انهمار الفتاوى الشاذة

جواد الشلال

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 23:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

انهمار الفتاوى الشاذة


فتاوى .... فتاوى .... فتاوى ..تنهمر علينا دون انقطاع .... السوق امتلئ بها ... وهناك فائض كبير للتصدير ..... تصديرها الى سوق العقل العربي والى الانسان النقي الحر ..فتاوى تدعو الانسان المسلم ان يتوقف ضمن حدود وقياسات محدده .... اغلب مظمونها ...لا تفعل هذا ...افعل ذالك بتروي ..توقف هنا .... وتحرك هناك ....اياك اياك وهذا الامر .... دع هذا الامر ... منظومة موانع محكمة بشبكة فتاوى متعددة لا تجد من خلالها اي منفذ لك ..... الجنة والنار ..يحددها لك ..المتفقهين .. طيبتك ...سجيتك ..انسانيتك ..وحبك للخير امرا لايمنحك اي مقعد في الجنة حتى لو كان على اطرافها او قريبا من مشارفها......اذا كنت راغبا بالجنة فعليك ان تتقيد بما يريده الفقهاء وخصوصا شيوخ السياسة بعد الربيع العربي عليك ان تتعلم منهم ...وبشكل حصري كيف تعيش حياتك ...كيف تعمل والى اين تسير وماذا تقرأ وماذا تلبس ..ومن تحب من الاخرين ...ومن تكره ....نعم فتاوى لتعليم الكراهية .... ...كما عليك ان تتعلم من ... الفقهاء .. اصول واوقات وطرق النكاح ...واذا مللت من زوجتك الشرعية او أئتلفتها فترة طويلة الى درجة الملل... فأذهب الى اقرب ... فقيه ..في مدينتك سيدلك على طرق جديدةعن النكاح .. وسيوفر لك اساليب شرعية لزواجات ..لم تجربها من قبل ..مثل زواج المسيار او زواج المسفار او الزواج المؤقت وزواجات اخرى عديدة ( كل فقيه حسب نظامه وطريقته وطريقة استنتاجه للفتوى ) وربما يرغبك على نكاج جديد ..على وصف العراقيين ( بالباكيت ) اطلق علية ...نكاح المجاهدة وهو مخصص للمجاهدين الذين يقاتلون المسلمين الاخرين او غير المسلمين ابتغاء لمرضاة الله ورضى اهل الفتوة ...استغفر الله ... ولهذا النكاح مزايا عديدة من اجل ان يصبر ويصابر المقاتل المجاهد ... ...فالفتيات صغيرات في العمر وجميلات ...وعقد الزواج بسيط وسريع وليس ثمة مشاكل في هذا الامر ..... وربما يحاول ان يقنعك بأن تطلق زوجتك وتكسب اجرا عظيما بأن ترسلها من ضمن وجبات المسافرات من اجل ان يجاهدن في مضمار نكاح المجاهدة...يبقى هذا الامر منوطا بدرجة ايمان ..الفقيه ... وشدة حماسته للاقناع ..................................................................... اما اذا رغبت بمعرفة اي امر من امور دينك او دنياك ....فكرر الذهاب الى اقرب فقيه في مدينتك ... وهم كثر ... ربما سيصبح عدد المتفقهين اكثر من عدد المواطنين في البلد الواحد .....عموما اذهب واسأله عما تريد ان تعرف ...كل ما يخطر ببالك ...سيجيبك عنه ..... اذا قلت له هل انا مسلم حقيقي ... وتعرض له اعمالك العبادية والخيرية ....وتقول له انا احب الناس جميعا واتعامل معهم بالحب والتقوى ومعاملتي لهم تتم بأنسانية عالية ...كوني مسلم وهذه مباديء الاسلام التي تعلمناها وتربينا عليها ... .. حتما سيقول لك ...نعم ..ولكن لايترك النعم هذه سائبة ...بدون ضوابط فقهية ..سيمطرك بفتاوى لم تكن تفكر بها او حتى تسمع بها ...فمثلا سيقول لك انت من المسلمين السنة او الصوفية او الشيعة او من الوهابية او من اتباع السلف الصالح (السلفية )او من اي جهة اخرى..فأذا توافق الامر مع معتقده ومع مصنع الفتاوى الذي هو عضو فيه ...سيقول لك احسنت ...ابقى على امرك هذا وجاهد من يخالفك الامر ..نعم جاهد ..وقاتل كل من يخالفك ..ولك الحق بأغتنام اموال المعارض لك وسبي ذرائره... اما اذا كان مذهبك الاسلامي يخالف مذهبه ...فسيرد بسرعة البرق .... استغفر الله ...انك مرتد عن الاسلام ...عليك الاسراع بالتوبة فورا والا ...افتيت ...بهدر دمك .... حينها ستقول يالهي ما هذا ...ما الذي يجري ..اليس اننا جميعا مسلمين ..وتعود بك الذاكرة الى .. رب واحد ..ونبي واحد ...وقبلة واحدة...ومشتركات كثيرة ...لماذا هذا الرجل مسكون بالفتوى الجائرة والشاذة ....... وحينها تتيقن ان هذا حال امة يريد ابناءها ان تتقدم الى الامام وتصبح من الامم الراقية ... والفتاوى الغريبة والشاذة تحيط بنا من كل جانب ...من سرير النوم ....الى ساحات الجهاد والقتال ...انه عالم الفتوى الحديد ..واحد انجازات الربيع العربي......

#جواد_الشلال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات