أصدقاؤنا ، أحباؤنا .. رفقا بنا !!!

كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 13:03
المحور: حقوق الانسان
    

لا أحد منا يمكن أن ينكر فضائل وسائل الإتصال الإجتماعي وبالأخص منها ( الفيسبوك ) في جعل هذا العالم الواسع المترامي الأطراف قرية صغيرة تسمح لمستخدميه كسب مزيد من الاصدقاء و الخروج من حالة العزلة التي فرضتها علينا حكوماتنا بسبب الغربة التي أجبرنا إليها والإقامة في بلدان بعيدة ، الى عالم المعرفة والاختلاط المشروع للتعرف على كل جديد فى امور الحياة مشاركة الاصدقاء شئون حياتهم من فرح وحزن بالاضافة الى شغل اوقات الفراغ فى اشياء مفيدة والتعرف على المعلومة اول بأول و التطور الفكري والتواصل الوجداني الذي يحقق للمرء التوازن العاطفي ، كما يمثل نوع من التغيير يساهم في أن يتحمل الإنسان أعباء الحياة فمن خلال التواصل الاجتماعي إن كان بناء عن رغبة ورضا فالإنسان يفرغ من الشحنة السالبة التي بداخله ويقبل على المهام بشكل أفضل.
لكنه وللأسف الشديد غدت هذه الوسائل تـُستخدم بالفعل لأغراض تضليلية عبر نشر أكاذيب ومعلومات لا علاقة لها بالواقع ، لتشويه طرف ما وتلميع صورة طرف آخر وبات للأفكار الهدامة والدعوات المنحرفة والتجمعات الفاسدة مكانا لها ، وهذا ما احدث إخلال أمنيا و فكريا، خاصة أن أكثر رواد الشبكات من الشباب التي يمكن إغرائهم بدعوات لا تحمل من الإصلاح شيئا.
كما أصبح هذا الموقع وبمشاركة بعض من أصدقاؤنا ممن يحملون الشهادات والثقافة العالية والتي يمكن أن تحصنهم من أي إنزلاق ثقافي في ( مهاترات ) غير مجدية وغير مفيدة وإستخدام ألفاظ بعيدة كل البعد عن الخلق السليم والوقوع بقصد أو بغير قصد في فخ الجهل وعدم الإدراك في تصرفات لا يمكن أن تكون سليمة فمثلا بات نبي الرحمة والإنسانية محمد ( ص ) محل منافسة مع لاعب مثل ( ميسي ) للحصول على أكبر عدد من ( اللايكات ) أو الأمام علي ( رض ) مع ( كريستيانو رونالدو ) وغيرهم من الأئمة والصحابة الكرام !!! بالله عليكم أليس هذا هراء ! .
وأمثلة أخرى يند لها الجبين كصورة قتلى هنا وهناك وناشرها يقسم بأن يجعلني ( يهوديا كافرا ) إذا لم اضع كلمة ( اللايك ) فلا أدري من منا يعجبه القتل والدمار والتعذيب ! في حين ينجوا آخرين الى الله العلي القدير أن يدمر جهاز الحاسوب العائد لي إن لم أضغط على كلمة ( لايك ) على صورة لا تحمل من المعاني ولا الفائدة بشيء ! .وآخرون من أصدقاؤنا المحترمين باتوا يشككون في إسلاميتنا وإيماننا بالله الواحد الأحد إلا إذا رضوا ب(لايكنا ) عندها سنكون من المؤمنين المخلصين لله ورسله وكتبه .
واليوم وأنا أكتب هذه السطور تلصلصت على صفحتي في الفيسبوك وإذا أرى صورة أمرأة وإبنتها الرضيعة قد ماتوا وصديقي كتب فوقها عبارة ( لوْ كـآنتْ .. مُطربة غربية عآرية .. كآن جآبـتْ 2,000 لآيك و200 شير بـ سآعة ( !!أمـآنة بـ رقبتك أعمل لآيك . وقول الله يرحمها) فهل مثل هذه الصور تثير الإعجاب !!
كما تعددت ممارسات إستخدام وسائل الإتصال الإجتماعي من التشكيك والتنكيل الى مفاصل أخرى كالتنجيم ومعرفة الغيب والتوقعات والخداع والإستهزاء وغيرها من الأمور وكل ذلك مرتبط بكلمة ( لايك ) أو ممارسات أخرى مثل أضغط ( لايك ورقم كذا ) ستشاهد ما سيحصل وبالنتيجة لن يحصل شيء حتى وإن دفعك الفضول الى إستخدام كل الأرقام المطلوبة ومنها وغير المطلوبة .
كما أخذت هذه المهاترات منحى آخر ليسألك أحدهم ( هل أن النبي محمد – ص – أعظم رجل في العالم ، أكتب لايك ) وإلا فأنت ..... !! والسؤال هل هناك من المسلمين أو من الديانات الأخرى من يشك في عظمة النبي محمد ( ص ) !
الامثلة والقصص في هذا المجال لا تعد ولا تحصى ولا تكفيها هذه السطور ، وتجاوز بعض من أصدقاءنا حد المعقول في الوقوع في هذا الفخ رغم أننا متأكدين بعدم قناعتهم بما يعملونه ، لكنهم على ما يبدو ركبوا موجة أصدقاء لهم كانوا قد سبقوهم بفعلتهم .
في المقابل لا ننكر وجود العديد من الأصدقاء ممن تستمتع بما يقدمونه من معلومات تاريخية وحديثة قيمة ومفيدة ومواضيع تجبرك للوقوف عندها وقراءتها وصور تضيف الفرح والبهجة وكلمات رقيقة تحيي صباحك ومساؤك تعكس رغبة ناشريها على صدقهم وجديتهم في إستخدام هذه الوسيلة وتلك لإثارة التفاؤل والمحبة ودون الولوج في تلك ( المهاترات ) .
إذن يا أصدقاءنا وأحبتنا رفقا بنا ، فنحن من لبنة واحدة ، ويعرف أحدنا الآخر ، وقد أنعم الله علينا بفضله من العلم والإيمان بكتبه ورسله قد تفوق عن البعض ، فكفاكم مزايدة ومتاجرة بالأيمان والدين ، وإنه ليس سلعة تباع لهذا وتشترى من هذاك ، وإن أختياركم لمواضيعكم على صفحتكم يعكس شخصيتكم فهي في الوقت الذي ترفع مقامكم فإنها تنزل بكم الى أسفل السافلين ..

#كريم_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات