|
حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف-
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 01:00
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
حزب لينيني أم سفينة نوح ؟
مقتطف من الفصل الثاني من كتاب" الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف"
" لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"
العدد 11
ناظم الماوي
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( الجزء الأوّل من الكتاب) .
إنّنا نؤكّد بأنّ الماوية مرحلة جديدة فى تطور الماركسية – اللينينية و بدون الدفاع عن الماركسية - اللينينية - الماوية و بدون البناء على هذه القاعدة يستحيل الإنتصار على التحريفية و الإمبريالية و الرجعية عموما .
( " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984).
====== كلمة العدد 11:
فى هذا العدد و العدد التالي 12 سننشر كتاب " الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف". فى العدد 11 ، نضع بين يدي القراء محتويات الجزء الأوّل من الكتاب وفى العدد 12 محتويات الجزء الثاني.
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف .
" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظرية و أن يتخلصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليدية المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أن الاشتراكية ، مذ غدت علما ، تتطلب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلب أن تدرس و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمال بهمة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " ) .
============
" لقد منيت اشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة . وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية... - ان ما يجعل التحريفية أمرا محتما ، انما هي جذورها الطبقية فى المجتمع المعاصر . فإن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية... - ان نضال الماركسية الثورية الفكرى ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدمة للمعارك الثورية الكبيرة التى ستخوضها البروليتاريا السائرة الى الأمام ، نحو انتصار قضيتها التام..."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إنّ لكلمة برنشتاين المجنّحة :" الهدف النهائي ليس بشيء ، الحركة هي كلّ شيء " ، تعبّر عن طبيعة النزعة التحريفية خيرًا من عدد كبير من الشروحات المستفيضة . أن يحدّد المرء سلوكه تبعًا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكلّ التطوّر الرأسمالي ، أن يضحّي بهذه المصالح من أجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك هي خطوط السياسة التحريفية ."
( لينين- الماركسية و النزعة التحريفية-)
" إن وجهة النظر الديمقراطية الشكلية هي بالضبط وجهة نظر الديمقراطي البرجوازي الذى لا يقبل بأن تعلوها مصالح البروليتاريا و النضال الطبقي البروليتاري ".
( لينين - الثورة البروليتارية و المرتدّ كاوتسكي-)
" نحن لا نعتبر أبدا نظرية ماركس شيئا كاملا لا يجوز المساس به ، بل إننا مقتنعون ، على العكس ، بأنها لم تفعل غير أن وضعت حجر الزاوية لهذا العلم الذي يترتب على الإشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الإتجاهات إذا شاءوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة."
( لينين –" برنامجنا "-)
===========
" التحريفية أو الإنتهازية اليمينية ، هي تيّار إيديولوجي برجوازي أشدّ خطرا من الجمود العقائدي. إنّ المحرفين أي الإنتهازيين اليمنيين ، يتشدّقون بالماركسية و همأيضا يهاجمون " الجمود العقائدي" . و لكن ما يهاجمونه إنّما هو بالضبط خلاصة الماركسية . إنّهم يعارضون المادية و الديالكتيك أو يشوهونهما ...".
( ماو تسي تونغ – حول المعالجة الصحيحة للتناقضات بين صفوف الشعب" 27 فبراير 1957)
--------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بد أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم .فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي ."
( ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "12 مارس/أذار 1957 "مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ" ص21-22).
" تعلمنا تجارب الصراع الطبقي فى عصر الإمبريالية بأن الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لا تستطيع إنزال الهزيمة بالبرجوازيين وملاك الأراضي المسلحين إلا بقوّة البنادق ."
( ماو تسى تونغ )
---------------------------------
" على الشيوعيين أن يكونوا مستعدين فى كلّ وقت للتمسّك بالحقيقة ، فالحقيقة ، أية حقيقة ، تتفق مع مصلحة الشعب. وعلى الشيوعيين أن يكونوا فى كلّ وقت على أهبة لإصلاح أخطائهم، فالأخطاء كلّها ضد مصلحة الشعب ".
( ماو تسى تونغ- 1945) ===================================================
مقدّمة :
منذ بضعة أشهر ، أنجزنا كرّاسا أفردناه لحزب " يساري" تأسس فى أوت 2012 ، الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد و الآن نصبّ إهتمامنا على حزب حديث الولادة هو الآخر ، الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى أنهى أشغال مؤتمره التوحيدي فى مطلع شهر سبتمبر 2012 وهو إفراز لعملية وحدة بين حزبين قانونيين موجودين على الساحة السياسية هما حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار الوحدة ؛ فى حين واصل التيّار الآخر مساره نحو الإلتحاق بمستنقع " نداء تونس" و أضرابه).
