أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايات الاسلامية













المزيد.....

غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايات الاسلامية


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 15:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



المسلمين يؤكدون باستمرار بان ما ورد في ديانتهم هو الصواب المطلق اما عداه فهو بالضرورة خاطي .لذلك تجدهم يرفضون القبول بصحة اي قضية او راوية طالما انها صدرت من الاخر الذي يختلف معهم في المعتقد او التوجه السياسي حتي لو اثبت العقل او العلم صحتها .كما انهم يقللون كثيرا من شأن البحوث والاراء التي تدحض صحة ما يذهبون اليها .بل انهم غالبا ما يشيرون الي انها ذات خلفية ايدلوجية وعنصرية الامر الذي قد يقلل من مصداقيتها .

وما ان تلقي بنظرك علي الدول الاسلامية حتي تجد المئات من الوسائل الاعلامية والكتاب والائمة والدعاة الذين لا عمل لهم سوي تجميل صورة الاسلام ودحض ونفي ما يقوله الاخر المختلف عنهم او عن ديانتهم .

ورغم تمسك المسلمين بصحة ما ورد في ديانتهم او كتب السيرة الا ان كثير من القضايا والروايات التي وردت فيهما تنفيان صحة ما يذهبون اليه .ولكن قبل ان اتطرق لتك النقطة سابرز بعض منها:

*المعجزات التي صاحبت مولد محمد

تضج كتب السيرة النبوية او حتي بعض النصوص القرانية بالكثير من الرويات التي تشير الي حدوث ما اسموه بالمعجزات التي كانت تحدث لموسس الاسلام وتتمثل ابرزها في الاتي

ـ حادثة شق صدر النبي : 1"عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه - أي جمعه وضم بعضه إلى بعض - ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئره - فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره"

- إرتجاس إيوان كسرى وسقوط اربعة شرفه منه وخمود نيران فارس التي يعبدها المجوس ولم تخمد قبل ذلك بألف سن2 .

ـ وحين كان عمر الرسول بضع عشرة سنة خرج مع عمه الزبير في سفر فكان مما رأى من الآيات , ان فحلا من الإبل كان قد قطع بعض الطريق في واد ممرهم عليه , فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم برك حتى حك بكلكله الأرض فركبه عليه الصلاة والسلام 3.

*فكرة الجهاد:

الجهاد فكرة اسلامية ابتكرها اله محمد .ويقول المسلمين ان الهدف من ذلك هو منحههم الاذن للدفاع عن ذواتهم ضد مناهضيهم .ويقولون بانه متي ما توقف عداء الاخرين علي الاسلام والمسلمين فان الجهاد سيكون في حكم الملغي .ويستدلون بعدة نصوص لاثبات ان الجهاد دفاع عن الذات وليس اعتداء حسب ما يذهب البعض .ومن تلك النصوص علي سبيل المثال :4 "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ(39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ(40)" .ويمكن تاويل تلك الاية كالاتي :ان هنالك ظلم واقع .والذي وقع عليه الظلم هو الانسان المسلم .اما الذي قام بفعل الظلم فهو الاخر المختلف وهم حسب ما يشير القران "كفار قريش ،اليهود والنصاري ،والمنافقين ".

*عزير :
عزير هو من 5انبياء بني إسرائيل (رجل صالح من وجهة نظر الإسلام) أماته الله مئة عام ثم بعثه، جدد الدين لبني إسرائيل وعلمهم التوراة بعد أن نسوها . في القران نصوص قرانية تقول بانه "قالت اليهود عزير بن الله "
وفي تفسير تلك الاية يقول القرطبي6 : "قوله تعالى وقالت اليهود هذا لفظ خرج على العموم ومعناه الخصوص ؛ لأن ليس كل اليهود قالوا ذلك . وهذا مثل قوله تعالى : الذين قال لهم الناس ولم يقل ذلك كل الناس . وقيل : إن قائل ما حكي عن اليهود سلام بن مشكم ونعمان بن أبي أوفى وشاس بن قيس ومالك بن الصيف ، قالوه للنبي صلى الله عليه وسلم . قال النقاش : لم يبق يهودي يقولها بل انقرضوا فإذا قالها واحد فيتوجه أن تلزم الجماعة شنعة المقالة ، لأجل نباهة القائل فيهم . وأقوال النبهاء أبدا مشهورة في الناس يحتج بها . فمن هاهنا صح أن تقول الجماعة قول نبيهها . والله أعلم"

