|
مصادر تكشف مخططا لأمانديس يروم تسريح العمال وتقليص عددهم من 1300 إلى 400
عبدالسلام أندلوسي
الحوار المتمدن-العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15 - 10:13
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
(تحقيق) الإدارة الفرنسية مطالبة بالكشف عن أين اختفت العديد من الآليات والممتلكات التي تعود ملكيتها لعرق العمال،عوض البحث عن أكباش الفداء. لماذا يتم القفز على معاناة المواطنين الذين يعانون الأمرين جراء الزيادات الصاروخية المتواصلة في الفاتورة؟أليس الأجدر مطالبة المسيرين الفرنسيين بتنفيذ الإلتزامات التي بموجبها علق العمال إضرابهم؟ ********* قطعا؛ إن الفساد هو أم المعضلات التي يعاني منها المغرب، فهو إلى جانب تأثيراته السلبية على المسار التنموي للبلاد، يمكن وصفه بالأخطبوط الذي يحول دون خروج المغرب في الظرف الراهن، من مرحلة الإنتقال الديمقراطي، التي طال زمنها.. يتخذ العديد من المواقع في خريطة الجسد المغربي، بكل تلاوينه طبعا، وإن من يرفع شعار محاربة الفساد، عليه أن يبثر في داخله كل ما من شأنه أن يغدي أوينمي ثقافة الإستحواذ على منفعة ما، بدون سابق حق، مهما كان حجم هذه المنفعة، وبعيداعن هذه المعادلة، نكون أقرب إلى من يمارس الهراء السياسي،خاصة حينما نصر على الوقوف عند ولا الضالين..
1. هل تتكرر مأساة تداعيات قرار الإضراب المفتوح؟. ومن حين لآخر، تبرز في الأفق ((أصوات)) تحاول جاهدة، وبدون حياء، أن تواصل لعبة القط والفأر، التي أدخلت البلاد، على الأقل في السنتين الأخيرتين، في دوامة من المتناقضات،بكثرة ما بتنا نسمع أو نقرأ عن ما تسميه هذه ((الأصوات))، "بالفساد" الذي أكدت جل الثقافات والكتابات التاريخية،والديانات السماوية، على أنه إمبراطويرة لا حدود لها،ومن يقول بغير هذا فهو أول الفاسدين، وعليه أن يراجع ما بداخله من مسببات تحول دون قوله القول الحق. في مثل هذا التوقيت من السنة الماضية، تحركت – كما هو معلوم- بشركة أمانديس، آلية بدأت تتضح ملامحها الآن، بكل تأكيد،.. تحركت؛ لأجل جر العمال والمستخدمين إلى مواجهة مع الإدارة، أو ربما لمواجهة الإدارة مع العمال والمستخدمين، وما كاد العيد الأممي للعمال يستدير بظهره، حتى استفاقت ساكنة المنطقة على قرار الإضراب المفتوح، وبالقدر الذي عبرت به العديد من الهيآت السياسية والنقابية والحقوقية والإعلامية أيضا،عن تضامنها مع فورة العمال والمستخدمين،أبدت استغرابها، بل ورفضها للقرار، الذي وصف وقتها بالحرب المعلنة،التي تجاهلها والي تطوان في بداية الأمر،من خلال ما سجل عليه من انسحاب من المفاوضات التي جمعت الطرفين، والتي تدخلت أطراف من مستوى عالي، لأجل إطفائها بما يحفظ دم الوجه . وكانت النتيجة كما يعلم ذلك الجميع،اقتطاعات بسبب الخسائر التي تكبدتها الشركة، مع بروز شرخ واضح في صفوف العمال والمستخدمين، وتجميد لأنشطة الجهاز النقابي الذي يمثلهم، و في هذا الصدد، ثمة رأي يذهب إلى حد تشبيه التداعيات التي أعقبت قرار الإضراب المفتوح هذا، بمقاطعة الطلبة للإمتحانات في الجامعات المغربية سنة 1989، وهي المقاطعة التي كانت بمثابة القمة التي هوى منها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، ومن ثم إصابته بالتشردم الذي لا يزال يتخبط فيه إلى حدود اليوم والساعة. " نفس المنطق نستقرئ ملامحه اللحظة فيما تفجر الآن من مواجهة بين الإدارة من جهة، وبين بعض أطر الشركة، والمدراء وكذا مدراء الفروع وتقنيين، وجلهم يحملون الآن مسؤولية الَإضراب المفتوح، يقول مصدر مسؤول رفيع المستوى، فضل عدم ذكر اسمه،" ومن ثم، دخول العمال والمستخدمين في هذا الإضراب ، عكس عدم قدرتهم في امتصاص غضبهم لصالح الأمن الإجتماعي لأمانديس، التي تعيش السنوات الأولى من مخططها الخماسي الأول، إذ لا ينبغي أن ننسى،" يضيف المصدر ذاته،"أنها وضعت مخططا بخمس مراحل، كل مرحلة تصل فترتها خمس سنوات، تفرض أن تكون الشركة قد أنجزت جانبا مما تعهدت به في دفتر التحملات". 