان المبدع فاروق حسني وزير الثقافة في عام 2010 بمسرح دار الأوبرا بالقاهرة وشاركت فيه مع نحو 800 مفكر ومثقف ومبدع مصري تمنيت في كلمتي على مفكري مصر وكبار مبدعيها وعلمائها أن لا يستنكفوا في اتخاذ شبكة الفيس بوك وسيلة للتواصل مع الشباب لأن الشباب في أمس الحاجة إلى الدعم والنصح والتحاور مع ما يطرحونه من أفكار ورؤى وآراء فيها ما قد ينفع المرحلة المستقبلية وفيها ما هو سلبي يحتاج إلى تقويم.. وأظن أن الكثير من علمائنا ومفكرينا ومبدعينا قد تفاعلوا الآن مع تلك الوسيلة السحرية الناجزة؛ بعد ثورة 25 يناير؛ وتأكدهم من الدور الذي حقق التواصل الجماهيري والخروج بالثورة المليونية في ميدان النتحرير وميادين مصر وشوارعها، التي أسقطت رأس النظام وحاشيته. 3. في ظل هذا التشابك الكثيف هل تتوقع أن يحافظ المثقف على انضباطه الثقافي دون الوقوع في فخ الإسفاف و شهوة التسليع؟
* في ظل هذه النوافذ المفتوحة على كل من هب ودب قد ينفلت عيار المثقف إزاء قبح تعبير لفظي أو إزاء تشويه غير مسؤول من موتور أو جاهل أو مدفوع بفكرة جانحة عن فهم أو عن سوء فهم لفكرة من اتجاه إيديولوجي يميني أو ذي صبغة تدينية متطرفة أو ذات توجه إرهابي فكري. مما يخرجه ولو لمرة أو للحظة عن طوره أو سمته الوقور ولغته المتزنة الحكيمة – أقول قد يحدث هذا عرضا أو اضطراريا – ومن الجائز أن يجد بعض ذوي الثقافة غير المتعمقة وهم كثر في عصرنا ما يحرضهم على تسليع بضاعتهم. وقد يضطر مثقف حقيقي مبدعا أو فنانا إلى مثل ذلك لضائقة مالية. غير أن صاحب فكر أصيل وإبداع حقيقي نادرا ما ينحرف به هواه نحو تسليع بضاعته سواء كان ذلك عن طريق إغراءات فيسبوكية أو إعلامية. 4. ثمة كثير من أصحاب المواهب أبرز الفايس بوك إنتاجهم الفكري وشجعهم على الكتابة العلنية، هل ترى ذلك ايجابية تسجل للفايس بوك وما هي سلبياتها؟ * هي إيجابية بدون شك؛ في ظل انتشار هذه الإمكانية التي تجاوزت إمكانات النشر الورقي وفتحت نوافذ لنشر ما لم تسمح به منافذ النشر الورقية لسبب من الأسباب المادية أو الأدبية المتصلة بعدم جودة المنتج الأدبي نفسه أو المتصلة بأسلوب الحكم عليه أو الرقابة والمراجعة أو لأسباب سياسية أو لاختلافات أيديولوجية. ولا شك أن إتاحة هذه المنافذ الاليكترونية في عصر السماوات الاتصالية التفاعلية المفتوحة قد شجع الكثير من الموهوبين في مجالات وأنشطة إبداعية أدبية أو فنية أو نشاطات اتصالية إعلامية أو تسويقية دعائية أو نشاطات فكرية عقيدية أو سياسية على نشر منتجها الفكري أو الأدبي أو النقدي أوالإيديولوجي وأدي ذلك إلى الكثير من المقاربات الفكرية بين وجهات النظر المتناظرة ؛ والفنون المتناصة والكشف عن حدود التأثير والتأثر ما بين الائتلاف والتخالف ؛ فضلا على الامتزاج الثقافي بين هويات ثقافية أجنبية متباينة ؛ فيما يعرف بالمثاقفة. كما أدي إلى الكثير من التعرف على أوجه الاتفاق أو الاختلاف بينها مما يحض على قبولها أو يحض على رفضها.. غير أن الايجابية المستفادة من ذلك هو ما يدور من حواريات على صفحة الفيس بوك حول ما يطرح من فكر قبل قبوله أو رفضه ؛ من خلال المدونات. فضلا على ذلك ما يحمله اليوتيوب من إمكانات مشاهدة عرض مسرحي مسجلا أوأغنية أو فيلم أو لقاء ومحادثة أومنتج إبداعي يحتاج جمهور المتعاملين مع تلك التقنية البارعة إلى مشاهدته للاستشهاد به وسيلة إثبات أو وسيلة نفي قد تؤخذ شاهدا في قضية بحثية أو قرينة قانونية في قضية معروضة على القضاء تمكينا للعدالة من أن تأخذ مجراها .. وفوق ذلك فورية التواصل في نقل المعلومات والأخبار المحلية والعالمية نقلا فوريا للتعامل معه تعاملا فوريا