أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - الحرية المريضة














المزيد.....


الحرية المريضة


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 13:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لأن الحرية في الكويت مريضة، فهي تحتاج إلى علاج.
مريضة لأنها تحولت من قيمة إلى وسيلة. وأصبحنا نقودها وفق تصوّراتنا المصلحية بدلا من أن توجّهنا وترسم لنا أسس القيادة والعمل.
الغالبية، وخاصة السياسيين، المنتمين للسلطة ولغيرها، يستغلونها أيّما استغلال لتحقيق أهدافهم، التي تبدو في غالب الأحيان أهدافا ضيقة. لأن ردود أفعالهم ستخالف الحرية حينما تصبح هي سلاحا في الضد من أهدافهم وشرطا لا يخدم تحركاتهم. بعبارة أخرى، المعضلة تكمن في الآتي: اعتبار الحرية لازمة من لوازم العمل الديموقراطي حينما تكون سلاحي، لكنها ستصبح تهديدا لأمن المجتمع ولقوانينه حينما تكون سلاح الآخر ضدي.
إن الحرية هي فوق هذا وذاك. هي الأصل الذي تتمخض عنه قوانين الحياة الحديثة في علاقتها بمختلف العناوين، بما فيها عنوان الديموقراطية. لذا هي حاجة مجتمعية دائمة، قبل أن تكون حاجة مؤقتة سياسية أو غيرها. فنحن لا نحتاج إليها لتنظيم عملية الغالب والمغلوب في صراعاتنا السياسية فحسب، بل هي ضرورة ثقافية لابد أن تتغلغل في جميع مناحي الحياة، ومطلب فكري يجب أن يؤثر في مختلف مجريات حياتنا الطبيعية. فلا يمكن أن تكون مشروطة بلعبة سياسية، ولا أن يتم استغلالها في جانب معين، كالجانب الديني، بل هي تفتح المجال للدين أن يكون حرا في تحركاته، لكنها تعارض استغلال الدين لدعم موقف، سواء سلطوي أو غيره، قد ينتهي به المطاف إلى خنق الحرية.
ولأن الحرية لم تكن ولم تُصبح ضرورة ثقافية أو فكرية، فقد فضحت الكثير من المزاعم، خاصة مزاعم بعض العلمانيين والليبراليين، الذين تتجه بوصلة الحرية صوبهم قبل غيرهم، بوصفهم رافعي شعارها الأساسيين والمدافعين عنها بضراوة قبل أن يتبناها أيضا أصحاب الأيديولوجيات التكاملية النهائية. لقد فضحت المزاعم العلمانية التي تُمصلح الدفاع عن حقوق الإنسان من أجل اهداف هي في المحصلة غير إنسانية، لأنها مارست التمييز تجاه مختلف صور الحريات بحجة ان لا حرية لأعداء الحرية، في حين كانت هي من هؤلاء الأعداء من دون أن تدري.
ولأن الحراك في الكويت أوجد واقعا سياسيا ثم اجتماعيا جديدا، من أبرز صوره ارتفاع سقف الشعارات السياسية الساعية إلى ديموقراطية واقعية، وبروز المظاهرات والمواجهات في الشوارع، واستخدام العنف ضد المتظاهرين، ثم فرز المختلفين في إطار عناوين سياسية/ اجتماعية متمايزة، أعقبه رفع قضايا ضد المخالفين للسلطة وسجن عدد منهم والسعي للقفز على القانون من أجل معاقبة البعض منهم... فإن ذلك أدى إلى شحن المجتمع وانقسامه بصورة لم يشهدها من قبل، وهو ما قد يهدد أمنه الاجتماعي ويعرضه لمخاطر جمّة.
ولا تتوانى السلطة، التي هي صاحبة النفوذ الأكبر، في ظل النظرة المطلقة التي تسود ثناياها، والقائمة على السمع والطاعة، في إلقاء سبب الشحن والانقسام على الحراك ومنظميه وعلى الشعارات المرفوعة والمطالب المرجوّة. في حين يردّ منظمو الحراك على ذلك باتهام السلطة. وكوني أميل إلى اتهام السلطة بصورة جدية وواقعية، لأن المطلق لا يجلب إلا الاختناق، ولأن الطاعة لا يمكن أن تتعايش مع المختلف، لكني لا أبرئ العديد من المنتمين إلى الحراك من مسؤولية تأجيج الشحن.
ولأن الحرية كحاجة مجتمعية، لا فقط سياسية، يفتقدها الكثيرون في الحراك، ويتعمد بعض العلمانيين والليبراليين والاسلاميين والسلطويين تجاهلها بل ومحاربتها حفاظا على مصالحهم ودفاعا عن مكتسباتهم، فإنها تعتبر مدخلا مهما لخفض الشحن، لا أقل عند المنتمين إلى الحراك. فالسلطة لن تقدِم على أي خفض ما دام ذلك يفقدها مصالحها ويجبرها على تقديم تنازلات سياسية إصلاحية. بينما شباب الحراك قادرون على تبنّيها بكل أريحية، كونها تتوافق مع الشعارات والمطالب التي يرفعونها، ولأنها المدخل لتبني عملية التسامح والتعايش بمختلف عناوينه التي يحتاجها مستقبل البلاد في إطار القواعد الدستورية.



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد المادة التي تحبس الناقد
- القرآن بوصفه خطابا (2-2)
- القرآن بوصفه خطابا (1-2)
- الحجاب مجددا..
- لابد من سقف جديد
- كرامة وطن...*
- النظرة الشمولية
- -كونا-... أولا
- نقد الحراك.. والإسلام -المعتدل-
- التيار الوصولي
- الحراك.. ووقوده
- دور مبهم
- هل مقاطعة الانتخابات في صالح الديمقراطية؟
- العلمانية الإقصائية
- رداً على عبداللطيف الدعيج: من يختطف من؟
- حراك التغيير في الكويت.. فرصة تاريخية
- السقف العالي للإصلاح.. في الكويت
- -الرقيب- السياسي والديني.. في الكويت
- قرار الأغلبية -غير الديموقراطي-
- -تحديات- مرجعية الشاهرودي في النجف


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - الحرية المريضة