2. أطراف سياسوية من خارج بيت أمانديس تواصل محاولاتها لإشعال فتيل الصراع " إذن؛ الكرة التي تم القذف بها السنة الفارطة إلى مرمى أمانديس من قبل، الآلية التي فبركت قرار الإضراب المفتوح"، يضيف أصحاب هذه القراءة دائما،"الكرة هاته، تعود الآن من حيث أتت"، ومن ثم فإن إعفاء مدير المديرية التجارية، الرئيس المباشر للمدراء التجاريين لفروع الشركة، في مرحلة أولى،"عكس بما لايدع مجالا للشك، أمرين اثنين.. الأول؛ التناغم الواضح والذي حصل بين الجهاز النقابي وهذا المحور الذي يشكل قمته مدير المديرية التجارية،الذي يتوفر على سمعة طيبة في صفوف العمال والمستخدمين، وقاعدته المدراء التجاريون، أحدهم ينتمي لحزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وقد استطاع في ظرف وجيز من انخراطه في العمل السياسي، أن يكسب ود الكاتب الأول للإتحاد، محمد اليازغي، وشعبية في صفوف ساكنة المنطقة الممتدة فيما بين وادي لاو وأزلا مرورا بمجموعة من الدواوير المتمركزة بهذه المنطقة،الأمر الذي بات يربك أطرافا من داخل أمانديس،هي على علاقة وطيدة للغاية، بجهة تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى الإمساك بقبضتها، على عموم المنطقة التي استقطب غالبية ساكنتها لحزب القوات الشعبية المدير التجاري لوادي لاو، ورئيس مجلسها البلدي الذي توصل بتنويه من وزارة الداخلية على التدبير المعقلن لمالية جماعته..الأمر الثاني، يمكن ملامسته في الدور الذي لعبه كل من المدير التجاري لفرع وادي لاو ونظيره المدير التجاري لفرع الفنيدق، بالرغم من انتمائهما السياسي المختلف،في تثبيت عبدالهادي بنعلال على رأس جهة طنجة تطوان، فالأغلية التي أوصلت هذا الأخير إلى كرسي الرئاسة، هي عبار عن كوكطيل، يتكون من محور الفنيدق، والمتكون من منتخبي المضيق والفنيدق والعليين وثلاثاء تغرمت...ومحور تطوان، المكون من منتخبي تطوان وأزلا وأمسى ومرتيل ووادي لاو.. وفي المحورين، توجد كل الإنتماءات السياسية، بيسارها ويمينها( الإتحاد الإشتراكي،الإستقلال،التقدم والإشتراكية،الأحرار، العهد،والوطني الديمقراطي)، وقد لعبا دورا بارزا خلال الثلاثة أشهر الماضية، في التصدي لمحاولة إقالة عبدالهادي بنعلال من رئاسة الجهة. وبمعرفتنا للأطراف التي تناصر الإطاحة ببنعلال، ندرك حتما الأطراف الأخرى، التي نشف ريقها على كرسي الرئاسة. 3. أمانديس مطالبة بالكشف عن أين اختفت العديد من الآليات والممتلكات التي تعود ملكيتها لعرق العمال،عوض البحث عن أكباش الفداء. لكن؛ " ما الذي يمكن فهمه، من خلال إقدام أمانديس، على تنقيلات وإعفاءات من المهام يمكن وصفها، بالتعسفية في حق العديد من أطر الشركة بفروع التوتة،مرتيل والأزهر، التي تقر إدارة الشركة نفسها، بأنها تعكس الوجه الحقيقي لصورتها الخارجية، بحيث شهدت هذه الفروع تطورا، ما فتئت تصفه الإدارة نفسها في أكثر من مناسبة، أنه فاق توقعاتها"،يقول مصدر مسؤول،"(..) حقيقة، كانت وادي لاو تعيش مشكلا، تم ورثه عن الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، التي كادت تفلس بسبب الفساد الذي تسببت فيه أطراف من العيار الثقيل، وبفضل تظافر المجهودات، أخذ حجم المشكل يتقلص شيئا فشيئا، كما تدرك ذلك، إدارة امانديس ، وإن من عايش فترة كل من العامل محسن التراب والوالي بلماحي، يدرك أن الأمر كان فوق طاقة الأطر والمستخدمين، بدليل .. أن العديد من الآليات والممتلكات التي تعود ملكيتها لعرق العمال والمستخدمين، لم يتم جردها، وهي الآن تعد في عداد المفقودات،ولقد حان الوقت لمعرفة أين اختفت؟ ..ولماذا لم يتم جردها؟..وكيف فوتت بعض الممتلكات للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب؟ ..وكذلك المكتب الوطني للكهرباء، الذي فوت له القطاع بالمدارات القروية، لحصر الوكالة بالمدارات الحضرية، لتفويتها، بغرض طي صفحة الفساد الذي يتحمل مسؤوليته أناس من كبار القوم؟؟..فما يحدث الآن"، يضيف مصدرنا دائما،" هوإيجاد الأكباش التي يجب أن يفتدى بها هؤلاء، ليس إلا." ويقول مصدرمسؤول آخر:"إن ما يحدث الآن،هو جزء من تصور مخطط له سلفا، يسعى إلى تسريح العمال والمستخدمين، لا أقل ولا أكثر، بعد تسريب اليأس والإحباط إلى النفوس، بدليل التأكيدات المتكررة للإدارة الفرنسية ، على أن قطاع توزيع الماء والكهرباء بالإقليم، يكفيه الإعتماد على 400 عامل ومستخدم عوض 1300 ،ثم إن هناك ملفات هي في الغاية من الأهمية، ينبغي أن يتم نبشها في هذا الصدد، وتتعلق بالتوظيفات التي شهدها القطاع، فقد تمت خلال المراحل التي عاشت فيها الوكالة، أبرز فترات الفساد، والقائمة – كما هو معلوم – تم تداولها بين العامة من الناس خلال سنوات مضت، ومايحدث الآن، للأسف الشديد، (يتبندق)) منه البعض لمدير مديرية الكهرباء، والذي يعد حقيبة رحيله،بهدف الحصول على التزكية لذى الإدارة المركزية لأمانديس، للظفر بكرسي المسؤولية، وهذا هو بيت القصيد، الذي يتحرك اللحظة، بهدف إعادة رسم الخريطة الداخلية للشركة، من خلال التنقيلات والإعفاءات من المهام، عن طريق استغلال، المشاكل التي تشهدها فروع وادي لاو المضيق الأزهر التوتة....إلخ" . 4. أصحاب الإيديولوجيات المدعمة للطبقة العاملة،عليهم أن يتبنوا لغتهم الأصيلة. " المصيبة العظمى"، يشير أحد المستخدمين المتضررين، وهو ناشط حقوقي له إشعاع وطني ومحلي،"أنه ثمة خطاب يهرول أصحابه لاهثين للدفاع عن الرأسمال الأجنبي، بصورة عمياء، بهدف تسريح العمال، ويتخفى بعض منتجيه في اليسار الذي يتبرأ منهم براءة الذئب من دم يوسف، "،وبالمقابل يشيرمتسائلا ،"لماذا يتم القفز على معاناة المواطنين الذين يعانون الأمرين جراء الزيادات الواضحة، مقارنة مع الأثمنة التي تسلم بها الرأسمال الأجنبي قطاع الماء والكهرباء، منذ سنتين، خاصة مع تردي الوضع الإجتماعي والمعيشي الذي تطالب هذه الأصوات، في مواقع أخرة، ضرورة تحسينه؟،لماذا يتم القفز على المعاناة اليومية للعمال والمستخدمين،فمطالبهم التي وعدت بتحقيقها الشركة عقب تعليق الإضراب، لا تزال معلقة؟..ثم لماذا لا يتم الإعلان للعموم عن تقارير متابعة الأشغال والتزامات أمانديس بإنجاز أشغالها المتفق عليها في دفتر التحملات؟..؟أليس الأن؛ في هذه اللحظة توجد أحكام بالملايين تتهرب أمانديس من تأديتها، تحت حجة أنها لم تقتني مشاكل الوكالة؟.. أليس هذا أسوأ أشكال الإختلاسات، بالنظر لمسه بحرمة القضاء المغربي؟..هل تستطيع أمانديس، ومن يطبل لها الآن أن تنكر، اللعبة القذرة التي تمت مع عاملات النظافة اللائي عملن لنحو أكثر من 20 سنة، والآن يوجدن في الشارع؟؟..على الذين يؤمنون بالإيديولوجيات المدعمة للطبقة العاملة، أن يتبنوا لغتهم الأصيلة،التي تعبر عن قناعتهم ومرجعياتهم،عوض الدفاع عن الرأسمال الأجنبي" .
#عبدالسلام_أندلوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
4th World Working Youth Congress
-
وزارة المالية العراقية تُعلن.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر
...
-
بيسكوف: روسيا بحاجة للعمالة الأجنبية وترحب بالمهاجرين
-
النسخة الألكترونية من العدد 1824 من جريدة الشعب ليوم الخميس
...
-
تاريخ صرف رواتب المتقاعدين في العراق لشهر ديسمبر 2024 .. ما
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
يوم دراسي لفريق الاتحاد المغربي للشغل حول: تجارة القرب الإكر
...
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل
...
-
واشنطن توسع عقوباتها ضد البنوك الروسية و العاملين في القطاع
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|