أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجاهد عبدالمتعالي - عندما تضيع بوصلة القبيلة















المزيد.....

عندما تضيع بوصلة القبيلة


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 22:15
المحور: سيرة ذاتية
    


سأل أحمد أبو دهمان إحدى بطلات روايته (الحزام) عندما التقاها بعد فراق بضعة عقود: فقال لها: لم أنتِ هكذا؟ مستنكراً منظرها الجديد عليه! فقالت: تحضَّرنا يا أحمد. فسائل نفسه وسائلها: وهل التحضر يعني كل هذا السواد الذي أراه واقفاً أمامي!؟!!.
في أوائل الثمانينات الميلادية أخذنا صديق والدي ــ الذي يعمل معه في سلاح المشاة باللواء العشرون ــ من حي عكاظ بالمدينة العسكرية بتلك المنطقة البعيدة، في إجازة عجلى إلى منطقة عسير، وعند وصولنا إلى مطار أبها التقانا والدي رحمه الله، ومن هناك أخذنا إلى حورة قيس معقِل آل هازم برجال المع ـ كنت في السادسة من عمري ـ وكانت بالنسبة لي من أجمل الارتطامات النفسية، وصلت إلى ما لم أعرفه ولا يوجد له أي قاعدة بيانات في ذهني، وصلت إلى القبيلة/الناس، وإلى الريف/ المكان، ذهبنا إلى جدي شيبان صاحب الحلال إبلاً وغنماً وعرفت أنه الوحيد (إموبَّال) في الوادي/ وتعني أنه صاحب إبل. سألت أبي مستنكراً: جِمال في الجبال!! فقال: عندما كنت أكبر منك بقليل... حوالي الثالثة عشر من عمري كنا نشد الجمال الجبلية بالحمول إلى جيزان، فإذا وصلنا إلى هناك ارتبكت جمالنا في السير على الصبخ خشية الانزلاق، فنكمل المسير باستئجار جمال ساحلية، لا تربكها السباخ الملحية، والجمل الذي في الصحراء، إن جاء جبالنا هذه يا ولدي، ترى فرائصه ترتعد بلا حمل، خوفاً من الشاهق، فكيف بالحمول، ولهذا فلكل أرض جِمالها ورجالها.
أصابني ارتباك عندما زرنا أحد أصدقاء والدي من قبيلتنا، وكان معنا أمي وأختي وفاء وعائشة فقط أما أخي عبدالمتعال وأختى حنان فلم تنجبهما أمي بعد، وكنت برفقة اخوتي ماجد وعبدالغني، لا أذكر أين كان أخي الكبير حسن ـ أظنه كان في الأردن ـ المهم أن ارتباكي هو لدخولنا إلى منزل هذا الرجل النبيل واستقبال عائلته الكامل لنا رجالا ونساء، ما زلت أذكر الخالة وبناتها ــ أعتذر عن ذكر اسمائهن فقد تحضروا حضارة السواد في رواية أبو دهمان، وقد يغضبهن ذكر أسماءهن من باب التحضر!!! ــ المهم جلست أمي بعد أن تحمَّدت صديق والدي وكذلك فعلت زوجته وبناته مع والدي (وتحمدتهم: أي ذكرتهم مستفهمة عن حالهم بما يوجب الحمد والشكر لله على الحال الطيبة والنعمة الدائمة)، وهن ملتزمات بـ(الحجاب الفطري) مكشوفات الوجه غير منتقبات، على رؤوسهن شيال سود خفيفة، تحتها مناديل صفراء وبعضهن اكتفين بالمنديل الأصفر. مع ثوب عسيري ما بين أخضر وأحمر أو أسود مطرز.
لأول مرة أسمع إسم أمي، كان يسألها هذا الرجل النبيل عن حالها فيقول: كيف انتِ يا عبيده؟... ياااه اسم أمي عبيدة، كنت هناك في المدينة العسكرية البعيدة أعرف اسمها من نساء الجيران عند مناداتها بأم حسن، وإذا جاء والدي ناداها: بأم حسن، ولم يجر الفضول عندي آنذاك لهذه الأسئلة الجديدة لأعرف اسم أمي أنها عبيدة بنت أحمد بن حسن بن ابراهيم بن عبدالوهاب بن عبدالمتعالي القيسي الألمعي العسيري ــ هذا بعض نسبها كي لا تضيع الحكاية في سرد الأجداد، ولكن على وزن نسب أحمد أبو دهمان الذي سرده بصفته رجل... ها نحن نسرده مختصراً هنا لامرأة عاشت بين اموطن/الوطن المختصر في تجمع حصون القرية في قلة أو سفح جبلي وامبلد/البلد المختصر في مصاطبهم/مدرجاتهم الزراعية.
مكثنا عند خالي شيبان وخالي علي بضعة أيام... تعلمت رعي الغنم قبيل الشروق في الصباح الباكر، برفقة أبناء العم والخال، وكانت جدتي ليلى رحمها الله الوحيدة التي تملك غنماً شبه بري، إذ تطلقه في الجبال صباحاً وتنادي عليه فقط قبل المغيب، ونأتي لها وهي تتحدث مع كل شاة أو تيس باسم محدد تستجيب له كل غنمة بشكل يثير العجب، كانت تعاتب فحل الغنم:
ــ ما بك لم تعود من امشعب؟ (ما بك لم ترجع من الشعب؟ ـ بكسر الشين وهو مسيل المطر بين الجبال ).
ــ بي عيك (بي عنك ـ أي مصابك بي بدلا عنك إن أصابك شئ).
ــ أهو أحد أجفلك؟ (هل أخافك أحد؟).
رجع لنا والدي من عمله في تلك البقعة البعيدة... كان هناك الكثير من الرجال والنساء يزورون أبي وأمي وكانت الدعوات الكريمة تنهال علينا مع كل زائر: في ذمتي إن مجيكم مثل مبدا امطر، واكرامكم واجب علانا... الخ/ في ذمتي أن مجيئكم كمجئ المطر، وإكرامكم واجب علينا... فنحضر على أنواع الخبز من الدخن إلى خمير الذرة إلى البر الأسمر وحتى خبز الشعير مع أواني المرق وصحون الرز واللحم الحنيذ والمطبوخ، بالإضافة إلى أقراص العسل مع السمن، وبعض الفواكة مع وجود مزيج فواح من نباتات عطرية يسمونها: الشيح والكادي والريحان والسداب والبرك، داخل البيوت، كان أبي وأمي عندما يودعون أهل المنزل لا بد أن يستمهلونهما بضع دقائق لتنطلق صاحبة المنزل إلى حوض نباتاتها لتعطينا قبضة/ باقة من الريحان والبرك.
سألت أبي رحمه الله لماذا أمي لا تخاف الرجال هنا: فقال: يا ولدي كان الرجل منَّا إن تأخر في السوق، يرسل أخواته مع أطرف رجل من قبيلته يساكنهم لبيوتهم، يا ولدي الرجال هم الرجال في كل مكان لكن الفرق في الشهامة والمروءة والنخوة والنبل الإنساني، أمك عندما كنت في سوريا 1973م لمدة سنتين كانت تعيش في دمشق كالحلبيات في زيها، وكانت تذهب لزيارتك عندما مرضت في المستشفى دون الحاجة لوجودي كما تفعل في قريتنا.
يعني يا أبي كنتم ملائكة ما تخطئون؟ فاسترسل والدي بقوله: الغريب يا ولدي أن أخطاءنا كبشر آنذاك لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وكانت القبيلة بعد عقوبة فقيه القرية، تغفر وتسامح لتجد ابنة القبيلة زوجاً يقبلها، وكان الزوج يضم المولود إليه فيربيه كبقية أبناءه، أما الآن فدور الرعاية الاجتماعية للفتيات واللقطاء في كل مدينة، وما خفي كان أعظم، كنا فقط نغار من الشاب الجميل، أما الآن يا ولدي فكما ترى ما معك مخرج من بيتي إلا إلى المدرسة للتعلم أو المسجد للصلاة، عندها فهمت لماذا والدي كان يحرمنا من اللعب في شارع الحارة...
سافر قريبي علي إلى بريطانيا هو وزوجته فاطمة مكثا قرابة تسع سنوات... أنجبا طفلين وعادا إلى السعودية معهما يزيد وهشام وشهادتي دكتوراه تجعلهما فخراً لكل من يعرفهما... صرت أقرأ فيهما حكايات عن السلوك الإنساني الراقي في بريطانيا ليعيدا لي ما رويته قبل قليل عن رجال المع القديمة، إلا أن قريتنا في رجال المع تتفوق على لندن في تيسكو وآزدا، إذ يوجد بها محطة ابرمصعود للتموين الغذائي والبترولي الذي يفوقهما في تقديم الخدمات التموينية إذ يقبل بيع البضاعة والسداد آخر الشهر عند الراتب، في قريتي الإنسان ــ قبل أوساخ الرأسمالية النفطية ــ كان الإنسان متحضراً حقيقياً، مزيج من التكافلي والتعاقدي، أما مع البتروإسلام فقد اكتست النساء السواد ظاهراً، واكتسى الرجال السواد باطناً، فكانت النتيجة هذه التناقضات الاجتماعية الفجة من منع لقيادة المرأة للسيارة، إلى ركوب السائق الأجنبي معها في نفس السيارة، ومن تحريم سفر المرأة بغير محرم إلى السماح باستقدام الآف المسلمات المسافرات كعاملات منازل بلا محرم، لتُظهِر هذه الفجاجة مصداق (من شدَّد شدَّد الله عليه)، وها قد عدنا من جديد لنرى المجتمع بحاجة إلى ممرضات وطبيبات ومحاميات وموظفات بوزارة الخارجية والعدل... الخ فهل تسبق نساء قريتي الزمان والمكان لتعود من جديد قوية بعزمها وبعزم النبلاء من رفاقها الرجال، أم تتشح قريتي بالسواد لتعرف القبيلة أنها قد ضيعت البوصلة منذ ترك الرجل والمرأة شراكة المحراث والحقل ومواسم الحصاد وجمع الحبوب في امجرين/البيدر، واتجهوا إلى مدينة التقوى الكاذبة، لتجد الرجل من أهل هذه المدينة المنافقة على باب مستشفى الولادة: يحلف أن لا تولد زوجته وهي تصرخ من الطلق إلا بحضور طبيبة لا طبيب... وبعد حضور الطبيبة... تنجب زوجته بنتاً فتقول له الطبيبة الاستشارية وهي تهنئه: مبروك بنت... وعقبال ما تشوفها طبيبة مثلي... فيرد بكل صلف الجاهل وجفوة الأحمق: أعوذ بالله.. ما عاد إلا وظائف الكفَّار ومقابلة الرجال!!!.
