أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 129: منع المشرع الدولي ختان الإناث















المزيد.....


جريمة الختان 129: منع المشرع الدولي ختان الإناث


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 14:09
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


على العكس ممّا حدث مع ختان الذكور، فإن المشرّع أو المفكّرين لم يعيروا ختان الإناث في العصور الماضية أي إهتمام. وقد عرف هذا الختان إنتشاراً في دول غربيّة في القرن التاسع عشر حتّى أواسط القرن العشرين، تحت رعاية رجال الطب، يساندهم في ذلك رجال الدين، كوسيلة للحد من الإستمناء والأمراض التي تنسب إليه. ولكن بسبب عدم وجود أساس ديني مباشر لختان الإناث في التوراة، وبسبب تزايد فعاليّات الحركات النسائيّة الغربيّة، أخذت الدول الغربيّة قَبل وبعد الإستعمار تتصدّى له من خلال التشريعات الوطنيّة والدوليّة ووسائل الإعلام. وقد إستطاعت هذه الدول في تأليب منظّمات غير حكوميّة في الدول التي تمارسه، تدعمها ماليّاً وفكريّاً. وقد زادت حدّة هذه الحملة بسبب تدفّق المهاجرين الأفارقة إلى الدول الغربيّة.

وكان أوّل إهتمام للمشرّع الدولي بختان الإناث في المؤتمر الدولي الذي عقدته عصبة الأمم عام 1931 في جنيف حول وضع الأطفال الأفارقة. فقد أثارت «دوكة أتهول» خلاله موضوع ختان الإناث في قبيلة «كيكويو» الكينيّة. وقد طالب ممثّلون أوروبيون المؤتمر بدعوة حكومات الدول التي تمارس هذه العادة «الوحشيّة» إعتبار من يشارك فيها مقترفاً جرماً. ولكن أكثريّة الممثّلين لم يكونوا من هذا الرأي. فقد كان هناك رأي عام بأن يثقّف الشعب حتّى يتمكّن من الحفاظ على هذه العادة أو رفضها كما يرى.

وفي 10 يوليو 1958، دعا المجلس الإقتصادي والإجتماعي للأمم المتّحدة منظّمة الصحّة العالميّة «القيام بدراسة حول إستمرار تقاليد تُخضِع الفتيات لعمليّات طقسيّة والخطوات التي إتّخذت أو يقصد إتّخاذها لوضع حد لهذه الممارسات». إلاّ أن الجمعيّة العامّة لمنظّمة الصحّة العالميّة رفضت هذا الطلب في 28 مايو 1959، معتبرة أن «تلك العمليّات الطقسيّة ناتجة عن مبادئ إجتماعيّة وثقافيّة ليس لمنظّمة الصحّة العالميّة صلاحيّة لدراستها».

وعقدت الأمم المتّحدة في أديس أبابا عام 1960 مؤتمراً حول مشاركة النساء في الحياة العامّة. وقد طالبت النساء الإفريقيّات خلاله منظّمة الصحّة العالميّة عمل دراسة حول ختان الإناث مبيّنة أن لا حاجة صحّية لمثل هذه العادة، لا بل إنها ضارّة، وأنه يجب إلغاؤها. وفي 1961، عاد المجلس الإقتصادي والإجتماعي للأمم المتّحدة وطالب منظّمة الصحّة العالميّة ببحث الآثار الطبّية للممارسات التقليديّة على النساء. ثم في عام 1964، عقدت الأمم المتّحدة مؤتمراً في «توجو» أدانت فيه ختان الإناث كعادة ضارّة وخرق لكرامة الإنسان. وقد طالب المؤتمر الحكومات إتّخاذ الخطوات الضروريّة للقضاء على ختان الإناث.

وأوّل رد فعل من قِبَل منظّمة الصحّة العالميّة على مطالب الأمم المتّحدة لدراسة ختان الإناث جاء على شكل تقرير حول الآثار الصحّية لختان الإناث قدّمه في 30 سبتمبر 1976 الدكتور «روبيرت كوك»، المستشار الصحّي لمكتبها الإقليمي في منطقة شرق المتوسّط. وقد قسّم هذا الدكتور الأمريكي ختان الإناث إلى أربع فئات:
- الختان بالمفهوم العام، وقد عرفه كما يلي: «هو القطع الدائري لغلفة البظر، ويشابه ختان الذكور. ويعرف في العالم الإسلامي بإسم «ختان السُنّة». وتمارسه أيضاً النساء في الولايات المتّحدة لمعالجة فشل الوصول إلى الشبك الجنسي ولمعالجة تضخّم بظر المرأة وضيق الغلفة. وقد رأى المقرّر أن هذا الختان ليس له آثار ضارّة بالصحّة. ولذا لم يهتم به. وقد إعتمد في تقريره هذا على مقالين لطبيبين أمريكيّين هما «راثمان» و«وولمان».
- بتر الغلفة وحشفة البظر أو البظر ذاته مع أجزاء مجاورة من الشفرين الصغيرين أو كليهما. وقد أطلق عليه إسم excision
- الختان الفرعوني: وهو بتر البظر والشفرين الصغيرين وعلى الأقل ثلثي الشفرين الكبيرين أو الجزء المتوسّط منهما ثم تخييط طرفي الفرج لسد فتحته وإبقاء ثقب صغير لنزول البول والدم الدوري. وبما أن أكثر الأضرار بالصحّة تنتج عن هذا النوع من الختان، رأى المقرّر الإهتمام فقط بهذا النوع.
- توسيع فتحة الفرج في سن المراهقة وذلك بشدّه إلى الأمام أو شق العجّان بسكّين من حجر كما تفعله قبيلة «بيتّا باتّاً» من سكّان أستراليا الأصليين، ويطلق عليه إسم introcision. وإذ إن المقرّر يأمل في أن هذا الختان لم يعد له وجود، فهو لم يهتم به.
ومن الواضح من هذا التقرير أنه لا يدين جميع أنواع ختان الإناث. فـهو لا يرى مضرّة في «ختان السُنّة» الذي يوازي ختان الذكور ما دامت الولايات المتّحدة تمارسه أيضاً.

وفي عام 1977، قرّرت منظّمة الصحّة العالميّة إنشاء مجموعة عمل تهتم بختان الإناث. وقامت ما بين 10 و15 فبراير 1979 بتنظيم مؤتمر في الخرطوم حول الممارسات التقليديّة المؤثّرة على صحّة النساء والأطفال، من بينها عادة ختان الإناث، حيث تم جمع ممثّلين عن عشر دول هي بوركينا فاسو، وجيبوتي، ومصر، والحبشة، وكينيا، ونيجيريا، وعُمان، والصومال، والسودان، وجنوب اليمن. وقد صدر عن هذا المؤتمر التوصيات التالية:
1) تبنّي سياسات وطنيّة واضحة للقضاء على ختان الإناث.
2) تكوين لجان وطنيّة لتنسيق ومتابعة نشاطات الأجهزة المختصّة بما في ذلك عمل القوانين لمنع ختان الإناث حيث يكون ذلك مناسباً.
3) تكثيف الثقافة العامّة بما في ذلك الثقافة الصحّية على جميع المستويات بالتأكيد على مخاطر ورفض ختان الإناث.
4) تكثيف برامج تثقيف الدايات والمعالجين التقليديين حتّى يوضّحوا أضرار ختان الإناث، وهكذا يتم ضم جهودهم إلى الجهد العام للقضاء على هذه العادة.

ويعتبر هذا المؤتمر نقطة تحوّل في النضال ضد ختان الإناث. فمنذ ذلك الحين، تزايد إهتمام منظّمة الأمم المتّحدة والهيئات التابعة لها بهذا الموضوع. وتكاد لا تمضي سنة دون أن يصدر عنها تصريح أو تقرير أو دراسة. وأخذت المؤتمرات تتابع، بعضها مكرّس بالكامل لهذا الموضوع، يتم تنظيمها من قِبَل تلك المنظّمات أو بمشاركتها ومساندتها. وأصبح من الصعب التنسيق بين هذه النشاطات ومتابعة قراراتهاا.

ويمكننا إختصار موقف منظّمة الأمم المتّحدة وهيئاتها المتخصّصة من الختان كما هو عليه الأمر اليوم في النقاط التالية:
- إدانة ختان الإناث بجميع أنواعه واعتباره مخالف للحق في سلامة الجسد والصحّة الجسديّة والنفسيّة، وتمييز وعنف ضد النساء.
- رفض إجراء هذه العمليّة في الأوساط الطبّية.
- المطالبة بوضع قوانين لمنع ختان الإناث ومعاقبة مهني الصحّة الذين يمارسونه.
- لا تدخل هذه المنظّمات في التفاصيل فيما إذا كان مسموحاً ممارسة ختان الإناث على البالغين.
- تسكت هذه المنظّمات تماماً عن ختان الذكور.

--------------------------------------
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com
عنواني [email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء دين مغاربة اغبياء يرأسهم ملك المغرب
- جريمة الختان 128: منع ختان الذكور في العصور الحديثة
- جريمة الختان 127: منع ختان الذكور في العصور القديمة
- هل نمنع الكتب المقدسة؟
- جريمة الختان 126: علاج الآثار النفسيّة للختان
- دين تحت التجربة وبالمزاد العلني
- جريمة الختان 125: الأساليب الأخرى في توصيل المعلومات
- جريمة الختان 124: اسلوب الجد في توصيل المعلومات
- جريمة الختان 123: مكافحة الختان من خلال الدين
- جريمة الختان 122: الختان والحروب
- جريمة الختان 121: الدراسات الشاملة لمكافحة هذه الجريمة
- جريمة الختان 120: الختان والحلقة الجهنمية
- جريمة الختان 119: الختان والعنف الإجتماعي
- أكثر من مليون زيارة لصفحتي في الحوار المتمدن
- هل هناك امكانية لإصلاح الإسلام وكيف؟
- العبقرية السويسرية: حوار مع مهجرة سورية
- الغرب محتل من الإسلاميين وعميل لهم
- مسلسل جريمة الختان 118: أثر الختان على العلاقة مع الأهل
- مسلسل جريمة الختان 117: آثار صدمة الختان على الطفل
- مسلسل جريمة الختان 116: الغرب وازدواجيّة المعايير


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - سامي الذيب - جريمة الختان 129: منع المشرع الدولي ختان الإناث