ألبنية ألخفية للأرهاب في ألعراق

كامل عبد ألرحيم ألسعداوي

الحوار المتمدن-العدد: 4062 - 2013 / 4 / 14 - 15:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

يبدو ألأرهاب في ألعراق وقد تحول ألى شبح خفي ،قادر على ألوصول ألى كل ألأماكن وضرب أهدافه أينما كانت وفي أي وقت يشاء وهو حاله حال مافيات ألفساد غير قابل للرصد أو أمساك بداياته ناهيك عن مآلاته ،وسيكون لنا للفساد وقفة في وقت آخر ،وسأدخل في الموضوع مباشرة فألأرهاب أصبح هيكلا عملاقا ومستقلا عن ألدولة وأجهزتها ألأمنية وكذلك ألأحزاب ألنافذة وألحاكمة بل وحتى هو منفصل عن ألمنظمات ألأرهابية مثل ألقاعدة وألبعث وألمليشيات ألشيعية والسنية ،فهو يعمل وفقا لأجندة نفعية تعتمد ( ألتخادم ) أي ألقيام بعمل ما لقاء أجر بغض ألنظر عن ألطبيعة ألسياسية لهذا ألعمل وهذه ألمنظومة قادرة على ألوصول لكل ألأهداف بأستثناء مجموعة من ألأشخاص تم ألأتفاق على أهميتها وأبعادها عن تقاطعات منظومة ألأرهاب وهي لاتتجاوز (دزينة ) من ألشخصيات قابلة للتغيير ،وهؤلاء من يقوم بحمايتهم ألأستخبارات ألأمريكية وبرعاية من (أطلاعات ) ألأيرانية ، وحينما يقال أن ألأجهزة ألأمنية مخترقة فهذا صحيح ولكنه غير كاف فعلينا تحديد نوع ألأختراق وماهيته وكيفيته ،وهنا سننتقل ألى مركز موضوعنا ،فالجسم ألحقيقي للأرهاب أي يده ألضاربة وألخفية وألتي تتجول بيننا معتمرة طاقية ألأخفاء ،هو منظومة سائقي وحمايات ألمسؤولين ألكبار من وزراء وأعضاء مجلس نواب ووكلاء وزراء ومدراء عامين وقادة أمنيين وعسكريين ،وهؤلاء يعدون بعشرات ألآلاف وربما يتعدون ألمائة ألف ورواتبهم تتجاوز ألملياري دولار سنويا وهم شكلوا شبكة فيما بينهم تتجاوز ألسقف ألسياسي لمسؤوليهم وهم يتبادلون ( ألخدمات ) فيما بينهم بغض ألنظر عن ولاءهم لهؤلاء ألمسؤولين بل وحتى عن علمهم ،وهم وبسبب (جسمهم )ألمتضخم وجذورهم ألمتنوعة يمتلكون خيوطا دقيقة تربطهم بكل ألمنظمات ألأرهابية وألمليشيات وألسياسيين ألمتخاصمين وألمرشحين ألمتنازعين ،وسنورد مثلا لتوضيح ألفكرة ، فعملية تفجير مجلس ألنواب ،بعيدا عن ألذي نفذها ومن تستهدف فأن من أوصل ألعبوات ألمتفجرة ألى داخل مجلس ألنواب وقلب ألمنطقة ألخضراء هم أثنان من سائقي ألنائب جعفر ألموسوي ألذي كان ينتمي حينها الى كتلة ألفضيلة ،دون علمه طبعا ودون علمهم أيضا من هو ألهدف ألمقصود من هذه ألعبوات ولقاء مبلغ لايتجاوز مئات معدودة من ألدولارات وبسبب عدم نجاح ألعملية ، أي تحقيق هدفها فعلا فلقد تم تصفية ألسائقين في نفس أليوم قرب معرض بغداد ألدولي ، مانعنيه أن هؤلاء يشكلون شبكة عابرة للولاءات ألسياسية وألطائفية وتعتمد ألتنفيذ مقابل ألأجر بعيدا عن اي أجندة سياسية وهم يشكلون دائرة علاقات أصبحت أقوى من مسؤوليهم بل هي ألأقوى في ألدولة وخارجها ولكي يتم تنظيم عمل هذه ألشبكة فلقد تنامت شبكة أخرى محدودة من ألسماسرة (ومكاتب ألوسطاء ) تدير وتنظم علاقات وعمل ألشبكة مع ألمنظمات ألأرهابية وألنافذين ألسياسيين وأصحاب ألمصالح ألمتعارضة وهذا يعني أن البعث مثلا لايحتاج سوى تحديد ألهدف واحضار ألعبوة ألمتفجرة ودفع ألثمن وألقاعدة أيضا فهي أبتعدت بمحميات نائية وهي تكتفي بتهيئة ألأنتحاريين وتحديد ألأهداف أما ألتفخيخ ، أيضا هناك مختصون (مهنيون ) يقومون بهذا ألدور لقاء أجر وبقية ألأمر تقوم به ألشبكة ألمذكورة . وعود ألى بدء فأن ألأرهاب شأنه شأن ألفساد ينمو بشكل سرطاني وهويبدو عشوائي ألأنتشار لكنه في ألحقيقة هوألعمودألفقري لماهية نظام (مابعد 2003 ) وألقائم على مايسمى ب (ألزبائنية ألسياسية ) وهو ألخلطة ألمثالية ألناجعة لديمومة ألمصالح ألأمبريالية في ألخراب ألعراقي ،فالفساد وألأرهاب وألأمتيازات ألهائلة للنخب ألسياسية زائدا أبدال أمراء ألطوائف ومحاربي ألقوميات بالسياسيين ألوطنيين وأعتماد دستور هو في ألحقيقة حقل ألغام لانهائي ألتفجر، كل ذلك هو من صميم هذا ألنظام .
ورغم قناعتنا بأن ألأرهاب لن ينتهي بحلول ترقيعية وأنما بتغيير جذري للنظام ألقائم فنحن نقترح حلا ربما يكون مفيدا ،وهو يتمثل بسحب كل ألسيطرات من شوارع ألمدن ألعراقية وسحب مسؤولية ألدفاع وألداخلية عن أدارتها وأستحداث جهاز ( أعلوي ) يرتبط مباشرة بالقائد ألعام للقوات ألمسلحة و من خلاله ببقيةألقوات ألمسلحة ويتقاطع بقاعدة بياناته ومعلوماته عبر مكتب ألقائد ألعام مع بقية ألأجهزة ألأستخبارية ،على أن تكون ( ألأعلوية )له تحديدا ويقوم هذا ألجهاز وألذي يمتلك زيا خاصا ومميزا ومركبات ومعدات مختلفة بنصب سيطرات رئيسية على بوابات ألمدن ألخارجية مزودة بالكاميرات وأجهزة ألرصد وألكشف ألمتطورة وكذلك نشر سيطرات أخرى محدودة ثابتة ومتحركة فهي مثلا لايجب أن تتجاوز في بغداد أكثر من ثلاثين سيطرة ،فاذا ماحصن هذا ألجهاز نفسه عبر أختيار عناصره أحترافيا ومن خريجي ألجامعات ألشباب تحديدا وتدريبهم وتشربهم بمفاهيم أحترام حقوق ألأنسان وألحقوق ألمدنية للمواطن ومفاهيم ألمساواة بين ألرجل وألمرأة وحماية ألطفولة وتبجيل كبار ألسن ،كل ذلك سيحد حتما من ألشبكة ألأرهابية ألتي تسري مثل مرض قاتل في شرايين ألوطن .

#كامل_عبد_ألرحيم_ألسعداوي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات