|
غول سياسي في مواسم -الدعارة- السياسية
الدير عبد الرزاق
الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 11:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سيدي، إن كنت إنسانا فدع الغول بداخلك يرحل إلى الغاب، افتح ذاتك و دعه ينعم بحريته المفقودة التي افتقدها بداخلك. الإنسانية ليست لوحة إشهارية أو ماركة تجارية، و إنما هي جنس في هذا الكون الرحب، فلا تدع حيوانيتك تطغى، فقد قدرتك بشرا سيصحى... سيدي، لعبتك قديمة، قدم الوحش بداخلك، إن طلبت مني تاريخك، هو عندي بملايين الكتب، حتى أني أفرغت له في ذاكرتي رفوفا و تصنيفات، رف مدخل عام للفساد السياسي، و رف مدخل خاص لنهب المال العام، و رف لأصناف جنسك الحيواني بنظرة تحقيرية للسياسة،و رف خاص بأصل الخبث السياسي فيك و نشأته، و الرفوف كثيرة بكثرة تنقلات ورم الكرسي الخبيث في دمك. يا سيدي، سأتحدث عنك كما نراك، لا كما تصف لنا في مواسم الدعارة السياسية، و تجدد لغة الخشب و الخطاب الأحادي، الذي يبيع الشوارع و الإنجازات العظيمة مقابل أوراق ترتجف في أيادي مواطنين بسطاء يحرصون على الرمز الحزبي، الذي لا يمثل سوى رموزا تفتقد للدلالة الفعلية، أو لنقل الممارسة السياسية الحقيقية، من أجل وضعها في صناديق تحوي مصيرهم. يا سيدي، سأتحدث عنك كما نراك، لا كما تصف لنا، وقد أعطى الشارع المغربي إشارات بعدم الثقة في المشهد السياسي برمته، مع الأسف تمر المحطات، و يسير التاريخ، و أنت مازلت تتخبط في صراع أبدي مع الغول بداخلك، لم تلتقط الإشارات، و لم تستطع فهم عزوف بالجملة عن القيام بواجب وطني في المشاركة السياسية، ماذا تنتظر من مواطن بسيط ينخره الفقر و البطالة و كل تمظهرات اليأس و البأس، و حتى الفأس الذي تحاول أن تشق به آخر أحلامه. حقيبتك سيدي ، سوداء بلا ملفات، و المواطن لم يعد يطيق أن يكون مجرد سلم يتسلق فوقه العادي و البادي،و كانت انتخابات 7 شتنبر 2007 محطة لا تعوض للتعبير عن احتجاج شعبي على واقع لا يطاق. أتمنى سيدي، أن تقرأ مضمون الرسالة جيدا من جميع الزوايا حتى لا يحتج الشعب في الاستحقاقات الإنتخابية القادمة. سيدي، أنت تجيد لعبة الأقنعة، تارة بغطاء ليبرالي، و تارة بغطاء إشتراكي، و تارة إسلامي، و لست أدري كم قناع وضعته في ذلك الوجه البشع الذي يخيف الأطفال و يقدم عرضا مغريا ليكون أحد أنجح الوجوه بشاعة في سينما الرعب. سأذكرك سيدي، و لا تدع الغول يلتهمني... كم قناع لبست؟؟؟ أتذكر جيدا أنك عندما يحين موسم التوالد السياسي، تأتي دور الصفيح بثوب فقير كادح، و تأتي للمثقفين بثوب المثقف المنتقد، و أحيانا تأتي بثوب المريض، و مرضك ليس له تشخيص في وسط لا نتوفر فيه على مختصين في نوعية مرضك. و أحيانا تأتي بثوب رجل أعمال تخطط للصفقات، و حتى جماعك بزوجتك صار صفقة سياسية.... لبست ثوب الناقد، انتقدت، و لما انتهيت رسمت لنا صورة المنقذ، و أنت في حقيقتك وحل في قعر الوادي. تاريخك سيدي لن أصفه بالأسود، لأن الأسود له لون، و لكن تاريخك عديم اللون الفكري،عديم المذاق السياسي، عديم رجولة الحمار. أتذكر سيدي، اجتماعاتك النفاقية، تأتي بصفة الإنسان، تجلس في أي مكان شاغر، و أنا أقرأ في عينيك رغبة جامحة في الكرسي الأعلى بين الحضور،فتتذرع بجميع الذرائع للوصول إلى الكرسي. سيدي، سكنك هوس العلو، حتى أصبت ذات مرت بكسر في العنق بدون تدخل جسم غريب، وحدك كسرت عنقك من كثرة التمدد، حتى الطبيب استغرب!!! سيدي، اعتدت على المكاتب، و أن تكون القائد..... أتذكر، تلك الليلة المقمرة، و موسمك المفضل اقترب، و أنت جالس في مقهى شعبي، كراسيه خشب تآكلت مع الزمن، تمارضت على الناس، و قلت أنك تشعر بإرهاق شديد، و عليك العودة إلى منزلك لتناول الدواء، و لم أكن أعرف أن مرضك له دواء!!!!! سيدي، كل اللذين انضموا إلى مدينتك الفاضلة، لا لشخصك، و لا لزرقة عيونك، و إنما لمبادئك، و لكن سيدي،اللغة جدار مثين يخفي النوايا،،، لم يكذبوا المبادئ التي ناديت بها، و لم يكذبوا الرجل الصالح في عيونهم، لكن لا اللغة و لا النوايا استطاعت أن تقدمك لهم، "مهدي منتظر"، فكنت رجلا بلا أعضاء تناسلية ذكورية، و رجل آخر يقوم بدورك البيولوجي، فيما أنت منشغل بالجماع السياسي. سيدي، قرأت عشرات الكتب، و جالست آلاف السياسيين، فكرا و ممارسة، لا أنت تشبه الكتب و لا السياسيين، ملامحك غريبة عن أي لون، عن أي مبدأ و عن أي فعل سياسي، ممارسة و تنظيرا.
#الدير_عبد_الرزاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه
...
-
هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
-
مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي
...
-
مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
-
متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
-
الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
-
-القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من
...
-
كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
-
شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
-
-أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|