|
تدمير العراق كان هدفا- صهيونيا-
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 4056 - 2013 / 4 / 8 - 23:58
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لسنا بصدد الأجابة على سؤال ما الذي حدث يوم 9 /4 / 2003هل كان تحرير ام غزو واحتلال ولكننا ندرك ان تلك الحملة أو الكرة الثانية على العراق أدت الى تدميره وتخريب ادق المفاصل التي لم تنل منها الحملة الأولى ،ولم تقتصر على كنوز البلد وبناه التحتية بل تعدت ذلك الى وضع كارثي في نفسية الفرد العراقي الذي اصبح معرضا" للأمراض الخبيثة بفعل الأشعاع والى فقدان الأطمئنان النفسي بسبب استمرار بئر الأرهاب التي تحمل له الموت في أي لحظة وفي كل منعطف ومكان من ارض العراق. صحيح ان العراقيين شعروا ببعض السرور في ذلك اليوم لأعتقادهم ان الخلاص من ربقة النظام الدكتاتوري سيتلوه تغيير ايجابي لمستقبلهم ،ولكنهم بنفس الوقت كانوا يتساءلون وهم يرون بلدهم يحترق ويتحول الى اكوام رماد وتفقد كل نعمة فيه . لقد كان العراق بلد محاصر من العالم بأجمعة وقد كان تعرض في الحرب الأمريكية الأولى الى تدمير كبير ، ولم يكن هناك أي مبرر ليخوض بوش الأبن حربا" جديدة في العراق ، ولكن المحيطون به ممن يدعون لوبي الموت ،كانوا ينظّرون ويصورون ان حربا" جديدة على العراق ستكون ذات فائدة على امريكا ،حتى ولو اضطرت أمريكا لخوضها بمفردها ودون الأستعانة بالحلفاء ،ولهذا كانوا بأشد الحاجة لألباس هذا الغزو لباس ديني لكسب تأييد العامة في المجتمع الأمريكي وهذا ما دفع الرئيس الامريكي بوش الأبن الى ان يعلن مرارا" من ( ان الله امره باحتلال العراق ) ،وقد يخدع فعلا" بعض الناس البسطاء ولكنه لايخدع مفكروا أمريكا الذين يتندر بعضهم على ادعاءات بوش ذاكرين : ( ان كارل روف و ريتشارد بيرل و ولفويتز و دونالد رامسفيلد و كوندوليزا رايس وديك تشيني ... الخ هم من يطالون آذان رئيسنا ) . وقد ذكرت صحيفتي الأندبندنت والغارديان البريطانيتان الى أن بوش الأبن يدعي : ( أن الله قال لي أن احتل العراق ) ، وتضيف الغارديان قول بوش الأبن ( ان الله كذلك كلمه عن السلام في الشرق الأوسط ) . ويظهر ان بوش قد نفذ الأيحاء الأول والذي يريده اللوبي ذو التوجهات الصهيونية المحيط به ولكنه لم يلقي بالا" للأيحاء الثاني الذي لايعجبهم بأي حال من الأحوال . تشكيل القرار الأميركي صهيونيا" ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أخذ الصهاينة بما يملكون من صفات ، التدخل في تشكيل القرار الأمريكي وتكيفه وفق أهوائهم ومصالحهم ، فأحتلال العراق كان هدفه ،صهيونيا" ، تدمير الجيش العراقي الذي خرج جيشا" مرعبا" لهم بعد توقف الحرب مع أيران ، فحيك كمين الكويت لصدام الذي بلغ به العمر وشطحات الخيال أن يدخل في مراحل الخرف ،حيث لم يكتفي الصهاينة والأمريكان بحرب صدام مع أيران،ولا بحرب الخليج الأولى ، بل أتبعوها بتدمير العراق أقتصاديا"، وتدمير شعبه نفسيا" ،عن طريق حصار قاسي أستمر لثلاثة عشرة سنة ،ثم صفحة رابعة بحرب تدميرية جديدة سال فيها الدم العراقي