محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 1167 - 2005 / 4 / 14 - 10:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو أن صناعة القرار السوري ملف جاهز يقدمه الحرس القديم إلى الرئيس بشار الأسد، فيقرأه برويّة، ويدرسه على مهل، ولكن في النهاية لابد أن يوقّع عليه، فــ ( أعمام ) السيد الرئيس لا يزالون يسيطرون على أبواب ونوافذ القصر.
إعلاميا وثقافيا وفكريا فإن الصلة بين الرئيس الشاب والعالم الخارجي من أصدقاء سوريا وعشاقها مفقودة تماما، ولو حاولت مخلصا ايصال نصيحة أو تحليل منطقي لتسلسل الأحداث أو شرح مفصل لاستمرار انتهاكات حقوق الانسان أو وصف تفصيلي ليوم في حياة معتقل سوري تحت حذاء رجل أمن من الاستخبارات أو أجهزة القمع، فإن رسالتك لن تصل إلى الرئيس حتى لو حملها هدهد سليمان ووقف غير بعيد، وقال له أحطت بما لم تحط به، وجئتك بنبأ عظيم!
ماذا لو كان القرار السوري تحت قبة البرلمان، وفي ندوات وبيانات ومقالات وتحليلات ومعاهد استراتيجية تستشرف الحدث، وتقرأ المستقبل قبل أن يفهم هامشا فيه جنرال كبير يظن أن النياشين التي تثقل كتفيه تفكر بدلا منه؟
ألم يكن في سوريا كلها رجل حكيم واحد يهمس في أذن الرئيس بأن مهانة السوري تقترب بعد ثلاثين عاما من التواجد ( الأخوي ) في لبنان؟
لماذا انتظر الرئيس بشار الأسد حتى يزأر سيد البيت الأبيض، وتلوح كوندي بقبضتها السمراء، ويقرأ الكونجرس تقارير عن سوريا كتبها عاشقو الحروب وفيها رائحة تجار الأسلحة تخرج من بين نجمة سداسية؟
كان الحل ولا يزال جاهزا وفيه تتلخص كرامة الوطن، واستقلال قلب العروبة، واعادة شرعية الرئيس بمحبة شعبه وليس بقرار قدورة في خفض سن الزعيم الوارث!
كان الرئيس بشار الأسد يستطيع أن يفرج عن كل المعتقلين، ويأمر بوقف انتهاك كرامة المواطن، وينهي دولة الاستخبارات التي تفتش في صدور السوريين عن ذرة كراهية للظلم فتلقي بصاحبها في غيابات الجب. وكان يستطيع أن يقرأ النية الأمريكية، وارهاصات الوضع اللبناني، والتحالف الأمريكي الفرنسي مع نصف اللبنانيين لاخراج الدبابات السورية قبل أن تبدأ المرحلة الأولى من تطويع آيات قم وجنرالات الشام وعمامة نصر الله لصالح قلنسوة شارون.
ولكن سيد القصر في دمشق لم يفهم العالم الجديد بعد، ولو أراد انقاذ وطنه فليس أمامه إلا مخرج واحد وهو تحرير شعبه من الخوف والذل وسطوة الأمن، وترك السوريين يحافظون على استقلال وطنهم بعيدا عن عيون أجهزة القمع والقهر والاذلال.خروج السوريين بهذه الطريقة المذلة جريمة لم يحاسب أحد مرتكبها بعد!
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