جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15 - 10:22
المحور:
حقوق الانسان
بفضل سيف الاتحاد الأوروبي، سيخرج - رياض سيف- و- مأمون الحمصي - إلى الحرية قريبا..ً وفي مثل
هذه المناسبة، لا يسع المرء إلا أن يصدِّر التحيات يمينا،ً ويساراً، لكن، والحق يقال: إذا كان هذا المرء جنابنا،
فإنه لمن دواعي الأسف القول: إنني أرغب باستثناء السلطة من هذه التحيات العطرة لا لشيء إلا لأنها رضخت
لسيوف الأوروبيين في الوقت الذي ظلَّت ( تستظرط ) فيه سيوف المطالبين المحليين من معارضين، وحقوق
إنسانيين، ومثقفين إصلاحيين وغيرهم .!
من المؤكد في حالتنا هذه، أننا لا نسجِّل أي استغراب، أو اشمئناط من تصرف هكذا سلطة أبداّ وإلى الأبد.. فنحن
نتفهم الأسباب والدوافع الاستراتيجية التي كانت وراء اعتقال جميع الأوادم، لكن، فقط نريد أن نلفت عناية
الفلاسفة السوريين الجدد إن كانوا بلحى أم بدونها وبخاصة أولئك المنظِّرين الذين لا يسمع لهم غير الطرشان،
والذين يحيلونك كل ساعة إلى نتاج عبقريتهم الاستثنائية بما تتضمنه من دروس في الفكر، والسياسة، والتنظيم..
وإلى محتويات جعبتهم المثقوبة و المملوءة بشتى أنواع الاتهامات التخوينية حيث هم يتماهون مع السلطة التي
لفظتهم ذات يوم وبخاصة إذا كانوا من الذين أوفدتهم للدراسة في دول المنظومة المرحومة حيث أنهم لا يمكن
أن يصيروا شيئاً آخر.. !هذا نصف جانب.. أما النصف الآخر، فهو يخص المناضلين الأشاوس في مجلس
العزاء، أقصد مجلس الشعب فالمساكين أقسموا من يوم اعتقال الزميلين النائبين على أن يصمتوا، أو يبتلعوا
ألسنتهم وذلك بعد أن اعتصموا داخل أروقة المجلس إلى أن حضر إليهم الشعب الحنون ليرجوهم العودة إلى
بيوتهم.!
المهم في الموضوع أن النائبين - مأمون ورياض - سيمنحان شهادة التخرج بعد أيام.. ومن الطبيعي لفت انتباه
الحشريين - وما أكثرهم هذه الأيام -، والذين سيسألون: ولماذا لا يكون العدد ثلاثة أو أكثر.؟ إلى الأهمية
الاستراتيجية للعدد ( اثنان ).. فمن غير المعقول انتظار الكرم الحاتمي في هذه المسألة الحيوية النقرية إذ كيف
بالإمكان التفريط بهذه الورقة وهي الأخيرة التي يمكن الغزل بها، ومن خلالها، وذلك بعد أن خسر طاقم البعث
التاريخي بفضل عبقريته، وحنكته، وهراواته، كافة الأوراق التي قبض عليها لسنين عديدة بأسنانه السوداء .!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