والأمريكي بكثافة لم يكن لها مايبررها ،وكان بالأمكان التخلص من صدام ،لو كان الهدف صدام ،فقد رأينا، في نهاية الحرب الأولى ، كيف حمل أغراضه وكان ينوي مغادرة العراق ،بعد أن وصلت أنتفاضة العراقيين ، بشماله وجنوبه ، الى قلب بغداد ولكنها أجهضت أمريكيا" ،لأن القائمين بها كانوا لايخضعون للمواصفات اليهودية والأمريكية وشيوخ النفط . وقد يقول قائل ان هناك مغالات فأمريكا هي سيدة العالم اليوم وقادتها هم الآمرون الناهون ووفق لمصالح أمريكا بالدرجة الأولى ، وللجواب على ذلك نقول له أستمع الى أحد أركان سياسة بوش الأب والذين يمييزون بأنهم الغلاة ممن دعوا الى أمبراطورية دموية وهو ويليام سافير ، من ابرز كتاب جريدة نيويورك تايمز ، يكتب مقالا" يذكر فيه أنه ( لايستطيع أن ينام الليل مستريحا" إلا بعدما يسمع صوت شارون على التلفون ثم يغمض عينيه ! ) . وهؤلاء مفتشوا الأمم المتحدة المكلفون بالتفتيش على اسلحة العراق ورئيسهم ريتشارد بتلر يعاونه مساعده الأول سكوت ريتر ، الذي أعترف فيما بعد أنه كان ينسق كل تصرفاته مع أسرائيل ،وانه في فترة عمله زارها سرا" أثنين وعشرين مرة ، لكي يحولوا دورهم من مهمة تفتيش الى محكمة تفتيش وهناك عشرات الأمثلة الواضحة للباحث عن الحقيقة . ولنقتطف من أفتتاحية مجلة الأيكونوميست ليوم 15 فبراير 2003 ، وهي مجلة رأسمالية محافظة تمتلك أسرة روتشيلد معظم اسهمها ، تقول المجلة : } كثيرون في العالم الخارجي يتمنون لو أن الولايات المتحدة ضبطت أعصابها ولو قليلا" . ان هناك ضرورة الآن للجم كلاب الحرب التي أطلقتها الرأسمالية الأمريكية ( النفاثة ) ، بحيث تتصرف الأدارة الأمريكية بمنطق أقرب الى جيمي كارتر ( الرئيس الأمريكي السابق الحاصل على جائزة نوبل ) ،وليس مثل ( جون واين ، بطل أفلام الغرب المتوحش ، لأن المخاوف من الأنفلات الأمريكي باتت حديث موائد العشاء كلها في عواصم اوربا على أختلاف مواقعها ) . أن امريكا أصبح لديها جيش خطر من المفكرين الذين احترفوا تهييج القوة الأمريكية وأستثارتها حتى تندفع أبعد كل يوم على طريق الحرب ،أن هؤلاء الناس وضعوا لأمريكا جدول أعمال يتضمن الأن خطة لتغيير الشرق الأوسط كله ،وفيما هو واضح فان الرأسمالية الأمريكية تمول وتدعم هذه المؤسسات الفكرية ،التي ضلت طريقها وجنحت الى الأصرار على تطبيق النظام الراسمالي حتى في عوالم الفضاء الخارجي ،ثم يكون مطلوبا" من العالم ان يصفق لهذا الجنوح الأمريكي المجنون المتحصن في دبابات الفكر الجديدة ! ) . وتضيف الأيكونوميست : ( أن النفوذ في بدايته فكرة ،وفي الواقع أن الأفكار المحركة للقرار الأمريكي الأن هي ذلك السيل المتدفق من مؤسسات ومراكز الدراسات الأستراتيجية ،وعلى سبيل المثال فأن أحد هذه المراكز وهو مركز ( دراسات المشروع الأمريكي ) هو الذي صك وأشاع للتداول تعبير ( الدول المارقة ) وهو تعبير أدبي لم يلبث أن تحول الى أستراتيجية حرب . أن خطورة القضية تظهر، أذا تذكر من يعنيهم الأمر، أن دونالد رامسفيلد ، وزير الدفاع الحالي لجورج بوش ، وكونداليزا رايس ، مستشارة