أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عادل جبران - أفق حوار راديكاليي المغرب..















المزيد.....

أفق حوار راديكاليي المغرب..


عادل جبران

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 07:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ضبابية في شتى المجالات تجد انعكاساتها على باقي الجسم السياسي بالمغرب ،معطيات و مؤشرات تؤكد على ضرورة الوقوف عند الإختلالات و العراقيل التي تهدد المغرب.نهاية السياسة أو موت السياسي أم هما معا ؟كلها مضامين تدق ناقوس الخطر و تدفع الكل إلى البحث عن حلول فعالة و حقيقية من اجل تدارك الأزمة ،أوضاع وطنية و إقليمية و دولية تؤكد على أن مسالة التحالفات و توحيد الرؤى و الأهداف ،و ببساطة التفكير بصوت عال و إشراك جميع القوى الوطنية بكل تلويناتها و أطيافها مدعوة الآن إلى فتح نقاش حقيقي و هادف بغية تحديد و تسطير إستراتيجية وطنية عملية من اجل الخروج من أزمة السياسة،و التي لها بطبيعة الحال انعكاساتها على جميع الأصعدة اقتصادية و اجتماعية و ثقافية..
فهل جميع مكونات الحقل السياسي بالمغرب أصبحت فعلا تفتقد لمفهوم العقلانية و النظرة العلمية في التعامل مع القضايا الوطنية؟و هل حقيقة أصبحت تنظيمات بلا معنى ،تفتقر إلى الرؤى الهادفة و غير قادرة على مسايرة ركب الأجيال الصاعدة؟
توطئة ليس القصد منها مناقشة وضع الأحزاب السياسية المغربية و الوقوف على طبيعتها و أدوارها و فشلها و لما لا موتها (ربما ستكون موضوع مقالة لاحقة) لكن الغرض هو طرح مجموعة أفكار و تصورات بخصوص مسالة اعقد في نظرنا من وضع الأحزاب داخل المغرب،إنها مسالة التحالفات و حتى لا نكون متفائلين أكثر من اللازم نطرح مدى إمكانية الحوار و النقاش الايجابي بين تنظيمات سياسية متعصبة.نتساءل هل يمكن لراديكاليي المملكة المغربية أن يتحاوروا بينهم؟ بمعنى هل بإمكانهم أن يجلسوا حول طاولة حوار واحدة وجها لوجه ،أو جنبا لجنب من اجل تدارس قضايا الوطن و إيجاد أرضية مشتركة يمكن أن تخدم البلد.من حقنا أن نساءل هؤلاء الراديكاليين (إسلاميين و يساريين)هل بإمكانكم أن تتخلوا عن حربكم المقدسة فيما بينكم من اجل المصلحة العليا لوطنكم؟ التخلي عن حرب هدفها نفي و إلغاء و مسح الآخر من الوجود او تبني منطق الحوار البناء.هل بإمكانكم أن تقوموا بهذه الخطوة كتعبير عن حسن نية متبادلة بينكم من اجل زرع نوع من الثقة داخل صفوف مناضليكم و إعطائهم فرصة قبول الرأي الآخر و التصور الآخر؟
لا احد منا يمكنه أن يجادل اليوم في كون جماعة العدل و الإحسان هي الحلقة الأقوى في منظومة راديكاليي المملكة على المستويين التنظيمي و العددي على الرغم من أن الجماعة تبدل وسعها من اجل عدم الكشف عن عدد مريديها،كما انه لا يمكن أن يأخذنا أدنى شك في كون اليسار الراديكالي بالمقابل الحلقة الأضعف.غير أن خرجات بعض العلمانيين و متزعمي الحركة الامازيغية ،و استهدافها بالنعت و الصفة للحركات الإسلامية و عل رأسها "الحركة العدلاوية" ،كذلك دعوات بعض قوى اليسار الراديكالي (النهج الديمقراطي—عبد الله الحريف) إلى أهمية الحوار و التحالف مع الحركات الإسلامية بكل عمق و جدية و كيفية التعامل مع هذه القوى يدفعنا إلى التركيز في مقالتنا على جماعة العدل و الإحسان كقوة راديكالية يمينية تتقاطع مع القوى الراديكالية اليسارية في نقطة جوهرية و أساسية تتمثل في تشبثها بعصبية سياسية رافضة للنظام الاستبدادي و لكل نزعة إصلاحية.
