أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص














المزيد.....

الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص


سميح قرواني

الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اندلعت الانتفاضة (وفيما بعد الثورة) بحمص في 18 آذار 2011. حيث انطلقت أكبر تظاهرة في حمص من مسجد الصحابي خالد بن الوليد. ثم توجهت إلى السوق محاولة النزول إلى الساعة الجديدة. إلا أن الأمن كان كثيفاً. فتوجهت من الطريق الخلفي للساعة خلف مقهى الروضة ومن ثم إلى نادي الضباط وتجمهروا هناك. ومن شدة الضغط المتولد من الكبت الذي ولده القمع، حاول أحدهم دخول نادي الضباط فمنعه أحد الحراس. ونشب عراك أدى إلى مقتل الحارس. ثم اعتلى شاب في أول عمره باب النادي ومزق صورة للرئيس السابق حافظ الاسد بعد رفسها برجله. كان ذلك الشاب من باب عمرو وتناقلت أخبار بين الناس بأنه كان أحد مهربي المازوت هناك. وياللعجب، كانت المظاهرة تطالب بإسقاط المحافظ محمد اياد غزال وليس النظام. وهنا، ارتكب النظام رعونة أخرى كما في درعا، فعوضا عن تلبية نداء المتظاهرين في فصل ذلك المحافظ، أبقى عليه وكأنه من المقدسات الوطنية. ذلك المحافظ الذي خصصت له صحيفة الدومري (لعلي فرزات ) ملف خاص عن الفساد الذي مارسه في سكك الحديد في حلب، ويومها توقفت الصحيفة عن الصدور لذلك السبب. اياد غزال كان يتعالى على الناس في حمص وانتشرت اشاعة (ولااعرف اذا كانت صحيحة) بأن من ينقد المحافظ يدخل السجن ستة اشهر. ألغى الرجل البناء في حمص وألغى ساعات الكهرباء والماء. لكن ليس من أجل التنظيم، بل من أجل تحصيل المال، لأن من كان معه المال، كان يضع خدمة الكهرباء والماء، حتى وصلت إلى 100 ألف للتركيب. مسألة اخرى، فعلها المحافظ، هي منع البسطات من السوق ومن الاحياء ومطاردة اصحابها. لكن أنت عندما تصدر قراراً مثل هذا، يجب أن تراعي أن هذه البسطات تعيّش عائلات كثيرة. والغائها سيخلق بطالة، والبطالة تخلق بدورها نقمة. وأثار نقمة اخرى من أصحاب المحلات، فقد توزع على المحلات بشكل يومي، الأمن، والتموين، والبلدية. ينتشرون على المحلات ويقبضون المعلوم. ضجت الناس بذلك، ولم يفصل المحافظ. اضافة إلى كل ذلك، أن الموظف في أي دائرة يعمل لصالحه الخاص بالرشاوي والبراطيل دون تدخل السلطات، لأنه مدعوم من رجل أمن أو مسؤول. حتى أن الكاتب بالعدل في حمص، وهذا شاهدته بعيني يقبض من كل مراجع 500 ليرة مقابل امضاءه على المستند دون خوف أو وجل. أصبحت تشعر وكأنك تعيش بين مجموعات من العصابات والمافيات. وهذا أصبح عادياً في كل مرافق الدولة. المواطن يشعر بالنقمة والضياع عندما يسأل نفسه، هل يعلم رئيس البلاد مايجري، أم أن البلد تسيرها عصابات لايقوى على مواجهتها. والأخطر في ذلك عندما توصل المواطن إلى فقدان الثقة كلياً برأس البلد. كانت حمص مهمشة كلياً ولا أعرف لماذا، فليس هناك محطة تلفزيون لمدينة كبرها مابين 1.5 و2 مليون مواطن. فقد كانت محطة في العاصمة وحلب. كان النقد حتى للموظف ممنوع، لأن الموظف يمثل السلطة ونقده من نقد السلطة. أغلق النظام كل ماينفس عن المواطن أو أخذ حقه. بات المواطن يستعين بالله على الظلم والقمع والرعب الذي حاق به. وربما هذا مايفسر انطلاق المظاهرات من المساجد. سبب آخر هو أن النظام قضى على كل تجمع أو نواة مدنية باستطاعتها أن تنوب عن المواطن وتعبر عنه. وأذكر مرة كان أحد الناشطين قد فتح نادي للقصة القصيرة وذهبت مرة لأحد الأمسيات، وكانت رائعة، لم يكن ماهو سياسي فيها. لكن حتى هذا النادي، كان النظام يعتبره منافسا له، فأغلقه ونفى صاحبه. نحن هنا نتكلم عن تيبس مرعب في بنية النظام. حتى نادي للقصة نظر له بأنه منافس لسلطته. كل هذا، ولم نذكر الطريقة الاستعلائية التي يمارسها حتى الآذن في أي دائرة حكومية حيال المواطن.
يمنع على أي مواطن اصدار أي صحيفة، إلا من كان قريباً من النظام، أو حزب من أحزاب الجبهة. أقفلت السلطة على المواطن أي طريق لحل مظالمه، أو التعبير عن نفسه، لأنه حتى التشكي من سعر الخبز أو المازوت يعتبر تهجماً على النظام. في كل هذه المظالم، أليس من المنطق أن يثور الناس ويتفجر الوضع بهذا الشكل.



#سميح_قرواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناصة شارع الستين
- مجزرة الساعة في حمص
- نظام الاشد والكاسورة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سميح قرواني - الأسباب غير المباشرة للانتفاضة في حمص