الأمن القومي للرئيس ، كلاهما من نجوم مركز هوفر للدراسات الأستراتيجية ، وأن ريتشارد تشيني ( نائب الرئيس الحالي ) وكذلك زوجته كلاهما من نجوم مركز ( دراسات المشروع الأمريكي ) كما أن ريتشارد بيرل ( الذي كان رئيسا" لمجلس الدفاع القومي في وزارة الدفاع والمعروف بوصف أمير الظلام ) هو اكبر داعية لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بدءا من الحرب على العراق . أن أحدا" لم يعد في مقدوره أن يناقش أن هذه المراكز أصبحت بذاتها حكومة الظل في أمريكا ،بل وتأكد أنها الحكومة الخفية الحقيقية التي تصوغ القرار السياسي وتكتبه ،ثم تترك مهمة التوقيع عليه للرئيس ومعاونيه الكبار في الأدارة ، وهذا وضع يسئ الى الفكر في قيمته ، ويسئ الى الأدارة في قرارها { . ان الوجوه والشخصيات الأمريكية التي أشرفت وخططت على بناء تحالف حرب الخليج ( 1990 – 1991 ) والذين يوصفون بتشددهم بالولاء لدولة أسرائيل ، هم أنفسهم الذين خططوا لمؤتمر مدريد لتحقيق ما سمي بصلح شامل بين العرب وأسرائيل ( 1992 ) وهم ذاتهم الذين كتبوا خطاب الى الرئيس الأمريكي كلينتون يحثونه فيه على ضرب العراق والأجهاض عليه ، حيث الفرصة مواتية ، حتى ولو كانت أمريكا بدون أي تحالف دولي ، وهم من صاغ وقام بطرح مشروع قانون تحرير العراق الذي قبله الرئيس بيل كلنتون وأرسله الى الكونكرس حيث تم أقراره سنة ( 1998 ) ليصبح نافذا" ملزما" للرئيس الأمريكي . وفي حقيقة الأمر أن صدام لو أمتلك قنبلة ذرية ، لم يكن يصل الى الشعب الأمريكي ليخسر الأمريكان ما خسروه من عدة وعدد في حربي الخليج وما تلاهما ،وهذا ليس دفاعا" عن صدام بقدر ماهو أيضاح للدفع الصهيوني للأمريكان بالضد من مصالحهم وفي أتجاه لايخدم سوى المصلحة الصهيونية والتي تبحث من وراء الستار عن تحقيق حلم صهيون في السيطرة على مقدرات العالم ، وهذا ما يؤدي بشعوب المنطقة الى النفور من السياسة الأمريكية والبحث عن قوى فاعلة أكثر عدلا" وأكثر أنصافا" .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوهابية والصهيونية.. تلاقح فكري وعسكري
-
هل يتحقق حلم مؤسس الصهيونية بتحويل مياه النيل الى اسرائيل ؟
-
هل يقع الأيرانيون في أخطاء صدام ؟
-
الجهاد الصهيوني ..ما الذي على العراقيين فعله ؟
-
ديمقراطية امريكا المسلفنة باليورانيوم
-
عدو أمريكا .. الأسلام أم الصهاينة ؟
-
قمم العرب ..هواء في شبك
-
الجامعة العربية ..الأم التي تأكل فراخها
-
زيارة اوباما..هل تصلح امريكا كوسيط للسلام؟
-
الأرهاب .. والرد الحضاري
-
علاقة برنارد لويس بما يحصل لنا اليوم
-
العراقييون .. الرقص على أكتاف الموت
-
أمريكا من كولمبس الى الأمبراطورية العظمى
-
بروتوكولات صهيون ..هل أصبحت حقيقة ؟
-
الى العراقيين.. كلام اخوي هادئ
-
العراق .. البناء وحده ينهي الأزمات
-
نزهان الجبوري ..ووحدة المصير العراقي
-
البطالة.. مشكلة أقتصادية وأجتماعية وسياسية
-
نار الحب ... بين الأمس واليوم
-
ضياع الثروة ... الفساد السياسي والأداري
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|