أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟














المزيد.....

لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا لو كانت قذائف الهاون، وصواريخ الستينغر، ومضادات الطائرات، وأجهزة الاتصارلات الغربية والإسرائيلية، والرشاشات الخفيفة والثقيلة المتطورة، وقاذفات الآربي بي جي، والعبوات الناسفة، وسيارات الدفع الرباعي، و"الدوشكا"، وعشرات آلالف الإرهابيين يتسللون من دول الجوار "العربي" (رجاء ممنوع الضحك)، وتركيا الأردوغانية، ويقصفون البلدات الآمنة بالكيماوي كما حدث في خان العسل (للعلم رفضت أمريكا والدول الغربية إجراء تحقيق بالموضوع)، ويفتكون بالشعب السوري، ويدمرون البني التحتية، ويرتكبون المذابح الجماعية، بحق الأطفال والنساء، والشيوخ، وتختطف الشبان، وتمارس الفظائع، نقول ماذا لو كان هذا الأمر يحدث للكيان الصهيوني الغاصب العنصري؟ وما علينا إلا أن نتذكر كيف هب العالم/ هبة رجل واحد، من أجل "كم" هاون بدائي، سقط على سيديروت من غزة. هل كان العالم سيواجه ذاك Mini"الميني" إرهاب بذات الصمت الذي يواجه به اليوم، ما يجري في سوريا؟ وهل لو كانت الضحية، تحمل الجنسية الصهيونية، أو تلك ذات العيون الملونة والشعر الأصفر، وتحمل الجواز الإسرائيلي، فهل كان العالم الغربي، ولن نتكلم عن ما يسمى بالعالم العربي، المعروف بـ"رهافة" حسه، سيتقبل مناظر الموت، المؤلمة الآتية من سوريا؟ وهل كانت الدبلوماسية الغربية الشغوفة بالأزمات وحلها ودس الإنف فيها، بذات البطء، والتكاسل، والترقب، والتوقع، وهدر الوقت، بمؤتمرات (اقرأها مؤامرات، أيضاً) الأصدقاء من استانبول، وحتى الدوحة، مروراً بالرباط، وكل عواصم "الأشقاء"؟

فما يجري اليوم في سوريا، لننس همروجة الثورة، مؤقتاً، هي جرائم حرب، جرائم إبادة، وحروب تهجير، واعتداء مباشر على دولة ذات سيادة، ومستقلة، وبكل ما في الكلمة من معنى، وتحت العنوان واليافطة القذرة، والمستهجنة، المسماة بـ"الربيع العربي"، وثورات الشعوب، والذي تبين أنه لم يكن سوى تغييراً لأنظمة حكم وتنصيب شخصيات، ترعرعت في الغرب، وفي الدوائر "إياها"، ومن تيار عقائدي وسياسي بعينه، فوق رقبة هذه الشعوب، وما يحصل في سوريا لا يبتعد كثيراً عن هذا، وما تنصيب واختيار غسان هيتو، ومعاذ الخطيب، إلا توثيقاً لهذا الزعم والكلام، ولن يكون مصير سوريا، بهذه الحال، بأفضل من حال مصر "الثورة"، ومحمد مرسي، وتونس الغنوشي، وليبيا، عبد الجليل والمجلس الانتقالي، حيث تنتشر الفوضى، والخراب، والدمار، وتتحول هذه الدول، إلى دول فاشلة، مشتتة، متفسخة، مقطعة الأوصال، بمعية، وحكم "الثوار" الجدد، تتناهشها الخلافات والصراعات.

ويبدو أن رعاة الإرهاب الدولي الجدد، أعراباً، وعثمانيين، وأطلسيين، مع أبواقهم، وطباليهم، وزماريهم، الذين تناسلوا كالجراد، في مواقع النت والفضائيات، ومواقع التواصل الاجتماعي، والإمبراطوريات الإعلامية، إياها، لشيطنة سوريا، وتأثيمها، وتشريرها، لم يرتووا بعد من دماء السوريين الأبرياء، ولمـّا تكتحل مآقيهم بكل مشاهد الدمار والخراب، والفوضى، وتدمير ممتلكات الشعب السوري، وهي ليست، بحال، ممتلكات لأحد، أو لحزب، ولنظام، وتجويع وحصار الشعب السوري قاطبة، والقضاء على كل المكتسبات المعاشية والحياتية التي راكمها طيلة عقود، وهذا الدمار والخراب والفوضى والبؤس والمعاناة، لا يصب، البتة، وتحت أية ذريعة ومسوغ، في صالح أي شعب، أو هدف، وشعار، ولا تكسبه "الألوان" البراقة والزاهية والأوركسترالية الإعلامية الكربلائية أية مصداقية ومشروعية، مقارنة بما كان سائداً من أجواء، ومناخات حياتية، سابقة، يحلم السوريون بها، ويمنـّون النفس بالعودة لها. لا بل إن السؤال المطروح، وعلى مستويات متعددة،ما هي الغاية من هذا الثمن الباهظ والكلفة العالية التي يدفعها الوطن والشعب السوري، وهل سيحظى القادم المأمول، أبداً، ولا سمح الله، بأية مشروعية ومصداقية وقبول، على أنقاض هذا الركام والكابوس الرهيب ومن هو صاحب المصلحة الحقيقية من وراء كل ما يحصل، وأرجو ألا يقولن لنا أحد الشعب السوري؟

صمت العالم، بهذا الشكل المخزي والمهين والمعيب، وكل يتواطأ بهذا الصمت، ويعمل على قلب الحقائق، وتزويرها، هو بشكل أو بآخر، يدعم الإرهاب الدولي، ويبرر هذا الإجرام، ويساعد على غزو وتدمير دولة آمنة ذات سيادة، وقتل شعب آمن بريء، إرهاب لن ينجو منه أبداً من يهلل، ويزوق، ويروج لهذا الإرهاب والعدوان، تحت مزاعم سخيفة، وباطلة ومكشوفة كـ"الثورة"، والأكثر سخفاً، وتهتكاً، وابتذالاً كـ "الربيع العربي"، التي اكتوت شعوب المنطقة بـ"أزاهيره"، وووروده"، ورياحينه".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضحكوا: الثورة الأمريكية ضد بيونغ يانغ
- لماذا نخجل من ثقافتنا؟
- بيان هام من نبيل العربي: هذه هي قراراتنا
- سوريا: نعم إنها حرب كونية
- لكم أزلامكم ولي أزلام
- فرنسا وبريطانيا: الحج والناس راجعة
- مازوشية ثورية
- ماذا بعد الرقة؟
- بن أوباما: على عرش القاعدة
- لص حلب أردوغان أمام العدالة الدولية
- الجبناء
- مأساة رياض حجاب
- الخليج المنوي
- الصهاينة العرب وموت البعير
- المهلكة المنوية وعيد الحب الفالانتاين
- عبقرية السيدة كلينتون
- هل تورطت إسرائيل في الغارة على سوريا؟
- اضحكوا على جبهة النصرة وبرنامج ما يطلبه الجمهور
- خبر عاجل: مجلس الأمن يدعو لوقف البرنامج المنوي السعودي
- هل تمنح سوريا مقعداً دائماً بمجلس الأمن؟


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - لماذا يصمت العالم عن تدمير سوريا؟