أيمن الدقر
الحوار المتمدن-العدد: 1167 - 2005 / 4 / 14 - 10:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
عندما تجلس إلى بعض ممثلي الشعب، وأقصد بعض السادة أعضاء مجلس الشعب، تكتشف ما لا يمكن أن يُصدَّق.. ففي جلسة ودية مع أحد الأعضاء تطرق الحديث إلى تصريحات أعضاء البرلمان اللبناني، وعندما سأل أحد الحاضرين عضو المجلس: (لماذا لا تظهرون على شاشتنا الوطنية، وتتحدثون إلى الشعب السوري عما تفعلون في المجلس، وعما تقرّونه من قوانين وتشريعات كي يبقى المواطن السوري على اتصال، حتى وإن عبر الشاشة مع الذين اختارهم ممثلين له ومدافعين عن حقوقه وحامين لمكاسبه، كما يفعل كل نواب العالم؟) كان رد عضو المجلس السوري بأنه (لا يعرف لماذا!) وأضاف السائل: (هل تعلم أن الشعب السوري يعرف أسماء ومعلومات عن أعضاء المجلس النيابي اللبناني مثلاً أكثر مما يعرف من أسماء ومعلومات عن عضو مجلس الشعب السوري)؟.. فأجاب عضو المجلس (نعم) وأضاف: (نحن في المجلس نعرف أعضاء المجلس النيابي اللبناني أكثر مما نعرف بعضنا كأعضاء في مجلس الشعب).
لكن من أغرب الأشياء التي علمناها في جلستنا هذه، تلك التي تتعلق بأن السادة أعضاء مجلس الشعب قد صوتوا في جلستهم الأخيرة على قرار بالموافقة بأن تكون مدة المداخلة لممثل الشعب (دقيقة ونصف فقط!) وإذا تجاوز العضو هذه المدة المحددة لفت السيد رئيس المجلس أو من ينوب عنه نظره إلى أنه قد تجاوز هذه المدة، وأصبح مخالفاً للنظام، إذ إن موافقة أعضاء المجلس على تحديد مدة الكلام تصبح نظاماً ساري المفعول إلى أن يتخذ قراراً بالموافقة على عكسه أو تغيير الزمن المسموح به..
وهنا لنا أن نسأل السادة أعضاء المجلس: ما هي القضية (الحساسة أو غير الحساسة) أو القضية (الهامة أو غير الهامة) التي يمكن شرحها أو التحدث عنها خلال (دقيقة ونصف!)؟ وأن تكون مقنعة في نفس الوقت!!
أحد (أعضاء المجلس) قال: إن معظم أعضاء مجلس الشعب يغادرون القاعة بعد أن تنتصف الجلسةبسبب مللهم!!.
وآخر قال: وما الفائدة سواء تحدثت (دقيقة ونصف أو ساعة ونصف) إذ لا حياة لمن تنادي..
وبرر آخر: (إن أغلب السادة الأعضاء يتذمرون من مداخلات زملائهم في حال طالت إذ لديهم أعمال اخرى وعليهم إنهاء الجلسة) وأضاف: (لو طلب الجميع إجراء مداخلات في الجلسة لاحتاج الأمر إلى ساعات).
ونحن بدورنا نسأل (ماذا لو استغرق الأمر ساعات؟!.. ألا يستحق الشعب ساعات من النقاش لحل مشكلاته؟) يبدو أن بعض أعضاء المجلس الذين صوتوا (لدقيقة ونصف) وجدوا (هذه المدة كافية) كونهم قد تفوقوا على ذواتهم.. أو أنهم يرون تمثيل الشعب قد أصبح عملاً ثانوياً!؟..
#أيمن_الدقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