أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة














المزيد.....

التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة
جعفر المظفر
لم تذهب أمريكا إلى العراق لتحريره من صدام حسين. مجرد الإعتقاد بذلك هو إستهانة بالعقلية الأمريكية ذاتها. والأمريكان الذين يحبون بلدهم يرفضون بطبيعة الحال المنطق الذي يحول بلدهم من إمبراطورية عظمى إلى مجرد جمعية خيرية هدفها فعل الخير لوجه الله. وإن كل إنسان يفهم في السياسة ولو قليلا, لن يصدق أن أمريكا على إستعداد لإرسال, ولو عدة جنود, أو عربة همفر مستهلكة, من أجل عيون جاسم في العمارة, وضرعام في الأنبار, وكاكا مسعود في أربيل.
إن محاولة إستكشاف النوايا والأهداف الحقيقية للغزو الأمريكي للعراق هو الذي من شأنه يضع أمريكا وخصومها وأصدقاءها في الموقع الصحيح من بعضهم البعض.
خلاف ذلك فإن تأسيس اية نظرية على طيبة قلوب الأمريكيين وحماستهم من أجل الحرية والديمقراطية هو إستهانة بأمريكا وليس إمتداحا لها.
الفئات السياسية التي تعاملت مع الإحتلال وشجعته في غزوته كانت قد فسرت ذلك من باب اللاخيار, فالتعاون مع الشيطان في بعض الحالات قد يبدو أمرا لا مفر منه, غير أن تجربة الإحتلال بكل سيائتها يمكن لها أن تؤكد على أن التعاون مع الشيطان ضد شيطان آخر قد لا يكون سوى مفرخة شياطين.
ولا يمكن مطلقا تفسير الفساد المستفحل في النفوس والضحك على الشعب وإستخدام الأساليب اللاأخلاقية لترسيخ الهيمنة على السلطة إلا كونها نتيجة لتخطي الخطوط الحمراء التي تم تجاوزها بعد كسر حاجز التعامل مع الشيطان. وفيما بعد فإن كل هذا الفساد إنما كان قد تم في تلك المساحة التي تقع خلف خطوط الشيطان والتي صار صعبا العودة عنها.
ذلك أن جنة الشيطان على الأرض تدفع بالعاجل.
وجنة الله في السماء تدفع بالآجل.
وإن أغلبية الناس تفضل الدفع بالعاجل على الدفع بالآجل, وتترك هذا الأخير للفقراء والمساكين واصحاب النوايا الطيبة.
لكن كل ذلك لا يمكن أن يخفي حقيقة أن الإرهاب والقمع اللامتناهي الذي تمسك به صدام ونظامه كان هو العامل الرئيسي في خلق تيارات الفعل المضاد, تلك التي برر البعض منها معادلة التعامل من شيطان ضد شيطان آخر لإنعدام خيارات التغيير الأخرى. فإذا ما ذهب البعض منا إلى الميل إلى نصف المعادلة, ايا كان هذا النصف, فإن ميلانه هذا سوف لن يحقق لنا إقترابا مسؤولا وواعيا, فالذين يؤكدون على عدم جواز التعامل مع شيطان أجنبي ضد شيطان وطني يتناسون حقيقة أن لا وجود لشيطان وطني. فالشياطين مهمتها التخريب, فإن دخل شيطانا وطنيا في معركة مع شيطان أجنبي فلسوف تكون المعركة بالنهاية هي معركة شياطين, ولذا فإن الوقوف ضد بوش لن يعني الوقوف مع صدام إلا في العيون التي لا ترى من ألوان الطبيعة سوى الأبيض والأسود.
ويسأل أحدهم. إذن ماذا كان علينا أن نفعل, والظلم قد تجاوز حده, وما عاد لنا من سبيل لإنقاذ العراق من الدكتاتورية سوى أن نتعاون مع دولة تناقضت بالمصالح مع صدام, وسأقول إن التعاون من منطق متوازن هو مشروع ومطلوب. وأنا لا اتحدث هنا عن ناس يسعون لهذا النوع من العلاقة المتوازنة, والذين يملكون رصيدا فعليا لهم على الأرض يؤهلهم ولو لندية متواضعة , غير أن الذي جرى لم يكن له علاقة بالتوازن على اي صعيد, وإنما هو قد تم بين دولة تملك كل شيء وأرادت أن تحقق أهدافها الإستراتيجية وبين آخرين لا يملكون اي شيء وقد راهنوا على أن بالإمكان عقد صفقة تحرير مع هذه الدولة.
نعم.. لقد كانت لحظة خيارات صعبة, أما الآن فإن أولئك الذين لم يقفنعوا لحد الآن أن تلك الخيارات كانت قد جرت في ساحة مزدحمة بالشياطين هم اما من المنتفعين الذين وصلوا إلى الكنز, أو من أولئك الذين تأخذهم العزة بالإثم والذين يعتقدون أن صدقهم مع النفس سوف يأكل منهم.
لكن الوقوف أمام التاسع من نيسان من خلال موقف توزيع الإدانات سوف لن يقدم حلا, فالعراق كان مكتظا بكل ما يسهل الوقوع في الخطأ, والمطلوب هو إعادة بناء الساحة الوطنية وفق نوايا طيبة وذاكرة عراقية تتقن قراءة التاريخ وإستكشاف المستقبل, دون أحقاد ولا ثارات, وإن من هو على إستعداد للدخول إلى تلك الساحة عليه ان يقترب منها بساقين قادرتين على المشي وبعينين متمكنتين على الرؤيا الواضحة, وبقلب قادر على التسامح ونقد الذات قبل نقد الآخرين.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأغلبية السياسية.. الحل الصحيح في الزمان الخطأ
- رجل الدين الصحيح ... علماني
- السقوط بالتقسيط
- الوطنية والعمالة.. بين المعنى المخابراتي والمعنى الأخلاقي
- أصل المشكلة .. الإسلام السياسي.
- مرة ثانية... أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- هل تقوم الحرب الأهلية وهل يتقسم العراق
- أيامنا كلها كربلاء وأيامهم كلها لندناء
- العلمانية عراقيا....... (2)
- صلح الفرسان ... ناس بلا وطن أم وطن بلا ناس
- الرجل الذي كسر قرن الثور
- العلمانية... عراقيا
- مرة أخرى... تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا
- تفتيت الإرادات أم تقسيم الجغرافيا.
- الطائفيون وتظاهرات الأنبار
- إزاحة المحمود.... بين إتقان القيادة وإتقان المعارضة
- من سطوة المحمود إلى سطوة الإجتثاث
- دولة الشراكة أم دولة المشترك
- هل كان بإمكان أوباما أن يجلس في حضرة رجل أبيض.
- من سيذهب إلى الجحيم.. أكَلَة الخنزير أم أكَلَة الناس


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التاسع من نيسان.. جردة حساب سريعة