متفاعلا؛ يتيح لمن شاء التداخل بإبداء الرأي إيجابا أم سلبا مع ما يطرح وإمكان الحذف أو التعديل فيما يدلى به من معلومة أو رأي أو ملاحظات ؛ فضلا على إمكان حفظ ذلك والعودة إليه إنتفاعا بتقنية التغذية الراجعة ؛ ناهيك عن ما يتيحه من تجديد صلات القربى والصداقات التي باعدت بينها الظروف الزمنية أو المكانية والجغرافية. أما السلبيات فهي كثيرة ومن أبرزها : أن الكثير مما يسبب آلاما للبعض أو تهجما أو سبا أو قذفا يكون مجهل الانتساب ؛ حيث يمكن المعتدي من التهرب من جريمة تعديه على الغير. ومن السلبيات أيضا ما يلاحظ من كتابات ركيكة وتافهة غالبا لا تستهدف تواصلا معرفيا أو معلوماتيا بل هي نوع من العبث الصبياني الذي كثيرا ما نفاجأ بأنه يخص أناسا كبارا في العمر وربما في المراكز الاجتماعية.. كذلك قد يجد الكثيرون من الأناس المتحفظين فضلا على المتدينين فيما ينشر من صور خادشة للحياء أو أفلام جنسية لمجرد النشر لا لغرض علمي أو جمالي متصل بفن أو بإبداع تشكيلي ومن ناحية ثانية ما ينشر من فحش القول وغلظة القلوب وتحجر اللفظ منسوبا إلى رجل يطلق لحيته وينتسب إلى طائفة متدينة سلفية أو إخوانية أو جهادية قاعدية. لا شك يمثل ذلك خروجا على القانون أو على القيم الإنسانية والاجتماعية التي تستقيم بإحسان معيشتها المشتركة.
5. هل يمكن تصنيف بعض ما يكتب على "wall" بعض المشتركين نوعا من الثقافة الشعبية؟ • بعض مما يكتب أو يعرض على شبكة التواصل الاجتماعي كبعض الأمثلة الشعبية للاستشهاد على صحة رأي ما طرحه صاحبه أو تأكيد صحة تعليق على صورة أو خبر أو رأي من الآراء ، وكل ما يشيع روح السخرية والمزاوجة بين كلمات عامية في لهجتها مع الصياغة الفصيحة مما ينشر على حائط مدونة أو جروب ؛ فيه من سمات الثقافة الشعبية ، أو المعرفة. كما أن الكثير من الصياغات التي تكتب بشعر العامية في مواقع للشعر العامي أو الزجل أو فن العارضة أو فن الجلطة (الشعر العامي النبطي عند أهل الجزيرة العربية ودول الخليج العربي) أو النكات المرسومة أو الكاريكاتير. وخاصة تلك الصور الكولاجية التي يتمكن المدون من تجميع مفرداتها أو تركيب فقراتها أو مجموعة من الصور التي لا تجتمع من الناحية المنطقية في وحدة واحدة إلا عن طريق فن الاستعارة الكولاجية؛ حيث تحقق فكرة ما يريد المصمم المدون إيصالها عن طريق النشر الفيسبوكي ؛ نقدا لأداء مسؤول سياسي ، حاكما أو رئيسا أو جماعة أو أداء أو دعاية على نحو ما يبث على الفيسبوك بشكل مفتوح مع تفاعلات المتداخلين عليه ؛ بلا قيود ولا ضوابظ إلا ما تتضمنه لائحة إدارة الفيس بوك أو أدمن الجروب أو منشئ الصفحة ، الذي يمكنه التعقيب إذا أراد كما يمكنه حجب المنشور أو حجب الصداقة أو طلب إلغائها؛ وهذا هو معنى التفاعل. ومن إيجابيات شبكة التواصل الاجتماعي التي أفاد منها المسرح ظهور لون مسرحي تفاعلى، إذ يضع مدون فكرة نص مسرحي، ويتركها ليتفاعل من يريد من الموهوبين أن يتفاعل معها فيرسم الشخصيات بوساطة فنون الفوتوشوب أو يرسم غيرهما الحوار أو بعض الحوار، ويصمم فنان تشكيلي أزياء الشخصيات ويسجل غيره أصوات الشخصيات في تعبير أدائي كل عن دوره ويصمم غيرهم مناظر العرض المسرحي، ويغير آخر إخراج العرض بطريقة أحري أو أسلوب مسرحي آخر ليدخل ناقد فينقد العرض، وهكذا تظل المسرحية عملا مفتوحا لاهوية ذاتية له ؛ بل تتجمع فيه الهويات والجنسيات وربما اللغات الحوارية المختلفة؛ وتلك فرجة تفاعلية عولمية الهوى والهوية. وهو أمر لا يختلف عن التفاعل التواصلي المفتوح أمام أي مدون أو معلق عابر سبيل ، كما هو الحال مع سيل الصور الكولاجية بوساطة فنون الفوتوشوب واليوتيوب.
