جعفر مهدي الشبيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 18:34
المحور:
المجتمع المدني
مقدمة:
يعتبر هذا البحث المبسط دليلا على فساد الأحزاب الإسلامية و فق مناقشة أدلة قرآنية و عقلية , ويعتبر هذا الفساد حتمية نص عليها الكثير من النصوص القرآنية ,و لا مناص من حاكمتيها و وقوعها هذا من جانب إما من جانب أخر فانه يوضح للفرد العراقي إن باستمرار هذه الأحزاب في السلطة فانه اعتراض على شاهد قراني و أدلة قرآنية تحذر من الفساد و الإفساد في الأرض و تعاقب علية و لو إنني لم اذكر الأدلة على العقاب و الاشتراك بجرائم الإسلاميين المفسدين لكنها واضحة من خلال تعدد الشواهد القرآنية والتي ذهبت إلى الترهيب و الترغيب و السير على طريق الشريعة و ترك إي الفساد أو إي محاولة لحصول الفساد.
بداية:
كثر في التاريخ و الحاضر تعدد وجهات إسلامية من داخل الفرقة أو من خارجها.
هذا التعدد اعتبره البعض رحمة و الأخر اعتبره نقمة!
فهل يمكن رؤية موحدة حول ذلك!
هل هو فاسد أم هو رحمة و صالح , وبماذا يمكننا ان نعتمد في سبيل الوصول لهذه الرؤية , شرعية أو عقلية فلسفية!
و من خلال هذا البحث يمكننا ن نلقي بالضوء على هذا الموضوع حول التعددية الحزبية الإسلامية الشيعية اليوم و نبرهن على فسادها من داخل المنظومة الدينية التي تدعي انتمائها له؟
الدليل نحو الفساد
قال سبحانه و تعالى (( لو كان فيهما إلهة إلا الله لفسدتا,فسبحان الله رب العرش عما يصفون))
1- معنى الإلهة: وهو كل ما اتخذ معبودا , بحق أو بغير حق. وجاء في النصوص القرآنية صور عديدة لهذه المفردة و منها ما عبر عنه بالهوى و الشيطان و المال و البنون و الأحجار و الشمس و القمر و فرعون و هامان و الشهوة وغيرها.
إذن هي كل معبود يرضخ له الإنسان و ينقاد معه و يسيطر علية و هذا المعنى شمولي الضابطة الدالة علية هو انقياد الإنسان معه و الرضا بقيادته لفكرة و غريزته و هيمنته علية بشكل أو بأخر و لا فرق فيها بين فكر حزبي أو استذلال فرعوني أو استحمار ديني أو استقزام فكري و نفسي.
2- الفساد: وهو الاضطراب و الخلل , التلف و العطب, وجاء معنى الفساد مرتبطا بالسماء و الأرض إي اختلال الأرض و من عليها و ابرز الكائنات التي وجه لها خطابة هو الإنسان إذ انه خاطبة و استخلفه و استشهدة و كرمة و اكرمة و خلق له السماء و الأرض و انزل علية الكتب السماوية و الرسالات الهادية و جعل له خطا مشتركا من المبلغين و الكتب السماوية لغرض استقامته و عدم فسادة في الأرض و جاء في القران العديد من الآيات التي توضح استفهام الملائكة لاستخلاف الإنسان و بينت خطاب الملائكة لله ((أتجعل فيها من يفسد فيها)) و جاوبهم الله بعد إن عرض عليهم مؤيدات ضمان استقامة الإنسان و هم الكتاب و النبوة و الإمامة و خلافة الإنسان على هذا الطريق المتصل الذي أصلة في السماء و نورة يمتد نحو الأرض.
إذن الفساد هو الخلل و الاضطراب في الحياة و بين الإنسان و اخية الإنسان و استغلاله للأرض و إشباعه لحاجاته.
3- الله: الإله المعبود بالحق و هو الذات العلية الواجبة الوجود , و هنا يبرز ارتباط الخالق بالعبودية و هذه العبودية تعني الانقياد و الاستسلام , و الانقياد المرتبط بالله سبحانه يأتي بالتحقيق و الاستدلال و يختلف الإنسان في هذا الاستدلال من الفطري إلى الاستدلال الفلسفي, و هذا هو الشق الأول و المرتبط بالمعرفة إما الشق الثاني من منظومة الانقياد و الاستسلام الارتباط بالشريعة و هي السنن و الشرائع و التي حددها الله بعلمه و حكمته و بينها للملائكة في أية الاستخلاف و خليقة ادم الإنسان الأول. و عرضها كمنظومة موحدة تتكون من الله و الكتاب و الملائكة و الأنبياء و أوصياء الأنبياء و العقل و الإنسان.
