أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح عسكر - نحن قومُ لا نخطئ














المزيد.....

نحن قومُ لا نخطئ


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 21:53
المحور: المجتمع المدني
    


بيئتنا العربية متنوعة بذاتها ثقافياً ودينياً..وفيها تتحقق سنن الله الكونية في وجوب الخِلاف، ولكن من السُنن أيضاً أن يخرج علينا قومُ لا يهتدون إلا بآرائهم..ويدّعون العصمة فيما لو كان هناك صراع هم أحد أطرافه..فالاعتراف بالذنب حينها هزيمة، وكأن حياتهم بُنيت على الصراع..ومن علاماتهم أن أكثرهم متدينون..ومن هنا يأتي المصدر..الدين..يبقى السؤال هل الدين هو الذي أنتج هذه الصنوف من البشر؟...القارئ لكل الأديان وليس فقط الإسلام سيرى في الأديان السماحة وقبول الآخر كسمة عامة طاغية..ولكن تبقى هناك أوجه تفسيرية تساهم في تكوين فكر متطرف في كل دين..ومن هنا تأتي الحكمة..أن اتباع الهوى النفسي هو الذي يستهدف هذه الوجوه، ويعمل لها ويتغاضى عن سماحة الأديان على غرار اقتلوهم فإن في قتلهم خير..اقتلوهم فإننا نشم في دمائهم رائحة الجنة!

ليس في القتل فقط بل في كافة أنواع المصادرة..سواء للرأي أو للحريات والحقوق وبالتالي ليس من حقك أن تعيش إلا إذا سمحوا لك بأن تعيش..فقد وهب الله لهم مفاتيح الحياة..يهبونها لمن يشاءوا..ويمنعونها عن الجميع.. إلا هم...مُخطئ ثم مُخطئ ثم مُخطئ من اعتقد في أن صراع هؤلاء مع الآخر يقتصر على الطرف الذي يواجهونه..بل هي سلسلة تبدأ من هذا الطرف وتنتهي بآخر مخالف على وجه الكرة الأرضية..حتى إذا اكتشف الإنسان حياةً أخرى خارج هذا الكوكب فسيظل على صراعٍ تام مع أصحاب تلك الحيوات..إنها صناعة الأعداء لا تكف عن صناعة الوهم حتى تتنفس..ولما لا ومكنوناتهم البشرية لا تتوقف عن الاستغلال سواء للدين أو للعلم أو للمال وحتى للأخلاق..الجميع مُسخّر في أيديهم لتحقيق رغباتهم ومطامعهم.

نزعة الإقصاء تحرق صاحبها..ولكنها لا تستجيب لناصحيها..وفي مثال برتراند راسل تصوير لما يحدث..أن زريبة البهائم تحترق وفي داخلها حِمار..فحاول أن يُقنع الحمار بأن الخطر يتهدده ولكنه لم يستجب..فما كان له إلا أن يسحبه بالقوة كي يُنقذه...المُلاحظ أنه وبتكوين الحِمار الحيواني قد يؤذي منقذيه سواء بالرفس أو بالعضّ..ولكنه لا يجنح لتشويه منقذيه ويقول أنهم زنادقة وكفّار لا يستحقون الحياة، فيبقى المنقذون صالحين لمهماتٍ أخرى وفي أماكن أخرى..فياليت هؤلاء البشر كانوا كالحمار واكتفوا برفس وعضّ من يسحبهم خارج لهيب المعركة..ولكنهم يشنون على مُنقذيهم أقسى صنوف وألوان الحرب البدنية والكلامية والنفسية..فيشرعوا في اتهامهم على الفور بأنهم عُملاء لا يُقبَلُ منهم صرفاً ولا عدلا..يقولون أنهم زنادقة وكفار يقولون أنهم شيعة روافض..يقولون أنهم ملاحدة...وهلم جرّا..فإذا رأوا أن الجو العام في صالحهم شرعوا في تحقيق مكنوناتهم التي كتموها في صدورهم كثيرا..فيقتلون ويسفكون الدماء ويقطعون الرؤوس..ليس لإقامة حدّ الله..ولكن لأن بديل ذلك لن يُرضيهم..

الأخطر أن يفتتن بهم العوام..فقد يُعطي الله لأحدهم مَلَكة الخطاب وحُسن البيان..وكما أن الخطابة كانت سبباً في إحراق أوروبا..فالخَطابة قد تحرق المسلمين والعرب..النكبة أنهم يحرقون باسم الدين..والأديان من أفعالهم براء..يقتلون ثم يبرأون من دماء ضحاياهم..يُحرضون على الفتنة..وإذا استشعروا الخطر على أنفسهم لجأوا إلى الكذب والتزييف بأنهم بُرءاء مما يحدث..فإذا واجهتهم بأفعالهم وكلامهم جادلوك فيها..فكان جدالهم حُمقهم بأنهم لا يعلمون بأن القتل يبدأ من فكرة تطرأ على الذهن..ثم يُنظّر لها بين الناس..ولو كانوا صادقين لأرفقوا بأفكارهم خطاب العدل والحُبَ ، ولكن لا يفعلون لأنهم لا يعرفون الحبّ ولا يشعرون بقيمته..ولِمَ لا وهم يُحرمونه حتى في خيالاتهم..فالحُبّ بدعة ومدخل من مداخل الشيطان!



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسم يوسف عبقري وليس إلهاً
- كان ياما كان..كان فيه ثورة في سوريا
- حقيقة صيام يوم عاشوراء في الإسلام؟
- حقيقة العين والحسد في الإسلام
- أزمة مصر في مستنقع الكهنوت
- محمد مرسي وفلسفة الاستعباط!
- التحرش الجنسي في مصر..بين الثقافة والحب
- ابحثوا عن الجاني الحقيقي..حماس بريئة..
- شهادة لله وللتاريخ...بصفتي إخواني سابق أقول:
- رأيي المتواضع في الأحكام الخاصة لشهداء استاد بور سعيد
- هل تعلمون السر وراء خلاف الأزهر مع الإسلاميين؟
- المظاهرات السلمية خيار استراتيجي
- مصدر خُرافة عذاب القبر
- شباب المعارضة المصرية في حقول التحدي
- الطبيعة الغير مستقرة للمجتمع المصري
- رؤية موسّعة في التوسل ونزعات الهدم المادية والفكرية
- خطابات الرئيس والعك الكروي
- العصا والجزرة في سياسة الإخوان!
- بين مشاعر الإيمان ورغبات السياسة تردد وخوف
- ابتسامة عصام العريان


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح عسكر - نحن قومُ لا نخطئ