*المسيح يبشر بمجي محمد

لاثبات انه مرسل من اله الكتب السماوية تقول بعض النصوص القرانية بان المسيح بشر بمجيئه "اي محمد " وتعلن " وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني اسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد "
ويذهب المفسيرين في تفسير تلك الاية قائلين :" وقوله 7: ( وإذ قال عيسى ابن مريم يابني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) يعني : التوراة قد بشرت بي ، وأنا مصداق ما أخبرت عنه ، وأنا مبشر بمن بعدي ، وهو الرسول النبي الأمي العربي المكي أحمد . فعيسى عليه السلام ، وهو خاتم أنبياء بني إسرائيل ، وقد أقام في ملإ بني إسرائيل مبشرا بمحمد وهو أحمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، الذي لا رسالة بعده ولا نبوة .

ولتاكيد ان اسم الذي ورد في النص السابق يعني محمد يقول موسس الاسلام 8" إن لي أسماء : أنا محمد ، وأنا أحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله به الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب"


اذا هنالك اربعة روايات او قضايا وردت سواء كانت في القران او كتب السيرة . و السؤال الذي نحن بصدد الاجابه عليه يتمثل في :هل يمكن القبول بصحة تلك القضايا :

لكي يقبل اي انسان بصحة قضية او رواية او فكرة ما لابد ان يطلع علي كل الادلة والاراء او وجهات النظر الخاصة بها .ولا يستطيع اي انسان ان يحكم بصحة قضية ما مالم يفعل ذلك .ولكن هل ينطبق هذا الامر علي الراويات والقضايا الاسلامية التي اوردناها سابقا :

ساتكفل بتحليل تلك الروايات ومن ثم احكم عليها في نهاية الامر :

اولا:معجزات محمد :قلنا سابقا بان كتب السيرة تقول بان جبريل قام بشق صدر محمد .كما انه بمولده حدثت عدة معجزات منها علي سبيل المثال ارتجاس ايوان كسري بجانب ان هنالك فحل من الابل برك ما ان راي محمد .
كتاب هذه الروايات هم بالتاكيد مسلمين يؤمنون بفكرة ان محمد نبي مرسل من اله الكون .وهم عندما يكتبون او يارخون حياة الشخص السابق فهم بالضرورة لا يكتبون من اجل ابراز صورته الحقيقية وانما من اجل تبجيله وتعظيمة .اي بمعني اخر فعملية التاريخ غالبا ما تكون ايدلوجية .وفي هذه الحالة فان الكتاب سيتجاهلون كلما يتعارض مع ايدلوجيتهم .

كما ان النقطة الاخري الجديرة بالاهتمام هو غياب الراي الاخر في تلك الروايات .فما هو موجود هو راي خاص بالمسلمين فقط .والمجتمع الذي عاش فيه محمد او قل حدثت فيه تلك المعجزات كان يضم كافة المكونات .منهم مناهضين ومؤيدين .وحدوث تلك المعجزات تفرض علي كل افراد ذاك المجتمع ان يبدو وجهات نظرهم او يارخوا لتك الاحداث .ولكن الذي حدث هو العكس .فالذي تطرق لها هم المسلمين فقط من دون كافة المكونات الاخري .وهذا يعني اما انها لم تحدث او انها حدثت بيد ان المسملين قاموا باضافة الكثير لها .

فلناخذ مثلا حادثة او الرواية الخاصة بارتجاس ايوان كسري .لكي نحكم بصحة تلك القضية فاننا مطالبين بالاستماع لراي كسري ذاته او قل اهالي مدينته .ولكن الكتب او المصادر الاسلامية غالبا ما تتجاهل رايه او راي قومه الذين يفترض ان يكونوا قد شاهدوا تلك الحادثة .ولكن حتي اذا برزت المصادر الاسلامية تلك الاراء فهي تبرزها من ان اجل تاكيد صحة ما تذهب اليه فقط وليس من اجل ابراز الوجه الحقيقي للحادثة .

وذات الامر ايضا ينطبق علي حادثة شق النبي .فراوي تلك الحادثة هو انس بن مالك .وهو معروف بولائه الشديد لمحمد .ونحن لا نستطيع ان نقبل بصحة كلما يقوله باعتبار انه كاتب موالي وليس محايد . وحتي اذا قبلنا ان ناخذ روايته بمحمل الجد فاننا نصطدم بمشكلة عدم وجود ادلة مادية تؤكد صحة ما يذهب اليه .فاذا كان جبريل قد شق صدر محمد او ان جزء من قضر كسري قد سقط ما ان ولد فهذا يعني بان هنالك ادلة مادية تثبت صحة ذلك .ولكن الازمة ان تلك الادلة غير موجودة .

