أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام شكري - وقاحات اردوكان وتغريدات ساي














المزيد.....

وقاحات اردوكان وتغريدات ساي


عصام شكري

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 23:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اصدرت محكمة تركية الاثنين قرارا بسجن الموسيقار التركي العالمي فاضل ساي بتهمة تغريداته المسيئة للاسلام في شبكات التواصل الاجتماعي. هذا الحكم جاء ضمن سلسلة من التهجمات التي قامت بها الحكومة الاسلامية وبتوجيه من اردوكان على رموز ثقافية مبدعة وموهوبة في اوساط المجتمع التركي من فنانين واكاديميين وكتاب ومثقفين.

التهجم الوقح من اردوكان وحكومته الاسلامية هو جزء من هجمة شرسة يشنها تيار الاسلام السياسي الذي وصل حديثا الى السلطة وخاصة في دول "النموذج التركي" التي تحاول جاهدة اغتيال الثورات العربية، من اجل اعادة اسلمة المجتمع والتأكيد للغرب بان الجماهير ستبقى تحت التجييك. تم توجيه التهم لفاضل ساي وقبله مئات الفنانين والمثقفين والكتاب بالتهجم على الاسلام وانتهاك مقدسات المسلمين. في مصر اتهم عادل امام والهام شاهين وسناء احمد بانتهاك حرمات المجتمع المصري والهجوم على الاسلام والاباحية، من قبل الاخوان والسلفية، وفي تونس يتم التهجم على النساء ومحاولة قتل الناشطين كما حصل مع المناضل اليساري بلعيد. وفي السعودية تلاحق السلطات الدينية النساء المتحررات وتستخدم اقذر اجهزة محاكم تفتيش المسماة "المطاوعة" لكي يثبتوا دائما كم ان "الاسلام دين تسامح ومحبة !". وفي الجمهورية الاسلامية الايرانية يتم تصفية منتقدي "ممثل الله على الارض والبحر والجو" الملله علي خامنئي بتهمة التجاوز على السلطة الالهية او الذات الالهية. وفي العراق، بلدنا العزيز، لم يسلم المثقفون الاحرار واليساريون والعلمانيون والنساء من السكاكين والمسدسات الجبانة للاسلاميين. فقد قامت الحكومة بقتل الكاتب هادي المهدي ابان المظاهرات في التحرير وفي كردستان قتل القوميون الكرد سردشت عثمان. في هولندا قبل سنوات قتل اسلامي صومالي متوحش فان كوخ واغمد خنجر في قلبه مع رسالة لانه اخرج فلم سماه فتنة. اما في مصر قتل الاسلاميون فرج فودة واعتدوا على نجيب محفوظ، وافتوى ضد نصر حامد ابو زيد ونوال السعداوي وعشرات غيرهم. لا ننسى طبعا سلمان رشدي واهدار دمه من قبل الامام المقدس الذي شبه ايقاف الحرب مع العراق بانه تجرع للسم.

الفتاوى تراجعت اليوم ولم يعودوا يجرأون. واحلوا اسلوب اخر هو اسلوب القمع القانوني عن طريق المحاكم ورفع الدعاوي. شئ جيد ان يعمل الاسلاميون للعلمانيين هذه المنابر. ولكن بشرط ان نستخدمها. المحكمة هي منصة مسرح يطل على كل المجتمع يمكن من خلالها وبشكل مسرحي تماما فضح الاسلام السياسي وجرائمه ومخاطبة علمانية الجماهير وروحها الحرة والمتمردة.

ان الهجوم الاسلامي على المفكرين والاحرار وحرية التعبير اليوم يكتسب معنى جديد مع مجئ اردوكان ونموذج الحكومة التركية الاسلامية "المعتدلة". تثبيت هذه "الامج" الجديدة (New Look) لاردوكان مهمة ليس فقط للاسلام السياسي الذي يعقد صفقات مع الغرب ويأخذ منهم الشرعية والقبول لنحر التأجج الثوري في المنطقة بل انها تكاد تصب في مصلحة الغرب تماما. ان ابقاء اليسار والعلمانية والمساواة وحرية النساء تحت الرقابة مسألة مهمة. ولو كان بيد ساسة اوربا لقلبوا تأريخ اوربا نفسها رأسا على عقب ولالبسوا انفسهم القلنسوة الكهنوتية من جديد وحملوا السبح.

ان تطاولات اردوكان والاخوان والنهضة والدعوة غبار تافه لن يعمي احدا. فالعلمانية اليوم قوية جدا داخل المجتمع. لا عصر قوت فيها العلمانية قدر اليوم. منذ عصر النهضة لم يشهد العالم نزوعا علمانيا وتحررا اجتماعيا وتحطيم "للمقدس" كالذي نشهده اليوم. عصر رينيه سانس جديد قد شرع اين منه عصر نهضة اوربا. الف مونتسيكو يظهر لدرجة يبدو معها مونتسيكو الاصلي في غاية الخجل. ولكن هذه هي قمة جبل الجليد فقط.

اما وقاحات اردوكان فسيغرد عليها ضاحكين الملايين من شباب واحرار تركيا العلمانية.



#عصام_شكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على الضفة المقابلة للكارثة
- لا شئ على ما يرام!، جردة حساب لاوضاع النساء في العالم للعام ...
- لِمَ تدعي الحكومة ان التظاهرات طائفية ؟
- لتتوسع دائرة مطالب الاحتجاجات ورقعتها لكل العراق
- اطلقوا سراحهم الان ! الى جميع النقابات العمالية ومنظمات حقوق ...
- هل لديكم مقدسات اخرى لتكمموا افواهنا بها؟!
- سيكولار، حاجة الى الحرية !
- شبح ثورة جماهير سوريا يحوم فوق رؤوس ساسة البرجوازية العراقية ...
- فقدان الجمهورية الاسلامية لنفوذها سيسدل الستار على كل حركة ا ...
- المارد الجماهيري واسلاميو الكاميرات
- مسرحية وجمهور
- البرجوازية وآفاق ثورتها المضادة
- اليسار العمالي؛ السلطة السياسية ومستلزمات العمل المشترك
- الارض واحدة، والانسان واحد
- ديمقراطية ال 1 %
- حول نفوذ منصور حكمت على الشيوعية والشيوعيين في العراق
- يغرقون المجتمع بالدم والحرمان والتخلف ثم يعقدون مؤتمرات ”وطن ...
- التعددية الثقافية والمسوجني *
- حكومة علمانية لا شراكة طائفية
- رسالة الى مصر 8


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام شكري - وقاحات اردوكان وتغريدات ساي