أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني














المزيد.....


مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4061 - 2013 / 4 / 13 - 15:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني
جعفر المظفر
كان عنوان مقالتي ما قبل الأخيرة مثيرا, وها أنا أكرره, إذ كيف يمكن أن يكون ( رجل الدين.. علمانيا ), وخاصة في هذه المرحلة التي صار فيها الصراع حديا بين الدين والعلمانية.. !. ورغم إنني لم أترك جملة رجل الدين سائبة وقلت ( رجل الدين الصحيح.. علماني) فإن بعض الأخوة حسبوا الأمر وكأنه مجرد فذلكة وزروقة كلمات, وكان هناك من إعتبر العنوان محاولة لجذب القارئ إعتمادا على الإثارة التي تجمع بين الأضداد.
ولعلي لا أنكر مطلقا تركيزي على جانب الإثارة في العنوان, لكني أؤكد إن ذلك قد جاء من أجل إثارة الحوار حول واحدة من أهم المواضيع التي تعترك في ساحاتنا الوطنية, وخاصة بعد أن تهيأ للإسلام السياسي أن يصعد إلى دفة الحكم مع ميله لإصدار أحكام على العلمانيين كونهم ملحدين. ولذا وجدت من المهم أن أبدأ من خلال إعطاء إهتمام بحقيقة, أن العلمانية "السياسية وليس العلمية الشاملة" هي منهج لا علاقة له بالإلحاد على أي مستوى لأنه ذا علاقة فقط بالمناهج السياسية لبناء وإدارة الدولة.
ولقد وجدت, من خلال متابعتي لموضوع العلمانية, أن هناك خطر يواجه العلمانيين ربما هو أشد من ذلك الذي يؤسس له الإسلام السياسي, وهو هنا قد يتجلى بصورتين, الأولى أن كثيرا من الناس بدأت تصدق إعلام الدين السياسي القائل أن العلمانية هي منهج إلحادي غير منتبه لحقيقة أن العلمانية نوعان, سياسي جزئي وعلمي كلي, وإن السياسي الجزئي لا علاقة له بالإلحاد أوالتدين, بل يترك ذلك للفرد حق ما يقرره مع نفسه بنفسه, أما العلمانية هنا فكل مسعاها هنا هو فصل الدين عن الدولة.
وبلا شك فإن تهمة رجال الدين لم تنشأ من فراغ وإنما هي إعتمدت على ما طرحته النظريات المادية ومنها الماركسية كجزء من نظرتها الشاملة لتفسير الكون عبر مناهج فلسفية وعلمية بحثت في قضية الخلق وطبيعة الأشياء وحركيتها.
أما الخطر أو الإشكال الثاني فهو ذلك الذي يتجلى في نظرة العلمانيين السياسيين إلى رجال الدين وإعتبارهم جميعا رجال غير علمانيين حتى ولو بالمعنى السياسي ويقفون ضد العلمانية إلى حد التكفير. وبتفكير كهذا فإن العلمانيين يقومون بأنفسهم بتسليم جميع رجال الدين إلى تيار الإسلام السياسي المعادي للعلمانية. وهذا بلا شك هو خطأ كبيرقد آن للعلمانيين السياسيين أن يتداركوه.
وكما أعتقد فإن هذا النوع من رجال الدين الذي أقصده بات يتردد لسببين عن إعلان موقفه المساند "للعلمانية السياسية" , السبب الأول ظنه فعلا أن العلمانية بشكل عام هي ملحدة دون أن يميز ما بين نوعها السياسي ونوعها المادي العلمي, وأما السبب الثاني فهو خوفه من التيار الإسلامي السياسي والمدعوم بالكثير من رجال الدين الذي بات بإمكانه أن يشكل خطرا على حياتهم, أو فلنقل مصدر إزعاج لهم.
وأجد أن الوقت قد تغير فعليا, وبإتجاه هو الآن من صالح العلمانيين السياسيين أنفسهم, ففي السابق كان فشل الأنظمة المحسوبة على العلمانية السياسية قد وفر للإسلام السياسي مساحة واسعة للتحرك المضاد, أما الآن وبعد صعود التيارات الإسلامية إلى سدة الحكم في كل من العراق والسودان ومصر وتونس وليبيا وفي سوريا المهددة أيضا من هذا الصعود, فقد تبين عمليا أن الإسلام السياسي هو الذي يتسبب على مستويات خطيرة بأذى مباشر للدين بسبب الكم الهائل من الفساد (العراق مثلا) أو بسبب ما ما يفرزه فقهيا من أخطار تتهدد كيان الدولة الوطنية ووحدة مجتمعاتها القائمة أصلا على تعدد الأديان والمذاهب (مصر, العراق, السودان.. وهذا الأخير قد تجزء بالفعل تأسيسا على ثنائية المذهب التي حولها الإسلام السياسي من ظاهرة طبيعية إلى إشكالية حقيقية تبحث عن الحلول الجذرية, وليس هناك موانع تقف ضد إعادة إنتاج السيناريو السوداني على الأرض المصرية بفعل ثنائية الدين, أو على الأرض العراقية بفعل ثنائية المذهب).
فإذا أضيف إلى كل ذلك مستويات التخريب التي أحدثتها التيارات التكفيرية والإرهابية للإسلام نفسه, وهي تيارات نشأت حقيقة من الفكر السياسي للحركات الإسلامية, كالإخوان المسلمين, ثم تطرفت بإتجاهات أكثر حدة في مواقها التكفيرية والإرهابية ضد المجتمع, أو قد تكون قد تأسست من ناحية فكرية على الحركة الوهابية المتطرفة المواقف والأحكام ضد المذاهب الإسلامية الأخرى.
إن إعادة ترتيب الساحة السياسية والفكرية بعد الفترة القصيرة لصعود الإسلام السياسي في العراق, والأقصر منها على الصعيد المصري, أو الأطول منها على الصعيد الإيراني, أو تلك التي تتهدد الثورة السورية ومستقبل سوريا برمته, دولة ومجتمع, قد جعلت كلا الطرفين, العلماني والديني, يعيدان ترتيب أفكارهما من مناهج بعضهما البعض, فيهرع العلماني إلى إعادة الثقة بمنهجه, ويهرع (رجل الدين الصحيح) إلى البحث عن الحلول التي تنقذ الدين نفسه من فساد وتخلف وجاهلية وتطرف التيارات الدينية السياسية. ولن يكون عصيا على العلمانيين السياسيين إدراك حقيقة أن رجل الدين الصحيح, ومن ناحية البحث عن حلول لإنقاذ الدين من المأزق الذي وضعه فيه رجالاته السياسيين, قد بات الأقرب إليهم, لا بل وصار واحدا منهم بعد دعوته إلى فصل الدين عن السياسة



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مرة أخرى/ رجل الدين الصحيح .. علماني