فارس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 285 - 2002 / 10 / 23 - 01:10
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
الحزب الشيوعي العمالي..مدافع صلد عن الحريات السياسية دون قيد اوشرط!
رد على مقالة جورج منصور "انصار الحزب الشيوعي العمالي يثيرون الشغب"
نشرت صحيفة المؤتمر التابعة للمؤتمر الوطني في عددها الصادر يوم الجمعة المصادف18 تشرين الاول تقرير مفصل لجورج منصور عن ندوة احمد الجلبي وتصدرها بعنوان " انصار الحزب الشيوعي العمالي يثيرون الشغب ". وارى من الضروري هنا الرد على المسائل التي طرحها الكاتب "المحايد جداًَ" تبيانا للحقائق سواء التي ذكرها او تلك التي لم يذكرها اساساً.
لم ياتي انصار الحزب الشيوعي العمالي من اجل "افشال ندوة" الجلبي المنعقدة في تورنتو في 12 تشرين الاول لانه ليس من تقاليدنا السياسية والنضالية افشال ندوة احد ماعدا ندوات مسؤولي النظام او منظماته الموجودة باسماء "بريئة" في الخارج او مناسبات اؤلئك المتسببين بصورة مباشرة في الجرائم والمصائب التي ارتكبت بحق جماهير العراق. اذ سعينا دوما الى افشال زيارات وندوات المسؤولين الامريكيين بوصفهم مجرمين بحق البشرية عموما وجماهير العراق او على الاقل فضحها ولفت انظار الراي العام العالمي الى كون الشخص المعني هو مجرم بحق جماهير العراق. اما فيما يخص المعارضة البرجوازية العراقية، فقد كانت سياستنا دوماً هي الرد عليها ونقدها وفضحها وتبيان مدى مناهضتها التامة لمصالح الجماهير في العراق. ان هذه سياسة رسمية لنا معروفة وراتها الناس بعشرات الحالات كما حدث مع زيارة شوارتسكوف الىذ سدني واجباره على الدخول والخروج من الابواب الخلفية الى مطاردة كلنتون في ستوكهولم وتورنتو الى تظاهراتنا امام بيت السفير العراقي في لندن بمناسبة ذكرى 17 تموز المشؤومة.
ان واقع الحال هو على العكس من كل ما يقوله صاحب التقرير. لقد بدأ تحرك اللجنة المنظمة للندوة تجاه انصار الحزب الشيوعي العمالي منذ اللحظات الاولى. لقد منعوا رفاقنا من نشر ملصقات خارج القاعة تحمل صور اوضاع جماهير وماسيها جراء الحصار هدفها هو لفت انظار الراي العام الى ماسي العراقيين ومصائبهم جراء سياسات امريكا!! لقد كانوا يراقبون بشكل "بوليسي" رفاقنا في القاعة قبل ان يحدث اي شيء. انصت رفاقنا لفيضيات "احمد الجلبي" طيلة (45) دقيقة واحترموا حق المتحدث بالحديث ونال حقه كاملاً في توضيح افكاره وسياساته. ولكن ومع القسم الثاني من الندوة، وبطريقة مدروسة في منع الجمهور من ابداء ارائهم بشكل شفاهي للمتحدث بحجة " نظراً لكثرة الحضور"، حرموا على الحاضرين حق التعبير عن ارائهم تجاه ما تحدث به. لقد لاقى نفس تعامل اللجنة هذا رفض وشجب العديدين داخل القاعة حيث رموا بالاوراق الخاصة بكتابة الاسئلة التي وزعتها اللجنة عليهم.
لقد جاء احتجاج رفاق لنا على هذا الاجراء الذي لايختلف بشيء عن اخوتهم في الحكم (البعثيين). انه مصادرة حق الاخرين بالراي والرد على الامور التي طرحها وتبيان ماهيتها المعادية لجماهير العراق. لقد جاء الرفاق من اجل ان يقولوا للجلبي ان حضوره هذا ليس من اجل الحديث عن "قضايا العراق الساخنة واخر مستجدات الوضع ومستقبل العراق" كما تدعي اللجنة. بالاحرى، لقد جاء حاملاً راية الحملة العسكرية الامريكية على جماهير العراق، تبرير ارتكابها لمجزرة اخرى يدفع ثمنها العزل والابرياء. لقد جاءوا ليقولوا له ان اهدافه وممارسته السياسية لاتختلف عن النظام البعثي في شيء. ان كان النظام البعثي على استعداد لتسليم العراق كومة من الجثث من اجل بقاءه في السلطة، فان الجلبي ايضاً على استعداد لسوق الجماهير نحو المجزرة من اجل مجيئه للسلطة بالحراب الامريكية. جاءوا ليقولوا له ان جماهير العراق تنتظر اليوم الذي تستطيع فيه ان تستجوبه على ما قام به من تاييد امريكا وجرائمها في العراق، من تبرير سياسات امريكا والدفاع عنها في ارتكابها ابادة جماعية بحق اطفال وشيوخ العراق، الحصار الاقتصادي، من الدفاع المستميت عن سياسات امريكا في القصف اليومي وتعريض حياة وامن العراقيين للخطر. لقد جاءوا ليقولوا له ان لايفكر برئاسة العراق، ان العراقيين عرفوا معدنه السياسي جيداً قبل ان تطأ اقدامه عتبة السلطة التي لن يراها في العراق. لقد جاءوا لابلاغه ان العراقيين لهم دعوى سياسية عليه، عليه ان يرد عليها. لقد جاءوا ليسالوه أيعتقد ان اقامة مجزرة اخرى في العراق هو سبيل حسن لاسقاط صدام الذي هو الهدف المعلن الكاذب لامريكا؟! هل هو على استعداد لتعريض المدنين والابرياء العزل لمخاطر مجرمين يهددون بعض بالاسلحة الكيمياوية والنووية؟! هل ان اشاعة البربرية والحروب والانحطاط الاخلاقي والروحي والمعنوي على صعيد الانسانية ككل هو سبيل اسقاط النظام؟! الا يفكر في حال البشرية بعد "الانتصار" الامريكي وانفلات عنجهيتها وغطرستها في كل مكان من العالم؟! الايعتقد ان امتداد يد امريكا لتطول العالم، ستدفع ثمنه الجماهير الناشدة للتحرر والمساواة والرفاهية في العالم قاطبة التي ستكون اول من يطالها "الانتصار" الامريكي؟! و.... غيرها من الاسئلة.
لقد اراد رفاقنا ان يسالوه امام الاخرين: من هذا الصديق الذي يتفاخر، في الجلسة، بعلاقته به وابلغه "انه كان مسؤول غرفة اعدامات حيث اعدم 4الاف و37 شخص من ابناء الحلة في يوم واحد في سلمان باك ابتداءا من الساعة الثامنة صباحا الى الثانية بعد الظهر"؟! وماذا اجابه؟! لماذا لم ينشر اسمه ويقدم دعوى عليه بوصفه مسؤول غرفة اعدامات لدى النظام البعثي ذبح فيها الالاف من العراقيين؟! ان الجلبي، ولدرجة افتقاده لابسط انواع المهارة السياسي، يورد دليل ووثيقة ادانة ضد نفسه بتعامله مع مسؤولي غرف اعدامات النظام. انه ومن لحظتها مطالب بكشف تفاصيل هذا الموضوع كاملاً واسم المجرم المذكور ودوره في الجريمه. يجب اقامة دعوى ضده فوراً. ان لم يقم الجلبي بذلك. فانه مسؤول وسيتحمل تبعات اخفاء معلومات عن جرائم النظام وجرائم صديقه الضابط.
لقد جئن نساء لجنة الدفاع عن حقوق المراة العراقية ليردوا عليه ان اي حكومة مقبلة للعراق يجب ان تقر بحق المراة في المساواة التامة بالرجل، وسن قانون يمنح اوسع مايمكن من الحريات للمراة، والغاء قوانين الاحوال الشخصية الراهنة المستندة الى الدين والشريعة بوصفها مناهضة للانسان عموماً وللمراة بالذات. لقد جئن للحديث عن اوضاع المراة والاطفال في ظل الحصار ويفضحن دوره في تبرير هذه المجزرة. لقد جئن من اجل هذا وليس افشال جلسة الجلبي. ولكن ماذا خرجن به؟ لقد لكم "صباح مرزا" جديد احد هؤلاء النسوة امام طفلها وباكثر الاشكال بربرية، لقد راحوا يشتموهن باقذع الالفاظ النابية مثل "عاهرات" وغيرها. باي وجه يستطيع جورج منصور ان يتحدث عن الاساليب الحضارية والمتمدنة!! لقد اخرجوا رفاقنا من القاعة بمجرد ان ارادوا حقهم بالتعبير والراي. قبل ان يتحدث رفاقنا احاط (5) من رجال الشرطة الكندية رفيقنا واخرجوه من القاعة في تدبير مسبق لللجنة تجاه اي مخالف لاحمد الجلبي.
ان كاتب التقرير ليس محايداً اطلاقاً. اكتفى بالقاء عبارات "اثارة الشغب" و"الفوضى" دون ان يكلف نفسه ان ينقل كل وقائع الامور. انه تقرير احد رجالات الجلبي. فلو لم يكن كذلك، لماذا اغفل رفض اللجنة نشر ملصقات تكشف للعالم ماسي اطفال وشيوخ العراق جراء الحصار؟! لماذا لم يتحدث عن ضرب امراة في القاعة امام طفلها من قبل احد ازلام الجلبي؟ لماذا لم يتطرق الى الاساليب البعثية التي قام بها ازلام الجلبي واللجنة المنظمة؟! لماذا لم يتحدث عن مصادرة حق الحضور واحتجاجهم على اسلوب مصادرة حرية الاخرين بالراي؟! لماذا لم يشير الى رمي العديدين من الحضور اوراقهم احتجاجاً على هذا الاسلوب؟ والاهم من هذا كله، كيف يفسر لنا، ولاي انسان يتمتع بذرة من العقل والانصاف، ان مجموعة "لاتتعدى عدد اصابع اليد" استطاعت ان تفشل ندوة حضرها بحدود (400) شخص وعشرات من الشرطة الكندية ورجالات الجلبي؟! لماذا لم تتواصل الجلسة بعد اخراج جماعة "لايتعدوا عدد اصابع اليد" من القاعة؟! لماذا لم تعود الامور الى مجاريها ومواصلة الندوة؟! ليس هناك سوى تفسير واحد الا وهو ان الاعتراض اوسع بكثير من الجماعة التي اخرجوها. لقد افشلت الندوة جراء احتجاج الحضور على مصادرة الحريات هذه. لقد كان انصار الحزب صوت هذا الاحتجاج.
يتحدث كاتب التقرير عن التمدن والحضارة وغيرها. اي حضارة وتمدن تجعله يصفق لاحد ابواق امريكا المبررة والمدافعة عن كل المجازر التي ارتكبت بحق جماهير العراق؟! من هو المتمدن والمتحضر و"اللامسؤول"؟! اؤلئك الذين وقفوا بضد الهجمة العسكرية على العراق ام ذاك الذي يدافع عن اقامة حمامات دم جديدة من اجل ان ياتي للسلطة. ان كان ابداء الراي يجعل من رفاقنا "غير متحضرين" و"مشاغبين" و"غير مسؤولين"، ماذا تسمي حملة رايات الدم والمذابح القادمة في العراق؟! انه لعالم مقلوب فعلاً!!
واخيراً، ان اخراج رفاقنا من الندوة لهي نقطة سوداء تسجل على جماعة الجلبي ولجنة التنسيق العراقية في نفس كندا وخارجها. ان اخراجهم من القاعة قسراً لهو مبعث ادانة كل انسان يلتسع قلبه لاوضاع جماهير العراق. اذ لو سئل اي انسان في كندا لديه ادنى اطلاع على الفعالية السياسية للاحزاب العراقية وحتى العربية في هذا البلد: ماذا تتصور ان يكون عليه حال ندوة يطرد منها اشخاص اسمهم عصام شكري، سمير عادل، ينار محمد و...غيرهم؟! ماذا يكون محتوى هذه الندوة؟! سيجيبك فورا ودون تردد عن محتوى هذه الندوة واطرافها. سيجيبك انها ندوة مناهضة للمراة، مدافعة عن الحصار، مدافعة عن امريكا وسياساتها، انها ندوة احد الاطراف المناهضة لجماهير العراق. ان ندوة يطرد منها هؤلاء الرفاق هي دلالة صريحة على محتوى هذه الندوة. اذ لايمكن الحديث عن مناهضة الحصار في امريكا وكندا على الاقل دون ان ياتي اسم عصام شكري في المقدمة، لايمكن ان تتحدث عن التصدي للنظام البعثي وسياسات امريكا دون ان تاتي باسم سمير عادل، لايمكن ان تتحدث عن الدفاع عن حقوق المراة العراقية دون ذكر ينار محمد وغيرهم من كوادر الحزب الشيوعي العمالي.
ان الحزب الشيوعي العمالي قد دافع دوماً عن مجتمع حر ومنفتح، يحق لكل حزب وجماعة وافراد ان يقولوا ما يشاءوا (حتى اغرب الافكار واكثرها ازدراءاً). ان الدفاع عن الحريات السياسية دون قيد او شرط، حرية التعبير والراي هما من صلب مباديء الحزب الشيوعي العمالي لاننا نبغي ان تسمع الجماهير ماذا يقول الجلبي وغير الجلبي. نبغي ان تسمع الجماهير كل القوى السياسية السوداء التي يبث القمع والديكتاتورية البعثية الروح فيها وفي استشرائها. بدون اجواء الظلام، لا يمكن لهذه القوى ان تعيش. نحن نبغي ان يكون المجتمع واع بخياراته السياسية. وحين يكون واع، لن تجابه اراء مثل الجلبي سوى بالسخرية والغضب في ان واحد. ستعرف من هو الجلبي الذي تعامله امريكا مثل احد عملاء المخابرات الذي تقتحم، بين فترة واخرى، المخابرات الامريكية مكاتبه وتعلن انها لن تغادر الا بعد انهاء جرد السجلات ومعرفة اين صرفت الاموال التي قدموها لمؤتمره . تعامله مثلما تعامل موظف بائس لديها، تقتحم مكتبه، تفتش سجلاته، تحاسبه وتحجز امواله. ان الطبقات الحاكمة واحزابها السياسية ذا مصلحة في انعدام الحريات حتى تسوق الجماهير ملجومة، معصوبة العينين، وموثقة اليدين لتنفيذ مشاريعها. لهذا، فان الحريات ليست شيء حسن بالنسبة لنا فحسب. بل انها امر ضروري. انه يقربنا اكثر للجماهير. يزيل احد العوائق الجدية امام الحزب الشيوعي العمالي في مسيره نحو السلطة. لهذا، ان اي حديث عن "اثارة الشغب" و"افشال الجلسة" من قبل انصار الحزب الشيوعي العمالي لهو هراء محض.
#فارس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
