إحترم عدوك وإحذر أصدقاءك …

نافزعلوان

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 11:24
المحور: المجتمع المدني
    

بسم الله الرحمن الرحيم

إحترم عدوك وإحذر أصدقاءك …

هرول أحد البدوان ودخل علي خيمة الشيخ وهو يصرخ مات الشيخ فلان … مات الشيخ فلان … فهب الشيخ من مجلسه ولطم البدوي علي وجه وقال موت الشيوخ ما تتناقله الرعيان يا كلب. ثم نظر إلي من حوله وقال، يا حيف بعد موتك ياشيخ فلان، بعد موت راسك ما بقي راس في العربان أدق فيها راسي. معني الكلام أن الشيخ الذي مات كان عدو للشيخ ورغم ذلك عز عليه أن ينقل خبر وفاته إليه أحد الرعيان وبعد موت ذلك الشيخ لم يتبقي في البادية شيخ يستحق شرف أن يحاربه الشيخ.

كانت العداوة بين شيوخ القبايل لها أصول وعادات، فمثلاً ما كان لشيخ قبيلة كبيرة كثيرة الحلال وكثيرة الفرسان أن تغزو قبيلة صغيرة حتي وإن قامت تلك القبيلة الصغيرة بنهب عدد من المواشي أو الحلال علي سبيل المثال، وكان يقول شيخ القبيلة الكبيرة صغار وأكلو من أطرافنا. وكانت شيوخ العرب تحذر الصديق أكثر من العدو وكان أحد الشيوخ يقول ما أخاف من جيش العدو جرار بحوش داري ولكن أخاف علي راسي من صديق لي نايم بحد راسي.

وعندما قام قائد قوات الحفاء بنقل خبر إنتحار هتلر قال تشيرشل كم كنت أحب أن أستمع إلي ما كان يدور حقيقة في رأسه. خسارة .. كان من الممكن أن يكون صديق شراب جيد.

وبالطبع كل فلسطيني يعرف المثل الذي يقول ما محبة إلا بعد عداوة. والمقولة التي كان يرددها المرحوم ياسر عرفات اللهم إكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم. وإن طال الزمن أو قصر سنكتشف أن من قام بستميمه وبقتله هم أصدقاءه المقربين وليس أعداءه.

كذلك الشعب الفلسطيني. خذله الأصدقاء وأقعوا به الخسائر والكوارث أكثر بكثير من أوقعت به إسرائيل.

لذلك يجب أن ننوه إلي وجوب إحترام الخصم. لأننا لو فكرنا قليلاً لإكتشفنا أن هذا الخصم لولاه ما أعملنا الفكرة وقدحنا الفكرة للتغلب عليه وللتفوق عليه. إن في إحترام الخصم إحترام للنفس أولاً وتهذيب لها ثانياً وإرهاب للخصم وللعدو ما بعده إرهاب. إن العدو لينظر إلي إحترامك لخصومته فيحتار من أي طريق يستطيع أن يتغلب علي هذا الخصم المحترم.

نافزعلوان لوس أنجليس

#نافزعلوان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات