أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - نحو الخروج من نفق الاشتراطات الأمنية














المزيد.....

نحو الخروج من نفق الاشتراطات الأمنية


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 1168 - 2005 / 4 / 15 - 08:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


استطاعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومنذ مدة طويلة أن تجعل من قضية أمنها موضوعاً رئيساً وحاضراً في كل شيء، وحولت قضيتها الأمنية من مجرد محطة أخيرة تأتي كمحصلة لانتهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلي قضية ذات أولوية قصوى لا يمكن أن تتقدم إسرائيل بدونها في أي مسار من مسارات العملية السياسية والتفاوضية ، وهي تستمر في رفع وتيرة مطالبها الأمنية ارتباطاً بمدي استجابة الجانب الفلسطيني في تحقيق ذلك، فمن الوقف المتبادل لإطلاق النار إلي تسليم المطلوبين والمطاردات الساخنة إلي تفكيك البني التحتية لما تسميه "بالمنظمات الإرهابية"، ولديها قائمة اشتراطات أمنية طويلة لا تنتهي عند قرار أو اتفاق وطني فلسطيني علي التهدئة حسب التجربة الطويلة في هذا المجال ، ولن يستطيع أي قائد سياسي فلسطيني تحقيقها لأسباب طبيعية تتعلق بمسالة وجود الاحتلال أولاً، وبسبب ممارسات الاحتلال المستمرة في مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات وبناء جدار الفصل العنصري وعزل قطاع غزة عن محيطه العالمي والتحكم بكميات الهواء الواردة إليه، ومواصلتها لعمليات القتل والاعتقال والتنكيل اليومي بحق المواطنين الفلسطينيين علي معابرها وحواجزها التي تمزق خارطة الضفة الغربية وقطاع غزة ثانياً، بالإضافة إلي التهديد المستمر للمقدسات الفلسطينية ولحرمة المسجد الاقصي وسرقة أرضي الكنيسة الأرثوذوكسية في القدس من قبل جماعات إسرائيلية متطرفة لم تستطع حكومتها لجمها أو محاربتها ولم تصنف عالمياً من جماعات الإرهاب!
إن مجرد قبول الجانب الفلسطيني بفكرة الوقف المتبادل لإطلاق النار في البدايات الأولي للانتفاضة الحالية ومن ثم فكرة الهدنة أو التهدئة وغيرها من التفاصيل الأمنية كان خطأ كبيراً وقع فيه، وما كان دخوله في هذه اللعبة الإسرائيلية التي لا تنتهي إلا مضيعة للوقت وهدر لانجازات كبيرة تحققت بفعل الانتفاضتين، وخصوصاً أن هذه اللعبة الأمنية قد جرّبت بعد اتفاق "أوسلو" ولم تجدِ نفعاً وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية وما بين الانتفاضتين الأولي والثانية من هبّات شعبية واسعة "كهبة النفق" بعد عملية الحفر تحت المسجد الاقصي لخير دليل علي ذلك.
لقد بات بديهياً أن يدرك الجميع أن محاولات إسرائيل إغراق الفلسطينيين من جديد في التزامات أمنية يصعب تحقيقها هو ملهاة للابتعاد عن الخوض في القضايا الجوهرية كحقوق اللاجئين وتفكيك المستوطنات والقدس والحدود والمياه وغيرها من قضايا، وتسهم هذه الملهاة في تحقيق ما تهدف إليه إسرائيل في تشكيل رأي عام دولي حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ليصبح مفهوماً علي انه صراع بين دولتين بقوتين عسكريتين متكافئتين وليس صراعاً بين قوة احتلال تمثله هي وشعب فلسطيني أعزل يقاوم احتلالها، وفي الوقت نفسه تُحدث وقائع استيطانية جديدة علي الأراضي الفلسطينية ويُطالب الفلسطينيون بالتعامل مع هذه الوقائع عندما تطرح أفكار من قبيل "الاستيطان الشرعي وغير الشرعي" و "تبادلية الأراضي" أو ما يسمي "بالتمدد الطبيعي للمستوطنات" وتحقق اختراقات سياسية كبيرة وخطيرة في هذا الإطار تتعارض مع القانون الدولي، وتلقي دعماً ووعوداً أمريكية معلنة كالتي عبّر عنها الرئيس بوش في خطابه الأخير بعد لقائه مع شارون، حين اعتبر أن انسحاب إسرائيل من كامل الأرضي المحتلة عام 1967 هو أمر غير واقعي .
لقد بات ضرورياً إلي أن تباشر القيادة الفلسطينية بطرح مبادرة سياسية واضحة ترتكز فيها إلي قرارات الشرعية الدولية والي القانون الدولي الإنساني، وتجند لهذه المبادرة الدعم والتأييد الدولي المطلوب عبر تحركات دبلوماسية رسمية وشعبية واسعة، وان تلجأ من جديد إلي ساحات الأمم المتحدة بعد فشل الرهان علي الإدارة الأمريكية في أن تكون وسيطاً نزيهاً في رؤيتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ولكي تعاد الأمور إلي نصابها الطبيعي فعلي القيادة الفلسطينية أن توضح للعالم عدم قدرتها علي توفير الأمن للاحتلال طالما بقي احتلال، وأنها وشعبها الأعزل بحاجة أكثر إلي توفير الأمن والحماية حتى زوال آخر جندي إسرائيلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وأنها لن تستطيع الاستمرار في نفق الاشتراطات الأمنية الإسرائيلية، فلن يستطيع احد ضمان امن الاحتلال .



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا يترك الذئب ويتّبع الأثر
- إقالة قادة أمن أم إقالة نهج ؟
- صندوق الاقتراع ومحكمة الجماهير
- منظمة التحرير الفلسطينية .............. والجماهير
- الطبقة العاملة الفلسطينية ومجلس الوزراء


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - نحو الخروج من نفق الاشتراطات الأمنية