عباس ساجت الغزي
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 17:34
المحور:
المجتمع المدني
عُمّلة التَسويق في زمنِ التبويقْ
يحق لي ان اصف المجتمع في مدينتي على اقل تقدير بانه مجتمع حائر بين المعاكسات والأضداد التي نعيشها اليوم في ظل هذا الكم الهائل من التأثيرات الفكرية والازمات السياسية والاقتصادية في القول والعمل في زمن اختلطت فيه المفاهيم وسط غياب القيم والمبادئ الثابتة , حين قرر البعض من الجهلة سلوك طريق الضلالة بلبس الحق بالباطل من اجل مآربهم الدنيئة ، مما دفع البعض ممن يسهل التغرير بهم لسلوك نفس الطريق حيناً والعودة الى رشدهم في وقت اخر في عملية ساهمت هي الاخرى في تفكك النسيج الاجتماعي وفقدان الثقة بين ابناء المجتمع .
وعلى اساس ولادة المجتمع الحائر ولدت بين قصباته اليابسة من الماء الطهر وفي الارحام المقرحة بدماء الحيض بعض النفوس المريضة من ابناء الحيض ذوي الشخصيات الشيطانية الانتهازية المتعطشة للكسب الحرام وتقديم ابناء جلدتهم قرابين لنذورهم في كسب الولاءات ووعظ السلاطين , لينالوا الحظوة بتكشيرةً من انياب الذئاب او قذف كسرة من سحت يلهمونها بسيل لعابهم للذات الشهوة الحيوانية وكأنهم المستذئبين من اتباعهم .
لا اخفيكم فكرت كثيرا في مسالة تجنب الكلمات الجارحة مراعاةً لمسامع القراء وخوف من تعكير صفو نفوسهم وحاولت كثيراً عدم ايضاح الشخصيات المقصودة في كلامي مع انها لا تراعي آفات نفوسها التي تعيث في المجتمع فساداً وتأكل الاخضر واليابس من زرع المساكين في زمن السنين العجاف , وذلك رعاية للذوق العام والالتزام بشروط المهنة التي تفرض علينا التعامل مع الامور في مراحلها بأخلاقياتنا مع مراعاة ان للضرورة احكام قد تستوجب البوح لان اخر العلاج الكَّي .
الكثيرون من المنافقين يعتقدون انه بابتساماتهم الكاذبة كبريق الحلي المزيفة وكلماتهم المعسولة يجيدون فن الاختفاء وراء حيلهم في تفكيك اواصر المحبة والالفة بين ابناء المجتمع الواحد , متناسين ان للخيرين العقول الراجحة التي زرع الله فيها فطنة الفلاسفة ونظرة المفكرين لعواقب الامور , ومهما اكتسبوا من مهارة في المراوغة فان نظرات الذنب بمصادرة حقوق الاخرين تكشفهم بمسكنتهم كالقطط التي تسرق اللحم دون علم اصحابها .
طيبون نحن .. نعم .. لكننا لسنا بغافلين عما يجري من حولنا فالصقر مهما ارتفع عن الشبهات وارتقى في صفاء السماء الزرقاء لكنه يملك تلك النظرة الثاقبة التي تكشف كل خفايا ما يتحرك تحت ستائر النفوس المسودة من حرق امال الاخرين بنشوة الكسب الرخيص , وقدرتنا وسرعتنا بعد التوكل على الله في الكشف عن تلك الشخوص المريضة والنفوس الدنيئة دنائة ابائهم في ارتكاب ما حرم الله من اجل انجابهم بهذه الكيفية التعيسة .
نرقب ونشخص هؤلاء وسوف يفضحوا على رؤوس الاشهاد بالدليل القاطع يومئذ لكل حادث مقال وكل نفس بما كسبت رهينة , يومها نشعر بنشوة الانتصار على الظلم والحصول على الحقوق كاملة والخلاص من النفاق الاجتماعي الى غير رجعة وبناء مجتمع سليم معافى لا مكان للفاسدين فيه , حينها يشعرون بالذل والعار ولا ينفعهم مكرهم يوم تبيض الوجوه وتسود وجوههم , وتلعنهم امهاتهم بسوء ما بشرنَّ به من عذاب اليم .
عباس ساجت الغزي
#عباس_ساجت_الغزي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