و يندرج مجهودنا هذا فى إطار تطبيق شعار مزيد الوضوح الإيديولوجي و السياسي فى صفوف " اليسار" فى القطر والفرز بين الماركسية و التحريفية بما هي فكر برجوازي يتقنّع بقناع الماركسية . فهدفنا كشيوعيين حقيقيين هو الشيوعية و تحرير البروليتاريا و الإنسانية جمعاء من كافة أنواع الإضطهاد القومي و الطبقي و الجندري و هدف الماركسية المزيفة التى ننقد و نفضح هو خدمة أعداء الكادحين و تأبيد الإضطهاد و الإستغلال و ليس القضاء عليهما.
و سنحكم على أصحاب حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد حسب كلمات للينين فى " ما العمل؟" ، " لا على أساس البزّة البراقة التى يخلعونها على أنفسهم بأنفسهم ، لا على أساس اللقب الطناّن الذى ينتحلونه لأنفسهم ، بل على أساس سلوكهم و على أساس ما يدعون إليه فى الواقع "، و فى هذا العمل تحديدا و جوهريّا على أساس وثائقهم هم بالذات .
و لسنا من هواة إطلاق الشتائم و القذف و لا من هواة أسلوب السباب و إنّما ديدننا هو إستخدام سلاح النقد الماركسي و الخوض فى أعماق أفكار و مقولات المجموعة التى نسلّط عليها الأضواء لنظهرها على حقيقتها ، عارية ، دون المساحيق التى تخدع الكثيرين من الذين يتأثّرون بالكلام المعسول و المنمّق و الأوهام البرجوازية الصغيرة و ينسون أن الشيوعية علم يجب أن يدرس و نتائجه فى صفوف البروليتاريا و الشعب يجب أن تروّج .
و نحن كماديين جدليين لا ننطلق من فراغ لنصدر الأحكام و لا نحن نرجم بالغيب بل منطلقنا على الدوام هو الواقع الموضوعي و وثائق المجموعة التى ننقد و التى عليها نطبّق علم الثورة البروليتارية العالمية : الماركسية - اللينينية - الماوية ليكون تحليلنا و تلخيصنا تحليلا و تلخيصا علميين نعتمدهما فى الصراع فى سبيل الخطّ الإيديولوجي و السياسي الصحيح الذى بوسعه أن ينير لنا و للمناضلين و المناضلات و للبروليتاريا و بقيّة الطبقات الشعبية طريق التحرّر الحقيقي و ليس الوهمي .
و نحن نعوّل على رحابة صدر القرّاء ليسمحوا لنا باللجوء إلى كمّ لا بأس به من الإستشهادات بأقوال رموز الشيوعية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و نتوقّع من الذين ننقدهم أن ينتفضوا ضد إستعمالنا لل" كتب " التى نراها متضمّنة لتحاليل وتلاخيص نظرية علمية لحقائق موضوعية من تجربة البروليتاريا العالمية بمختلف أوجهها و تكتسي بالغ الأهمّية فى علم الثورة البروليتارية العالمية و يرونها حجر عثرة أمام مشروعهم التحريفي . ففى هذا الجدال ضد من يدعون الماركسية- اللينينية فى حين أنّهم يطمسونها ويشوّهونها ، لا مناص من عرض الآراء الحقيقية للينينية كمرحلة ثانية فى تطوّر الماركسية و الماوية كمرحلة ثالثة فى تطوّرها و لا مناص من إبراز ما سعى و يسعى التحريفيون إلى قبره و طمره و إهالة التراب عليه من مبادئ الشيوعية الثورية و بذلك يلبّي عملنا هذا حاجة مزدوجة : دحض التحريفية و التعريف بالشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثورية .
و بحثا عن منتهى الوضوح الممكن ، فصّلنا مسائل الخطّ الإيديولوجي و السياسي التى سنتناول بالبحث تفصيلا فتوصّلنا إلى التخطيط التالي لعملنا هذا الذى لن يُعنى إلاّ بأمّهات المسائل أمّا تلك التى نعدّها ثانوية الآن فقد نناقشها فى مناسبات أخرى :
مقدّمة :
I- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟
1- من هو الماركسي الحقيقي؟ 2- تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ 3- الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ 4- الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي ؟
II- هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟
1- طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟ 2- الديمقراطية الطبقية أم الديمقراطية " الخالصة " ؟ 3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ 4- النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟
III- هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم المثالية الميتافيزيقية ؟
1- المبادئ الشيوعية أم البراغماتية ؟ 2- جمع الإثنين فى واحد أم إزدواج الواحد؟ 3- تحليل مادي جدلي للواقع أم تحليل مثالي ميتافيزيقي؟ 4- الحرية : نشر الحقائق الموضوعية أم الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟
VI- "الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد": حزب تحريفي برجوازي.
