أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً














المزيد.....

عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إذا كانت بعضُ دول شمال أفريقيا تمكنتْ من عدم الانزلاق الواسعِ للعصور الوسطى فإن منطقةَ المشرق العربي الإسلامي انزلقتْ بقوة!
وُجدت في دول شمال أفريقيا العربية ركائز للطبقة الوسطى والعاملين التحديثيين الوطنيين منعتْ من الانهيار الكامل وسيطرة قوى الطوائف الحزبية على الحياة السياسية حُكماً وجمهوراً!
لكن في دول المشرق انتصرت الطوائفُ الاجتماعيةُ السياسية على الطبقات الحديثة خاصة في الدول التي تسارعتْ تطوراتُها السياسية الاجتماعية بدون ركائز علمانية وديمقراطية مُسبّقة ممهدةٍ طويلة.
فالعراقُ على سبيل المثال الذي تسارعتْ تطوراتُهُ من دكتاتوريةٍ عنيفةٍ إلى غزو أجنبي إلى حكمٍ إنتخابي حر مع تفكيكِ هياكله الوطنية من جيشٍ وإدارة وحزب تحديثي مهيمن تضاءلت نخبُهُ الديمقراطية والتقدمية أمام ضخامة التحولات وفوضويتها، وراحت مواقعُهُ الاقتصادية الاجتماعية في الوسط والجنوب والشمال تعود لما ترسخ فيها من هياكل سكانية تقليدية طائفية و(قومية) مشوهة بالتطور التقليدي.
إن القشرةَ الحديثة تعرضتْ للانهاك السياسي خلال عقود وتكسرتْ ولم تبق سوى نتف راحت تقاومُ معبرةً عن صمود الوطنية العراقية والحداثة والعلمانية ووحدة الجماهير الشعبية العراقية.
لهذا نلاحظ كيف تصاعدتْ المؤسساتُ العبادية والحضور فيها وتنامى نفوذُ رجال الدين والمنظمات الطائفية السياسية، في ظل أعداد الأميين الهائلة وقلة المتعلمين وضخامة ركائز الاقتصاد التقليدي.
ورغم هذا نلاحظ في الفترة الأخيرة كيف أدركت مختلفُ القوى المتنفذة في الطوائف السياسية التي سيطرتْ وأزاحت الكتل الشمولية الصغيرة من الفئات الوسطى الحاكمة العراقية سابقاً، أن طوفانَ الطوائف السياسية سوف يكتسحها هي أيضاً إن لم تقاومه! لهذا راح حزبُ الدعوة الحاكم يخففُ من شموليته الكاسحة.
وهذا مشابهه للبحرين التي توصلت لمستوى العراق السياسي وإشكالية طائفتيه ومساره السياسي المتاخم لإيران.
لقد كانت العودةُ للمسار الديمقراطي المقطوع قد جرتْ بعد أن ترسختْ الطائفيةُ السياسية خلال عقود من السنين وهي ذات الجذور السابقة كذلك، وتمكنت من تجنيدِ العديد من كتل السكان الأمية، لكن الجماعات المذهبية السياسية الشيعية لم تكن على مستوى أداء حزب الدعوة ولا بظروف العراق المهدمة سياسياً، فكانت معارضتُها متقلبةً لم تراكم مواقف تحديثية وصعودية في المؤسسات المنتخبة ولا مكاسب كما فعل حزب الدعوة إلا لبعض العاملين فيها، فظلت تغامرُ ودون إحداث أي إنجازات لطائفتها.
وظلت الجماعاتُ المذهبية السياسية السنية في نفس مسارها التقليدي العائد للخمسينيات والستينيات غير قادرةٍ على تأصيل الوطنية وخلق تراكمات ديمقراطية تحديثية فيها.
وفي حين بقيت العديدُ من فصائل اليسار والتحديث في العراق في مواقعِها الوطنية الديمقراطية محاولةً وقفَ إقتحام الطوائف السياسية لكياناتها، لكن هذه النتف من القشرة التحديثية لم تكن موجودةً في البحرين، بسبب مستوى تطور بعض الجماعات السياسية العراقية واتساع الثقافة الحديثة في العديد من النخب، وهي أمورٌ لم تتوفر في البحرين.
لم يعد المنتمون السياسيون في البحرين سوى منتمين للطائفيةِ السنية أو الشيعية، أما أسماءُ الجماعاتِ المختلفة فهي مجرد كلمات لا مضمون فيها، لقد عادوا لمستوى أجدادهم في العصر السابق، وهم مدفوعون بانقسام المنطقة الكبير، وصراعاتها المدمرة الخارجة عن العقلانية، حتى غدت الهويةُ الطائفيةُ تُطرح مسبقاً على خنادق الصراع، وصار العداءُ حسب البطاقة لا حسب المواقف وتاريخ الشخصيات.
هذه الهشاشة السياسية الاجتماعية لم تكن حتى موجودةً في العصر السابق، فقد صعّدت من فجاجتها وسائلُ الإعلام الحديثة وقوى التدخل الأجنبية وفئاتُ البرجوازية الصغيرة المتطرفة الباحثة عن مواقع في أية مستنقعات سياسية!



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجنة العريضة والتحولات السياسية (3- 3)
- لجنةُ العريضةِ والتحولاتُ السياسية(2)
- لجنةُ العريضة والتحولات السياسية
- محمد جابر الصباح: الوطنيةُ الباقيةُ
- ليست معارضةً بل مشاكسةً!
- المستقبلية في العمل السياسي
- أمةٌ تتأرجحُ على حبالِ التاريخ!
- البرجوازيةُ الصغيرة والمدارسُ الفكرية
- شعاراتُ الرأسمالياتِ البيروقراطية
- الربيعُ العربي اضطراباتٌ ضد أسلوبِ إنتاجٍ متخلف
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (3-3)
- حركةُ الهيئةِ بين التغييرِ السلمي أو الانفجار! ( 2)
- حركةُ الهيئةِ بين التغيير السلمي أو الانفجار (1)
- ثقافةُ الرادودِ
- الاستهلاكيون وخفوت الوعي
- تفككُ العراق نموذجا
- أسبابُ تدهورِ العلمانية
- الصدامُ التاريخي بين كتلتين
- تحللُ النقدِ الثقافي الاجتماعي
- الصراع الإيراني العربي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - عودةٌ للعصورِ الوسطى سياسياً