أشكر منطقة مكة المكرمة ومدينة جدة بأهلها وناسها... الذين مكثت بينهم بضع سنوات، أشكر عمي ابراهيم شيبان على كريم استضافته لي طيلة هذه السنوات في عمارته العامرة في جده، أشكر زوجتي سميرة بنت عبدالله بن محمد القثردي حفيدة رجل المقاومة الأول ضد الترك إن جاروا في حكومتهم في حصنه بأعلى جبل الرها، أشكرها على تحمل مزاجي المتذبذب بين التصوف الوجداني المفرط والمنهج المادي العقلي المسرف.
تعلمت من محمد سعيد الطيب على البعد وبشكل غير مباشر، الصدق في الوطنية، ومن الدكتور عبدالله صادق دحلان معنى الصبر والحلم على الشاب المتحمس، ومن كتابات الصديق محمود عبدالغني صباغ كيف أستعيد الثقة في شافعية قريتي القديمة ومروءتها، تعلمت منهم أننا يمن الحجاز وأن كتب والد جدتي لأمي حسن بن محمد بن مفرح آل عبدالمتعالي لم تكن سوى كتب فقه شافعي سافر في طلبها إلى صبيا وزبيد، وقد حرص الجهلة على حرق كثير منها بدعوى تنقية العقيدة، وقد بقي بعضها، وعادت حميَّتي لجدي من جهة أم والدي محمد بن حسن بن مشاري آل عبدالمتعالي الذي كان قاضياً لحلي بن يعقوب في القرن الثاني عشر للهجرة، كل هذا عاد لي مفعماً بالحياة بعد أن رأيت أهل مكة وجدة ممن يسميهم الجهلة (طرش بحر) وهم يرفلون بين مخطوطات أجدادهم لما يزيد عن أربعمائة سنة، والجهلة آنذاك وراء السلب والنهب في فيافيهم وقفارهم، شكراً يا أهل مكة المكرمة من جبلها إلى بحرها فقد رجع لي معتقدي الصحيح بأن صاحب رسالة التوحيد هو محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وليس محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذي اجتهد ككل المجتهدين الذين راوحوا بين خطأ وصواب.
أكرر شكري لكل من أعاد لي تاريخي وذاكرتي وهويتي المستلبة، أو وقف معي لاستعادتها، من زوجتي إلى أمي إلى أقاربي وصولاً إلى أهل مكة وجدة فلولاهم ما كان هذا المكتوب، ولكنت كما كثير من قطيع البشر... يحوقل إذا رأى وجه امرأة كأنما رأى مصيبة، ولا يحوقل إذا رأى طفلاً مسحوقاً مهتوك القوى يستجديه عند المسجد، فالمرأة في نظره عورة وشرهة وعيب ونقيصة وعار وخزي... هكذا هي القبيلة عندما تضيع بوصلتها.. واقرأوا (ساق الغراب) ليحيى امقاسم لعلكم تعرفون المزيد عن يمن الحجاز لتصرخوا ملء أفواهكم على من يقول: (حِنَّا هل العقيدة) بقولكم: روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الإيمان يماني والحكمة يمانية).
وللحكاية بقية أكثر حفراً إن أسعفني الوقت والجهد والمزاج البائس.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلمان العودة وخطابه المفتوح.. شاهد على المشكلة أم شريك؟!
- الجميلة ورجل الظلام
- قينان والإخوان هناك طريق آخر
- الخطاب الديني من جيفارا إلى راسبوتين
- الحرية والمخال الكاذب
- الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان
- المثقف... قصيدة أم نظم؟!
- ثوابت الأمة أم ثوابت الرعب؟!
- الشيعة من كلية الشريعة إلى نجران
- الشيخ الحصين وحرية التعبير... هل عليها قيود في السعودية
- الإيمان في حالة قلق
- الغذاميون الجدد... دونكيشوتات ما بعد -حكاية الحداثة-
- العقل وتبرير الجبناء
- الثورة بين إدارة الشعور وإرادة الشعوب
- عابرون في تزييف عابر
- الجزيرة العربية ليست إيران
- التساؤلات اللزجة ضد ثورة الياسمين


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - مجاهد عبدالمتعالي - عندما تضيع بوصلة القبيلة