أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العروج وتخاريف الوضاعين في التفاسير والتراث-المقال الخامس في سلسلة القرآن في مواجهة التراث














المزيد.....

العروج وتخاريف الوضاعين في التفاسير والتراث-المقال الخامس في سلسلة القرآن في مواجهة التراث


نبيل هلال هلال

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تدل مفردات الحديث في سورة النجم على أنها نزلت في بداية الدعوة حيث كان الكلام عن الوحي واتهام المشركين للنبي بالضلال والغواية وأنه ينطق عن الهوى , وفيها أيضا كلام الله عن أن الأمر على خلاف ما يظنون , فهو الوحي بجبريل شديد القوى الذي ظهر للنبي في أفق السماء بصورته الملائكية , ثم اقترب منه في صورة بشرية , وأخبر النبي من أمر الرسالة والتكليف بالدعوة , ثم السؤال الاستنكاري الذي يوجهه الله إلى المشركين عن شكهم فيما رآه النبي بأم عينيه ( أفتمارونه على ما يرى) , وكلمة (يرى) تؤكد أن المقصود بالرؤية هو جبريل وليس الله تعالى كما في بعض التفسير , فالله لا يراه أحد , هكذا قال عن نفسه . ثم يراه مرة أخرى عند سدرة المنتهى , وهي شجرة نبق مزروعة بالقرب من جنة(بستان) المأوى قريبا من مكة , وليست شجرة مزروعة في السماء السادسة وفروعها تمتد إلى السماء السابعة ويرويها نهرا دجلة والفرات كما جاء في تراثنا الأصفر.
العروج بحسب تخاريف الوضاعين: وإذا سلمنا جدلا بما اصطنعه الوضاعون من أن الإشارات الواردة في سورة النجم تخص حادثة العروج , فعليهم إيراد سبب واحد معقول-كما أسلفنا- يبرر عدم ذكر حوادث العروج والإسراء في سورة واحدة - على افتراض حدوثهما معا - وأن يبرروا سبب انتظار الوحى مرور نحو ست سنوات حتى يفعل ذلك. والمعضلة الثانية التي تعترض هؤلاء الوضاعين هي أنهم اضطروا لتحميل سورة النجم معان أخرى غير التي أرادها النص , فهي تتحدث - كما أسلفنا عن رؤية النبي لجبريل في مكة في أوائل البعثة النبوية . أما من حيث المعاني التي لفقها الملفقون فهي شديدة التهافت وتنافي العقل. والتخبط الشديد في تفاصيل العروج لَيدل على عدم صحة روايتها , فلو صح أن النبي طار إلى السماوات العلى لكان حدثا مرويا عن النبي بدقة برواية واحدة ثابتة يسجلها عنه معاصروه من الصحابة ممن شهدوا روايتها من النبي نفسه لأنها - على فرض حدوثها - تكون حدثا جللا وسابقة كونية فريدة يذكرها الناس جيلا بعد جيل , ولَمَا اختلف أحد في تفاصيلها على النحو الوارد في تراثنا الأصفر . وما أجلَّه من حدث يستحق إيراده في سورة بالتفصيل الذي لا يقبل ريبة أو تأويل .
واسمع معي من سورة النجم : "والنَّجْمِ إِذَا هَوَى{1} مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى{2} وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى{3} إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى{4} عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى{5} ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى{6} وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى{7} ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى{8} فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى{9} فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى{10} مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى{11} أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى{12} وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14} عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى{15} إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى{16} مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى{17} لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى{18}النجم 1-18. وبتأمل الآيات نرى أن المقصود هو جبريل , وهو المقصود بالدنو والتدلي (ثم دنا وتدلى ) , (ولقد رآه نزلة أخرى ) المقصود والمعقول منطقا أن يكون المراد هو جبريل الذي نزل أول مرة ( وظهر بالأفق الأعلى ) ثم نزل مرة أخرى . ذلك كله تفسير معقول ويؤكد بعضه بعضا , فالمقصود هو جبريل. ولا يصح بأي حال القول بأن المرئي عند سدرة المنتهى هو الله تعالى ,إذ ينفي إمكان أن يراه أحد من البشر , وأخبر اللهُ موسى باستحالة ذلك لما طلب أن يراه , ودُك الجبل لما تجلى الله عليه . والله يقول عن نفسه :"لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ" الأنعام 103 , هكذا في وضوح لا يحتمل تنطع المتنطعين , كما يقول سبحانه :"وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ" الشورى 51 . هكذا في وضوح وقطع نافيين للريبة . ذلك ما يخبر الله به عن نفسه , لكن المفسرين يقولون خلاف ذلك , والمسلمون يصدقونهم ويكذبون الله , والله لا يحده أحجام أو أبعاد أو أشكال , ولما يقول الله عن نفسه (ليس كمثله شيء) ينبغي علينا ألا نمثله بشيء فنقول إنه دنا وتدلى- تعالى الله علوا كبيرا عما يصفون ,(ولقد رأى من آيات ربه الكبرى) , تلك هي رؤية جبريل وهو من الخلق النوراني, لذا كانت تلك (آية كبرى) , وصحيح أن نبي الله إبراهيم رأى الملكين اللذين جاءا إليه قبيل تدمير قرية نبي الله لوط لكنهما كانا في صورة بشرية. ويصف اللهُ جبريلَ بأنه(ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ) , أي ذو قوة هائلة ,لكن محمد يراه وهو بشر غير مهئ لرؤية مخلوق غيبي نوراني , فكان لابد من استواء جبريل على نحو ما كي يتمكن محمد من رؤيته , (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى ) أي تحول بقدرة الله إلى صورة مرئية لمحمد البشري . وكلمة(استوى)في تفسير الطبري مثلا معناها (ارتفع واعتدل) , ولا معنى لارتفاع جبريل في هذا المقام لأنه مرتفع بالفعل و(هابط) من السماء إلى أفق الأرض فهو مرتفع بالفعل , مما يرجح معنى الاستواء كما نراه . "وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى{13} عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى{14}:والزاعم أن النبي قد رأى جبريل مرة أخرى عند سدرة المنتهى أي في العالم السماوي فإن النص القرآني يكذبه , فالله يقول :"ولقد رآه نزلة أخرى" , أي عند نزول جبريل مرة أخرى من السماء إلى الأرض مثلما نزل أول مرة وظهر له بالأفق الأعلى ثم اقترب حتى صار قاب قوسين أو أدنى , أي أن المرة الثانية التي رأى النبيُ فيها جبريل كانت في "النزول" مرة أخرى وليس في السماوات وإلا لم يكن ثمة معنى للقول (نزلة) أخرى . ويلوي المفسرون الحقائق لَيَّا كي تنطق بمرادهم الذي يخالف العقل والمنطق . وسنرى معا كيف يتخبط المفسرون عندما يعرضون لتفسير سورة النجم ,وهذا ما سنتناوله في المقال القادم . انتهى المقال الخامس ويليه بإذن الله المقال السادس -بتصرف من كتابنا ...بين القرآن والتراث -نبيل هلال هلال



#نبيل_هلال_هلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله نفسه ينفي العروج النبوى قولا واحدا , فهل من مكذب ؟ المق ...
- القرآن يفند قصة عروج النبي إلى السماوات -المقال الثالث من سل ...
- القرآن يفند قصة عروج النبي إلى السماوات -المقال الثاني من سل ...
- القرآن يفند قصة عروج النبي إلى السماوات -المقال الأول من سلس ...
- سقوط حق مراقبة الحاكم في الواقع الإسلامي
- تُرى ما قول نبينا محمد( صلى الله عليه وسلم ) في ما يجرى للإخ ...
- القتال والقتل في الإسلام.... شبهات يتوهمها المتوهمون .....ال ...
- القتال والقتل في الإسلام - قتل من؟ -الجزء الثاني
- نعم الإسلام م يحض على القتال , لكن قتال من؟
- ونبي الله يوسف أيضا لم يكن في مصر القبط ( أدلة قرآنية وتاريخ ...
- أدلة قرآنية على أن فرعون موسى مجرد زعيم قبيلة -المقال الرابع ...
- الشخصية الحقيقية لفرعون موسى :المقال الثالث عشر من سلسلة مقا ...
- التلفزيون الإسرائيلى ينتحل مقالات موقع الحوار المتمدن وينسبه ...
- الهكسوس من عرب الحجاز ونزحوا تدريجيا إلى الدلتا - المقال الح ...
- القرآن يشهد أن مصر ليست بلد القبط - المقال الثاني عشر من سلس ...
- الأثر الإسرائيلي الوحيد في مصر-المقال العاشر من سلسلة مقالات ...
- الدليل القرآني على أن مصر المذكورة في القرآن ليست هي بلاد ال ...
- ما من زاعم أن توراة موسى كانت مكتوبة بالخط الهيروغليفي -المق ...
- حقيقة موسى والخروج - المقال السابع من سلسلة مصر ليست بلاد ال ...
- أكاذيب في قصة نبي الله إبراهيم -المقال السادس من سلسلة مقالا ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نبيل هلال هلال - العروج وتخاريف الوضاعين في التفاسير والتراث-المقال الخامس في سلسلة القرآن في مواجهة التراث