نوري حمدون
الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 17:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
= يقدر أطلس أوف جلوبال كريستيانيتي Atlas of Global Christianity معتنقي الأديان في العالم الآن بنحو 88.7 % من سكان العالم. وبحسب تقديره أن معتنقي المسيحية زادوا خلال المائة سنة الماضية من 612 مليون نسمة إلى 2.29 مليار نسمة (كاثوليك وبروتستانت وأرثوذكس وغيرهم)، كما زاد عدد المسلمين في تلك الفترة أيضا من 221 مليون نسمة إلى 1.55 مليار نسمة. ويعطي الأطلس المذكور ترتيب العشرة أديان الأولى في العالم كالآتي :
الديانة عدد أتباع الديانة بالتقريب
مسيحيون 2,280,454,000 2 مليار و ربع
مسلمون 1,549,444,000 1 مليار و نصف
هندوس 948,507,000 1 مليار
بوذيون 468,536,000 نصف مليار
صينيون 458,316,000 نصف مليار
روحانيون 261,429,000 ربع مليار
أديان حديثة 64,442,000 1/20 مليار
السيخ 24,591,000 1/40 مليار
يهود 14,641,000 1/10 مليار
أديان طبيعية 13,978,000 1/10 مليار
10 تصنيفات 6,084,338,000
يشكلون 88.7% من السكان
وصل تعداد سكان العالم نهاية 2009 إلى نحو 6.9 مليار نسمة، بينما يقدر تعداد سكان العالم الآن بنحو 7087612800 نسمة (حوالى 7.088 مليار.)
تشغل قارة آسيا أكثر من 60% من عدد سكان العالم بتعداد يبلغ 4 مليارات و 342 مليون نسمة, حيث تشكل الصين والهند معاً لوحدهما حوالي 40% من عدد سكان العالم. تأتي بعدها قارة أفريقيا بتعداد يبلغ مليار نسمة, مشكلة بذلك 15% من عدد سكان العالم. وتمثل قارة أوروبا التي يقطنها 733 مليون نسمة حوالي 11% من تعداد السكان حول العالم. بينما تعتبر أمريكا الشمالية موطن 352 مليون نسمة(5%), وتشغل أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ما يمثل 589 مليون نسمة (9%), ويبلغ عدد السكان في أوقيانوسيا 35 مليون نسمة مشكلين بذلك أقل من 1% من تعداد سكان العالم.
= ظهر وسط هذا العالم ما يسمى بالإسلام التراثي و هو الإسلام الذي يتجاوز النصوص الرئيسة للإسلام الموجودة في القرآن و الحديث المتواتر ليضم اليها النصوص الظنية من القرآن و الحديث و كافة إجتهادات السلف الصالح الى جانب إجتهادات علماء الأمة اليوم . و الإسلام التراثي هو أيضا الذي يعتمد التكفير و الإكراه منهجا في الدعوة و التبليغ مما يجعله في حالة صدام حاد مع مفاهيم الديمقراطية و حقوق الإنسان و بالتالي المجتمع الدولي ظنا منه أن الإسلام الحقيقي لا يعرف هذه المفاهيم . كما أن الإسلام التراثي لديه برنامج أساسي هو السيطرة على الحكومات بكافة السبل و ذلك ليتمكن من فرض رؤيته على الناس و العالم الذي ستتم إدارته حينئذ عبر حكومة عالمية جديدة إسمها الخلافة تصنف السكان الى صنفين لا ثالث لهما : مسلم و كافر . و في النهاية لا توهب الحياة إلا للمسلم منهما فقط . المسلمون في العالم هم إحدى الأقليات حيث يشكلون أقل من خمس سكان العالم على أحسن تقدير . و أما أصحاب الإسلام التراثي فهم أقلية داخل الأقلية .
= نحن نعتقد أن أحلام ما نسميه الإسلام التراثي أحلام غير واقعية و مصادمة ليس فقط للحاضر الذي نعيشه و إنما أيضا للمستقبل الذي بدأ يتشكل . و إذا قدر للدول المستبدة و الأمبراطوريات القابضة أن تظهر في الماضي البعيد و القريب و تتمدد و تكتسح حتى تغطي جزءا كبيرا من الكرة الأرضية كما حدث مع دول الإستعمار العربي و الإنجليزي على سبيل المثال فإن عالم اليوم بات على مرمى حجر من إيجاد الحكومة الكونية التي تحتكم الى مبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان في معاملاتها . و لم يعد هناك مكان للتكفير و الإكراه التي و هما إثنان من أسوأ أسلحة الدمار الشامل في إمبراطوريات الماضي الأليم .