يشهد تاريخ المغرب الحديث أن الصراع الفكري و الإيديولوجي بين جماعة العدل و الإحسان و باقي التيارات الراديكالية الأخرى و نخص القاعدية و الأمازيغية اتخذ عدة أشكال لا حضارية مرتكزا في غالب الأحيان على المواجهات الدموية و التصفية الجسدية مما يفسر حجم الهوة الكبيرة بين الفصيلين و تطرح مدى إمكانية قبول الآخر و أطروحاته ،فالجماعة أبانت عن قدرة خارقة في التنظيم و التأطير أمام غياب تيارات حقيقية مضادة لها يمكن أن تحد من سيطرتها و يكون لها التأثير الحقيقي على قواعدها.بالرغم من التطاحن الشرس بين هذين التيارين و الذي نجد تجلياته واضحة داخل الجامعات.
إن المتتبع للحراك السياسي داخل المغرب لا يسعه إلا أن يسلم بهيمنة و احتكار حركة العدل و الإحسان للمجال الجامعي الذي كان على الدوام عبر العالم يبث شرارة الاحتجاج و مناهضة أنظمة الاستبداد،و المثير في علاقة راديكاليي المغرب هو ذلك التحول الكبير لبعض متزعمي التيارات اليسارية في اتجاه فتح حوار مع التيارات الإسلامية في أفق خلق تحالفات قوية قادرة على تحقيق أهداف الطرفين معا و موقفهم من النظام.و على العكس من ذلك لا نجد أية ردة فعل من طرف حركة عبد السلام ياسين،و هذا أمر طبيعي في نظرنا إذا ما أخدنا الأمر من زاوية الاختلافات الإستراتيجية بين الطرفين سما إذا كنا نعلم أن مبتغى الحركة العدلاوية هو إزالة الحكم الجبري في اعتقادها و تعويضه بدولة الخلافة، في حين أن التيارات اليسارية الراديكالية تصبو إلى إقامة نظام ديمقراطي شعبي فالهدف واحد لكن الإشكال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هل بإمكان راديكاليي المغرب تجاوز الاختلافات الإيديولوجية في سبيل تحقيق أهدافها؟
لا نعتقد بإمكانية تحقيق تحالف و لو مرحلي على اعتبار التاريخ الطويل من الصراع الشرس بين الفصيلين الراديكاليين الذي خلف خسائر كبيرة ماديا و معنويا ،و يبقى حل المصالحة التاريخية بينهما في نظرنا مجرد حلم و يوتوبيا السياسي الذي فقد بوصلته الاستشعارية في ضبط التغيرات و التحولات التي يعرفها المغرب و العالم العربي.
لكن السؤال الذي نطرحه في هذا المضمار هو هل انسحاب جماعة العدل و الإحسان من حركة 20 فبراير في 2011 ناتج عن قناعات عدلوية بخصوص نظام الحكم في المغرب؟أم أن الجماعة لم تكن مهيأة بما فيه الكفاية للاستحواذ على هذه الحركة و توجيهها وجهة تخدم مصالحها و على رأسها موقفها من نظام الحكم؟ أو أن هذا الأخير التقط إشارات الجماعة التي تفوقت في نظرنا في تدبير المرحلة ؟ بمعنى هل هي بداية لنهاية التفكير في المواجهة المباشرة و القوية ضد النظام؟هل تراجع و انسحاب الجماعة ما هو إلا تكتيك ناتج عن خلاصات و نتائج واقعية ستدفع بها إلى البحث عن إمكانات الدخول في مفاوضات شانها في ذلك شان التنظيمات الأخرى، و تجديد أسقف مطالب الجماعة السياسية في أفق الاعتراف المتبادل و التي تصب في منحى واحد هو تأسيس حزب سياسي إسلامي جديد سيقود مرحلة أخرى من تاريخ المملكة،حزب يمكن أن يلعب أدوارا طلائعية و محورية في عمق السياسة المغربية خصوصا بعد وفاة الأب الروحي للجماعة الشيخ عبد السلام ياسين؟
فصعود قيادة جديدة يمكن أن يكون مؤشرا على أن الفكر التربوي يمكن أن ينتقل إلى شيء جديد في السياسة،شأنه شأن حركات إسلامية أخرى تماهت مع التغييرات السياسية و الاجتماعية داخل العالم الإسلامي.يمكن أن ننتظر و نرى مدى تحقق نبوءة الأمير الأحمر في شقها المتعلق بجماعة العدل و الإحسان "في عام 2018 و قد تحولت إلى حزب سياسي و تنال رضا الكثير من الناخبين ليس لأسباب دينية بل لأنها امتلكت الشجاعة لتقاوم ملكية متعسفة" انتهى كلام هشام بن عبد الله.
و خير ما نحلم نحن به و نختم، تلك المقولة العظيمة لتوماس مور "السلم أم الفنون الجميلة".



#عادل_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهوية المغربية.. روح الملكية الثانية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عادل جبران - أفق حوار راديكاليي المغرب..