(انظر ملحق الصور نماذج للفرجة التفاعلية الفيسبوكية بتقنية الفوتوشوب)
الفرجة التفاعلية المسرحانية من العروض التنويرية والتثورية برزت ظاهرة المسرح السياسي ؛ التي توظف كل تقنيات الفرجة المسرحانية في الحض والمواجهة ؛ لخلق رأي عام في مواجهة مظاهر التسلط والفساد السياسي؛ عرض (نساء قاسم أمين) - فرجوية " نساء قاسم أمين" في مواجهة ثقافة الحرملك : اعتمد العرض على لغة الصورة بمكوناتها السينوغرافية التي يشكل فيها التعبير الجسدي العمود الفقري للعرض ؛ والعرض في مجمله يحمل الخاصية الأسلوبية للمخرج السينوغرافي وليد عوني التي تركز على تحميل مقدمة العرض بمنظومة شفرات فنية ترميزية تولد دلالة العرض المسرحي. ففي المشهد الافتتاحي تستلفتنا براعة الاستهلال في جمالية تكوين الصورة الملغزة التي اعتمد فيها وليد عوني على أداء جسدي ناعم غابت عنه وجوه المؤدين رجالا ونساء على حد سواء ؛ فمكونات الصورة تقوم على (تسعة رجال في جلسة ركوع متجاورين ملتحمين على خط أفقي مستقيم في مقدمة المنصة يولون ظهورهم للجمهور، في حالة دعاء ؛ حيث ترتفع أيديهم مفرودة للسماء) وفي الخلفية (تقف تسع نساء متجاورات على خط أفقي مستقيم ورؤوسهن محشورة بداخل طرف أنبوب مطاطي أسود ساقط من سقف المسرح وهن يتململن في وقوفهن كل في مكانها الذي لا تبرحه كما لو كن مقيدات بالموضع الذي تقف فيه كل منهن). وعلى الرغم من حركة تململ أجسادهن المتماوجة في محاولة للانفلات من عملية التوقيف الجبرية ومن عملية التعمية العلوية التي تحجب فيها القدرة على الرؤية والسمع مما يغيبهن عن التحقق وصولا للحقائق المحيطة بهن. هذا عن واقع الحال بالنسبة لنموذج هذا المجتمع الدرامي الصغير؛ في بيئة أو غلاف مكاني - سلويتية (ظلية) – يحيط بها الظلام من كل ناحية ؛ ولا يأتيها بصيص الضوء إلا من مصدر خلفي غير مباشر.أما الخلفية القاتمة بجانبيها الأيمن والأيسر فهي خلفية مصمتة شديدة الارتفاع وإن تشكلت فيها صفان أفقيان في خطين من النوافذ الشفافة ؛ على هيئة المستطيل الذهبي الذي ابتكره في عصر النهضة العالم الفنان : " ليوناردو دا فنشي " ونلاحظ في تلك الصورة المسرحية التي يستهل بها العرض تطابقا مع نظرية المحاكاة الأفلاطونية ؛ التي تركز على محاكاة الفكرة المجردة ؛ دون التفاف للفعل حسبما ترى نظرية المحاكاة الأرسطوية. فهي صورة مقدسة إذن وفق أفلاطون الذي ينفي المحاكاة بالأداء التمثيلي الحاضر بإبداع ممثل مجسد للحدث ؛ لأن الحدث في ذاته لا أهمية له هنا ؛ فالغاية هي الفكرة المثالية المجردة. ولكي لا تظهر تلك الفكرة مدنسة عند محاكاتها يجب أن تكون المحاكاة محاكاة ظليّة. وهذا ما نراه في هذه الصورة المسرحية الاستهلالية لعرض (نساء قاسم أمين) وهذه الصورة المسرحية تقع تحت عجلات نظرية أفلاطون عن المثل ؛ التي تفترض أن الفنان أو الشاعر إنما يحاكي مستنسخ الصورة الأصلية أو ظلها؛ لأن الأصل في عالم المثل (عالم الغيب) ونحن لا نستعيده ولكنا نعيد إنتاج ظل صورته. هذا عن الأساس النظري