أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر














المزيد.....

أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر


شريف صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 00:25
المحور: المجتمع المدني
    


أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر
1.

"9 شهور من الإنجازات.. الرئيس مرسي يبني مصر من جديد" عنوان أول كتاب عن الرئيس مرسي، تأليف رضا المصري. ومن واقع تقارير نشرت عنه، فقد تعامل المؤلف على اعتبار أن كل ما يحدث منذ تولى مرسي هو "إنجاز" يحسب له، بما في ذلك حصول ابنه على 90% فقط.
نأتي إلى تشبيه المؤلف حصار قصر مرسي بحصار الأحزاب للرسول صلى الله عليه وسلم! وبعيداً عن فهم الحصار كعلامة اعتراض حادة على أداء الرئيس، استعان الكاتب بدفتر البلاغة التقليدي للإخوان، فآثر ـ بكل أريحية ـ أن يشبه مرسي بالرسول، والمرشد نفسه شبهه من قبل ب "ذي القرنين"، وقيادي إخواني آخر شبهه ب "لقمان"، لتتساءل النكتة المصرية اللاذعة: "هو مكتب الإرشاد كله أنبيا.. ما فيش صحابة؟!"
طبعا الرسول لم يكن يعيش في قصر عندما داهمته الأحزاب، كما إن خصوم مرسي ليسوا "كفاراً" بأي حال، لكنه الإصرار على التصنيف الديني إلى فسطاطين من معنا مؤمن ومن ضدنا كافر.
ولا ننسى عشرات الجمل الدعائية الآتية من مخازن الديكتاتورية العتيقة مثل القول بأن "التقدير الذي يحققه الرئيس مرسي يُلاقي تأييداً شعبياً ودولياً وإقليمياً" فما أكثر ما كرر كتبة مبارك ذلك اللحن الذي انتهى بالصورة التعبيرية الشهيرة، لزوم صناعة المكانة الدولية المزعومة، والتي بالطبع لم تنقذ ملايين المصريين من ثالوث الجهل والفقر والمرض.
وعندما يستشهد الكاتب ب "إنهاء مشكلة أنابيب الغاز نهائياً"، فلنا أن نتأمل بلاغة الجناس في "إنهاء ونهائياً"! وبلاغة المقولة ذاتها في لا علاقتها بالواقع نفسه. وهذا ملمح أساسي في إنتاج خطاب الديكتاتور، أن يقول بلا ملل ما يكذبه الواقع بلا ملل أيضاً.
نحن لسنا في وارد تحليل الكتاب ولا محاججته، لأن هذه النوعية من الكتب مكانها معروف، لكن اللافت أن الكاتب لم يتريث حتى يكمل مرسي عامه الأول، ليبرر إصداره، ثم لماذا تسعة أشهر وليس عشرة، هل للأمر علاقة بشهور الحمل والولادة؟
2.
احتاج كتبة مبارك تسع سنوات كي ينافقوه في كتب، أما كتبة مرسي فقرروا ـ وهو إنجاز طبعاً ـ أن يبدأوا حملة التأليه بعد تسعة أشهر فقط!
كما إن مبارك وفي معظم فترات حكمه كان حذراً جداً في تعامله مع رموز الثقافة والإبداع في مصر، وفي سجله عشرات الموقف التي يتودد فيها إليهم بدءاً من الإفراج عن معتقلي سبتمبر في بداية حكمه.
لا أستشهد بذلك دفاعاً عنه ولا للتقليل من سوئه، لكن لإدراك ما هو أسوأ، ويتم ترويجه الآن على أنه "إنجاز"، فمثلاً أقام مبارك حفلا رسمياً لنجيب محفوز بعد فوزه بنوبل وأهداه أرفع قلادة مصرية، وعند وفاته حضر مبارك بنفسه تشييع جنازته.
أما تعامل مرسي وإخوانه مع مصري آخر حائز على نوبل وهو محمد البرادعي، فلا يحتاج إلى توصيف، لأنهم لم يتركوا مذمة إلا وألصقوها بالرجل! ولم تكن ذكرى نجيب محفوظ بأحسن حالاً في خطاب شركاء مرسي في السلطة.
كل ما يتعلق برموز مصر، هو في رأيهم "نخبوية" و"علمانية" و"عملاء أميركا وإسرائيل" و"كفرة" و"مروجي الانحراف والبدع". وطبعاً من إنجازات مرسي إنه فضح هؤلاء جميعاً وكشف مؤامراتهم على الدين والوطن والمرشد.
3.
عندما اقترحت الاحتفال بمئوية نجيب محفوظ على المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت ورحب أمينه العام مشكوراً بالمبادرة، فوجئت بالملحق الإعلامي في السفارة المصرية حاضراً وأخبرني أنه قرأ الخبر في الصحف، فقلت في سري: إنها بركة الثورة أن يدرك ملحق إعلامي في سفارة مصرية أهمية نجيب محفوظ! لكن، وبعد جلوس أول رئيس مصري مدني منتخب ملتحٍ، في سدة الحكم، عادت السفارات المصرية إلى عادتها القديمة في تجاهل واحتقار رموز مصر، ولم لا طالما سيد القصر وحاشيته لا يرون في الرموز إلا أنهم كفار مثل الأحزاب التي حاصرت الرسول؟!
وسأكتفي بمثالين آخرين، لتكرارهما في يومين متتاليين، في بلدين مختلفين، دلالة لا تخفى:
ـ مساء الاثنين الماضي 15 أبريل احتفت إثنينية عبدالمقصود خوجة في جدة في المملكة العربية السعودية بالروائي فؤاد قنديل الحائز على جائزة الدولة التقديرية وهي من أرفع الجوائز المصرية على الإطلاق، دون أن يكلف القنصل المصري نفسه عناء الحضور!
ـ مساء الثلاثاء 16 أبريل احتفينا في ملتقى الثلاثاء في الكويت بالروائي إبراهيم عبد المجيد الحائز أيضاً على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، نفس الجائزة التي حصل عليها طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ، ولم تكلف السفارة المصرية نفسها بإرسال مندوب عنها ولو "فراش" مكتب سعادة السفير!
للأسف تاريخ المصريين مع قنصليات وسفارات وطنهم، لم يكتب بعد، وهو حافل بإنجازات لا تحصى على طريقة كاتب مرسي.
لكن إذا كان إذلال المصريين عامة ممنهجاً لعشرات السنين، فإن ما يحسب للرئيس مرسي وتغاضى عنه مؤلف إنجازاته، هو أن يشمل الاحتقار أيضاً رموز مصر ومبدعيها.



