|
عندما احتضر الله في قلبي مات الخوف...
جوري الخيام
الحوار المتمدن-العدد: 4064 - 2013 / 4 / 16 - 00:39
المحور:
سيرة ذاتية
(اليوم قالت إينا شوفيشينكو من فيمين فرنسا على فايسبوك أن أمينة تيلر قد نجحت في الهرب من قبضة عائلتها وأكدت أمينة بنفسها في حوار على سكايب مع إينا أنها غادرت تونس ....كان هذا أول خبر قرأته اليوم وفرحت كثيرا و فأخرجت هذه السطور من أحد زوايا مذاكرتي....هذه السطور كتبها عندما كسرت القيود و كسرت الخوف من جنود الله و سلكت طريقا للهروب من حد الردة وما تبقى من الحدود الأخرى ..... إهداء مليئ بالتشجيع و الحب إلى الأميرة التونسية أمينة ولكل مناضلة لأجل الحرية....)
تولد الروح حرة و تموت حرة حتى إذا عاشت طويلا في عقل سجين تنتهي هذه الرحلة السريعة فيتوقف جهاز الجسد عن العمل و تتحرر الروح من كل الظلام صدفة فصدفة ثم صدفة وصدفة فصدفة....حتى صرنا ندفع المال لنأمن أنفسنا ضد الصدف...
أنا جوري ....
كنت طفلة جدا ... حين أخبروني أن عداد الذنوب قد إشتغل كنت صغيرة عندما حدثوني عن حد الردة ...مصير الزانية ...لعنة المتبرجة و اليوم الآخر..... كنت بريئة كالوردة حين سمعت عن عذاب القبر ...
إشتراني رب المسلمين من والداي بكلام صدئ مسترسل يُبهر من أول نظرة كنت بريئة رضيعة فزوجوني إياه عنوة .... امتلكني إغتصب عقلي ،ربطه وعنفه بقوة ... بإسم الحشمة والسنة والمنكر والغفران واليوم الآخِر والقضيب والعورة... ظن أنه صرع الحرية والكرامة من روحي لكنه أخطأ الحسبة ...
سألته مرة لم خلقتني ؟ قال: لكي تعبدي قلت: أ لا تعرف أني سأعضك وأنفث في وجهك سماً كل ما سقيتني ذلا؟ قال بكل صلابة: فطرتك ستكون غالبة ...أنت ولدت مسلمة! أنا ولدت عارية بلادين و لا اسم ولا هوية ولو تركوني كما جئت لكان أفضل
كانت تأخدني إلىه كل ليلة جارية إسمها عائشة.... كنت لا أحبها.... كانت تقول أني محظوظة !! كانت تحممني وتغسل شعري كثيراً ....... و تاخدني إلى سرير العرش حيث بيت الزوجية .... تلف جسمي الطفولي في كفن محمد الأبيض .....من قدمه صار أسود تغلفه رائحة تعفن العقل المحنط ... في كل مرة كنت أبكي .... كانت تأمرني أن أكون مطيعة وتذكرني أنه سيلزم عقلي وأني لن أتألم ... كان يلزم عقلي وأنا كنت ولازلت أتألم.......
كنت صغيرة ولم أكن أفهم كنت أعتقد أن الله صديق الدمى ... كنت ألاعبه وأحضر له الشاي في فناجين البلاستك وأقدم له الحلوى .... وأرسم له الرسوم وكنت أظنه يفرح ... كما كنت أظن ابي يفرح عندما اكتب له قصيدة لا هو كان ينظر ولا ابي كان يسمع ....أو يهتم!!!
ومع أن الرحمن أوصى وحث كتيراً على اهانتي و ضربي.... إلا أنني عبدت ذاك العنف و قدست كل المذلة .... وقلت لا والله ما الحليم الجميل بظالمي... انه يريد لي تربية سامية .......كل الخير و عظيم المصلحة!!!
(في السماء الخامسة ...)
كان يسكن محمد كان زير نساء ...وكان الله يخشى عليه من الإحباط ويخاف منه إذا غضب لذلك كان يدلله ويهديه كل ماشاء من الحريم الحي والميت ....... كان يناديني أمَة الله ..... كنت أكره لذلك لكنه كان محمد .....وكان حبيب الله وأنا كنت ككل ناقصة دين أطيع وأعبد لكن كل شيء تغير ،حين تيقنت أن الله لا يقدر أن يحمي نفسه بل إنه يحتاج كل الإحتياج إلى رجال محمد وكتابه وحدود
صرت أرفض الركوع و السجود و الضرب و التعدد وصرت أرفض الجلوسعلى يمين المنتقم في مائدة العشاء لمحمد و كان بعلي القدير يستاء مني كثيراً ...و يهدد بإبادة جماعية لأهلي إذا لم امتثل!!! إتقي نفسك يا مُهمِل... إنهم أتقياء من عبادك المسلمين
"يهون المسلم الذي لا يزرع عبادة محمد في قلب ذريته " حولك إلى قواد متوحش مكروه نكرة عدم ... وجعل من نفسه إلهاً و كذب على لسانك لتحصيل الفروج و السلطة و الأموال لسانك محمد رئتاك محمد ارتداك محمد سحلك من الرحمة وانتعلك محمد
" إلا محمد !!!!" و ضربني حتى الإغماء!
