|
روسيا هي العدو التاريخي الاول لليهودية اليوضاسية
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 09:06
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
ليس من شك ان الحيتان الامبريالية الاميركية والغربية تنهب ثروة النفط العربي، التي هي ثروة "طبيعية" اي ملك الشعوب، وليست ملك الحكام العرب. ومع ذلك فإن العائدات التي تحصل عليها الانظمة النفطية العربية (وان كانت تمثل جزءا يسيرا من مجمل عائدات النفط) تقدر بمئات والاف مليارات الدولارات. ولكن الحكام النفطيين العرب ينفقون مليارات النفط على بذخهم وملذاتهم، من جهة، وعلى الرشوات السياسية وإفساد الاحزاب والمنظمات الشعبية العربية، من جهة ثانية، وعلى الإعلام الفاسد والفاسق والتضليلي، من جهة ثالثة. وللاسف ان جزءا من الاعلام النفطي التضليلي يتخذ طابعا دينيا، ويتاجر بالدين الاسلامي الحنيف، لبث الاضاليل التي تقلب الحقائق وتجعل العدو صديقا والصديق عدوا. وقد ظهرت تأثيرات الاعلام النفطي العربي و"الاسلامي!" الكاذب، بأبشع صورها في معركة افغانستان ضد روسيا السوفياتية. وبدون اي تبرير للتدخل السوفياتي (البريجنيفي) في حينه في افغانستان، فإن آلة الدعاية "القاعدية" واخواتها، اعلنت "الجهاد المقدس" ضد روسيا، بوصفها شيوعية وبوصفها مسيحية شرقية. وبالرغم من سقوط حجة الالحاد "الشيوعية" عن روسيا، فلا تزال روسيا هي الهدف الاول للاعلام العربي "الاسلامي!" المزيف. ويبدو ذلك بشكل يفقأ العين في المعركة الدائرة في سوريا، حيث تتجند جحافل الاعلاميين المأجورين جنبا الى جنب "المجاهدين" المضللـِّين ـ المضللـَّين، في خدمة المخابرات الاميركية والاسرائيلية والتركية تحت "حساب الدفع" العربي النفطي. وتحت ركام الدعاية التضليلية للانظمة والمنظمات النفطية "العربية!" العميلة و"الاسلامية!" الكاذبة، تضيع او تختفي حقائق تاريخية يتوجب على جميع القوى الوطنية العربية، التقدمية والقومية والاسلامية، ان تزيح الغبار عن عيونها لترى تلك الحقائق وتعتبر بها. وربما ان اهم تلك الحقائق هي ان روسيا، بصفتيها المسيحية الشرقية والقومية ـ السلافية، ـ وقبل اكثر من الف سنة من الفلسطينيين والعرب والمسلمين ـ هي العدو التاريخي الاول والاكبر لليهودية اليوضاسية والصهيونية. ونلقي نظرة سريعة على هذه الحقيقة، وندعو جميع الباحثين الجادين والمؤرخين المخلصين، وجميع القوى الوطنية، التقدمية والقومية والاسلامية، للبحث في هذه الحقيقة من وجهة النظر القومية العربية والدينية الاسلامية، الصادقة. فقبل قرار الامم المتحدة بتقسيم فلسطين، وقبل نشوء اسرائيل بثلاثة عشر قرنا، اي في القرن السابع الميلادي، نشأت مملكة الخزر اليهودية، على الشواطئ الشمالية لبحر قزوين ومحيط نهر الفولغا، على كتف روسيا. ونظرا للاصول الطورانية للخزر، فقد كانوا على علاقات وثيقة مع القبائل التركية، الطورانية ايضا. وكشعب قبائلي ـ رعوي محارب اتصفت مملكة الخزر بنزعة الغزو والنهب والسلب والسبي والتوسع على حساب جيرانها البلغار القدماء والقبائل الروسية المتفرقة (قبل نشوء الدولة الروسية). وتقول بعض الروايات التاريخية ان الخزر تبنوا الديانة اليهودية تحت تأثير بعض الدعاة اليهود (العبرانيين) الفارين من اسر البيزنطيين. ولكن في رأينا المتواضع، وندعو الباحثين المختصين للبحث الجاد في هذه الفرضية، ان الخزر قد تهودوا تحت تأثير من كانوا يسمون "التجار المسلمين" (لقدومهم من ديار الخلافة الاسلامية)، اي عمليا التجار اليهود العبرانيين (رعايا الخلافة الاسلامية) الذين كانوا يجوبون تلك المناطق لشراء المنهوبات والمسلوبات والسبايا من القبائل التركية والخزرية لبيعها في اسواق الخلافة. وقد تهود الخزر تحت تأثير "المصلحة المشتركة" الناشئة عن هذه "التجارة". ومعلوم انه في وقت من الاوقات اصبحت تجارة الحريم (الرقيق الابيض) والعبيد والغلمان والخصيان من اكبر واهم التجارات في الخلافة الاسلامية. وكان اكبر مصدر للرقيق ولا سيما النساء مما يستولي عليه الخزر والاتراك. وفي ادبياتنا التاريخية كانت الجواري يسمين "روميات" (اي اغريقيات ـ بيزنطيات) ولكن الحروب مع بيزنطية كانت على تراجع، ومن ثم فإن موارد السبايا البيزنطيات "الروميات" كانت على تضاؤل. وأغلب السبايا ـ الجواري في قصور الامراء والقواد المسلمين، اللواتي كان يتم شراؤهن من اليهود الخزر، كنّ لا روميات بل بلغاريات وسلافيات ـ صقلبيات (روسيات). وقد تبنت الدولة البلغارية