#شريف_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع إخواني
- الجندي صدمته سيارة في السماء
- الأمنجي الملتحي والملتحي الإخوانجي والإخوانجي البلطجي
- ماذا يريد المواطن المصري من -الدستور-؟
- مسودة الدستور المصري لإنتاج -إله- جديد!
- إني اتهمك يا سيادة الرئيس محمد مرسي
- الشراميط الأوساخ.. مسلمين ومسيحيين!
- أبو إسماعيل المروج الأكبر للجهل
- العريان.. عارياً
- أولمبياد لندن.. ومارثون الأسد
- ملاعيب شفيق و-العسكري-
- الجهاز يلعب بذيوله
- لماذا انتخبت حمدين صباحي؟
- صباحي وأبو الفتوح.. بيع الوهم
- خيرت الشاطر حامل -الحصالة-
- الإخوان المسلمون وفلسفة القراميط
- إيجى راجح.. أهلا وسهلا
- من مواطن مصري إلى الرئيس الأسد
- نهاية مأساوية لرجل متفاءل
- عشر أمهات للبصق على وجه مبارك


المزيد.....




- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول 66 من 337 مهمة إنسانية إلى ...
- اقتحامات واعتقالات بمدن الضفة وتصاعد اعتداءات المستوطنين
- بيان إدانة الاعتداءات الوحشية على سكان قرية كاخرة في عفرين
- الأردن يُعلن تسلم جثمان ماهر الجازي منفذ هجوم معبر اللنبي وي ...
- الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يغادر الأحد إلى نيويورك للمشار ...
- الأونروا: نحن العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة
- اعتقال نجم الراب -ديدي- إثر لائحة اتهام -غير معلنة-
- محامون يطالبون باعتقال ومحاكمة جندي إسرائيلي في مراكش بـ-قان ...
- إسبانيا تعلن اعتقال تاجر مخدرات من أكثر المطلوبين في أوروبا ...
- أجبروني على ارتداء زي الجيش وتفتيش المنازل


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شريف صالح - أهم إنجازات مرسي.. احتقار رموز مصر