أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العروج بين الخيال العلمي والخيال الخرافي- -المقال السابع من سلسلة مقالات القرآن في مواجهة التراث














المزيد.....


العروج بين الخيال العلمي والخيال الخرافي- -المقال السابع من سلسلة مقالات القرآن في مواجهة التراث


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 14:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه المقالات موجهة أساسا للمسلم الذي يصدق خرافات العروج التي اصطنعها الملفقون بينما يكذب كلام ربه بعدم حدوث مثل هذا العروج الموهوم (كما جاء في الآية 93 من سورة الإسراء):

عندما لم يجد الوضاعون سببا معقولا للعروج زعموا أن الغاية منه هو تلقي الأمر بفرض الصلاة , وانفردت الصلاة بزعمهم بهذا الفضل لأهميتها وكرامتها , وإن كان الأمر كما قالوا , لكان تلقي القرآن أولى فهو أكرم من الصلاة , علما بأنه لم يرِد أي ذكر للصلاة في سورة النجم . ومن المعلوم أن النبي والمسلمين كانوا يصلون قبل الإسراء فكانوا يؤدون صلواتهم في مكة قبل العروج "وكان جبريل قد علَّم النبي (ص) الوضوء والصلاة في أول الوحي ( ابن الأثير – الكامل في التاريخ – الجزء الثاني- ص 50 – 51 ) . ولم يكن فرض صلاتهم في السماء . ولتلافي ذلك التعارض يذكر تراثنا "أن الإسراء وفرض الصلاة كانا أول الوحي! ( جاء ذلك في تاريخ ابن خلدون –المجلد الثاني – ص 404 نقلا عن تاريخ الطبري ).
وجاء في الكامل في التاريخ " أن أول شئ فرضه الله من شرائع الإسلام بعد الإقرار بالتوحيد والبراءة من الأوثان الصلاة وأن الصلاة لما فُرضت عليه صلى الله عليه وسلم , أتاه جبريل وهو بأعلى مكة فهمز له بعقبة في ناحية الوادي , فانفجرت فيه عين , فتوضأ جبريل وهو ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة , ثم توضأ رسول الله مثله ,ثم قام جبريل فصلى به وصلى النبي , ثم انصرف , وجاء رسول الله إلى خديجة فعلمها الوضوء , ثم صلى بها فصلت بصلاته (ابن الأثير – الكامل في التاريخ – المجلد الثاني – ص 50 -51 ) . وقالوا إن النبي أُعطي أيضا في هذه الرحلة خواتيم سورة البقرة , وقد نسي الوضاعون أنها سورة مدنية نزلت بعد أكثر من ثلاث عشرة سنة من بدء البعثة النبوية , أي أبعد زمنا من كل التقديرات والتواريخ التي تباينت فيها آراء من حدد تاريخ الإسراء . وكلام تراثنا الأصفر عن تفاصيل العروج لا يغيب عنه مفردات المجتمع البدوي البدائي الذي يكشف في يُسر حقيقة التزييف , ويدل على طبيعة الخيال البدوي الساذج , فوسيلة اختراق الفضاء والصعود من سماء إلى أخرى كانت ببساط الريح (الرفرف) مثلما كان الإسراء بدابة مجنَّحة اسمها البراق, وينتهي خفها حيث ينتهي طرفها , ولم يقل لنا أحد ما جدوى ذلك إذا كانت هذه الدابة تطير بأجنحة! وجاء في روايات أخرى أن اختراق السماوات كان أيضا بالبراق .والفرق كبير بين الخيال الخرافي وبين الخيال العلمي , فالخيال العلمي مبدع يبتكر أشياء على غير مثال سابق ولا يعدم التفسير العلمي المقبول , خلافا للخيال الخرافي الذي يختلق الأشياء دون علة مقبولة وتكون في حدود مثال سابق . فالخيال العلمي تخيل الطائرة , والخيال الخرافي اختلق بساط الريح , والخيال العلمي تصور الصعود إلى القمر ولكن بمدفع كبير وهمي له قوة دفع كبيرة تتغلب على قوة الجاذبية الأرضية وهو تفكير علمي معلل , والخيال الخرافي يتصور الطيران بحيوان دون الحصان وفوق الحمار وله أجنحة كبيرة كأجنحة الطير , فهي عقلية عاجزة عن ابتداع صور على غير مثال سابق يعرفه ولا يقدر على تصور غيره , والخيال العلمي يدور في نطاق إدراك أن الكون محكوم بعلل وأسباب لا يمكن الانفلات منها , على عكس الخيال الخرافي الذي لا يخضع لأي ضوابط . وخرافات تراثنا الأصفر محسوبة على الإسلام ,فيدُكَ منك وإن كانت شلّاء. وترد إشارات تشي بهوية مزوري هذه المرويات وبغلظة طباعهم البدوية المخالفة