التاريخ مثلا يحدثنا بان هنلك احداثٌ وقعت قبل قرون الا ان اثارها مازالت موجودة حتي الان .ولكن ما يثير الاستغراب في حالة الاسلام هو وقوع تلك الاحداث دون وجود اي اثار او ادلة تؤكد صحتها حتي لمعاصيرها . .
قصر كسري مثلا يعتبر من اعظم المباني او القصور في تلك الفترة .وهذا يعني بانه محط انظار جميع الناس .واذا ما حدث له شي ما فقد يدرك جميع الناس ذلك .الكتب الاسلامية مثلا تقول بان جزء منه سقط بيد ان هذه المعلومة ظلت خافية علي قوم كسري .كما انه لايوجد دليل مادي يؤكد صحة ذلك .وهذا ما يثير الغموض بل وقد يقلل من صحة تلك الرواية .

اما حادثة شق صدر النبي ونزع قلبه فهي الاخري تتعارض كثيرا مع العلم والمنطق .فالقلب عضوا احساس من اعضاء الانسان وبتره او نزعه قد يتسبب بوفاة ذاك الانسان .ولكن الغريب في الامر ان الروايات الاسلامية تقول ان جبريل نزع قلب محمد دون ان يصاب باي مكروه وهو ما يتعارض كثير ا مع العقل والمنطق.

ثانيا:الجهاد :
المسلمين حسب ما قلنا سابقا يربطون بين الاضطهاد الذي يقولون بانه مورس ضدهم وبين بروز فكرة الجهاد .اي بمعني اخر فانه لولا تعرضهم للاضطهاد لما سن الههم فكرة الجهاد .واعتماداً علي النص الذي اوردناه سابقا فان هنالك ظلم .والذي وقع عليه فعل الظلم فهو الانسان المسلم اما الذي قام بذاك الفعل فهو الاخر المختلف "كفار قريش ..يهود ونصاري " .

وكناقد للاسلام مثلا لايمكن ان اقبل بصحة ذلك مالم اطلع علي كافة الجوانب ذات الصلة واراء كافة الاطراف . ولكن المشكلة التي تواجهني هي عدم وجود راي اخر .فالمسلمين يقولون بانهم تعرضوا للظلم دون ان يمنحنونا راي الظالم وهذا مثل ان يشتكي لك احدهم من تعرضه للظلم ويطلب منك القبول بصحة ما يقوله دون ان يمنح الطرف الاخر "اي الذي قام بفعل الظلم " ان يبدي وجهة نظره او يدافع عن ذاته .وفي هذه لحالة لا تستطيع ان تحكم ما اذا كان ما يقوله ذاك الشخص صحيحا ام لا.

واسواء ما في الامر ان الواقع الاسلامي يثبت بان المسلمين هم من يقوموا بفعل الظلم .اما الاخرين فهم بالتاكيد ضحايا ذاك الظلم .

ثالثا:عزير :

القران يقول بان اليهود قالوا عزير بن الله . والمفسرين يشيرون الي ان "الله " اطلق الكل وعني البعض .اي بمعني اخر ان بعض اليهود هم من قالوا ان عزير بن الله .والذي اورد ذلك هو القران . والمعروف ان القران من تاليف محمد .وهذا يعني بانه قال :بان اليهود قالوا ان عزير بن الله " وليس اليهود هم من قالوا اننا قلنا عزير بن الله .وهو مثل ان تاتي وتقول لي بان "فلانا قال كذا " دون ان ياتي ذاك "الفلان " ويقول لي باني "قلت كذا " وهنالك فرق شاسع بين الاثنبن. بين ان يقول لك شخص بان فلان قال كذا وان ياتي فلان ويقول لك باني قلت كذا . ومثل هذا الكلام يفتقر كثيرا للموضوعية .ويشبه الاحاديث التي تقوم علي فكرة العنعنة " اي عن فلان قال :قال فلان ...." .

والمسلمين يتفقون معي في ذلك الا ولما قاموا باضعاف الكثير من الاحاديث المعنعنة بحجة ان الذين رووها غير موثوق فيهم . ومحمد شخص قال ان اليهود قالوا بان عزير ابن الله لا يمكن القبول بصحة ما يذهب اليه مالم يبرز لنا اراء اليهود ؛ اي بمعني اخر يبرز لنا المصادر اليهودية التي تؤكد بان بعضهم قالوا مثلما قال محمد عنهم .

