أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - إعادة التاسيس ( الحلقة الرابعة من تاسيس الحزب الشيوعي العراقي )














المزيد.....

إعادة التاسيس ( الحلقة الرابعة من تاسيس الحزب الشيوعي العراقي )


وصفي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 23:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كما يعرف الكثيرون , كانت السلطة في العراق منذ تأسيس الملكية سنة 1921 متقاسمة بدرجات مختلفة بين البريطانيين و الملك و الضباط الشريفيين السابقين الذين أصبحوا ملاكا و و الإطارات العليا من الأشراف – الملاك و البيرقراطيين الملاكين و المشايخ الملاكين , وعائلات هؤلاء جميعا . و كان البريطانيون هم أصحاب اليد العليا حتى التوصل إلى معاهدة 1930 . و ترك بعد ذلك لعناصر أخرى أن تسيطر إلى حد كبير على الحياة الداخلية في البلاد . و على العموم ففي سنة 1936 تفجرت قوة أخرى غير متوقعة على المسرح العراقي : صباح أحد أيام تشرين الأول ( أكتوبر ) قام بكر صدقي , احد قواد الجيش , بقلب الحكومة في بغداد . و أغرق الانقلاب العراق في الفوضى و قاده إلى أربعة سنوات و نصف من حكم الجيش غير المباشر .
يوم الانقلاب – 29 تشرين الأول ( أكتوبر ) – أدخل مهدي هاشم و زكي خيري السجن , إذ كانت السلطات تنظر اليهما على أنهما شيوعيان خطران . و سجن الأول في أربيل و الثاني في كركوك , و لكن سرعان ما أفرج عنهما . أما رفيقاهما القديمان , يوسف متي و حسن عباس الكرباس فكانا في شارع الرشيد و في منطقة باب الشيخ يجمعان أتباعهما السابقين و ينظمان التأييد الشعبي لقادة الانقلاب . و عمل الاثنان في هذا المسعى يدا بيد مع جماعة (( الأهالي )) الذين كانوا مهتمين عن قرب بالانقلاب و كان لهم أن يحصلوا على نصف المقاعد الوزارية قبل انقضاء النهار .
في 17 آذار ( مارس ) 1937 فتح الجنرال بكر صدقي على الشيوعيين هجوما مفاجئا و غير متوقع عندما قال : (( هناك أشخاص تحدثوا عن استعداد مسبق لتقبل الشيوعية في هذا البلد )) ... (( و لكن أين هي مصانعنا و أين هم عمالنا ؟ )) .....و أنتهى إلى جملة تهديدية , إذ قال : (( الشيوعية لا تتلائم و الحكم الملكي ... و أنا كرئيس لقوة الاصلاح ... أعلن هنا استعداد الجيش .... لسحق أيه حركة - شيوعية كانت أو غيرها – تنتهك حرمة العرش ... و إن بدرجة صغيرة ... )) .
وردا على تساؤل بكر صدقي ((أين عمالنا ؟ )) أضرب عمال الميناء في 24 آذار ( مارس ) 1937و تبعهم عمال السكائر الوطنية في بغداد و شركة النفط الوطنية في كركوك يوم 5 نيسان ( أبريل ) من نفس السنة , و أنتشرت الاضرابات إلى معظم المشاريع الصناعية الأخرى .وبهذا كشفت الطبقة العاملة الوليدة عن وجودها .
و لم يكن الدافع إلى الاضرابات سياسيا بالدرجة الأولى , ذلك أن عمالا كثيرين كانوا يعانون الأمرين و لم تكن الدولة تهتم لشكاويهم , فمثلا (( المصاليخ )) أي (( العراة )) الذين يحملون البضائع من السفن و إليها في الميناء كانوا يكسبون ما لا يتجاوز 45فلسا ( 11 بنسا ) مقابل 14 ساعة عمل يوميا . و لكن إذا كان الاستياء قد مهد الطريق أمام الاضرابات فإن المبادرة جاءت جزئيا من الشيوعيين , وخصوصا من جماعة غالي زويد في البصرة وجماعة زكي خيري في بغداد , و بعضها من الأعضاء اليساريين في جمعية الاصلاح الشعبي مثل عبد القادر إسماعيل , و على الأخص من محمد صالح القزاز , مؤسس الحركة النقابية العمالية العراقية .
عند هذا الحد بدأت الأحداث تتحرك بانتجاه نتائجها . و في 8نيسان ( أبريل ) 1937 , و بينما كانت موجة الاضرابات مازالت في قمتها , أعتقل الأصلاحي القزاز و نفي لمدة سنة إلى بلدة عانة في الشمال الغربي للعراق . و في أيار ( مايو ) انسحب الشيوعي المعتدل يوسف إسماعيل من المشهد بقبوله وظيفة في المفوضية العراقية في باريس بناء على نصيحة كامل الجادرجي . وفي هذا الوقت , أخذ الشيوعيون الأكثرعنادا يختفون عن الأنظار بشكل تدريجي ليلجؤا إلى العمل السري لفترة من الزمن , و في 19 حزيران ( يونيو ) انسحب الوزراء الاصلاحيون بعد أن طفح بهم الكيل ودفعهم صدقي إلى فقدان الصبر بمعاملته الفضة لحالات العصيان القبلي المزمنة في الفرات الأوسط . و جاءت الضربة القاضية يوم 12 تموز ( يوليو ) عندما حلت جمعية الاصلاح و تفرق أعضائها . و بعد ذلك بقليل توجه عبد القادر إسماعيل , أنشط الاصلاحيين , إلى المنفى خارج العراق حيث بقي عشرين سنة .
و لكن الانقلاب , الذي رحب به الشيوعيون بكثير من الحماسة , كان – من وجهة نظرهم – سينتهي خلال أيام قليلة . و قبل يوم واحد من اغتيال بكر صدقي , نزع النظام من عبد القادر إسماعيل و شقيقه يوسف جنسيتهما , الأمر الذي أورث خلفاءه سلاحا جديدا مهلكا .
و في ظل الحكم المدني القلق الذي أقيم في 17 آب ( أغسطس ) 1937 أصبح العمل الشيوعي اكثر خطورة من ذي قبل . و اخذت الطبقات الحاكمة , التي حركتها الفترة الاصلاحية , تثبت وجودها . و أصبحت الشرطة أكثر خبرة من ذي قبل و وحصل ما كان له أن يحصل , و هجر أكثر الشيوعيين الميدان إلا الأكثر تعنتا منهم و و انتقلت القيادة إلى زكي خيري الأكثر معاناة .
نفس المصدر السابق .



