كامل عباس
الحوار المتمدن-العدد: 1166 - 2005 / 4 / 13 - 11:02
المحور:
حقوق الانسان
اجتاحت بلداننا العربية والعديد من البلدان المشابهة موجة قوية - شعارها النضال ضد الامبريالية والصهيونية - بعد الحرب العالمية الثانية , وتشكل نظام عالمي جديد قام على الحرب الباردة بين معسكرين , ركب الموجة العديد من قادة الأحزاب والمنظمات والشخصيات وكان وما يزال من يتاجر بالدولارات والنظارات والحقائب الدبلوماسية , وقد اغتنى من تلك التجارة .
انهار النظام العالمي القديم وحل محله نظام جديد لو لم يكن متقدما على السابق في كافة الصعد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والانسانية لما فرض وجوده وتغلب على القديم بهذه السهولة . وبعد نجاحه عمت موجة جديدة شعارها - حقوق الانسان - ركبها من جديد العديد من قادة المنظمات والشخصيات بدأوا المتاجرة بها . وجه الشبه كبير بين الموجتين نحاول رصد بعض جوانبه
- الأولى كانت مرجعية تلك الأحزاب المعسكر الاشتراكي وهي تأتمر بأمره وتنفذ سياسته في بلدانها , والثانية مرجعيتها الغرب وهو يحاول من خلال تلك المنظمات تسويق سياسته أيضا . وفي الحالتين سواء كان الاتحاد السوفياتي ام امريكا كان هناك كيل بمكيالين حسب ما يخدم البلد الأم
- في الموجتين وخاصة أول تشكلهما كان هناك جانب ايجابي كبير لمصلحة الجنس البشري ككل , تمثل في الموجة الأولى في التركيز على التوزيع العادل للثروة ومعرفة كيف يتم توزيع الدخل القومي وحصة الطبقات المنتجة منه . وفي الحالة الثانية الانطلاق من الانسان وحقوقه الفردية من حريات وضمان صحي واجتماعي .
سوريا بلدنا الحبيب تفاعل مع الموجتين , الموجة المتلاشية والموجة الصاعدة . لكن الوقت لم يحن بعد للمكاشفة التامة والحديث بالتفصيل عن آثار الموجة الثانية . وانا هنا لاأقلل ابدا من بعدها الا يجابي على الانسان السوري ونقدي لجانبها السلبي من اجل خدمة الايجابي .
في هذا السياق يلاحظ أي مراقب حيادي كيف تنبت تلك التفرعات كالفطور في سوريا تحت أسماء عديدة منظمات ولجان متابعة وتنسيق ومناهضة تعذيب , وهي جميعها تتاجر بالسياسة وترفع شعار حقوق الانسان . وأصبح ظهورها في قلب العاصمة وليس في فرنسا فقط . ففي عشاء على مائدة السفير الفرنسي داخل سوريا لم يتورع تلك القادة عن الحديث بالسياسة علنا وخاصة الجانب الوطني !!
كما يلاحظ ان لكل حزب سوري تقريبا استطالة جديدة تختص بالانسان وحقوقه
في هذا السياق يلاحظ ان الكوادر الأولى في هذه اللجان والمنظمات جميعها تقريبا بنت مدرسة المركزية الديمقراطية وقد حملت امراضها الى المدرسة الجديدة , حيث الفصل والطرد والتشهير سيف مسلط على كل من يخالف خطها الانساني !
على مايبدو يحتاج الجنس البشري الى الكثير من التضحيات سيقدمها بشكل خاص المستضعقين منه كي ينطبق المضمون على الشكل التي تتمظهر فيه تلك المنظمات على الصعيد المحلي والعالمي ولكننا على الطريق سائرون .
#كامل_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