أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - صبـرًا آل دليـلــة















المزيد.....

صبـرًا آل دليـلــة


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 10:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعيدا عن التهويل و"التجريس"و"التشبيح" الإعلامي الذي لم أكن من محبذيه وممارسيه ومؤيديه يوما ما ,واذا صدقت الأنباء التي رددتها معظم النشرات الإليكترونية ,وبعض الصحف التي تصل شرق العالم بمغربه,عن اعتداءات على النمط الشيكاغوجي ,الغوغائي علىالشاب المهندس شادي دليلة نجل الخبير الاقتصادي المعروف عارف دليلة الذي مايزال رهن الاعتقال على خلفية ربيع دمشق الذي أصابه الخريف المبكر, وأيا كانت دوافع العملية ,وخلفياتها ,ونتائجها ,وبالصورة التي نقلت بها ,والتي لا تنقصها المصداقية كونها وثقت من قبل المحامي حسن دليلة, والدكتور مصطفى دليلة على موقع الحوار المتمدن ومرآة سوريا,ومواقع أخرى , فإنها وبكل أسف تشكل سابقة خطيرة ,وندبة عميقة,وجرحا لايندمل في جبين سورية الذي تغيرت ملامحه الجميلة والصافية بفعل ممارسات كهذه وأمثالها تسيء أول ماتسيء إلى إسم سوريا العظيم ,وأصحاب القرار ,ووجوه البلد المعروفين بالتأكيد ,لأن أولئك الفاعلين وشذاذ الآفاق الموتورين نكرات مجهولة لا يعرفهم أحد على الإطلاق.

هل من المعقول والمنطق والعدالة وجود خارجين على القانون أو ماصطلح عليه بـ"الشبيحة" يجوبون الشوارع , وعلى عينك ياتاجر,يبطرون, ويفجرون,ويعربدون ,و"يشفّطون", ويثيرون سخط الناس, ويفرضون الخوات والأتاوات؟ ولقد شاهدت بأم عيني هاتين بعضا من سلوكهم وأفعالهم وفجورهم في شوارع وساحات اللاذقية ,وأنا ابنها الذي أكل كل شبر منها من عمري الكثير ,ما يجعل الحياة جحيما لا يطاق ومغامرة محفوفة المخاطر لا يقوم بها سوى الانتحاري الذي لا يعبأ بالحياة.فما هو الذنب الذي اقترفه شادي ليلقى كل هذه الوحشية والاعتداء الآثم الذي شارف حدودالموت,وما الدافع لمثل هذه الأفعال والكل يحاول الخروج من عنق الزجاجة التي لم تفلح كل تلك العربدات والممارسات من منع الوصول إليه؟ وهل لم يعد هناك من عدالة وقضاء يلجأ إليه المرء في الألفية الثالثة ,واستمرار البعض بالاعتقاد بأنهم في عصمة ,وفوق القانون ,ومن غير طينة الناس؟

فهل من المعقول أن تستباح البيوت الآمنة, والبشر الآمنون المسالمون في وضح النار ,وتحت مرأى ومسمع السلطات ,وأن يساء للنساء المسالمات في مخادعهن ,فيما يعلن مواطن معارض آخر أنه –وبمرارة قاتلة- قد أصبح تحت الحماية الأوروبية, ويحمّل السلطات مسؤولية أمنه وسلامته,وبعد أن أتخمت الصحف والمواقع ,والكتب ,والأخبار بمآثر الأمن وسطوتهم وتطاولهم على الناس ووضعوا البلد وسمعته وشعبه ونظامه في أسوأ وأردأ حال؟فيما لاتزال الأغلبية الساحقة,والملايين المنتوفون الجائعون يعيشون الخوف والإغلاق والرعب والحصار, وإصيبت الحياة العامة بالشلل التام في ظل قوانين الأحكام العرفية والطوارئ التي جعلت بورما وبنغلادش وفيتنام وسورينام تتقدم علينا في كثير من المجالات, وذلك حسب كل النشرات التي تصدرها الأمم المتحدة,والجهات المختصة بدراسة الأوضاع الإنسانية في كل مكان,وبقينا في ذيل القائمة والقاع والمؤخرات ننعم بهذا العز وهذا الجاه. ألم يحن الوقت لوقفة جريئة تعيد الأمور إلى نصابها ,والصورة إلى نضارتها وبهائها وجمالها؟

من المعروف في كل دساتير وقوانين وشرائع البشر حتي في الأدغال ,أن الرعايا ولن نقول المواطنين,والأسرى ,والشعوب تحت الاحتلال أمانة في عنق الحكام,وهم مسؤولون عنهم وعن حمايتهم, وأمنهم, وحياتهم, وسلامتهم الشخصية وتوفير كل أسباب الرعاية والعناية بهم. ولايجوز بحال الانتقام من أحد والتنكيل به والتسبب بإيذائه كونه قد حاز عهد الأمان المعمول به في كل البلدان.