= الحكومة الكونية تتبلور منذ أواسط القرن الماضي لحظة أن بدأت في إصدار الوثائق و الإتفاقات الدولية التي ستشكل في نهاية المطاف الدستور العالمي الذي سيحدد معالم السلوك البشري و الدولي المستقبلي و الذي يتنافر في معظم جزئياته مع الإسلام التراثي كما يبشر به السلفيون حيث السيادة في الإسلام التراثي للأقلية الإسلامية بينما الآخرون إما مقتولون أو مسترقون أو دافعون للجزية . الحكومة الكونية لها وثائق و إتفاقات و لها دستور و قوانين و لوائح . و للحكومة الكونية أيضا قضاء و محاكم و شرطة و جيش . و للحكومة الكونية وزارات تنفذ و تتابع عبر لجان و منظمات و هيئات دولية . و أهم ما في الموضوع أن الحكومة الكونية تستمد سلطتها من الشعب القادر على ممارسة الديمقراطية و المكفولة له كل حقوق الإنسان . إن أكبر أهداف هذه الحكومة هو ضمان عدم عودة الإستبداد و الظلم خصوصا ما كان منها بإسم الدين .
= ففي عالم كهذا المطلوب من الجميع أفرادا و حكومات التعايش السلمي و الإعتراف بالآخر المختلف لأنهما أساس الحياة في عالم المستقبل الذي يشكل فيه المسلمون كما قلنا واحدة من الأقليات بعدد 1.5 مليار فقط ,, بينما يشكل الآخرون عدد 5.5 مليار إنسان لا يعتنق أيا منهم الإسلام و لا يرغب في أن يفعل ذلك أيضا . و إذا كان ثمة من يستطيع أن يفرض دينه على الناس بالإكراه فإن النصر هنا لا شك من نصيب الصين و الهند اللتان وحدهما تشكلان أكثر من 40% من سكان العالم و من أديانه معا كما أن أكثر أهلهما من اللادينيين . و كان الأجدر بالأقلية المسلمة في ظل هذه الحقائق أن تكون الأحرص على التعايش السلمي لو لا تسلط الجماعات المتطرفة .
= و نحن نعتقد أن هناك فرقا كبيرا بين الدين و السياسة . و على هذا الأساس سيظل الدين الإسلامي الحقيقي حيا في النفوس لا تعكر صفوه إلا أحلام بعض الجماعات بالسيطرة على العالم عبر التكفير أو الإكراه أو الإثنين معا . تعتمد تلك الجماعات في إزكاء شعلة ذلك الحلم على الحديث عن نظام الخلافة . الأمر الذي يزيد من نفور أكثرية المسلمين منها لأنهم يعلمون تماما أن الخلافة لا تعني شيئا سوي الإستبداد و الأستعمار و الظلم و المجون بإسم القبلية حينا و العنصرية حينا آخر و بإسم الدين معظم الأحيان .
= لو كان الإسلام تواقا لسفك الدماء و تكفير الناس و إكراه المختلفين لما قال )) :لكم دينكم و لي دين )) . و في تقديرنا أن حروب الرسول (ص) كانت لأجل إرساء مبدأ حرية التدين الذي ضن به المشركون على الرسول (ص) في مكة و ذهبوا ضده حد تهجيره (ص) و أصحابه قسرا الى يثرب و الحبشة . و كما ذكرنا مرارا في مساحات سابقة أن الحرب الوحيدة الجديرة بالدعم و المساندة هي الحرب من أجل إرساء دعائم الديمقراطية و حقوق الإنسان . فما أن تحقق هذا الأمر للرسول (ص) و صحابته الكرام بفتح مكة حتى حطم الرسول (ص) قيود التكفير و الإكراه و الى الأبد عندما أصدر الإعلان النبوي الكريم بأن (( إذهبوا فأنتم الطلقاء )) .. أي أحرارا بالإسلام و بحقوق الإنسان من غير تكفير أو إكراه .
#نوري_حمدون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