وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4068 - 2013 / 4 / 20 - 18:54
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
( الحلقة السادسة من تأسيس الحزب الشيوعي )
و لكن الميل إلى الشيوعية يبقى راسخا لا يمكن اجتثاثه على ما يبدو . و كان لا ينتزع من مكان إلا وينبت في مكان آخر . ففي خريف 1937 دخل شيوعي جنوبي اسمه عبد الله مسعود مدرسة الحقوق في بغداد , و بدأ بنفسه يشكل خلايا كان لها أن تعيد الحياة إلى الحركة .
و كان عبد الله مسعود – الذي سنجده على رأس عصابة من الشيوعيين خلال شهري نيسان (أبريل ) 1941 في أثناء التحدي الكبير لإنكلترا – قد ولد لعائلة شيعية متدينة , و تلقى علومه الأولية في الكتّاب . وتعلم مبكرا ً عن والده (( القاريء )) إلقاء الشعر الديني , وعندما كبر قليلاً و صار في المدرسة الابتدائية في العشار , صار يعثر عليه في أيام عاشوراء يندب بأبيات حزينة استشهاد الحسين . وقد أثاره كتاب ممنوع قرأه سنة 1935 عندما كان قد أصبح معلما في العشار , و قد تركه بين يديه زعيم الجماعة الشيوعية في البصرة غالي زويد . و الكتاب كان بعنوان (( الشيوعية )) لنقولا الحداد .
وعندما توجه إلى مدرسة الحقوق في بغداد سنة 1937 بحث داخل المدرسة و خارجها بلا كلل عن أناس يمكنهم الانجذاب نحو الأفكار الماركسية , و لم يمض وقت طويل حتى أخذ البعض من مخلفات منظمة زكي خيري تنجذبون إليه .
و شكلت عودة يوسف سلمان يوسف من الاتحاد السوفيتي في 30 كانون الثاني ( يناير ) 1938 نقطة علّام في حياة جماعة القرني , إذ لم يكن هناك في الجماعة من يعرف كيف يربط بين النظرية و الممارسة أو – بدقة أكبر – كيف يطبق المفاهيم الماركسية على في أوضاع العراق الخاصة , و كان ليوسف سلمان يوسف أن يلعب هذا الدور .
و مازال عبد الله مسعود يتذكر جملة تمتم بها يوسف أثناء لقائهما للمرة الأولى في مطلع 1938 في بيت الشاعر العراقي حافظ الخصيبي , يومها قال يوسف : (( و إن كنا شيوعيين , فإننا لانريد تحقيق الشيوعية اليوم . لا يمكننا لي يد التاريخ )) . وهذه مقولة ماركسية شهيرة و لكن مسعود صعق لدى سماعها .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