أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدي حاتم السامرائي - الخطاب الطائفي لدي المثقف العراقي (النص الغائب)














المزيد.....


الخطاب الطائفي لدي المثقف العراقي (النص الغائب)


عدي حاتم السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 02:15
المحور: المجتمع المدني
    


ليس من الانصاف ان يفلت احد من براثن الطائفية في شكلها ومضمونها المتحالفين ضد الفرد الذي يتكون منه المجتمع العراقي حتى وان كان مثقفاً ، فما يقوله اللامثقف والسياسي بخطاب مكشوف ولغة صريحة يقوله المثقف بلغة اخرى مموهة منمقة مقنعة.

قبل فترة ليست بالطويلة لفت انتباهي احد المثقفين الذين تربطني بهم علاقة استطيع ان اصفها بالعادية حيث تمنيت ان اتداخل معه في رسالته التي تضمنها ما نشره على حائطه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك. كان هذا المنشور يحتوي رسالة مشفرة تقول انا طائفي .
لا انوي محاكمته او الحكم عليه ، فليكن طائفياً اذا شاء ، فذلك شأنه ، لكن ما يدفعني لقراءة نصه بطريقة اخرى وتحليله هو التاقض بين ما يدعيه وبين ما يكتبه . ليس من باب العار ان يكون الشخص طائفياً في بلد اصبحت هويته وسياسته ودولته وقانونه وثقافته طائفية ولكن العار هنا هو ادعاء العكس . ربما من الاجدر ان يصرح بهذا علنا -ليس هو بالتحديد- ويقول انا طائفي اجدر من ان يدعي عكس ذلك ويهفو ويزل ويشطح واذا به يدعي شيئا ليس فيه.

مستويات الانتماء اصبحت اختيارية في الواقع ، فهناك الانتماء العرقي الذي يسمو على الدين ، وهنا الانتماء الطائفي الذي يسمو على الدين والعرق !! اليس في ذلك تناقضاً صارخاً.

الكرد وقوميتهم الشيعة ومذهبهم ، اما السنة فضيعوا المشيتين لا هم عرب ولا هم عراقيون بل حتى ليسوا مسلمين بنظر البعض !! وفوق ذلك يقول قائل اذ يصفهم بانصاف من وجهة نظره: تكفيريون!
ها انا ابتسم وانا اتصور ما سيقوله من يقرأ هذا: سيعتبرني طائفي .. ربما اكون طائفياً ولكن متى؟ حين اجدني امام من يصفني بشتى انواع الصفات التي املاها عليه سيده الامريكي من تقسيمات للمجتمع العراقي ونزع الصفتين الاساسيتين اللتين تتسم بهما الارض التي انتمي اليها وهي العروبة والعراقية . ولكي ننصف هذا الطائفي -ليس كاتب النص طبعا- فانه يصف المنادي بالعروبة او الذي يركن الى القومية على غرار اخوة الوطن (الكرد) بالقومجي!

اليست حيرة ؟
قال جورج بوش الابن لعنه الله وابيه وجده (وستعلمون في المستقبل لماذا العن جده) وربما البعض يعلم : اذا لم تكن معنا فانت ضدنا . هذه ثقافة المحتل ، فمثل ما خلف الاشعاع والعاهات الناتجة عنه ، خلف عاهات اعتى منه بكثير وهي تشوهات اجتماعية تقيأتها ما يطلقون عليها بالعملية السياسية ، وفي الواقع لا اعلم لماذا يطلق عليها هذا الاصطلاح ، عملية ؛ اصطلاحاً هي مجموعة من الاجراءات التي تتخذ لتحقق نتيجة معينة . ولا يطلق في الغالب على الاجراءات طويلة الامد هذا المصطلح وانما المفروض ان يطلق عليها مشروع ! اي ان اصطلاح المشروع السياسي اجدر بالتبني من مصطلح العملية السياسية .
الا ان ما حد هو ان الاحتلال الامريكي ومن بعده الايراني رسخ استراتيجية التعمية من خلال انتاج وتسويق المصطلح .
في الخطورة التي استهلها الاحتلال في اطلاق الاوصاف الرنانة التي اختفت حالياً من خطابات السياسيين هي: فسيفساء الشعب العراقي وازيحت هذه المفردة لتحل محلها اطياف الشعب العراقي وهي بمؤداها تقود الى ذات المعني والذي يهدف الى التفريق بين ابناء الشعب والوطن الواحد حتى اصبحت العشائرية والمناطقية نزداد ضيقاً ليجد المواطن العراقي نفسه بسببها وحيداً لانه بدأ بالانحسار نحو الداخل الاضيق فالاضيق ورفض الاخر وتقطيع الصلات ونزع المشتركات وايجاد عناصر التفريق بدلا ن ايجاد عناصر الجمع .

هنا اعود الى صديقي المثقف الذي لا تربطني معه علاقة وطيدة جداً . واعذره لانه جزء من فسيفساء المجتمع العراقي او طيف من اطياف الشعب المتنوعة والمتعددة او انه كسرة خبز في هذا الرغيف ..

عمتم مساءاً





#عدي_حاتم_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تولوستوي: بسبب امريكا ، لا سلام في بلادي
- الملكيات العربية لا يطالها الخراب!!


المزيد.....




- الأمن الروسي يعلن اعتقال منفذ عملية اغتيال كيريلوف
- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدي حاتم السامرائي - الخطاب الطائفي لدي المثقف العراقي (النص الغائب)