4- لو كان فيهما إلهة إلا الله لفسدتا. و تعني حسب البحث إن الإتباع لغير طريق واحد مرتبط بمنظومة واحدة هو نتيجة حتمية لحدوث الفساد,و من هنا نتيقن بنتيجة مقتضاها إن التعدد الإسلامي فاسد؟كيف نثبت ذلك؟
يجب علينا و لكوننا تعودنا إن ننهج منطقيا وفق الأسس المنطقية للاستقراء على اعتبارات عديدة و من أبرزها اعتبارها أخر النظريات المنطقية المستحكمة و التي تجمع بين المنطق العقلي و التجريبي في المعرفة و هذا يمثل تزاوجا رائعا تمكنت الإنسانية من خلاله إلى الوصول إلى قفزات عملاقة و انتقلت من الحكم وفق الحق الإلهي إلى النظريات الفلسفية و الإنسانية و تطور العلم بشكل لا يضاهيه تقدم على مستوى عمر البشرية برمتها.
و لغرض استقراء الواقع لنأخذ مثلا التعددية الحزبية الموجودة اليوم في العراق داخل الفرقة الشيعية الواحدة ,نجد هناك تعددية كبيرة مرتبطة بالتعدد المدرسي التفسيري للنص و الاجتهاد و على سبيل المثال موجود حزب الدعوة و المجلس الإسلامي الأعلى و حزب الفضيلة و تيار الأحرار و هؤلاء يرجعون إلى مرجعيات فكرية شيعية متعددة و منها إل الحكيم و اليعقوبي و الصدر و إن كل حزب بما لديهم فرحون و يتمايزون عن غيرهم بل أنهم يتناطحون فيما بينهم على رؤية كل احد منهم على إن مرجعيته و فهمه للنص هو الحق و غيره لا يمثل إلا نفسه و هكذا (نذكر هنا إحداث القتل و حرق مكاتب الطرفين بين ال الحكيم و جيش المهدي من أتباع مقتدى), و إن هذا التعدد و الذي طرحنا مثالا لمجموعه منه يستبطن فكرا واحدا صحيحا و البقية لا تشكل إلا إلهة و اختلافها يشكل فسادا و لا يترجى منه إي وحدة أو ربح أو تجمع و هذه حقيقة قرآنية و مستدل عليها استقرائيا على واقع العراق المظلوم الجريح.
و بعد إن عرفنا إن الاختلاف فاسد و لا ينتج إلا الحالات الفاسدة و التي تستمر إلى يوم يبعثون.
و نأتي هنا إلى تدقيق مصيري لابد منه و الذي يقول بمقتضى الحال هل يمكن إن نتوصل إلى الطريق الواحد الصحيح و الذي وضحته الآية موضوع البحث و الاستدلال؟
هل يمكن إن نصل إلى هذا الطريق الصحيح؟
مؤيدات معرفة هذا الطريق نحو الله :
1- إن الله أكد في الكثير من النصوص على انه ليس بظلام للعبيد.
2- إن لله الحجة البالغة و يقتضي إقامة الحجة توفر كافة الوسائل و لغة الخطاب السهل الممتنع للإنسان حتى تتحقق إتمام الحجة البالغة.
3- ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا , يعتبر الفساد من أبشع صور العذاب و الدليل على هذه البشاعة هو استفهام الملائكة على استخلاف الإنسان و ضجيج الملائكة إمام الله و قولهم ((أتجعل فيها من يفسد فيها و نحن نسبح بحمدك)) و هذا الفساد موجود فيجب إن يكون مع كل عذاب وجود محذر قبل العذاب أو مع وجود العذاب لمقتضى الرحمة الإلهية.
هل من الممكن إن نستدل على هذا الطريق شرعا و عقلا؟
و هذا الاستدلال العقلي قد وضحته بكتاب مفصل إلا انه لا مانع من الإشارة له ألان لا ينحصر بالتشيع بل يشمل الإنسانية برمتها لكونه اقرب لما يريده الله للإنسان في الأرض و يكفي إن يتبع في أمور الحياة و المواقف التنظيمية و السياسية و الاجتماعية و غيرها و نسوق هنا أية للتوضيح أكثر ((كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30) وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)))
و جاء موقف الملائكة هنا ليستفهم من الله كيف يجعل في الإنسان في الأرض و هو بطبيعته عقل و شهوة ؟
و العقل ينقاد للروح أو الشهوة وتسيطر علية و يكثر من خلاله الفساد و القتل و غيرها من الجرائم التي تكثر في المجتمعات اليوم.
فكان جواب الله إن عرضهم على الملائكة و اخبرهم بأنه العليم بمخلوقاته و كيف يوفر له البيئة التي تعصمة عن الوقوع في الخطأ و تأخذ بيده إلى الصلاح و الإصلاح حتى يصل إلى درجات تفوق الملائكة العقول الخالصة, إذن الشريعة ولدت مع الإنسان و حملها الإنسان كخلافة في أية الاستخلاف التي قبلها الإنسان ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ))
فخرج إلى الدنيا و شريعته يحمله الإلهيون جنبا إلى جنب و مرحلة إلى أخرى و عصر إلى أخر إلى أخر عمر البشرية.
و يصرح الله بأنه ((مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا)) لان العذاب خلاف العدل الإلهي و العذاب الدنيوي أيضا خلاف العدل الإلهي فاوجد الله في كل عصر مجدد و أمين و شهيد .
وفق حاكميه الاستخلاف التي انزلها الله مع الإنسان في اليوم الأول من حياته التي خلقها من صلب نبي شهيد أو شاهد أو موجه فالبشرية نبوية في حكم سيكولوجيتها , لكونها حصلت على العقل الذي هو نور الهي يسير بنورة الإنسان في الدنيا جنبا إلى جنب مع خط الشهادة إلى دار الآخرة حيث يلقى الثواب و الجزاء و الراحة أو العذاب و هو يخط منزله الأخير وفق إرادته التي جعلها الله له بالقوة فلم يرضى سبحانه إن تسلب إرادة إنسان أبدا و لا إن يهمش أو يميز من خلال اللون أو العرق أبدا إذ إن الكل بشرا ممنوحين الإرادة الواعية و حق الحياة و العيش و العمل و التساوي في نظر النوع و الشريعة و الحياة و هذا من مقتضيات العدالة الإلهية التي ألزمها الله لنفسه و منحها لعبادة و أرسل المضحين واحدا بعد أخر ينقذون الناس من فرعون و قارون و هامان و غيرهم من طغاة التاريخ الذين قبل الناس إن يكونوا جبابرة عليهم بإرادتهم الحرة فاستعبدوهم حتى قال عنهم الله ((فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)) و أرسل إليهم رجالا يصفهم الله ((اصطنعتك لنفسي)) و مع حبه لهم جعلهم على مرمى العذاب و النار و إذ عذب المسيح حتى رفعه إليه و قد صرحت الآية القرآنية بحقيقة بعثة للخلاص من الاختلاف في الجماعة الدينية الواحدة وهي بنو إسرائيل و هم قوم خاطبهم الله بالكثير من الرسل لغرض منع الاختلاف بينهم و قد جاء في الآية ((وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)) و عذب النبي محمد حتى أدميت جبهته و شق جسده و مضى يونس في بطن الحوت و قتل يحيى و اهدي راسة إلى بغي من بغايا بني إسرائيل و استهزئ بنوح و سفينته و ضيق على لوط و عائلته و نكل بشعيب و صالح و غيرهم من شهداء الله و حججه إلى إن وصل الأمر إلى أئمته فلم يسلموا من جهل الأمة و انحرافاتها فقتل علي و جرح الحسن و سموه لاحقا و قتل الحسين و رفعوا جسده يدور بين المدن إلى إن اهدي إلى يزيد في الشام و قتل أبناء الحسين مسمومين مضرجين بدمائهم ينزفون أحشائهم قربانا لله و لكلمات الله و شريعته التي قدرها مع الإنسان في أية الخليقة التي استفهم عليها الملائكة من قبل و يستمر الحال بعد هذه التضحيات لتسلم راية الإصلاح إلى الناس أنفسهم ليكملوا مسيرة الاختيار و الحياة و العيش و التفويض الإلهي للبشر كان مرتبطا بمسيرة البشر و ارتباطه بالاختيار و الالتزام بالثوابت الشرعية و قد تسمت قيادة الإنسان لاخوة الإنسان لا على أساس الاستعلاء بل على أساس وحدة العبودية و فهم الإتباع للفرد الأعلم بنصوص الشريعة و يفهم من الإتباع إلى تخصيص إتباع الأعلم الذي فهم الشريعة أكثر من غيرة و ذلك لكونه يقدر على استخلاص الحكم الشرعي من أدلته بشكل قريب جدا من الصحة و هذا هو معنى الاعتبار في إتباع المرجعية و بالأخص الأعلم من غيرة إذ بينت انه ارتباط بالطريق الإلهي أفضل بكثير من غيرة.وهو أشبة إلى الحصول على المعلومة من مصدرها الرئيسي و بشكل مباشر.