للروح الإسلامية ومجافاتهم للخلق الإسلامي , فبين قائل إن نبي الله موسى كان يرفع صوته على الله معاتبا , ولما استنكر النبي ذلك من موسى وسأل جبريل :"ويرفع صوته على ربه؟! أجابه جبريل :" إن الله قد عرف له حدته ! وبين قائل بأن نبي الله موسى بكى بعد أن التقى بمحمد في السماء , ولما سأله جبريل : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لأن غلاما - يقصد النبي محمد - بُعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخل الجنة من أمتي ! هكذا في حسد مشهود ننزه نبي الله موسى عنه , وبين قائل بقصة دهْم الملائكة لبيت النبي عبر السقف لمَّا أرادوا إعداده للعروج بشق صدره وكأن الملائكة تخالف أدب دخول البيوت من أبوابها : " وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "البقرة189, ويبررون هذا الانتهاك لحرمات البيوت على النحو المذكور على أنه مبالغة في المفاجاة !! وما وجوب المفاجأة في هذا المقام ؟ قالوا لإعلام النبي بأن انفراج سقف بيته هو توطئة لشق صدره ! ( الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي – خلاصة الفضل الفائق في معراج خير الخلائق) , وكيف يعجز الملَكان عن دخول البيت إلا بعد شق سقفه , في حين يتمكن الحمار(البراق) من اختراق السماوات العلى ! انتهى المقال السابع ويليه الثامن بإذن الله -بتصرف من كتابنا ...بين القرآن والتراث -نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف يخرب المسلمون دينهم بايديهم-المقال السادس من سلسلة القرآ ...
- العروج وتخاريف الوضاعين في التفاسير والتراث-المقال الخامس في ...
- الله نفسه ينفي العروج النبوى قولا واحدا , فهل من مكذب ؟ المق ...
- القرآن يفند قصة عروج النبي إلى السماوات -المقال الثالث من سل ...
- القرآن يفند قصة عروج النبي إلى السماوات -المقال الثاني من سل ...
- القرآن يفند قصة عروج النبي إلى السماوات -المقال الأول من سلس ...
- سقوط حق مراقبة الحاكم في الواقع الإسلامي
- تُرى ما قول نبينا محمد( صلى الله عليه وسلم ) في ما يجرى للإخ ...
- القتال والقتل في الإسلام.... شبهات يتوهمها المتوهمون .....ال ...
- القتال والقتل في الإسلام - قتل من؟ -الجزء الثاني
- نعم الإسلام م يحض على القتال , لكن قتال من؟
- ونبي الله يوسف أيضا لم يكن في مصر القبط ( أدلة قرآنية وتاريخ ...
- أدلة قرآنية على أن فرعون موسى مجرد زعيم قبيلة -المقال الرابع ...
- الشخصية الحقيقية لفرعون موسى :المقال الثالث عشر من سلسلة مقا ...
- التلفزيون الإسرائيلى ينتحل مقالات موقع الحوار المتمدن وينسبه ...
- الهكسوس من عرب الحجاز ونزحوا تدريجيا إلى الدلتا - المقال الح ...
- القرآن يشهد أن مصر ليست بلد القبط - المقال الثاني عشر من سلس ...
- الأثر الإسرائيلي الوحيد في مصر-المقال العاشر من سلسلة مقالات ...
- الدليل القرآني على أن مصر المذكورة في القرآن ليست هي بلاد ال ...
- ما من زاعم أن توراة موسى كانت مكتوبة بالخط الهيروغليفي -المق ...


المزيد.....




- الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو ...
- السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة ...
- السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة- ...
- الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد ...
- تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي ...
- باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
- -أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما ...
- كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
- مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
- “خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العروج بين الخيال العلمي والخيال الخرافي- -المقال السابع من سلسلة مقالات القرآن في مواجهة التراث