واذا كان ما يذهب اليه محمد صحيحا لوجدنا ذلك في المصادر اليهودية التي عاصرت تلك الفترة . ولكن تلك المصادر مثلا لم تتطرق لتلك النقطة .وهنا غاب راي الطرف الاخر وغاب الدليل ايضا .الامر الذي قد يدحض ما قاله محمد .

كثير من الكتاب المعاصرين وخاصة المناهضين للاسلام يعتقدون بان اليهود لم يقولوا ذلك . فالأستاذ ديفيد واينز وهو بروفيسور في الدراسات الإسلامية, لا يجد لهذا الإدعاء أي دليل يسنده . ويشاركه الرأي الأستاذ جون كالتنر وهو بروفيسور في الشؤون المسيحية والإسلامية، مضيفاً بأنه لا يتوفر دليل على أن يهود المدينة قد حملوا فكرة بنوة عزير .

بينما يذهب اخرون الي القول الي ان محمد يهدف من وراء ذلك الي ابعاد فكرة التوحيد عن الاديان والمعتقدات الاخري وربطها بديانته فقط . فحسب النصوص الواردة في القران فان "المسيحين يقولون بان عيسي بان الله كما يفعل اليهود ذلك ويعلنون بان عزيرا ايضا ابنه " وتقوم فكرة التوحيد علي ان الله واحد لا والد ولا ولد له . وعندما ينسب اليهود والمسيحين عزيرا وعيسي الي الله فانهم بذلك ينقضون فكرة التوحيد وبالتالي تصبح دياناتهم غير توحيدية الامر الذي يرفع من شان الاسلام باعتبار انه الدين التوحيدي الاوحد وما غيره خلاف ذلك .

ـ رابعا: هل بشر المسيح بمجي محمد:

قلنا سابقا بان محمد قال بان المسيح بشر بمجيئه .وهنالك نصوص قرانية توكد ذلك رغم انها لم تذكر اسم محمد وانما قالت احمد .الا ان مؤسس الاسلام يقول بان احمد الذي قال عنه عيسي بانه سياتي ما هو الا ذاته "اي محمد "
حتي نحكم في صحة ما يقوله محمد فاننا نحتاج الي الاطلاع علي كافة الادلة المتاحة لنا . ومن تلك الادلة مثلا الانجيل الذي يحوي علي كافة مقولات عيسي . وهذا بالضرورة يعني انه اذا كان ما يقوله محمد صحيحا فاننا سنجد ذلك داخل الانجيل . اي بمعني اخر ان كان المسيح بشر بمجي محمد فاننا نجد تلك البشارة بين دفتي كتابه المقدس .

ولكن بالاطلاع علي الانجيل فاننا قد لا نجد مثل تلك المزاعم . وكلما فيه ان عيسي حذر اتباعه من "الانبياء الكذبة " . ولقد اشرت الي ذلك في مقالة سابقة بعنوان "محمد يتكلم باسم المسيح " .ولكن احد المعلقين علي المقال كتب لي يؤكد بان عيسي بشر بمجي محمد وقال في تعليقه :
" جاء في انجيل يوحنا الاصحاح السادس عشر - 5 واما الآن فانا ماض الى الذي ارسلني وليس احد منكم يسألني اين تمضي. 6 لكن لاني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. 7 لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي .. ثم يقول - وأما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم …. قلت لكم الآن قبل أن يكون، حتى متى كان تؤمنون - (يوحنا 14/15 – 30).

ويتوصل كاتب التعليق الي ان "المعزي ترجمة لكلمة البارقليط اليونانية التي تعني -محمود - و -أحمد- وقال في
الفصل السادس عشر: (إن الفارقليط لن يجيئكم مالم أذهب، فإذا جاء وبخ العالم على الخطيئة، ولا يقول من تلقاء نفسه شيئاً، لكنه يسوسكم بالحق كله، ويخبركم بالحوادث والغيوب) وفي يوحنا 13/32 - كما سيوبخ النبي الآتي الشيطان ويدينه بما يبثه من هدي ووحي

ولكن ما فات علي صاحب التعليق ان "محمد " هنا صفة اي انه محمود وليس اسم . كما ان نبي الاسلام اسمه احمد وليس محمد .وهنا فرق بين الاثنين .ولو كان المسيح يعني به نبي الاسلام لبين ذلك بصورة واضحة .

