نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 20:30
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
تاليف: د. محمد حبيب الله
اصدار: دار الأماني للنشر والتوزيع م.ض (2013)
صدر كتاب جديد من تأليف الدكتور محمد حبيب الله، الشخصية التربوية المعروفة في حقل التربية والتعليم في الوسط العربي الفلسطيني في اسرائيل.
الكتاب هو توثيق هام للغاية لمسيرة التعليم العربي للأقلية الفلسطينية، في دولة أحادية القومية ، لا تعترف بالأقلية الفلسطينية داخلها كاقلية قومية،انما تصنف الأقلية العربية كطوائف مسيحية واسلامية ودرزية وبدوية.
يكشف الكاتب سياسة التمييز التي مورست ليس فقط ضد المجتمع العربي ، انما بشكل خاص ضد التعليم العربي أيضا.
يقول الكاتب في تعريف كتابه على الصفحة الأخيرة من الكتاب:" وصفت اسرائيل نفسها على الصعيد الرسمي بانها دولة يهودية ديمقراطية، لكنها في الواقع يهودية للعرب وديمقراطية لليهود" ويقتبس ما قاله المؤرخ اليهودي "ويثمار بارون" في عام 1948 مع اقامة الدولة، قال:"سوف يواجه اليهود في الدولة أقلية عربية قوية وسيكونون محاطين بدول عربية كبيرة لأجيال قادمة، واليهود سوف يستمرون بالعيش كأقليات في دول كثيرة بالعالم، ان معاملة الأقلية الفلسطينية من قبل الدولة ستتأثر للسلب أو للايجاب من قبل دول العالم من تعامل اسرائيل مع هذه الأقلية وسيحكم العالم عليهم ( القصد على اسرائيل) من هذا المنطلق".
يشمل الكتاب عرضا لواقع التعليم العربي ومختلف المشاكل والقضايا التي واجهت تطوير التعليم العربي في ظل سياسة التمييز. ومن المعروف مثلا ان العرب في اسرائيل يشكلون 20% تقريبا من السكان ولكن ميزانية التعليم العربي لا تتجاوز 7% من ميزانية التعليم العامة في اسرائيل، رغم ان المجتمع العربي هو مجتمع شاب ، وعدد تلاميذه يتجاوزون نسبة ال 20% من مجمل عدد الطلاب في اسرائيل.
غني عن القول ايضا حرمان الوسط العربي من جامعة عربية، رغم الجهود الكبيرة التي وظفت لتنفيذ هذا المشروع التربوي العلمي الحضاري الهام.
قامت الحكومة بالاعتراف بجامعة في المناطق المحتلة ، ( اول جامعة احتلالية في العالم) وفي السنة الأخيرة فقط تمكنت بلدية الناصرة ، بعد جهود متواصلة لسنين طويلة ، بوضع حجر الأساس للجامعة العربية ، التي نأمل ان تصبح صرحا علميا يدعم المجتمع العربي وتطوره في اسرائيل.
د. محمد حبيب الله يقدم في كتابة مرجعا توثيقيا هاما لكل من يهمه قضايا التعليم والجهود الجبارة التي يقدمها العاملون في مجال التعليم بكل المستويات، ويطرح ما هو أكثر اهمية، ان نجعل من التعليم العربي رافعة لتشكيل مستقبلنا الحضاري، متجاوزين كل التضييقات والصعاب.
[email protected]
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