أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام عقراوي - كلما شاهدت التحقيقات مع الارهابيين أتذكر جلادي صدام














المزيد.....

كلما شاهدت التحقيقات مع الارهابيين أتذكر جلادي صدام


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1169 - 2005 / 4 / 16 - 11:28
المحور: حقوق الانسان
    


قد يكون الارهاب من اسوء ما أبتلت به البشرية و المجتمع المدني على سطح الارض. و قد يكون مواجهة الارهاب و العمل على تقليلية من اقوى و اقدس أنواع الجهاد. قتل الابرياء من نساء و أطفال وشيوخ و شباب دون سابق أنذار و من غير حق لا يمكن أن يطلق علية سوى الارهاب. و الارهابي هو أنسان خال من الشعور و الضمير.
الفرق بين الارهابي و غير الارهابي هو العمل و طريقة التعامل و الافكار التي يحملها ومشاعر الشخص تجاه الاخرين. فالارهابي لا يهمه بكاء الاطفال و لا شرف النساء و لا يعير أهمية الى حرية المواطنين. أما نقيضة فيجب أن يكون نقيضة في كل شئ. وهذا هو ما نسمعة على الاقل من الحكومة العراقية و المسؤولين العراقيين. فالحديث هذه الايام عن الديمقراطية و حقوق الانسان و التعامل المدني و العصري مع المواطنين على كل لسان وأصبح سلاح الجميع للتحايل على المواطنين.
من السهل جدا ان يسطّر الانسان الجمل بشكل تنال رضى الجميع. ولكن الاهم من ذلك تطبيقها. من السهل جدا ان يتكلم الانسان عن ثقافة التسامح و الحب بين الناس. الا أن الاهم من هذا وذاك هو تطبيق هذه الافكار و القيم على الارض. الانتقام و الجزاء و الاستحقاق قد تكون كلها مطلبا جماهيريا على الاقل عند الذين تضرروا من أفعال و ممارسات النظام الصدامي المقبور. وقد يكون هناك الكثير من المواطنين الذين يطالبون بالعفو عن الجميع.
هذه الافكار لا ترتبط باي شكل من الاشكال بعقلانية التعامل مع المجرمين و الجلادين. فتنفيذ الانتقام من دون الرجوع الى القيم و المبادئ تنزل بالمنتقم الى مستوى الجلادين و الارهابيين. و كذلك العفو عن المجرمين و الارهابيين تؤدي الى زيادة الارهاب و الى خلق جو من القلق النفسي و عدم الاطمئنان لدى ضحايا الجلادين و الارهابيين.
اي لا بد الرجوع الى القانون و المبادئ الانسانية عند التفكير بتنفيذ اية عملية أجتماعية كانت أو ثورية أو قانونية.
تروج في وسائل لاعلام العراقية هذه الايام المرئية منها بالذات مودة عرض التحقيقات الشفوية مع الارهابيين الذين القت القوات العراقية القبض عليهم. والغرض من هذه التحقيقات و هذا العرض الحي، هو كسر شوكة الارهابيين و تخويف الاطراف التي تمول الارهابيين و كذلك اضهار قوة الحكومة و قوات الدفاع الوطني العراقية.
الذي رأى تحقيقات جلادي صدام و دخل السجن لاسباب سياسية خلال العهد الصدامي ، يعرف بالضبط ما حصل و يحصل الان في السجون العراقية. صحيح هؤلاء ارهابيون و قتلة و يجب محاكمتهم و لكن عندما لا تبقى فوارق بين جلادي صدام و محققي اليوم، يمحو الفرق بين الفكر الصدامي و فكر و تعامل الاحزاب الحالية.
فقط الساديون يرتاحون لهذه الطريقة في التحقيق، أما الانسان السوي فيجب أن يضع أحتراما لا للارهابيين و لكن للمشاهدين و المواطنين الذين يسمعون و يشاهدون التحقيقات.
ماذا لو تحولت هذه الطريقة في التعامل الى ثقافة في كل مراكز الشرطة العراقية. أليس المتهم برئ الى أن تثبت أدانتة. فمن الممكن أن تجرى لقاءات مع هؤلاء الاشخاص و لكن بعد اثبات التهم عليهم من قبل المحكمة و لا قبلها.
الحكومة و الاحزاب العراقية تتحدث عن المجتمع المدني و عن سيادة القانون و أحترام حقوق الانسان و عن تغيير روحية ونفسية الانسان العراقي. قد تكون كلمات بعض المحققين الجارحة و الانتقامية و المعتمدة على الاحاسيس تعجب بعض الاشخاص، الا أنها بعيدة كل البعد عن التحقيق و قريبة كل القرب عن التعذيب النفسي أمام الكاميرات. لا ننسى أنه في المجتمعات المتحضرة لا يسمح بتصوير المجرمين و المتهمين داخل المحكمة. ماذا لو كان عدد من هؤلاء ابرياء!!
و الاهم في هذه التحقيقات هي حقيقة ما حصل قبل بدء التحقيق و كيف عذبوا!! فأذا كان المحقق يصرخ و يسب و يتكلم بطريقة غير أنسانية أمام العدسات، فماذا يفعل عندما تغلق عدسة الكاميرة، و كيف أخرجت هذه الشرائط و اللصق و القطع الذي تعرضت له الاشرطة.
أن اقل ما يمكن أن يقال عن هذه التحقيقات أنها تشيه تحقيقات العصر الجاهلي و و العهد القديم و محاكمات القياصرة و حديثا محاكمات صدام.
اذا أراد العراقيون أن يؤسسوا دولة حديثة فيجب عليهم أولا ان يتخلصوا من الصداميين و ارث صدام و جلادية. هذه التحقيقات هي جزء من ارث صدامي. على الحكومة العراقية أن توقف هذه المهزلة التي تسمى بالتحقيق و الشواهد و تتجه الى العمل الجدي لمحاربة الارهابيين من أجل التخلص منهم. فهذه الاشرطة لا تخدم الدولة و النظام الذي يطمح اليه العراقيون لانها و بكل بساطة منافية لدولة القانون و حقوق الانسان.
وأخيرا اقول العفو عن المجرمين جريمة و عدم التعامل بصورة قانونية و أنسانية حتى مع المجرمين هي الاخرى جريمة.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن حرس صدام و جحوشه و معادات البيشمركة
- أحلام عصافيريه لوكالة أخبار النعامة
- الذي يرفض كردستانية كركوك اليوم سيرفضها حتما غدا ايضا
- المافيا و تجارة المجرمين
- ما بين المعارضة و الارهاب و القتل المبرمج.
- أخطاء قائمة (السيستاني) فوائد لدى البراغماتي علاوي
- الجعفري أنهزم أمام معظلة كركوك قبل أن يستلم المنصب
- السيد الجعفري بين التناقضات و التحديات
- حقوق المسيحيين و الئيزديين لدى (بعض) اَيات الله الطاهرين
- !!هل السيد علاوي بعثي أم أنه بعثي وأن لم يكن منتميا
- الديمقراطية تعني أعطاء الشيعة حق أدراة العراق
- (لنسميها (ديمقراطية التوافقات
- !!!!أين الذين يدعون بمساندة اليزيديين و المسيحيين
- الشعب الكردي قرر الاستقلال
- الكرد الفيليون و محاولات ابعادهم عن بني جلدهم
- البرلمانيون الملثمون، مهزمون قبل المواجهة
- لماذا تتهرب الاحزاب الرئيسية من القضية الامنية
- هل ستنتهي الانتخابات بالتزوير و فوز حلفاء أمريكا؟؟؟
- الشيزوفرينيا السياسية لدى الاحزاب العراقية
- قناة العربية و السيد علاوي و الحب المشبوه


المزيد.....




- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...
- المقررة الاممية البانيز: مذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت غير كا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - هشام عقراوي - كلما شاهدت التحقيقات مع الارهابيين أتذكر جلادي صدام