وبما نمتلكه من معلومات فان الاسم الحقيقي لنبي الاسلام هو " قثم " وتشير بعض المصادر الي انه عق "اي ذبح " وقام بتغيير اسمه . كما ان المنطق يثبت بان ابيه لا يدعي عبدالله . لماذا :لسبب بسيط ؛ هو ان عبدالله اسم لشخص يؤمن بالاله " الله " ولكن معروف ان فكرة الله اتي بها محمد .حيث كان العرب يؤمنون باللات والعزي . لذلك تجد ان الاسماء الشائعة عندهم هي "عبد اللات ،عبد الشمس " وبما ان ابا محمد كان يؤمن بتلك الاوثان كما انه مات قبل ان تبتكر فكرة "الله " فلا يمكن ان نقبل جدلا ان يكون اسمه عبد الله وانما قل عبد اللات او غيرها من الاسماء التي تنسب للاوثان .

وطالما ان اسمه "قثم "او محمد فلا يمكن ان يكون المسيح كان يعنيه هو .لانه لو كان يعنيه بذلك حقا لقال محمد وليس احمد .


*الخلاصة :

اذاً هنالك اربع قضايا او روايات او احداث منحنا اياها الاسلام وهي " معجزات محمد ،فكرة الجهاد،قضية عزير ، بشارة المسيح بمجي محمد مؤسس الاسلام " وقد قلنا بانه لكي ناخذ اي واحدة منها علي محمل الجد او نقبل بصحتها فلابد بان نطلع علي الادلة والاراء المختلفة . وفي كل تلك الروايات او القضايا نجد بان الراي الموجود هو الخاص بالاسلام .كما اننا لا نجد ادلة مادية تؤكد صحة كل ذلك .

ففي المعجزات علي سبيل المثال نجد ان كتاب سيرة محمد يخلطون كثيرا بين الحقيقة والادعاء او قل الاسطورة . فاذا كان العلم مثلا اثبت عدم وجود "ملائكة " فكيف يمكننا ان نقبل بصحة ان ملكا ما يسمي جبريل قام بشق صدر محمد . واذا كان ذات العلم يمكن ان يشير الي ان بتر قلب الانسان قد يتسبب في وفاته فكيف نسلم جدلا بصحة ان هنالك شخص ما بتر عنه قلبه دون ان يتسبب ذلك بوفاته . ومثل هذه الكتابات حسب ما اشرت تسعي الي التبجيل والتعظيم وليس لتقديم تاريخ حقيقي.

هنالك مثل شائع يقول :بان" الذي يمسك بالقلم لايكتب ذاته شقيا" وذات الامر ينطبق علي كتاب سيرة محمد .وبما انهم كانوا يمسكون بالقلم فليس من المنطق ان يكتبوا عن اشياء تنفي نبوة محمد .لذلك لابد ان يعملوا بشتي الطرق علي اثبات نبوته حتي لو كان ذلك باختلاق قصص اسطورية اوغير موجودة بارض الواقع .

اما فيما وراء فكرة الجهاد يقول المسلمين بان الههم سن تلك الفكرة حتي يمنح المسلمين الفرصة ليدافعوا عن ذاتهم .وهذا يعني بانهم تعرضوا للظلم .ولكن لايوجد ما يؤكد زعمهم .وكل الروايات التي تتحدث عن انهم تعرضوا للظلم تتجاهل راي الطرف الاخر "اي الظالم " وغالبا ما تكون تلك الروايات تبريرية ،اي انها تسعي الي تبرير او نفي اعتداءاتهم عن طريق ايهام القاري بانهم ضحايا او مضطرين لفعل ذلك .

واي رواية او قضية عندما تبرز راي طرف ما وتتجاهل اراء الطرف الاخر وتفتقر في ذات الوقت للدليل فانها قد تنزع عن ذاتها لباس المصداقية وهذا ما حدث مع الروايات او القضايا الاسلامية .

وذات الامر ينطبق علي القضايا الاخري "بشارة عيسي بمجي محمد وقول اليهود ان عزير ابن الله " ففي تلك الروايات او القضايا نجد ايضا غياب الدليل والراي الاخري وهو ما ينفي صحتهما.


...........................
المصادر
1 صحيح مسلم
2 http://vb.maas1.com/t96793.html
3 ذات المصدر
4سورة الحج
5وكيبيديا
6تفسير القرطبي
7تفسير بن كثير
8البخاري



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
- تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
- الردة العظمي والانهيار الاعظم
- الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
- التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا
- الازمة في الدين ام المتدين
- الي ماذا يشير عجز الاله ؟
- من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟
- العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا
- مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
- الله ...لست ملزما للايمان بك
- رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
- ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
- الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
- لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
- احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
- الفكرة قبل القوة
- محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال
- نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية
- الي ماذا يدل استدلال المفسرين بالشعر؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايات الاسلامية