قانون العزل السياسي لن يحقق المراد !

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ــــ[[[ يجب أن لا نعلق أمالا ً كبيرة ً على قانون العزل السياسي ! ]]]ــــ

حسب إطلاعي فإن أول قانون للعزل السياسي في العالم العربي صدر في عهد الديكتاتور المصري (جمال عبد الناصر) بعد إنقلاب 23 يوليو مباشرة أي عام 1952 وكان يُسمى يومها بقانون العزل أو (قانون الغدر) أو (حماية الثورة) والذي بموجبه تم حرمان كل من كان يعمل في النظام الملكي من حقوقه السياسية لمدة عشرة سنوات بما فيها حق المشاركة في الإنتخابات !.. وقد طال ذاك القانون الكثير من الكفاءات المميزة في مصر حتى قيل أن فقيه الفقه الدستوري الكبير (عبد الرزاق السنهوري) الذي عارض هذا القانون تعرض فيما بعد لهجوم من الغوغاء (الثوريين الناصريين) بإسم الثورة واتهموه بالخيانة والرجعية!!!!........ ثم تم تطبيق مثل هذا القانون فيما بعد في عهد طاغية ليبيا المخلوع (معمر القذافي) تحت إسم قانون حماية الثورة حيث تحول هذا القانون إلى سيف مصلت على رقاب الشعب لعدة عقود !! ........ أنا شخصيا ً لم أطلع بشكل كاف على قانون العزل السياسي الذي تصر بعض الأطراف السياسية في ليبيا ما بعد ثورة 17 فبراير وكذلك بعض الثوار على إصداره ولكن التجارب السابقة لهذا القانون أكدت لنا أن إصدار قانون للعزل السياسي لا جدوى منه على أرض الواقع فهو لا يحمي البلاد والعباد لا من الإستبداد السياسي ولا من الفساد المالي والإداري !!.. وذلك لأن جرثومة الإستبداد والفساد تنتقل - عبر الثقافة - من السلف إلى الخلف !.. أي من الطبقة الحاكمة السابقة الموصوفة بأنها خائنة ورجعية إلى الطبقة الحاكمة الجديدة الموصوفة بأنها ثائرة وثورية !.
بصراحة أنا لا أعول كثيرا ً على قانون العزل السياسي بل لا أعول كثيرا ً حتى على الدستور نفسه مهما كانت مواده جميلة وديموقراطية وقوية!... ولكن التغيير الحقيقي والثوري والجوهري كما ذكرت مرارا ً وتكرارا ً هو ما يحدث في وعي وفكر وثقافة وأخلاق وعادات جمهور الناس ودون هذا "التغيير الجوهري والأساسي" فالماضي والحاضر سيظلان وجهان لعملة واحدة !.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات