أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد ديمال - الديمقراطية ناظم أساسي لمسارب الثقافة














المزيد.....

الديمقراطية ناظم أساسي لمسارب الثقافة


خالد ديمال

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 17:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يقتضي الراهن الثقافي البحث في إشكال الخطاب الثقافي، وبموازاته مشروع المجتمع الديمقراطي باعتباره مرتبطا بموضوع الحداثة. هذه العلاقة في حد ذاتها تحتمل منحيين، المنحى السالب، بمعنى (الخطاب الثقافي السائد)، والآخر الإيجابي (الذي يهنا في مستوى التحليل)، وهو الجانب الذي يجعل المثقف، ومن موقعه، معنيا بالإنخراط في إنتاج الخطاب الثقافي المغاير، رغم ما يضعه هذا الموقف من ضبابية تشوب علاقة الثقافة بالسياسة.
إن وجود علاقة إيجابية يرتبط فيها الخطاب بمشروع المجتمع الديمقراطي يكشف وجود أنماط سياسية ترسخ الثابت كحركة سكونية اعتمادية (جامدة).
إذن، هي وظيفة صراعية ما دام النقيض / السائد يبحث عن التوطد الهيمني بوجود ينافي المنطق الإنساني في شموله، فما دام الخطاب الثقافي المغاير / البديل يحمل بذرة الإيجاب، فهو محمول نقدي في محتواه بحسب الوظيفة الصراعية التي يتضمنها. بل أكثر من ذلك أن هذا الخطاب الثقافي صدامي بطبعه لأنه يدخل في مواجهة مع أنماط التفكير السائدة، لكن إذا لم تتوفر له شروط الإنتشار، فإنه يتقزم، ويتحول إلى خطاب نخبوي ملتف حول نفسه أكثر منه خطابا جماهيريا. كما أن من ميزاته أنه خطاب فكري / فلسفي يبشر بالمجتمع الديمقراطي ويدعو له، وفي نفس الوقت ينظر له في صور مختلفة، وبلغة تأصيلية في غالب الأحيان.

الحداثة قوة عقلية منتجة

الحداثة تقتضي نقد التراث، كأداة إستراتيجية تتيح استيعاب روح العصر، بنسبية متفائلة ناظرة نحو التقدم بعيون مفتوحة، من خلال ممارسة التأثير الإيجابي على الحاضر، وفيه أيضا، بمعنى إعمال المنطق العقلاني المحض. لكن هذا لا ينعي القطع النهائي مع التراث، بل بتواصل نقدي يمكن من فهم الذات لتجاوز عوائقها الداخلية، والهدف هو القطع مع التخلف بعد استيعاب نواقصه.
للمثقف الحداثي دور أساسي، كمساهم في تطوير الثقافة، وتقويم أسس الإنطلاق فيها، لكن بعقلية الناقد، لا عقلية المحقق، كما هو حال المثقف التقليدي، بمعنى تحول المثقف إلى دور الوسيط من خلال ابتكار صيغ عقلية جديدة تفتح أبواب التواصل، وبالتالي التقدم. وهذه المماثلة التوسطية هي التي تسهم في خلق مجتمع مدني قوي. لذلك، فالدور الحقيقي المنوط بالمثقف هو خلق الأفكار الجديدة وابتكارها، وهي الميزة الوحيدة التي باستطاعتها توليد مساحات جديدة تنصهر فيها علاقات الناس، وتستنير العقول، وهنا تتجسد استقلالية المثقف، بما ينافي امتلاك الحقيقة المطلقة، لأن هذا الإدعاء ينفي عن المثقف صفة المرشد الموثوق باستنارات كشوفه العقلية إلى مجرد موال سيء يناشد السلطة، ويدعو للإستبداد ويمجده، بخلاف المثقف المنتج للأفكار –أي المفكر والفيلسوف- الذي يسترشد السياسي بفكره. وهذا يعني كيفية التعاطي مع الظواهر المستجدة في البنية الإجتماعية. لذلك، فجانب الكشف والخلق هو المنطق الواجب تبنيه لتسهيل الإنخراط في مستجدات الواقع.
ما يهمنا في موضوع الثقافة هي الأسئلة ببعدها العميق أكثر من النتائج، فما دامت الثقافة حركة مشخصة، ومعطى بديهيا، وفي غالب الأحيان إجابة افتراضية داخلة في إعادة إنتاج التركيبة الذهنية / الإجتماعية، فإن التعريج على ماهية الثقافة ينتهي بالبحث في الأهداف، كمستوى نظري حاضر بكثافة بما هو مجال لسد الحاجة الفكرية، وبالضبط فيما يتعلق بالتكوين، كفعل ضروري يسعى إلى التكامل في نسق معين، مستعد لقبول قوانين مغايرة، وكمسعى أنطولوجي تتفجر فيه حقيقة الثقافة باعتبارها سياقا فلسفيا فاصلا في التناقض، ليس بناء على حكم قيمة مطلق، ولكن بتفكير منطقي ممنهج ونسبي أيضا.

الثقافة عملية بناء منتظم

المقاربة الثقافية روزنامة مركبة تشمل المعرفة بسماتها المتنوعة، كملامح اجتماعية، راسمة للذاكرة، وبآليات ضبط معينة. وهو تخريج تترتب عنه استساغة كون الثقافة نظرية محكمة بتبعات اجتماعية. وبصيغة حصرية أكثر، الثقافة استغراق تأليفي نظري هدفه التنظيم، وبأسس منهجة، مقرونة بالتكوين، توضح حقيقة الثقافة كتحديد متخم بالتشيع الفكري (في تشكيلة اجتماعية معينة)، وهو أساس التملك المعرفي، في الماهية الثقافية كجوهر.
إذن، محمول الثقافة وظيفي بالأساس، لأنه يمس متحددا اجتماعيا (الإنسان)، ورفع الإلتباس هنا يعني تفكيك المداهمات الفكرية التي لا تخلو منها الثقافة، وهو ما يفيد عمليا، تطويع مفهوم الثقافة كشرط إجتماعي مفهومي، بصيغة النهوض على أسس سيرورية مناوءة للقبول بالأمر الواقع. هذه المناوئة لا تعني التطاول، ولكن الطبيعة الصراعية للثقافة هي التي تعبر، وبطريقة دينامية، عن مطلب التجاوز.



#خالد_ديمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيدوفيليا: عندما يندغم الجنس بالإستغلال..
- القانون فكرة متعالقة بحتمية الإنصاف ومتطلبات الوجود الإجتماع ...
- ماذا بعد مدونة الأسرة الجديدة؟..
- التغيير وإشكال الهوية
- هاجس التغيير..جدلية الثقافة والسياسة.. أية علاقة؟ !..
- ندوة - مجتمع المعرفة وتحديات الحداثة والتنمية-
- الإنتخابات الجماعية بالمغرب: هل تحولت إلى أداة لقياس نبض الش ...
- في حوار مع عبد الجليل العروسي، ممثل منظمة أوكسفام أنترناسيون ...
- الإعلام وسؤال التنوير..بين التحرر الدينامي ووصاية السلطة.
- القراءة فعل نفسي مرهون بمخاضات الشفهي والمكتوب في المتواصل ا ...
- الحداثة بين التحول الدينامي وغموض المفهوم.
- الممكن والمستحيل في المسألة الديمقراطية.
- سمات الوضع الراهن بالمغرب
- العمل الجمعوي بالمغرب: من سلطة الرمزي إلى التنموي.
- هزيمة 1967، الأسباب والنتائج..(1)
- هل حقق الإحتجاج مكاسب لنساء المغرب؟
- الحركة الإحتجاجية النسائية: من سؤال المساواة، إلى تأثيت المش ...
- ستون أسرة تعيش بين مجاري الوادي الحار في حي صفيحي بطنجة
- الدولة المغربية تفتح باب الحوار مع رموز السلفية الجهادية.
- مدن من دون صفيح شعار لم يتحقق بعد بالعرائش بسبب اختلالات الت ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد ديمال - الديمقراطية ناظم أساسي لمسارب الثقافة