#وصفي_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون ينضون تحت لواء اللجنة ( الحلقة الثالثة )
- تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ( ارهاصات التاسيس )
- بواكير ظهور الأفكار المساواتية في العراق
- عجبا لأمر السلفية
- نوري السعيد و صالح جبر يعودان إلى بغداد
- حزب الاستقلال ينسحب من المواجهة ( الحلقة الثالثة من حدث في م ...
- الطلبة ينزلون إلى الشوارع ( الحلقة الثاني من حدث في مثل هذه ...
- حدث في مثل هذه الأيام ( الحلقة الأولى )
- ملاحظات حول مقالة (( أسباب اضطهاد الشيعة )) للكاتب عبد الخال ...
- رسالة إلى أبي إسراء
- الأسباب الكامنة وراء استشراء في العراق
- ما الذي يحصل في المناطق المصنفة سنية ؟
- إشكالية بناء دولة ما بعد التغيير في ال2003
- لا لأخونة الدولة المصرية
- الرئيس الأمريكي أوباما يفوز بولاية ثانية
- وددت لو أني بكيت
- ليرحم الله الأفكار الحداثوية
- الديمقراطية بين الوهم و الحقيقة
- حول قانون المجالس المحلية العراقي
- حركة 14 تموز 1958 بين الانقلاب و الثورة


المزيد.....




- بعد غضب ترامب من بوتين.. أول مسؤول روسي يزور أمريكا منذ بدء ...
- حقيقة الفيديو المتداول لمقاتلات أمريكية تحلق على ارتفاع منخف ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: نستعد لضربة كبيرة على إيران قر ...
- الحرس الثوري: تداعيات الرد الإيراني ستفتح فصلا جديدا في معاد ...
- ترند -لا أريد أن أكون فرنسيا- يغزو التيك توك.. فكيف رد الفرن ...
- فرنسا: المواجهة العسكرية تبدو حتمية إذا لم يتم التوصل لاتفاق ...
- من أوكرانيا لإيران.. سياسة ترامب المربكة
- طلاب جامعة موسكو يختتمون تدريبهم في العراق
- -بوليتكو-: ترامب أبلغ دائرة المقربين منه بأن ماسك سيغادر قري ...
- مصر.. مقتل شرطي في اشتباكات مع عناصر إجرامية شديدة الخطورة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - وصفي أحمد - إعادة التاسيس ( الحلقة الرابعة من تاسيس الحزب الشيوعي العراقي )