للشكل المسرحي الذي بنيت عليه افتتاحية عرض (نساء قاسم أمين) ولن يدهشني أن يرى ناقد آخر أن هذا التأويل النقدي لافتتاحية هذا العرض تحمله بما لا يحتمل!! فمثل ذلك النوع من العروض المخايلة حمالة أوجه ودلالات متعددة بتعدد متلقييه!! لأن تفاعل ثقافة المتلقي مع ثقافة العرض ينتج عن طريق المتوسطات القرائية لكل متلق دلالة ما مغايرة للدلالة التي يتلقاها كل من يشاهد ذلك العرض. * الروعة والتشويه: على الرغم من أن هذه الصورة المسرحية قد قامت على روعة الاستهلال ؛ من حيث شكلها العام ؛ إلا أنها تحمل تشويها تمثل في تغييب الوجوه ، التي هي عنوان الهوية ؛ فهوية الإنسان ظاهريا في وجهه ؛ كما تحمل تشويها تمثل في تقييد حرية النساء والتغمية على أبصارهن وأسماعهن؛ وقصر هاتين الحاستين على ما يصب في رؤوسهن من مصدر علوي غيبي ؛ مؤيد بدعوات مجتمع الذكورة للسماء بثباتهن على حالة السمع والطاعة السكونية. فالصورة تحمل تشويها في الشكل وتحمل تشويها في المضمون (فالرجال في حالة سكونية تعبر عن الرضا بما هم عليه ؛ مع حالة القلق التي يعيشها مجتمع الذكورة من مجرد تململ مجتمع الحريم من حالة السمع والطاعة الجبرية التي فرضت عليهن. وهو أمر استوجب من الرجال الدعاء بثبات الحريم على حالة الإذعان والسمع والطاعة العمياء لرجالهن؛ باعتبار ذلك الأمر متصل بأمر سماوي ؛ دل عليه ذلك الأنبوب الذي حشرت في طرفه السفلي رأس كل واحدة منهن. لقد عبرت الصورة الافتتاحية تعبيرا خالصا عن فكرة التقديس التي قامت عليها نظرية المحاكاة عند أفلاطون كما عبرت عن فكرة التدنيس ؛ لكن من منظور بعيد عن النظرة الدينية ؛ لذا جاءت الصورة محمولة على ثنائية الروعة والتشويه أو الجمالية والتشويه ؛ كما أوضحنا. كما قامت على قراءة إساءة لتراتبية العلاقة بين عالم الذكورة وعالم الحريم ؛ بهدف نقض تلك العلاقة التي تأسست على الأيدي المرفوعة للسماء عند الرجال في وضع الركوع مناشدة للسماء أن يظل الحريم على حالة الإذعان لمجتمع الذكورة وفي المقابل أيدي النساء التسع المرفوعة لأعلى طلبا للخلاص من ذلك القيد الغيبي ؛ تسع رجال مع ثبات العلاقة الإذعانية. كما أن الروعة تتمثل أيضا في اختيار المخرج لتسعة رجال في مقابل تسع نساء.. وهو اختيار يدفع المتأمل للدهشة من ذلك التناظر العددي ؛ لماذا هم تسعة رجال في مقابل تسع نساء؟! هل لهذا علاقة بفكرة التاسوع الإلهي في الديانة الفرعونية القديمة ؟! وتلك الأنابيب السوداء المرنة التي تسقط من الفضاء العلوي لتلبس من طرفها السفلي في رؤوس النسوة التسعة اللواتي يقاومن شيئا ما – غالبا – هو الفكر أو التعاليم التي تصب في عقولهن من خلال الأنبوب العلوي الغيبي – تأويليا شريعة الحلال والحرام – فلئن صح هذا التأويل النقدي نكون أمام افتتاحية مسرحية محمولة على نظرية قراء إساءة لتراتبية العلاقة بين الرجل والمرأة باعتبارها مخلوق من ضلع أعوج للرجل – وفق الثقافة الفولكلورية التدينية – ولا شك أن وضع المؤدين وكذلك المؤديات على هيئة صفين أفقيين بينما تشكل الأنابيب السوداء المرنة خطوطا رأسية في خلفية الصورة ثنائية التعارض بين ما هو أفقي (المجتمع البشري بعنصريه الذكورى والنسوي) وما هو رأسي(الوسيلة الحاملة للرسالة العلوية) إنما يشف عن المنحى المقصود بإساءة قراءة الصورة. وهذا مناط الدهشة الفرجوية ؛ ومع الدهشة تتولد الأسئلة ؛ وأول تلك الأسئلة وأهمها (ما هو كنه تلك الأنابيب الساقطة من الفضاء العلوى لسقف منصة العرض المسرح ؛ ولماذا يلبسها رؤوس الراقصين والراقصات بديلا عن أغطية الرأس وهي ليست أغطية للرأس؛ هي مجرد أنابيب مرنة تسقط من أعلى لتدخل أطرافها التحتية في رؤوس البشر وتغطي وجوههم!! هي ليست أغطية رأس بالقطع. ثم أن وظيفة الأنبوب الساقط من أعلى إلى أسفل هي لا شك توصيل شئ ما من أعلى إلى أسفل. لكن.. لماذا تنحشر فيها رؤوس المؤدين بهذه الصورة ؟ ليس من المعقول ولا هو من المنطق أن الأنبوب سينزل سائلا ما على الرأس التي تلبس طرفه السائب. الرأس مجمع المخ والحواس الخشنة : البصر والسمع والكلام والتذوق والشم ؛ وكونها متصلة بأنبوب هابط من الأفق الأعلى على رأس بشرية ؛ فماذا تكون تلك المادة التي يراد لذلك الإنسان أن يستشعرها أو يدركها ؟ وما هي وظيفة المخ غير إصدار الأوامر للحواس حتى تتواصل إبصارا أو سمعا أو كلاما أو شما أو تذوقا ؟! وجدتها!! تلك رسالة الغيب للإنسان ؛ وهي رسالة إذعانية تلقينية هبطت على الإنسان من عل لتسكن في كيانه ، حواسه وإدراكه المغيّب. تلك هي إذن دلالة تلك الصورة المسرحية لافتتاحية عرض (نساء قاسم أمين) ولأن المشهد الإفتتاحي للعرض المسرحي أو السينمائي هي بمثابة روعة الاستهلال التي تحمل بذرة العرض ؛ لذلك توافقت المفردات السيميائية للافتتاحية مع دلالة الخطاب الذي يحمله عنوان العرض (نساء قاسم أمين) وهو تحرر العقل البشري ؛ من حالة الخطاب التلقيني الإذعاني المفسر لحتمية سيطرة نظرية الفالوظ على ثقافتنا الشرقية.
#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرأي العام في بيت طاعة الاخوان
-
رجالة قيصر وحريم النار
-
فنون الطفل بين القانون الطبيعي والقانون الرياضي
-
عروض النوادي والإبداع الافتراضي
-
حيرة الناقد المسرحي أمام جهود العشماوي البحثية
-
الدين والدولة - حوار عن بعد بين متأسلم و مسلم علماني
-
الفاعل الفلسفي في الإبداع المسرحي
-
فكرة المخلص ( المستبد العادل ) في المسرح الشعري
-
المسرح بين أدب السيرة والتراجم الأدبية
-
هل يمكن تعلم الإخراج
-
الناقد يتأبط نظرية
-
استلهام الكاتب المسرحي للتراث بين الارتباك الاتصالي والوعي ا
...
-
تشريح نصوص مسرحية
-
الإبداع بين الحرية والالتزام
-
هوامش مهرجاناتية
-
الثقافة الجماهيرية من ثروت عكاشة إلى فاروق حسني
-
مسرح الثقافة الجماهيرية بين المد والجذر
-
درامية التعبير الصوتي في فن الأداء المسرحي
-
فنون التمثيل داخل التمثيل بين بيرانديللو ومحمود دياب
-
ثقافة التناكح في حياة المسلم
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|