|
إعلام يمدح الذئب ويهمش الوطن :
بقلم : جبر قديمات
الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 19:36
المحور:
الصحافة والاعلام
الإعلام هو : هو تزويد الناس بالمعلومات والحقائق والأخبار الصادقة بقصد معاونتهم على تكوين الرأي السليم إزاء مشكله من المشاكل أو مسألة عامه، والبقاء فى هذه العمومية و النسبية فى التعريف فيما يفترض فيه التحديد و الإحاطة لا يخلق فقط حالة من السيولة الدائمة بحيث يمكنك أن تحتمى بما "تفهمه" من مضامين هذا التعريف لكنه أيضا يخلق "تشويشا إدراكيا" للإعلامى بحيث تعدّ أى محاولة منه للالتزام الأخلاقى بالمعايير الممارسة بوسائل الإعلام أو التقييم على أساسها مجرد دوران فى حلقة مفرغة لا يُعرف أولها من آخرها بالإضافة إلى أنها لا تملك قاعدة صلبة يمكن البناء عليها نظرا لكونها فى الأساس وليدة ثقافة مجتمعية أخرى لا تنتمى للبيئة العربية وعرفعا التقليدي المتوارث كأي مجتمع انساني على هذة الأرض. أن التطور الحاصل في أجهزة الأتصال والإعلام جعل المؤسسه الإعلاميه بكافة فروعها من أبرز المؤثرات التي تسهم في شخصيه المواطن الفلسطيني ومن هنا يبرز أهمية قيام المؤسسه الإعلاميه بدورها بحماية الشباب وتوجيههم الى قضاياهم المصيريه التي هي ام القضايا الأساسه لبناء المجتمع الفلسطيني بالحقيقه المطلقه لتكوين اي مجتمع مستقل وما يحدث اليوم من المؤسسه الإعلاميه الفلسطينيه سواء التابعه لأجهزة حكوميه ام لفئات وافكار أيديولوجيه محتواها لايبشر بالخير لما تحمله وتغرسه في فكر الشباب و والحياد عن مضامين القضيه الفلسطينيه الحقيقه وتراجع للنسيج الفلسطيني وهدم الثقافه الوطنيه الخالصه وهذا ما لمس في إعلامنا الفلسطيني بل كان مباشرا وتحديدا بعد قضيه الانقسام السوداء في تاريخ القضيه الفلسطينيه وتأثيرها الواضح على نسيجنا الوطني والمجتمعي ولما يحدث في هذا الوقت من تشويه للثقافه والتقليد المجتمعي المبني على الخلق الانساني فيما بين البشر وكي تستمر الانسجه الاجتماعيه في تماسكها على مر الزمن سيظل في مجتمعاتنا نوع من النقص ونوع من القصور, وسيظل فيها من يركن إلى ما تغذيه به وسائل الإعلام لما لها من سطوة واضحه على اذهان تلك الاجيال الصاعدة ولما لها من تاثير حقيقي في فكر هذة الاجيال، لذا أحد أهم إشكالات الإعلام فى بلادنا أن "المعايير - الأدبيات" الضابطة للأداء الإعلامى فى مساحاته المختلفة غير مُعرّفة " إجرائيا " بمعنى أنه لا يمكنك أن تستنتج منها "منهجا" يمكن العمل به أو المعايرة عليه سنظل نتحدث عن "الحيادية والموضوعية و المهنية الإعلامية" دون أن نفهم تحديدا ماذا تعنى؟ أو كيف اعتمدها كمنهجية عمل؟ أو حتى كيف أحاكم بناءا عليها ممارسة أى وسيلة إعلامية؟ فالفكر والثقافه المجتمعيه للقضيه الفلسطينيه التي ترزح تحت نير الاحتلال منذ اكثر من ستتة عقود ولها برمجة راسخة والكل الفلسطيني عليه الاتفاق عليها بدل من المماطلات والمفاوضات والمقاومة المنقوصه من اجل فلسطين التاريخيه لا من أجل عيون فئويه ضيقه وعليه يجب انتاج برامج إعلاميه هادفه ذات طابع وطني بحت بكل ما تحمله الاخلاق الوطنيه من معنى حقيقي كي تعالج مشكلات الوطن بدل من تعقيدها بفعل تلك العيون الضيقه لمستقبل الوطن واجياله القادمه وكي نبني قوة راسخة ومرجعًا للعقل يستخدمه الإنسان داخليًا وخارجيًا في أي تحدي يواجه الوطن، فالعمل هنا على "إنتاج" أدبيات أخرى متمايزة فى إطار بناء نظرى متماسك بديل ينطلق من قاعدة قِيمية و أخلاقية وثقافة مجتمعية أنتمائها الاول فلسطيني وثانيها عروبي، و يمكن تأطيرها بمحددات واضحة وتكون أحد أهم الخطوات فى سبيل تقويم السلوك الإعلامى الفلسطيني بكافة أطيافه و طبيعة ملكيته و توجهاته الأيديولوجية. إن تصور مستقبل المجتمع يُبنى على شكل العلاقات المحتملة بين الجزيئات المكونة له والإعلام احد اهم ذلك الجزئيات فأذا تمت السيطرة على هذة الجزئيه يعتبر الإيصال الفكري بين الناس في حالة تشوه دائم فهنا حقيقة نجهلها وهي؛ أننا لا نملك عقول الآخرين ولكن نملك فقط الطرق على باب العقول وبلباقة وقد نُمنع من الدخول وقد ندخل والإعلام احد هذة الأبواب التي تكون مغلقه ويفتحها بما ينشر من فكر وثقافه داخل اي مجتمع أما آن الأوان أن نسترد ثقافتنا الوطنيه ونحافظ على ونسيجنا الأجتماعي في وطن يلتمس فيه المواطن مستقبله ورزقه، وفى وطن يصبح الخروج منه والهروب من الغربة به هو الحلم والأمل وفى وطن يري أبنائه أن الهجرة والبحث عن وطن بديل هو التجسيد الحي للحكمة والعدالة والصواب وكل شيء إيجابي وهو الأمل المشرق وفى وطن تسيطر فيه القيم الفئويه على الجماعية حتى علت على الوطن وفى وطن تغرس فيه قيم الظلم والقهر والاستعباد وتنزع منه قيم العدل والحرية والمساواة وفى وطن تسيطر فيه قيم الواسطة والمحسوبية والسمسرة والاستغلال على قيم العمل والإنتاج والعطاء وفي وطن تقدس فيه الولاءات الحزبية والتعصبات القبلية والعائلية وتنتهك فيه الولاءات والانتماءات الوطنية والثورية والنضالية وفى وطن أصبح وطنيين والشعب أمسا شعبين والتخوين والتكفير فيه هو الوسيلة الفاعلة للتقدم وتحقيق المصلحه , والردح على وسائل الإعلام هو عنوان وطنية أبنائه وولائهم - في وطنٍ كهذا لابد أن يتراجع فيه الولاء الوطني إلى أدنا حدوده وينحدر الانتماء إلى اقل مستوياته , ويصبح وطن الأحرار مكان لا أقل ولا أكثر يعيش فيه الإنسان الفلسطيني غريب بفعل هذة الأله الإعلاميه التي ان لم نتمكن من ضبطها مدمرة لواقعنا ووطننا التي عانى الكثير الكثير من سيطرة المحتل …..
#بقلم_:_جبر_قديمات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|