كنا ننتظر في غمرة هذه الفورة الإصلاحية المأمولة أن يتم الإعلان عن تبييض السجون, وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بما فيهم الدكتور عارف دليلة ليعود إلى شادي وأمه ويتحلقون حول عشاء بلدي بسيط أعدته أم شادي لزوجها بعد طول انتظار وغياب في الظلمات ,ويقضون ليلة يتسامرون ويضحكون ويستمتعون بالحياة العائلية التي وهبها الله ,وحللتها الشرائع والسماوات ,وحرمتهم منها القوانين الجائرة الظالمة ,التي جعلت كلا في واد ,وفرقت بين الأهل والأصحاب والخلان ,والآباء والأبناء,والأمهات والأطفال,والأصدقاء والأصدقاء,والأحباب والأحباب . وكنا ننتظر مزيدا من الانفراج في السياسة والاقتصاد والإعلام ,وقرارات متسامحة وجريئة تعود من خلالها أمواج المهاجرين الذين تعج بهم المدن والمرافئ والأرصفة بانتظار عناق موعود مع الأهل في الأوطان,وكنا ننتظر الأخبار الطيبةالتي تشجع الجميع للملمة حوائجهم والتوجه وحجز تذكرة باتجاه واحد نحو دمشق لا طلب تمديد الإقامة والبحث عن مزيد من التأشيرات والأختام والتوسلات هنا وهناك.

إننا في المغتربات نتمنىأن نسمع الأخبار الطيبة القادمة من سورية الحضارة والتسامح والحب, وسورية الشعب الطيب الأصيل, لاسورية التشبيح والمافيات وقطاع الطرق وشريعةالغاب. لقد أصبحت المعارك جلها, إن لم نقل كلها معارك إعلامية يحاول الجميع من خلالها رسم صورة طيبةعن بلده وحياته تعود بفوائد جمة لا مكان هنا لإيرادها.وكل قرار جيد وخبر طيب سيرفع المؤشرات السياسية والاقتصادية والمالية عاليا نحو السماء ,ورأينا سيل المقالات التي باركت إطلاق سراح المئات من إخوتنا المواطنين في بقعة عزيزة من الوطن,وبانتظار أن نرى أخبارا سارة عن معاقبة الجناة في هذه الفعلةالنكراء ,لتهدأ النفوس,وترتاح الخواطر وتعود المياه إلى مجاريها.

والمطلوب فورا,حتى ولو كان الحادث عرضيا وعابرا وبدون أية تأويلات,وهذا مايستبعده كثيرون ,وتأكيدا لمصداقية الخطوات التي شرع في تطبيقها ,هو تحقيق محايد ونزيه, وتقديم الجناة إلىالقضاء أمام المحكمة,ولتكن سابقة كي تكتسب من خلالها الخطوات القادمة والمقبلة المصداقية التامة وأن السلطات جادة في التعامل مع الشاذين والحمقىالذين يسيؤون لسمعة البلد قبل أن تكون اعادة اعتبارشخصية ,مع إدراكنا التام لحجم الأذى والضررالذي أصاب المغدورين,وردع أولئك الذين يروعون المواطنين الأبرياء في بلد فيه قانون ودستور وقسم بالحفاظ على أمن البلد والناس, وتعويض المتضررين ماديا ومعنويا ونفسيا ,والضرب بيد من حديد لكل من يحاول الاعتداء على أمن الناس وحياتهم ,وأيا كان .وأن يسود القانون على الجميع ولا يستثنى منه أحد على الإطلاق,وألا يتمتع بحماية أي كان.وإن أية خطوة من هذا القبيل ستلقى الإرتياح لدى عموم المواطنين.

ولشادي الصحة والعافية, وعودة ميمونة إنشاء الله,بعد هذه المحنة والعذاب , ولآل دليلة الكرام , الصبر,والجلد, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكريساَ لمبدأ المواطنـة
- المرحـلة التاريخيـة
- ما أروعـك أيتها العروبـة
- المفســدون في الأرض
- على القـوائم السـوداء
- الحصـاد المُـــر
- المـوت الرحيــم
- كـذبة نيسـان الكبرى
- موسـم إغـلاق الملفـات
- مجــــرد فكــرة
- شُكـر على تعزيـــة
- الـــراعي والــذئب
- اكتشافات عظيمــة
- أغبيــاء بلا حــدود
- عندمــا يتأدب الجنرالات
- خلايـــا نائمـــة
- قمــة الهــــاويات
- مهمـة مستحيـلة
- حرب النكايات والضرّائر السياسية
- اللقمـــة السائغــة


المزيد.....




- الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر ...
- لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع ...
- -حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم ...
- هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
- فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون ...
- ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن ...
- محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال نعيسة - صبـرًا آل دليـلــة