القديمة (بلغاريا الفولغا) الديانة الاسلامية، على امل ان تنجدها الخلافة وتحميها من الغزو والتوسع الخزري اليهودي. وقد قضى الخزر على دولة بلغاريا الاسلامية القديمة. ولكن بقايا بلغار الفولغا لا يزالون مسلمين الى اليوم. وبحافز الدفاع عن النفس اتجهت القبائل الروسية الوثنية المبعثرة لتوحيد صفوفها في دولة واحدة وتبنت ديانة واحدة هي الديانة المسيحية على النسق الشرقي. وأول "عمل دولوي" قامت به الدولة الروسية الجديدة هو رد الصاع لمملكة الخزر اليهودية. وفي سنة 965 فإن الامير سفياتوسلاف الاول امير الدولة الروسية الاولى (المسماة: روسيا كييف) نجح في تدمير الحصون الرئيسية لدولة الخزر واقتحام عاصمتها إيتيل. وفي الفترة 980 ـ 1015 اكمل الامير فلاديمير الاول مهمة سلفه ودمر تدميرا كاملا مملكة الخزر اليهودية وازالها من الخريطة السياسية. ومنع اليهود الخزر من الاقامة في منطقة بحر قزوين، فانتشروا في سائر الاراضي الروسية واوكرانيا وبولونيا، ومنها في اوروبا الغربية. واليهود الحاليون الذين تطلق عليهم تسمية "اشكناز" او تسمية "اليهود الغربيين"، هم لا علاقة لهم قوميا او عرقيا، بالعبرانيين ـ الساميين ("ابناء عم" العرب)، بل هم عرقيا من الاصول الخزرية ـ الطورانية ("ابناء عم" الاتراك). والاشكناز، او اليهود الغربيون، هم الذين يحكمون اسرائيل، وغالبية الشخصيات السياسية اليهودية ـ الاسرائيلية هم من الاشكناز، الذين يعرفون تماما تاريخهم، ويحقدون حقدا "تاريخيا" اعمى على روسيا اكثر بكثير من حقدهم على العرب، الذي هو حقد مستجد تاريخيا بالنسبة لهم، ومنقول اليهم من اليهود العبرانيين، على قاعدة الرباط الديني ـ الغيبي وليس الرباط "القومي" الذي لا اساس تاريخيا له. والعقيدة الدينية العبرانية تتمحور حول اليهودية المللية، اي السعي للمحافظة على حق الممارسة الدينية المتميزة، وفي شكلها الاقصى: اغتصاب "ارض كنعان" (فلسطين) وبناء دولة دينية متميزة يحكم فيها اليهود انفسهم بأنفسهم دينيا. اما العقيدة الدينية الاشكنازية فتدعو الى اقامة دولة يهودية امبراطورية، اي دولة استعمارية توسعية، تحتل وتستعمر الشعوب الاخرى وتستعبدها على الطريقة التي قامت عليها قديما الامبراطورية الرومانية ـ النموذج الاصلي لجميع الدول الاستعمارية في التاريخ العالمي. وهذا ما كانت عليه المملكة الخزرية التي قضى عليها الروس. واذا كان "الحلم التاريخي" ـ التوراتي ـ لليهود العبرانيين هو الاستيلاء على القدس واعادة بناء هيكل سليمان و"مملكة داود" في ما يسمونه "يهودا والسامرة"؛ فإن "الحلم التاريخي" لليهود الاشكناز هو الاستيلاء على موسكو وتدمير الدولة الروسية واعادة بناء "مملكة الخزر اليهودية" على انقاض المسيحية الشرقية والدولة الروسية. وللاسف الشديد ان الصهيونية العالمية (ونواتها الاساسية: اليهودية الاشكنازية) تسجل النجاح على صعيد تسخير "الاسلاميين!" التكفيريين المضللـَّين في محاربة المسيحيين الشرقيين (العرب) والمسيحية الشرقية عموما وروسيا خصوصا، العدو التاريخي الاول والاكبر لليهودية الاشكنازية ـ الخزرية وللصهيونية عموما.
#جورج_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بطريرك كل المسيحيين وكل العرب
-
-المسيحية العربية- حجر الاساس للوجود الحضاري للامة العربية
-
المسيحية قبل وبعد ميلاد السيد المسيح
-
-الفوضى البناءة- ردة اميركية رجعية على هزيمة اسرائيل في حرب
...
-
الحرب -الاسلامية!- الاميركية ضد سورية والنفط والغاز في شرقي
...
-
معركة سوريا... مشروع افغانستان معكوسة، او الفخ الروسي للعصاب
...
-
من التعددية الحضارية الى الآحادية القطبية الرومانية
-
الاهمية التاريخية للحروب البونيقية
-
بدايات الصراع القومي مع الامبريالية الغربية (تدمير قرطاجة، س
...
-
الجذور التاريخية للصراع القومي في العالم القديم
-
مأساة غزة وظاهرة الحرب الاستعمارية والابادة الجماعية
-
الصراع الوجودي المستمر مع الصهيونية
-
من رسالة الى الاتحاد البلغاري للمناضلين ضد الفاشية
-
مجزرة اطفال بيت لحم
-
جلادو المسيح والمسيحية الشرقية
-
التبعية لاميركا تأخذ اوروبا الى القاع
-
اميركا تبيع الاوهام القاتلة لحلفائها وروسيا تستنفر قدراتها ا
...
-
الدور -العثماني الجديد- للطورانية الاسلامية الكاذبة!!!
-
ازمة المديونية تهدد العالم الرأسمالي الغربي
-
تقرير بيلاطس البنطي عن قضية صلب السيد المسيح
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|