إذن نفهم إن هناك طريقا واحدا مرتبطا بقيادة و إتباع الأعلم و طريقة يعتبر الطريق الأفضل و الأحسن وهو طريق الله الذي لا يشوبه الفساد.
أفضل الحلول
في مرحلة الفساد وتعدد الأحزاب الإسلامية و التي برهنا على إن فساد التعدد فيها يعتبر حكما جبريا لا مناص منه و هذا واضح و باين واقعا و لا يحتاج إلى إدراج شواهد حولها.
فان أفضل الحلول هو إبعادها عن الحكم و استغلال السلطة و السطوة لأنها ستتخذ من السلطة كرباجا تلهب به رفقائها و في نفس الوقت أنها تبرر كافة و سائل الحصول على التفوق و النصر على فرقائها و أكثر ما تستثمر في سبيل ذلك المال العام و هذا ما يوضح تحقق الفساد و استمراريته بقدر استمرارها في السلطة .
و هنا يذهب الأجدر بالقيادة و إتباع الطريق الإلهي الصحيح, إلى إيكال مهمة القيادة إلى العلمانية في هذه المرحلة إلى فترة نفاذ طاقة و قوى الفساد التي استحوذ عليها أحزاب التعدد الإسلامي و محاسبتهم على ما اقترفوه من فساد و هذه عملية التفويض و استنفاد طاقة الفاسدين تعتبر طريقا لتذليل هذه القوى التي تتخندق في خندق الإسلام السياسي المنحرف و بعد إن يتحدد و يتوضح للعيان فساد بقية الطرق الأخرى و صلاح طريق واحد و تجمع الأكثرية حول هذا الطريق تتحف الأرضية نحو توفر عدالة الإسلام الحقيقية و التي لا يتعايش فيها الجميع علمانيون و إسلاميون و بمختلف المذاهب و الديانات .
نتيجة البحث:
1- إن الأحزاب الإسلامية المتعددة فاسدة بثبات الهي لا مناص منه و لا داعي لمنحها الثقة مجددا بل على العكس أن منحها الثقة يعتبر رفض لحقيقة قرآنية .
2- إن الأحزاب السياسية الإسلامية المتعددة تشكلت من رؤى حول التفسير و الاجتهاد و الاختلاف و هذا الاختلاف متعدد حول أحقية واحدة يريدها الله من الإسلام أو الشريعة و هذه الحقيقة أتت على شكل منظومة واحدة تبدأ من الله و إلى المرجع الأعلم لكونه الاكفا في استنباط الحكم الشرعي و هذا التعدد فاسد لأنه خروج عن وحدة العبودية.
3- فساد هذه الأحزاب اتخذ صور متعددة و هذا الفساد ليس خافيا بل هو واضح باين و منكشف و إن استمرار منحهم الثقة لأكثر من مرة ينقل الإنسان من الإنسانية إلى التقزم و الاستحقار و الاستصغار الفرعوني و هذا باختياره و هنا ترتفع عنه الرحمة الإلهية لكونه اختار الإلهة على الله و شريعته.
4- يعتبر في هذه المرحلة تفويض العلمانيون الوطنيون لازما لا مناص منه حتى تستنفذ طاقة الإسلاميين اللذين تحولوا إلى قوى متغطرسة تمتلك المال و السلطة و عملية تطهريهم من هذه القوى الفاسدة و الغاشمة يتطلب تجرد السلطة و القانون من حاكميه الفساد.
5- يعتبر تفويض العلمانيون الوطنيون ناشئا من تفويض الطريق المرتبط بالله و بالمرجع الأعلم و الذي منح الوطنيون العلمانيون الثقة لأخذ بادرة التحول نحو الحكم المدني و تأسيس الدولة المدنية القوية .
#جعفر_مهدي_الشبيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