1- عن الماركسية - اللينينية . 2- عن الإشتراكية العلمية . 3- عن " التداول السلمي على السلطة عبر الإنتخابات". 4- عن النظرية العامة للثورة و" الخصوصية ".
V- الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد الذى يبتلع الإستراتيجيا :
1- طريق الثورة الوطنية الديمقراطية بين الماركسية و التحريفية. 2- المسألة الديمقراطية غائبة والجبهة الوطنية مائعة. 3- التكتيك الذى يبتلع الإستراتيجيا. 4- إلى أين تفضى الأوهام الديمقراطية البرجوازية ؟ : دروس التجارب العالمية.
IV- مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي فى تونس :
1- تداخل مفزع فى المفاهيم. 2- لأغراض إصلاحية يتمّ تشويه الفهم اللينيني للوعي و العفوية. 3- أوهام حول طبيعة الدولة و الجيش . 4- أوهام حول الدين و الأصولية الدينية. 5- أوهام حول المجلس التأسيسي .
IIV- جملة من أخطاء الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطبقي عربيّا و عالميّا :
1 - طبيعة الأنظمة فى الأقطار العربية. 2- الكفاح المسلّح. 3- القوى التى تعزّز موقع حركات التحرّر.
IIIV- ماضى الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد و حاضره و مستقبله :
1- بصدد ماضي هذا الحزب. 2- بصدد حاضره. 3- بصدد مستقبله.
خاتمة :
ملاحق : 1- الديمقراطية القديمة و الديمقراطية الجديدة. 2- طليعة المستقبل ينبغى أن نكون! 3- رسالة مفتوحة إلى أنصار حركة الوطنيون الديمقراطيون. جانفي 2013 ================================================== II - هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟
هنا أيضا لن نتطرّق إلى مختلف أوجه اللينينية فى علاقة بهذا الحزب الوليد و إنّما سنقتصر على أوجه أساسية معبّرة تسمح لنا بكشف النقاب عن حقيقة علاقة هذا الحزب باللينينية ، علاقة تنافر مثلما لمسنا آنفا مع الماركسية .
...
3- حزب لينيني أم سفينة نوح ؟
معلّقا على المؤتمر التوحيدي ، أفصح أحدهم : ألا ترون معى أنّ الحزب الذى أفرزه سفينة نوح . نعم نرى أنّ هذا المؤتمر مثّل و افرز سفينة نوح حيث ضمّ هذا الحزب الجديد إلى صفوفه أرهاطا متنوّعة من " الوطنيين الديمقراطيين" منحدرين من شتى المجموعات السياسية التى نشطت فى وقت من الأوقات و لمدد طويلة أو قصيرة تحت مسمّى الوطنية الديمقراطية و الأسماء التى يستدلّ بها على ذلك كثيرة و معروفة . فالمؤتمر أراد أن يكون توحيديّا لكافة الوطنيين الديمقراطيين و بالتالى فتح الحزب ذراعيه و أبوابه على مصاريعها لكلّ من هبّ و دبّ من الإنتهازيين ، لكلّ من إدعى و يدّعى الوطنية الديمقراطية ( مع إستثناءات نادرة جدّا ). لا قراءة لتاريخ " الخط" و لا مبادئ شيوعية توحّدهم ، فقط إنتماء تاريخي و طريق إنتخابي ديمقراطي برجوازي قد يعيه بعض القادة و قد لا يفقه البقية شيئا من تضاربه مع الماركسية – اللينينية .
و تشكّلت القيادة الحالية بصورة توافقية و ليس بالإنتخاب ،" من كلّ زوجين إثنين" ، من حركة الوطنيون الديمقراطيون و حزب العمل الوطني الديمقراطي ( تيار التوحيد) ، إضافة إلى عناصر يقال إنّها مستقلّة أي لم تنتمى لهذين الحزبين ، وذلك فى تضارب تام مع النقطة 24 من الفصل التاسع من " النظام الداخلي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد " الذى صادق عليه المؤتمر : " ضمان حرية التنافس بين المترشّحين إلي الهياكل الحزبية القيادية و حقّ الناخبين فى الإعتراض عليهم أو مطالبتهم بتوضيح آرائهم و مواقفهم تجاه أيّة قضية ".
يتشدّقون بالديمقراطية ( البرجوازية ) و فى مؤتمرهم التوحيدي لا يطبّقونها حتى بل يكرّسون التعيين البيروقراطي فى سفينة نوح هذه . هذه فقط البداية !
و ننصرف إلى الوثيقة المخصّصة للهوية الفكرية و الطبقية و بالذات إلى جملها الأولى حيث يتمّ الحديث عن أنّ هذا الحزب هو تتويج نوعي لما راكمه هذا "الخطّ " من فكر سياسي و مرجعية نظرية...إلاّ أن واقع سفينة نوح يسفّه هذا الكلام إذ لم تحصل مراكمة بقدر ما حصل إفراغ لمقولات " الخط" و إنحراف به و تغيير لونه و تحويله من " خطّ " ثوري رئيسيّا إلى خطّ إصلاحي . أو إذا شئتم حصلت مراكمة لكن مراكمة ماذا ؟ مراكمة كمّية للإنحرافات و المواقف و السلوكات الإنتهازية الديمقراطية البرجوازية و الإبتعاد أكثر فأكثر عن الروح الثورية للشيوعية ما تسبّب فى تحوّل نوعي فى طبيعة هذه المجموعات المؤسسة للحزب الموحّد.
لقد جرت عملية تقليم أظافر و مخالب " الخطّ " و حقنه بجرعات متتالية من الديمقراطية البرجوازية بما يناسب دولة الإستعمار الجديد و العمل السياسي القانوني فى إطارها . مخالب الأسد و أنيابه إنتزعت و بات قطّا أليفا . نزعوا الروح الثورية " للخطّ " ، روحه الشيوعية الثورية متخلّين عن الخطّ الإيديولوجي و السياسي الثوري و من مكوّناته المشروع الشيوعي و الماركسية- اللينينية - الماوية و العنف الثوري و حرب الشعب و الحزب اللينيني و نقد التحريفية و الإصلاحية إلخ ، ليرتموا فى أحضان الإصلاحية و البيروقراطية النقابية و يقبلوا بدولة الإستعمار الجديد و بلعبتها الديمقراطية البرجوازية ، ديمقراطية الإستعمار الجديد قولا وفعلا.
و فى هذا السياق يمكن فهم إفراغ " الخط " من روحه الشيوعية الثورية و ذرّا للرماد فى العيون عدم تمسّك مؤسسي هذا الحزب إلاّ بالإسم " الوطني الديمقراطي" وبعض المقولات العامة لأواسط السبعينات و التى تقبل بها و ترضى عنها دولة الإستعمار الجديد و جيشها الذى كال له الأمين العام لهذا الحزب المديح ، له و لشرعية حكومتها التى يقدّسون جميعا كإصلاحيين ملتزمين بديمقراطية دولة الإستعمار الجديد شرعيتها الإنتخابية .
سفينة نوح هذه جمّعت الكثير و الكثير من العناصر الإنتهازية الشهيرة فى عدّة حقول و قلّة قليلة من العناصر النزيهة المغرّر بها أو التى جرفها التيار و لم تفهم الرهان ؛ سفينة نوح وحّدت عناصرا كانت تتقاتل أشدّ القتال من أجل نيل رضى البيروقراطية النقابية ، عناصرا باعت قضايا العمّال و عقدت تحالفات مشبوهة و عاشت و تعيش حياة برجوازية و من الأفكار حملت أساسا أفكارا برجوازية و سلوكها سمته الرئيسية برجوازي ليبرالي و نحو ذلك كثير و خطير...
هل خاضت صفوف هذا الحزب فى المؤتمر التوحيدي فى تاريخ الشيوعية و فى التجارب الإشتراكية و قيمتها و إستخلصت الدروس الإيجابية منها و السلبية ؟ لا وثيقة من وثائق المؤتمر إياه تعكس ذلك أو تشير إليه. هل قيّمت حاضر الحركة الشيوعية العالمية و صراعاتها ؟ لا أثر لهذا فى وثائق المؤتمر . هل خاضت فى تاريخ " الخطّ " ( و لا نودّ هنا الخوض فى معنى هذا المصطلح و إستعمالاته) و قيّمته و إستنتجت منه عبرا و دروسا سياسية و إيديولوجية إلخ؟ لوائح المؤتمر و وثائقه الأخرى تشهد بعدم القيام بذلك .
و إذن نخلص إلى إستنتاج أنّ مؤسسي هذا الحزب أفرغوا " الخطّ " من الجانب الإيديولوجي و السياسي الذى قد يشكّل بالنسبة لهم قنابلا قابلة للإنفجار فى وجوههم فى أية لحظة و قادرة على تفتيت الوحدة غير المبدئية أصلا ، سالكين سياسة النعامة تجاه أمهات القضايا الإيديولوجية و السياسية من وجهة النظر البروليتارية و ملؤوا الإطار المفرغ من الروح الثورية بأوهام ديمقراطية برجوازية محافظين على قشرة " الوطني الديمقراطي". إنّهم أشبه بالتجّار و رأس مالهم هو تاريخ " الخطّ" و كبعض التجّار أيضا يعرضون بضاعة على أنّها طازجة و نضرة إسمها " وطني ديمقراطي " للإغراء و لماّ نمعن النظر فيها من كلّ الجهات نجدها مغشوشة فاسدة .
أمّا اللينينية فمن سفينة نوح و سياسة النعامة براء. و منذ قرن وعقد تقريبا ، أعلن لينين فى "ما العمل؟ " :
1- " ونحن نعلن : " قبل أن نتحد و لكيما نتحد ينبغى فى البدء أن نعين بيننا التخوم بحزم ووضوح ".
2- " ينبغى للمرء أن يكون قصير النظر حتى يعتبر الجدال بين الفرق و التحديد الدقيق للفروق الصغيرة أمرا فى غير أوانه أو لا لزوم له. فعلى توطد هذا "الفرق الصغير" أو ذاك قد يتوقف مستقبل الإشتراكية – الديمقراطية [ لنقرأ الشيوعية ] الروسية لسنوات طويلة ، طويلة جدا."
وتتكرّر فى وثائق هذا الحزب الإصلاحي صفة الطليعي التى يحاولون إلصاقها به ما يملي علينا قول إنّ الحزب الموحّد بمكوّناته و خطّه الإيديولوجي و السياسي التحريفي المناهض للماركسية -اللينينة ، لا يسعه أن يكون حزبا طليعيا فالحزب الطليعي لينينيا هو الحزب الشيوعي و الحزب الموحّد ليس شيوعيّا و لا يمكن للأسباب المذكورة أعلاه أن يكون شيوعيّا. و " لا يستطيع القيام بدور مناضل الطليعة إلاّ حزب يسترشد بنظرية الطليعة "( لينين :" ما العمل؟ ") أي علم الثورة البروليتارية العالمية ، علم الشيوعية.
و بعد إماطة اللثام هذه عن جوانب من حقيقة هذا الحزب، نتوقّع أنّ بسمة القرّاء الفطنين الناعمة ستنقلب إلى قهقهة عاصفة عندما يستمعون إلى الحزب الموحّد يقول إنّه حزب ماركسي – لينيني و حزب طليعي.
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأممية البروليتارية أم مجرّد التضامن العالمي؟ - مقتطف من ال
...
-
فى المجتمع الطبقي : الديمقراطية -الخالصة- أم الديمقراطية الط
...
-
هوغو تشفيز و بؤس - اليسار - الإصلاحي .
-
طبيعة الدولة و الجيش طبقية أم لا ؟
-
إغتيال شكرى بلعيد : إكرام الشهيد و فضح الأوهام الديمقراطية ا
...
-
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي ؟ الفصل الأوّل
...
-
تحطيم الدولة القديمة أم ترميمها و تحسينها ؟ مقتطف من الفصل ا
...
-
الشيوعية أم الإشتراكية هي المشروع البديل ؟ مقتطف من الفصل ال
...
-
من هو الماركسي الحقيقي ؟ مقتطف من الفصل الأوّل من كتاب- الحز
...
-
الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب ماركسي مزيّف ( مقدّمة ال
...
-
مغالطات كبيرة فى مساحة صغيرة من أحد قادة الحزب الوطني الإشتر
...
-
جدلية النضال السلمي و النضال العنيف .
-
العنف ماركسيا .
-
إلغاء الإضراب العام بتونس : قتلتنا الردّة إتّحاد الشغل يحمل
...
-
بصدد عنف الجماهير: باطل يا حزب موحّد باطل ! - باطل يا حزب -
...
-
تونس – سليانة : الموقف التحريفي المخزي لبعض فرق - اليسار- من
...
-
الأممية البروليتارية و الثورة الماوية فى الهند !
-
حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي ا
...
-
الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد : أليس حزبا ماركسيّا م
...
-
طريق الثورة : طريق ثورة أكتوبر أم طريق الثورة الصينية فى الأ
...
المزيد.....
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|