أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟















المزيد.....

الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1165 - 2005 / 4 / 12 - 08:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثقافة والإعلام في بلد يحتل موقعا روحيا تهوي إليه أفئدة الملايين، ويلعب دورا اقتصاديا كبيرا، فضلا عن دوره كشقيق أكبر في مجلس التعاون الخليجي.
المفترض في مثل هذه الحالة أن تكون المملكة قبلة المثقفين، وملجأ الإعلام الحر، وملاذ الباحثين عن كل الفنون والآداب والفلسفة والندوات والمطابع ودور النشر والفضائيات التي لا تنافسها كل أجهزة البث العربية.
كان من المفترض أن يسقط الإرهاب صريعا عندما يطرق باب المملكة، وأن لا يحتاج لقبضة الأمن، وأن لا يتم زرعه في الأساس في هذا البلد الآمن.
وكان من المفترض ثالثا أن الذين يتلهفون على أخبار بن لادن والفقيه والمسعري وكل قوى المعارضة لاتراهم العين المجردة لقلة عددهم، وضعفهم.
وكان من المفترض رابعا أن السعودية لا تجد نفسها في حاجة لعقد مؤتمر ضد الإرهاب فالدور الثقافي والفكري والفني والعلمي والروحي والإعلامي كفيل بأن يجعل الفكر المتطرف والمتشدد والمتزمت منبوذا من الجميع.
وظن المسؤولون السعوديون أن لهم أصدقاء في كل مكان، وأن آلاف المثقفين والإعلاميين يملكون القدرة على وقف الطوفان المخيف الذي يجرف كل ما يقف في مواجهته، لكن معظم أصدقاء المملكة صناعة غير حقيقية تشبه تماما الواردات الرخيصة من تايوان وهونج هونج وبنجلاديش، تبدو كأنها أصلية فإذا لمستها تساقطت كأنها مُرَكَبة من لصق قديم.
الثقافة والإعلام في المملكة مهمة تنوء عن حملها الجبال، فالممنوعات أكثر من المسموحات، والمؤسسة الدينية تقف في الجانب الذي يصنع المواد المفجرة في عقول ونفوس الشباب، فهي حتى مع دورها الروحي والفقهي والتعليمي تتسلل إلى مواطن الضعف في نفوس الشباب، وتضع ديناميتا هنا وزيتا هناك، لأنها في الواقع سلطة مطلقة، لا يحاسبها القانون، ولا يقترب من فتاواها العقل، وتربت سلطة الدولة على كتفها طوال الوقت، ولا تستطيع أي جهة أن تغضبها.
فإذا فتحت الدولة ثغرة يتنفس منها السعوديون، أغلقتها المؤسسة الدينية لأن بقاءها يرتبط بعملية التخدير والتكبيل والقيود الصارمة الملتفة حول العقل والقلب.
انتخابات بلدية تنعش الأمل في مستقبل السعوديين، لكن الممنوعات كالعادة هي التي تحدد للمسموحات حجم الكوة التي تطل منها، فالمرأة هنا بدون صوت، والذكور فقط هم الذين حباهم الله بالعقل والحكمة والخوف على بلدهم، أما النساء فلا يحق لهن الاقتراب من الفتنة، والفتنة هي الرجل ولو كان أستاذا كبيرا في السن يقف محاضرا في مدرج واسع لا تشاهد ملامحه طالبة تجلس في الصف الأول.
الإعلام السعودي يحتاج لثورة من الداخل، ووزير الثقافة والإعلام الجديد صحفي قدير، واعلامي من الدرجة الأولى، ومثقف مستنير، ووطني يملك أحلام التغيير في بلده الذي كان آمنا، لكن المعركة لن تكون سهلة، فالمؤسسة الدينية هي التي ترسم الخطوط العريضة لكل شيء، من فحوى الكتب إلى التفسير العلمي لمعجزات الكون، ومن دور المرأة إلى حقوقها المواطنية، ومن الصور التي توزعها وكالة الأنباء السعودية إلى قيادة السيارات.
والصدام معها سينتهي قطعا بالضربة القاضية في الجولة الأولى، فهي تملك المقدس، وحق التفسير، وصكوك الغفران، وتحديد كمية الهواء التي يتنفسها المرء، وصناعة المواطن منذ مولده وحتى ينزلق جسده تحت التراب، وربما لا يتركونه لرب الخلق إنما يحدثونه عن ثعبان أقرع وأكبر من البوا التي رسمها الأمير الصغير في الرواية الشهيرة، فيدس نابه السام ويحاسبه قبل حساب الآخرة.
معضلة غريبة بكل المقاييس، فالمطلوب التعامل مع العصر بروح التراث والطيبة والاخوة والدين والعرف، لكن الإسراف في استخدام العقل والمنطق والفلسفة والاجتهاد مرفوض رفضا حاسما، وسيتم تكفيرك بدون استتابة، ويستعد مسرور السياف لقطع رأسك بأسرع من قدرتك على التوبة والإعتذار.
عشرات النصائح التي خطها قلمنا بمحبة ومودة للشرعية السعودية الممثلة بآل سعود الكرام، لكنها ذهبت أدراج الرياح، ولم يكترث لها أمير أو مسؤول أو وزير ( إلا قلة منهم ) فالسلطة لا تتلقى النصائح إلا من المؤسسة الدينية التي ثارت في يوم من الأيام ضد الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، لأنه أراد تعليم المرأة .
قلنا ونكرر أن الشاب الذي الذي يفجر مجمعا فيه أبرياء، ويقتل رجال أمن بلده، ويحضر لوطنه شيطان واشنطون
بعد الحادي عشر من سبتمبر، ويزرع الرعب والفزع في الوطن الآمن لم يهبط من كوكب زحل أو عطارد، ولم يخرج من كهف في قلب جبل بأرض غير ذي زرع، لكنه صناعة محلية شاهدها المسؤولون والمواطنون والخائفون على الوطن لكن المؤسسة الدينية تقف بالمرصاد أمام أي تحليل نفسي أو اجتماعي أو فلسفي أو تربوي يقترب من عدد جرعات التدين التي تشحن بها بطارية النفس البشرية للشاب المسكين.
إذا أراد السعوديون حقا القضاء على الإرهاب ووقف تحرك تسونامي مدمر يراه بوضوح أولو الألباب المهمومون بقضايا هذا البلد، فينبغي أن ترفع المؤسسة الدينية يديها تماما عن الثقافة والإعلام، وأن تعجل السلطة في امتصاص براكين نائمة داخل أعماق شباب لو أشار لأحدهم أحد أمراء الجماعات فسيفجر نفسه دفاعا عن قضية لا يعرف ألفها من يائها.
المملكة العربية السعودية تحتاج إلى كليات فنون، ودراسات فلسفية، وعلم المنطق، وحقوق سياسية للمرأة، وحرية الكتابة، ونزع الخوف من الصدور، والغاء أي صفة سلطوية من الجماعات الدينية، وفتح باب الاجتهاد، وترك القوى المستنيرة والليبرالية تكتب وتنشر ما تشاء، وسيذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس .
وتحتاج لأن ينصت المسؤولون لأصدقائهم والصادقين معهم في الداخل والخارج، وأن تنهي وزارة الثقافة والإعلام عهد الحرس القديم من الإعلاميين المؤلفة قلوبهم، فهم خصوم المملكة بمديحهم الزائف.
المهمة ليست هينة أمام الوزير الاعلامي المثقف اياد مدني، فإما أن يقوم بثورة يباركها الأمير عبد الله بن عبد العزيز تشمل الاعلام والثقافة وكل ما يتفرع عنهما، أو أن يجلس مبتسما وهو يقرأ تقارير وتحقيقات ومقالات لم تمس القلب قبل أن يخطها قلم، لكنها تصف كل شيء في المملكة بالكمال والتمام والبديع.
أمام الوزير المثقف الإعلامي معضلتان: الأولى صحافة سعودية وقنوات تلفزيونية متخصصة في نشر وداع واستقبالات الأمراء، والثانية مؤسسة دينية قائمة على صمت الآخرين وإلا ستحرمهم افتاءاتها من رحمة العلي القدير.
تبقى القضية الأهم في معرفة المساحة التي يمكن للوزير أن يتحرك فيها قبل أن يصطدم بوجه غاضب يحذره من الاقتراب من المنطقة المحرمة، وهي في عرف المؤسسة الدينية تغطي الوطن كله



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟
- الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الإعلام السعودي .. ثورة من الداخل أم النوم في العسل؟