يقام الحد على كل من يزعج محمد و علي أنا خاصة شخصيا مرة في الأسبوع، فمرة رجماً لأني أرفض إرضاعه، و مرة جلداً لأني لا أتحجب ولا أتنقب... و في مرات كثيرة قطع رأسي لأنه يقول إني ولدت مسلمة و طعنت فطرتي فكفرت و تحالفت مع إبليس ضد الله وأهله في الأرض و في السماء مع أن القيوم كان يحييني على غفلة منه إلا إني صرت أحتقره أكثر لأنه كان يخشى رسوله و يعبده. مع كل حد جديد وألم جديد وحياة جديدة.... كفرت برب فطرتها فطرتي ! وأمام ضعفه و تقديسه لخصيتيه على حساب أنوثتي، تحجر قلبي و طردته من جنة الإيمان والإخلاص لكن جسدي بقي ملكه.....
عندما كبرت صرت أعاقبه... فكنت أترك عقلي صاحياً كل ليلة يفكر في جارنا إبليس وما قاله لي عن المحرمات المغرية وعندما كنت أصادفه كان يداعبني في مناطق النشوة الحساسة والناس صيام،...وأنا لم أكن اعارض يغريني بالحرية و الكرامة و كمال العقل و الفكر الصحيح و الحق في الشك المحرم و التمرد، وكل شئ آخر ممنوع تتوق إليه نفسي بشغف !!!! و مع أن عيون الله كانت حاضرة إلا أن يده داخل عقلي كانت عاجزة...
مع تتالي السنين غدى نكاح عقلي صعباً عليه وصار مستحيلا عليه أن يدخل آياته أو أن يصل الى النشوة .. كنت على موعد مع غضبه العاتي كل ليلة ...
"لما أنت عاصية ألم أخلقك من نطفة ...ماذا فعلت بالفطرة؟"
أنا جئت صدفة ! و لم أقبلك لم أخترك ....أنا لا أريد عرشك و سريرك.... إن العابدات القانعات برضاك كثيرات فاتركني لكفري خذني إلى حيث المشركون وتاركوا الصلاة!!!خدني إلى حيث أرى لونا آخر غير ألوان الرهبة والخضوع و الخوف الواجب العظيم!
أسبه بكل ما أوتيت من صوت و عقل و لهجات و لغات، غالباً كان يغضب لكنه لا يجيبني لأنه لا يفهم سوى لغات التي قررها أنبياءه عندما قرروا وجوده !!!
ينهال الملائكة علي بلعنات مدوية و نعال قديمة قاسية عندما أفكر بصوت عال ويستفيق كل من يسكن السماء و يصطف جند الإيمان ليمارسوا ضدي طقوس اللعنة.... و تأتي صفية لتنقذني من قساوتهم لكن محمد يأبى الا أن يعلق رأسي أمام مدخل مصيف أهل السماء....
أوووووووف !!!!!لم تحييني من جديد ؟ألازلت تعقد أملاً على الفطرة؟ "أنا الله ...أفعل ما أشاء"
أنا امرأة حرة...أنا خلعتك .....
"سأقيم عليك أقسى الحدود"
أنت عاجز
"سأجعلهم يقطعون رأسك ....حد ردة"
ما رأيك في حد الحياة ؟
أنا لن أعود إلى حيث أنت لازلت حياً .... أنا دفنتك واسترجعت نفسي وعقلي وجنودك لن يغيروا في الأمر شيئاً .... لأن وجودك وسلطتك ترتبطان بالمكان والزمان وبقوة الجهل و تجار الدين!!! ألازلت لا تريد أن تعترف أنك عاجز ؟ أنت تموت إذا تركت محمد ....أما أنا فحيت وتنفست بعد أن دفنته أطعتك ثلات عقود وأطعت محمد..... أطعت طويلاً وضُرِبت كثيراً ... ورَضيت لترضى....
أما اليوم فكما أعرف أن القانون لا يحمي المغفلين فأنا أعرف كذلك أن اللاشئ يبقى لاشيئا مهما أعطاه المغفلون من ألقاب ....
#جوري_الخيام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
باسم يوسف خط أحمر!
-
لكل حلمة عاصية فتوة
-
دقيقة صمت لأجل سوريا من فضلكم...
-
مذكرات أنثى في مدينة الرجال 1.0
-
من يوميات نهد لا يحتفل ...
-
مذكرات أنثى في مدينة الرجال...
-
حلاوة روح...
-
بلاستِك ...
-
ما لم يقال في شهر حزيران!
-
لادوس
-
أندرينا
-
إسئلوا العرب عن عيد الحب !
-
رصاصتي الخائنة
-
اميرة يناير
-
الرقص فوق ظلال الحضور
-
وللحرية في بلادنا ما لك يا زانية!
-
غدا ألقاك...
-
شقفة من روحي أنادي...
-
أبغض البنات عند أبي (المطلقات)
-
نفسي الأمَارة بالهوى...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|