أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - الخوف من المجهول أشد على الصحة النفسية للإنسان.















المزيد.....

الخوف من المجهول أشد على الصحة النفسية للإنسان.


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 01:16
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


ترجع الكثير من الأزمات التي تنتاب العديد من الأشخاص ، في لحظات كثيرة من حياتهم ، ويسبحون في فضاءاتها ، ويكابدون تبعاتها ، إلى اعتلال الصحة النفسية ، وتوتر الاعصاب ،الناتج عن الخوف من القادم والمجهول والغائب، الذي هو في حقيقته شعور طبيعي في كافة الكائنات الحية ورد فعل دفاعي لترقب الخطر وتوقعه حتى يدافع فيها الكائن الحي عن نفسه أو الفرار من مصدر الخطر، والذي سرعان ما يتحول إلى مظهر تأزم ، وحقل ألغام توتر ، وبؤر قلق ، ومولد للانفعالية اللاعقلانية ، والتصرفات الصبيانية ، والصراعات النفسية المتهورة المتضاربة بداخل من أصيبوا بحالة رفض لواقع سلبي غير معتاد، والذي قد يدوم ويستمر طويلا ، وربما ينتهي إلى حالة أعراض مرضية بدنية معينة، وانهيارات عصبية شديدة الوقع على النفسية ، يصعب علاجها ، في حالة الاستسلام له، وعدم القدرة على الحد من غلوائه ، وإيجاد الحلول السليمة لمسبباته ، التي تحول الخوف البسيط ، إلى انفعال شديد، وسم عقلي مهلك للفكر، ومهدم للسعادة ، وقاتل للرجاء ، وعائق للتوازن النفسي ، والتواصل الإيجابي مع المحيط ، ويدخل الانسان لدائرة الخوف المرضي Phobia والذي قد ينتاب الانسان ويجعله يتصرف تصرفات لا معنى لها وأحيانا تصرفات غير مسؤولة، بل أحيانا يترجم هذا الخوف ومشاعر سلبية كثيرة مرتبطة به الى "القلق والتوثر" أسوأ الأمراض وأشدها على الإنسان من أي مرض جسدي آخر، والذي يجعله يسقط في صراعات نفسية لا يقوى الاطباء على التخلص منها بجميع إمكانياتهم، والتي جاءت "سورة الناس" لتبين أنها أصل الشرور كلها ومادتها ، مصداقا بقله سبحانه وتعالى: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس". صدق الله العظيم.
وحتى أعيش في سعادة مستديمة، ينصحني الحبيب والطبيب ، أن اتحرر من كل مخاوفي الدفينة ، وأقذف كل هواجسي الكبيرة، وآهاتي العميقة، في مزبلة النسيان، وأؤجل كل ما يعتمل بداخلي من مشاعر الخوف والقلق والأرق إلى حين ، ويوصونني بإعادة برمجة عقلي بأيدولوجية سليمة وتجديد طرائق تفكيري ، وتغيير أنماط سلوكي في التعامل مع ما يواجهني من مستحدثات المواقف والمنغصات ، بالحكمة والروية والهدوء ، والبعد عن كل الانفعالات المؤثرة على نفسيتي وأعصابي ، قويها وضعيفها.. فلا خوف ، ولا أرق ، ولا قلق ، ولا صراع نفسي ، ولا غضب ، ولا عصبية ، ولا صراعات ولا حزن و لا تعاسة ولا أنين !!!

إني على يقين، أن أهلي وأحبابي وأطبائي ، على حق فيما ينصحون به، وأنه لو لم أكن عندهم أغلى ، ما اهتموا بسلامتي ، ولا طلبوا مني -حتى أرفع الألم عن نفسي المكلومة ، وأقهر ما مصابني الحلل، لأستمر في الوجود غير مفقود ولا حائر- أن اهتم بصحتي النفسية ، وبتوازناتي العقلية ، كعامل أساسي لسلامتي العقلية والجسدية ، وأن اتعامل مع واقعي بكيفية خلاقة ، أداعب الحاضر ، وأتناسى الآتي ، وأجاري الأحداث ، وأتعايش مع ما لا يعاش ، وأتقبل ما لا يقبل ، وألا أنشغل بمجهول السؤال -رغم الاعتقاد السائد، بأن الصمت ، وعدم الصراخ بما يحسه المرء ويكابده ، هو أكثر اضطهاد يمارسه المرء على ذاته - وألا أرفعه إلى أقصى مداه ، الذي يسبح في غمرة "السؤال جواب"، الذي يستنطق الخفيا ، التي تكون في المعتاد أعظم ، وتجر ، لا محالة ، إلى متاهات الحيرة والتياهان في العوالم المشتتة ، وتسقط في التافه واللامعقول ، الذي يذوب في الفلسفات المنمقة ، وتنغرس في الميتافيزيقات المذجنة، التي تقف وراء كل الأعراض القلقية ، التي تصنع الاضطرابات النفسية، والجسمية ، والعلائقية ، بما تفرزه من تأويلات شخصية للموضوعات البسيطة ، والأحداث المحايدة ، التي يمر بها المرء ، وتهول النتائج السلبية ، وتعمم الخبرات المنعزلة ، وتبالغ في الاستنتاجات الوهمية ، وتنسب مسؤوليتها لذات ، دون دلائل على قصورها ، أو انطوائها على تهديد أو خطر أو امتهان ، يسقط المرء في الخوف من الإقدام على أي عمل جديد سبق للغير أن فشل فيه.
وأعلم كذلك ، أن ما يطلبونه مني ، هو إجراء مفيد في مثل حالتي ، ويساعد –بلا شك- على اكتشاف الكثير من المشاكل الناتجة عن طرق التفكير والتفسيرات الخاطئة، ويعيد الاتزان النفسي للإنسان ويكسبه مهارات عقلانية.. لأن سعادة الإنسان تكمن داخل عقله وفي توجهه نحو الحياة، وأنها لا تتأتى إلا بالتفكير الايجابي وحب الحياة ملاذاً من كل ما يواجه من منغصات، وباللجوء إلى مساعدة الطب النفسي الذي يكشف عن أسباب الضغط النفسي، ويبحث لها عن علاجات ملائمة تعيد للنفس اتزانها ، وللذات توافقها مع محيطها.
لكن العلم وحده لا يكفي في أمور صعبة كهذه التي أعيش تأثيرها، وتتطلب قوة عزيمة حكيم يجمع في طياته الصبر الأيوبي ، و يقطع مع توتر الأعصاب ، ويملك القدرة على التعبير عن انفعاله باتزان تيتانيكي ، دون ذعر أو تشنج ، ويمتلك الدربة على ضبط النفس في المواقف الصعبة ، ويستطيع تحمل الأزمات ، وتأجيل اللذات ، ويتمكن من تغليب الأهداف البعيدة على الأهداف القريبة.
ومهما بلغت من قوة العزيمة ، فأبقى في غمرة تعقيدات هذا الوضع غير العادي ، الذي أرخي بظلالهِ على توازنات حياتي اليومية ، وجعلها مشحونة بالتوتر ، والقلق، والصراع النفسي ، وفرض علي تحديات جسيمة، وضغوطات لم تكن في الحسبان ، وسريعة الإيقاع ، أبقى إنسانا ضعيفا غير متمكن من الحكمة ، تتحكم العواطف والأحاسيس والمشاعر في مسار حياتي ، وتزعزع الأسئلة الحمقاء هوية دماغي ، وتزيد الأجوبة التي لا تشفي الغليل ، من حدة توتر دواخلي ، وتفاقم إحساسي بعدم الاستقرار ، ويدفع بي إلى التفاعلات النفسية ، التي تؤدي إلى الفتن والصراعات والمشاحنات والمصادمات الأسرية والاجتماعية ، حتى صدقت في أغنية عبد الوهاب الدكالي من كلمات المرحوم أحمد الطيب العلج:
ما أنا إلا بشــر عندي قلب ونظـــر.
وأنت كلك خطر ما تبقاش تحقق فيـــا.
لا تقول لحتى كلمة أنا ضد الحكمــــة.
راضي بالقسمة وما كتاب في الحب عليا.
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيشية الرحيل..
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- الأمهات لا يتكررن..
- البيات أو عسس الليل.
- حراس العمارات
- إنسانية الطبيب، نصف العلاج ..
- انتحرت فتاة او اغتصبت، وماذا بعد؟؟؟؟؟
- المعتقدات الخرافية ومخلوقات الخفاء !؟
- تفريخ الأحزاب بمغرب اليوم أية آفاق!
- ما الذي يخيف الظلاميين في الحب وفي عيده؟؟
- رد على تعليق
- أحداث ملغومة وكاسدة ومزجاة.
- هل تحرض الفواجعة الحياتية والمآسي الإنسانية على البوح وممارس ...
- مأدونيات غريبة لا يعرفها عنها الكثيرون شيئا، لكنها تدر أموال ...
- لماذا يسرق التراب الأمهات؟؟
- موقف غريب جدااا بمطار القاهرة
- ماذا تريد حواء من بعلها؟؟؟
- قوامة نواب!!!
- قومةنواب الأمة!؟
- الكلاب لا تغتصب بعضها، مثل ما يفعل الإنسان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - حميد طولست - الخوف من المجهول أشد على الصحة النفسية للإنسان.